ما هو الخروج المحرّم على الإمام ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد...

وقفنا علي نصوص لابن حزم والشهرستاني وابن حجر وابو الحسن الملطي يقولون
فيها بأن من صفات الخوارج الخروج علي الامام الجائر أو الظالم..

ووقفنا علي حديث لسيد الخلق وامام المرسلين قال الحاكم فيه انه صحيح وكذلك
صححه الالباني قالسيد الشهداء حمزة ورجل قام الى امام جائر فأمره ونهاه
فقتله )

فهل هذه تعد زلة لابن حزم ومن سبق ذكرهم أم أننا فهمنا الادلة بمفهوم خاطئ وإن كان ذلك فحبذا تصحيحه ..

وجزيتم خير الجزاء ووفقكم الله واعانكم علي فعل الخير ....وثبتنا وثبتكم علي درب الهدي وطريق الحق ...

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين :

لا تعارض بين قول من قال بأن من صفات الخوارج الخروج علي الامام الجائر او
الظالم..وحديث : (سيد الشهداء حمزة ورجل قام الي امام جائر فأمره ونهاه
فقتله...).لأن أمر الإمام بالمعروف ونهيه عن المنكر لا يعتبر خروجا , بل
داخل في "النصيحة لأئمة المسلمين" المأمور بها ونهيهم عن المنكر.

عن عبادة ابن الصامت رضي الله عنه قال :

( بايعنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على السمع والطاعة فى العسر
واليسر والمنشط والمكره وعلى أثرة علينا وعلى أن لا ننازع الأمر أهله وعلى
أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف فى الله لومة لائم.) متفق عليه .

فهذا الحديث دليل على أن منازعة الأمر أهله (وهو الخروج بالسيف) لا يدخل فيه قول الحق.

وكان الصحابة رضي الله عنهم يجهرون بالحق عند الولاة وينكرون عليهم .

فهذا كعب بن عجرة-رضي الله عنه- دخل المسجد وعبد الرحمن ابن أم الحكم يخطب
قاعدا فقال: انظروا إلى هذا الخبيث يخطب قاعدا وقال الله تعالى: ((وَإِذَا
رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ
قَائِماً)) .. رواه مسلم .

وعمارة بن رؤيبة رأى بشر بن مروان على المنبر رافعا يديه فقال قبح الله
هاتين اليدين لقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما يزيد على أن يقول
بيده هكذا. وأشار بإصبعه المسبحة.رواه مسلم .

أما الخروج المحرم فهو يعني الخروج على ولي الأمر بالسيف .

كما في حديث عوف بن مالك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال « خيار
أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ويصلون عليكم وتصلون عليهم وشرار أئمتكم
الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم ». قيل يا رسول الله أفلا
ننابذهم بالسيف فقال «لا ما أقاموا فيكم الصلاة وإذا رأيتم من ولاتكم شيئا
تكرهونه فاكرهوا عمله ولا تنزعوا يدا من طاعة»رواه مسلم.

فالصحيح أن الخروج المنهي عنه إنما هو الخروج بالفعل لا بالقول , إلا إذا
تعلق الأمر بالتحريض على الخروج , لأن المُحرِّض شريك للمحرَّض..

والله أعلم
والحمد لله رب العالمين .