منتديات اهل الحق
مرحبا بكم في منتدياتنا منتديات اهل الحق و أرجو من زائرنا العزيز أن يجد كل ما يبحث عنه من مواضيع و برامج ......وشكراا...
منتديات اهل الحق
مرحبا بكم في منتدياتنا منتديات اهل الحق و أرجو من زائرنا العزيز أن يجد كل ما يبحث عنه من مواضيع و برامج ......وشكراا...
منتديات اهل الحق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  دخولدخول  التسجيلالتسجيل  
آيـــــات الشفاء في القرآن الكريم إن هذه الآيات تجتمع في كل آية فيها كلمة شفاء و تقرأ بترتيب المصحف فقد قال العلماء أن في هذا استعانة بكلام الله على الشفاء و خصوصا بالنسبة للأمراض التي لا تقدر عليها أسباب البشر...وهـــم:- الآية 14 من سورة التوبة: قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ... صدق الله العظيم الآية 57 في سورة يونس : يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ... صدق الله العظيم الآية 69 من سورة النحل : وَاللّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ... صدق الله العظيم الآية 82 من سورة الإسراء : وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا... صدق الله العظيم الآية 80 من سورة الشعراء : وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ... صدق الله العظيم الآية 44 من سورة فصلت : وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ...||

 

  افتراضي مسألة ايمان فرعون عند ابن عربي رحمه الله : مقدمة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





التقييم : 3
نقاط : 357210
تاريخ التسجيل : 01/01/1970

 افتراضي مسألة ايمان فرعون عند ابن عربي رحمه الله : مقدمة  Empty
مُساهمةموضوع: افتراضي مسألة ايمان فرعون عند ابن عربي رحمه الله : مقدمة     افتراضي مسألة ايمان فرعون عند ابن عربي رحمه الله : مقدمة  I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 26, 2012 11:47 pm




بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد و على آله و صحبه ، وبعد
كانت فهوم ابن عربي رضي الله عنه تثير الجدال و الصراعات بين من سبقونا
بالأيمان ، تصل الى حد الكفر و الزندقة و أحيانا الى القتل. و تظل فهوم
جميع أهل الله تعالى موطن السؤال و الجواب. و عبثا من يحاول أن يطفئ أنوار
الطائفة الزكية ، فقد كتب الله لها البقاء ببقاء الشجرة النورانية الزكية
عبر الأجيال.
أورد ابن عربي قدس الله سره في الفتوحات المكية تأويلا مخالفا للجمهور فيما
يخص فرعون و آله ، فأثبث أيمانه ، ونفاه على من اتبعوه من الجند ، وهي
مسألة في غاية من التعقيد بل هي من المستحيلات عند أهل النظر من العلماء و
الفقهاء ، وقد اثارت هذه القضية تساؤلات عدة ، ومنهم من جنح الى نتيجة
أولية : مجرد أوهام بل هرطقة من الهرطقات ، كيف نتبث ما نفاه القرآن ، بل
أجمع عليه الجمهور من كفر فرعون ، و أعتبار ايمانه لحظة العذاب ، ايمان
اليائس المتيقن من عذاب الله.؟
فصل كيمياء السعادة هي عبارة عن رحلة أو سفر أو سلوك أو ترقي في دوائر سبعة
.و القارئ يحار في أمرين :أهو كشف في يقظة أم مجرد رؤيا ، أو قصص من القصص
يقصها الشيخ الأكبر أو أن صح التعبير الخيال الجامح وفوضى الأشارات التي
يعتادها القارئ في كتاب الفتوحات؟.
و فصل كيمياء السعادة بالنسبة ابن عربي قدس الله سره ، هو معيار السلوك
الفرد و معناه و سر خصوصيته ، يترقى فيها العبد في سبع مراتب يتلقاه فيها
كشفا نبي من الأنبياء أولي العزم .
ونجزم القول أن الفصل تقرير لواقعة من المنازلات التي عاشها ابن عربي قدس
الله سره أثناء معراجه الروحي ، أورد فيه بعض اسرار أسرار ما ناله من
العلوم.بالرغم ما في الفصل من العبارات و المسميات و الألفاظ التي تدل على
نورانيات خاصة لكنها تظل مبهمة للقارئ.و هي بحق تحدي و دعوة لمن أراد أن
يرتشف من منبع القوم.
و قبل فصل كيمياء السعادة عرف الشيخ الأكبر التصوف بأنه معرفة كاملة و عقل و قوة الحضور.
فأن كان التصوف معرفة يلفها الذوق فأنها في نفس الوقت تشترط العقل و هو سياج علم الشريعة ثم الحضور المستغرق في المواهب و العلوم.
وهو تعريف يضعنا في أطار شرعي صحيح ، كل كشف عارض العقل مقبول ، لكنه ان
خالف الشرع ، فيترك في مكانه لكننا لا نشك في طوية صاحبه ، بل و لانكفره .
الأصل عند أهل الله ، ان العارف بالله يترقى في علمه بترقيه في مدارج الأيمان و الأحسان و القربة.
وهي علوم متجانسة متفاوتة متناهية في الدقة و الفهوم و الأشارات منها ما
يتعلق بالكشف و المشاهدة و منها ما يتعلق بالفراسة ومنها ما يتعلق بالتوحيد
، ومنها ما يتعلق بخبايا النفوس ، منها ما يتعلق بالذات النبوية الشريفة و
أسرارها ، وخلاصة هذه العلوم هي المعرفة التامة بالله تعالى ، والنظر
العقلي و الفلسفي و العلمي و غيرهم من العلوم تقف عاجزة عن أدراك هذه
العلوم بالعقل المجرد و أدواته و منهجياته و أدواته بالأستقراء و الأستنباط
و غيره.
كل ما ذكرت بالنسبة لأهل الله تعالى كل ماورد عن العقل المعاشي مجرد العلم الذي هو عين الجهل بالله .
ما علوم الأولياء ؟ : ( .....الأصل انكشاف الحقائق لقلب المومن الذاكر، لكن
الفتنة في البَوْحِ بعلوم القلب، لأن الناس تتفاوت استعدادا للنور،
وتتفاوت قوةَ إيمان. فينطق هذا مخبراً عن مبلَغ إدراكه الكشفي إلى
الخَلِيِّ المظلم القلب الخراب فيكذِّب ويجادل. ويكتُب ذاك في مرحلة من
مراحل سلوكه جازما في الحكم على مسألة، ثم يناقِضُ حكمَهُ الأول بعد أن
تصفو مرآتُه ويقوى سراجُه تماما كما يحدث لعالم الظاهر يتغير اجتهاده حسب
جمعه للأدلة وقدرته على الاستنباط.
والناظر في كتب السادة الصوفية أصحاب القلوب يرى خبر البوّاحين، وخبر
الكاتمين لعلوم الولاية، لكنه لا يجد تناقضا عند الكُمَّل المتمكنين فيما
يُبدون من علوم، حاشا الخطأ المحتمل الذي يطرأ على عين القلب كما يطرأ على
عين العقل، إما في أصل الإدراك أو في التأويل.
كان الصحابة رضي الله عنهم أقوى وأرسخَ في العلم، قلَّما تجد عندهم عبارة
ينبو عنها فهمُ عامة الناس. قال الإمام علي كرم الله وجهه: "حدثوا الناس
بما يعرفون، أتحبّون أن يُكْذَب الله ورسولُه!". أخرجه البخاري. عليٌّ
الإمام الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنت أخي في الدنيا
والآخرة". وقال له: "أنت مني بمنزلة هرون من موسى". كما رواه البخاري
ومسلم. عليٌّ الإمام الذي تنتهي إليه وإلى أبي بكر الصديق رضي الله عنهما
معظم أسانيد التربية الصوفية كان بحراً زخّارا بعلوم الولاية لكنه لا يبوح،
ويوصي بالكتمان.
ويتناقل أهل العلم والصلاح الوصيّة بكتم علوم القلب. قال شيخ الإسلام ابن
تيمية : "الحال تعتري كثيرا من أهل المحبة والإرادة في جانب الحق وفي غير
جانبه، وإن كان فيها نقص وخطأ فإنه يغيب بمحبوبه عن حبه وعن نفسه(...). وقد
يقول في هذا الحال: أنا الحق! أو سبحاني! أو ما في الجبة إلا الله! وهو
سكران(...)، وذلك السكر يطوَى ولا يُرْوَى".
وقال شيخ الإسلام ابن القيم: "ومِن الغيرةِ الغيرةُ على دقيق العلم وما لا
يدركه فهم السامع أن يذكر لَه. ولهذه الغيرة قال علي بن أبي طالب رضي الله
عنه: حدثوا الناس بما يعرفون، أتريدون أن يكذب الله ورسوله! وقال ابن مسعود
رضي الله عنه: ما أنت بمحدِّثٍ قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم
فتنة!(...). وسئل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن تفسير قوله تعالى:
"الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن"، فقال للسائل: وما يُؤَمِّنُكَ
أنّي إن أخبرتك بتفسيرها كفرت! فإنك تكذِّبُ بها، وتكذيبك بها كفرك
بها"[3].
ولمخافة الفتنة حكم السيوطي مع كثير من العلماء بِحِرْمَة النظر في بعض كتب
القوم لمن ليس مصقول القلب. قال بعد أن التمس العذر لما في بعض الكتب:
"فلتُ ذلك صونا لك عن الوقيعة في أحد، وحفظاً للِّسان، لا رضىً بالنظر في
الكتب المنسوبة إليه، ولا إذنا في قراءتها لكل أحد. ومعاذ الله أن آذن لأحد
في ذلك. ثم لا آذن".
نترك إلى فصل مقبل إن شاء الله علوم الحال التي يسكَرُ بها السالك حتى ينطق
بما قاله ابن تيمية، ونأخذ مثالا من علوم المكاشفة لنفهم كيف تنشأ الفتنة
ومِمَّ تنشأ.
قال الإمام الغزالي: "القلب قد يُتَصَور أن يحصل فيه حقيقة العالم وصورته،
تارة من الحواس، وتارة من اللوح المحفوظ(...). فإذا للقلب بابان: باب مفتوح
إلى عالم الملكوت وهو اللوح المحفوظ وعالم الملائكة، وباب مفتوح إلى
الحواس الخمس المتمسكة بعالم المُلك والشهادة".
ويجيء ابن تيمية فينكر إنكارا شديدا ببيانه الصارم وحكمه القاطع أن اللوح
المحفوظ لا يمكن أن يقرأ فيه قارئ. قال رحمه الله : "يقول بعض الشيوخ الذين
يتكلمون باللوح المحفوظ على طريقة هؤلاء، إما عن معرفة بأن هذا قولهم،
وإما عن متابعة منهم لمن قال هذا من شيوخهم الذين أخذوا ذلك عن الفلاسفة،
كما يوجد في كلام ابن عربي وابن سبعين والشاذلي وغيرهم. يقولون إن العارف
قد يطلع على اللوح المحفوظ، وأنه يعلم أسماء مريديه من اللوح المحفوظ، ونحو
هذه الدعاوي التي مضمونها أنهم يعلمون ما في اللوح المحفوظ. وهذا باطل
مخالف لدين المسلمين وغيرِهم من أتباع الرسل".
غفر الله لنا ولابن تيمية ولمن يأخذ كلام أحد ما دون رسول الله صلى الله
عليه وسلم مأخَذَ المطلق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. لو
قال: هذا لا أعرفه لكان أقرب إلى الحكمة بَدَل أن يعمم زاعما أن القول
بعلم ما في اللوح المحفوظ ليس من دين المسلمين. يا لطيف!
كان الرجل صادقا، فرقاه الله عز وجل وفتح بصيرته كما فتح للعارفين حتى رأى
هو نفسه اللوح المحفوظ في فترة لاحقة من حياته، وحتى قرأ فيه. قال تلميذه
ابن القيم: "ولقد شاهدت من فراسة شيخ الإسلام ابن تيمية أمورا عجيبة. وما
لم أشاهده منها أعظم وأعظم. ووقائع فراسته تستدعي سِفْرا ضَخما(...). أخبر
الناس والأمراءَ سنة اثنتين وسبعمائة لمّا تحرَّك التتار وقصدوا الشام أن
الدائرة والهزيمة عليهم، وأن الظفر والنصر للمسلمين. وأقسم على ذلك أكثر من
سبعين يمينا. فيقال له: قل إن شاء الله! فيقول: إن شاء الله تحقيقا لا
تعليقا! وسمعته يَقول ذلك. قال: فلما أكثروا عليَّ قلت: لا تُكثروا! كتب
الله في اللوح المحفوظ أنهم مهزومون في هذه الكرة، وأن النصر لجيوش
الإسلام. قال: وأطعمتُ بعض الأمراء والعسكر حلاوة النصر قبل خروجهم إلى
لقاء العدو".
قال ابن القيم: "وكانت الفراسة الجزئية في خلال هتين الواقعتين مثل المطر".
استَغْفِرِ الله يا صاح من متابعتك للعلماء في أخطائهم، يرجعون عنها وتبقى
أنت في الظلام. استغفِرْه من متابعتك ابن تيمية وأمثاله في تكفير المسلمين
والجزم بأن "هذا ليس من دين المسلمين"، يتوبون هم ويشفع لهم صدقُهم من حيث
لا يشفع لك جهلُك وتقليدُك. هو ذاك شيخ الإسلام في خيمته، في عادته، في
بشريته، في نسبيته لا يخرجه عنها فراسته وعلمه، يطعم الأمراء والعساكر طعام
الفرح بما قرأه في اللوح المحفوظ، تلك القراءة التي كان ينفيها وينسب
القائلين بها للزندقة ويرميهم خارج الملة. وأنت، أنت المقلد للرجال بعقل
مرموس وقلب مطموس ما حظك من الله! قل لي! أنت مع الدليل والنص لا مع الله!
وعلوم الأولياء لا دليل عليها مما تصل إليه يدك القاصرة وهمتك الفاترة.
"القوم يشيرون إلى الكشف ومشاهدة الحقيقة. وهذا لا يمكن طلبه بالدليل أصلا.
ولا يقال: ما الدليل على حصول هذا؟ وإنما يحصل بالسلوك في منازل السير
وقطعها منزلة منزلة حتى يصل إلى المطلوب. فالمطلوب إليه بالسير لا
بالاستدلال".
قال الإمام أحمد الرفاعي: "الكشف قوة جاذبة بخاصيتها نورَ عين البصيرة إلى
فضاء الغيب، فيتصل نورُها به اتّصالَ الشعاع بالزجاجة الصافية حال مقابلتها
إلى فيضه. ثم ينصرف نورُه منعكسا بضوئه على صفاء القلب. ثم يترقى ساطعا
إلى عالم العقل، فيتصل به اتصالا معنويا له أثر في استفاضة نور العقل على
ساحة القلب فيشرف القلب على إنسان عين السِّرِّ، فيرى ما خفيَ عن الأبصار
موضعُه، ودق عن الأفهام تصوُّرُه، واستتر عن الأغيار مرآه.
"أي سادة! إذا صلح القلب صار مَهْبِطَ الوحيِ والأسرار والأنوار والملائكة.
وإذا فسد صار مهبط الظُّلَمِ والشياطين. إذا صلح القلب أخبر صاحبه بما
وراءه وأمامه، ونبهه على أمور لم يكن ليعلمها بشيء دونه".
وقال الإمام عبد القادر قدس الله سره: "إذا جاء الكشف من الله عز وجل،
وثَبَتَّ بين يديه، صار أمرك ضياءً. إذا جاء نور قمر المعرفة كشف ظلمة ليلة
القدر. فإذا طلعت شمس العلم بالله عز وجل زالت الأقذار والظلمة في الجملة.
يتبين لك ما حولك وما هو بعيد عنك. يتبين لك ويتضح ما كان مشكلا عليك من
قبل. يميَّزُ لك بين الخبيث والطيب، بين ما لغيرك وما لك. تفرق بين مراد
الخلق ومراد الحق عز وجل.
"ترى باب الخلق وباب الحق عز وجل. فترى هنالك ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت،
ولا خطر على قلب بشر. فياكل القلب من طعام المشاهدة، ويشرب من شراب الأنس،
ويُخْلَعُ عليه خِلعُ القبول. ثم يرد إلى الخلق لمصالحهم، وردِّهم من
ضلالهم، وهجرِهم لربهم عز وجل، وعصيانهم له. يُرَدُّ مع الحصن الحصين،
والحفظ الدائم، والسلامة الدائمة.
"يا من لا يعقل هذا أو لا يومن بهذا! أنت قِشر بلا لُب! خشبة مسندة! خشبة نخرة! تصلح للنار إلا أن تتوب وتومن وتصدق".
قلت: إنَّ كشف الحجاب عن أسرار الله وكونه النوراني من ملائكة وأرواح وجنة
ونار وأحوال الآخرة وعوالم السعادة ومشاهد السعداء حرام على القلوب
المظلمة، قلوب أصحاب الرياضة من المشركين الذين يفتح عليهم من عالم الظلمة.
أما عند كشف الغطاء في لحظة الموت، فالمائت يرى ما هنالك من مصير كما قال
الله عز وجل: )لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ
غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ( (سورة ق، الآية: 22).
قال الشيخ عبد القادر: "ما من مؤمن إلا عند الموت يُكشف عن بصره، فيرى
منزله في الجنة، يُشير إليه الحور العين والوِلدان، ويصل إليه من طيب الجنة
فيطيب له الموتُ والسكرات. يفعل الحق عز وجل بهم كما فعل بآسية عليها
السلام. ومنهم من يعلم بذلك قبل الموت وهم المقربون المفردون المرادون.
"ويلك يا معترضا على الحق عز وجل! لا تهذِ هذيانا فارغا! القضاء لا يرُّده
راد، ولا يصدُّه صادٌّ. سلِّم وقد استرحت!(...). إذا تحقق لك الإيمان
قدِّمت إلى باب الولاية، فحينئذٍ تصير من عباد الله المحققين لعبوديته.
علامة الولي أن يكون موافقا لربه عز وجل في جميع أحواله. يصير كله موافقة
من غير "لِمَ" و"كيف" مع أداء الأوامر والانتهاء عن المناهي". )....كتاب
الأحسان للشيخ عبد السلام ياسين ، فقرة علوم الأولياء.
يرى بعض أهل الله تعالى أن اذواق أهل التحقيق الواردة في كتبهم و مذكراتهم ،
يغلب عليها أحينا نوع من السكر، بمثابة ما يراه النائم في نومه من المرائي
، فأن باح بها لغيره دون وعي منه شفاها ، يعذر لغلبة السكر و الغيبة عليه ،
و في افشاء مثل ذالك من هتك لأستار الربوبية و لأنوار الألوهية ، و فيها
مفسدة عظيمة.
لكن في كتاب الفتوحات المكية و الذي عكف عليه الشيخ الأكبر بالمراجعة
لسنوات كثيرة ، كيف يعقل أن نجد أثر لمثل هذه الأشارات ، وقد كان الرجل
الولي الكريم قدس الله سره يتقلب بين الصحو والفناء و الغيبة و البقاء،
وتعدد ريه و شربه ؟.
يقول ابن عربي قدس الله سره و اصفا أحوال التابع المحمدي قائلا ....ورأيت
الأمداد الألهي يسري أليهم من هذا المقام ، ولهذا ينكر بعضهم على بعض و
يخطئ بعضهم بعضا لأنهم ما حصل لهم ذوقا و لا يعلمون ممن يستمدون مشاهدة و
كشفا ، فكل واحد منهم على حق ، كما أنه كل نبي تقدم هذا الزمان المحمدي
شرعة ومنهاج، و الأيمان بذالك كله واجب على كل مؤمن و أن لم نلتزم من
أحكامهم الا ما لزمناه ، فالمجتهدون من علماء الشريعة و رثة الرسل في
التشريع و أدلتهم تقوم لهم مقام الوحي للأنبياء ، و أختلاف الأحكام كاختلاف
الأحكام الا انهم ليسوا مثل الرسل لعدم الكشف ، فأن الرسل يشد بعضهم من
بعض ، وكذالك أهل الكشف من علماء أهل الأجتهاد ، و أما غير أهل الكشف فيخطئ
بعضهم بعضا........) ، كتاب الفتوحات م2/ص 258.
الشرعة و المنهاج ضروريان لمن أراد أن يحكم لزام نفسه ، و عليه تدور خطى و
فيه تبحث العقول ، وتستنير القلوب حتى لا تتنكب عن سراج النبوة ، فالرسل و
الأنبياء عليهم السلام في مكان أرفع من أهل الأجتهاد من العلماء أصحاب أهل
النظر و أهل التحقيق ، ويضيف آخرون شرطا آخر أن الفهوم عند كل من أهل
القلوب و أهل العقول تظل اجتهادات نسبية و ليست مطلقة.
في النص ، أختلاف بين ماهو نظري ، و آخر يمكن أن نسميه ذوقي.
وهو يعبر دائما على الفصام النكد ، والصراع المفتعل بين أهل القلب و أهل
العقل.فأن بحثنا في جذوره و جدناه تغذي بحزازات القلوب ، و تعصب الطرفين ، و
غياب الحوار ، و عدم قدرة الآخر على قراءة نصوص الآخر.
يترجم ما نعيشه نحن في الصراع السلفي السلفي ، و السلفي الصوفي ، و الصوفي
الصوفي نفسه في تقديس المشايخ ، أضف عليه الصراع العلماني السلفي ، و
السلفي الحركي و الحركي الصوفي ، و هي صراعات تجادل في الفكر و الأعتقاد
تصعد وتنزل بحسب مفتعليها في التشدق بالمصطلحات و أحيانا في التنابز
بالألقاب.
من آفات الخلاف و الأختلاف ، ما نجده في كتاب الأحسان ، يحذر الشيخ عبد
السلام ياسين قائلا .....وكلها مثالب لأهل العقل و القلب معا.كتب الدكتور
سعيد رمضان البوطي مقالا مهما بعنوان: "موقف ابن تيمية من ابن عربي"، دافع
فيه عن ابن عربي بما هو معروف من أن كتبه دُسَّ فيها الكثير. في كتابي هذا
تجنّبت مواطن الخلاف على الأشخاص، إذ الشأنُ بي وبك لا بمن مضوا وانقضوا
ولقُوا الله بأعمالهم. لكني أنقل إليك تظَلُّم عالمنا الجليل سعيد من
المقلدة. قال: "والحقيقة التي لا ريب فيها أن ابن تيمية رحمه الله قد ظُلم
من قِبَلِ هؤلاء الناس... لقَدْ ظُلم من قبلهم مرتين: المرةَ الأولى أنّهم
نسبوا إليه بسبب جهلهم أو بسبب أغراضهم التي يتأبطونها مالم يقله، وما لم
يخطر منه على بال. فقد صوّروا منه عدوا للتصوف، وهو من أبرز المنافحين عنه
والداعين إليه، والقائلين بوجوب الانخراط في منهجه التربوي على كل
مسلم(...).
قال: "والمرةَ الثانيَةَ أنهم صَبَغوه بذلك في تصوُّر كثير من الناس، بل
حتى العلماءِ والباحثين السطحيين، بصبغة المُنكِرِ لهذا الذي ثبت أنه جوهر
الإسلام ولُبابه، والمنقِّصِ لكل من سار في هذا الطريق وسلك الناس في طريق
تزكية النفس، حتى غدا اسم ابن تيمية عند عامة الناس رمزاً لمحاربة هذا
السبيل الإسلامي القويم".
نعم، من العقبات الكبرى والحواجز العائقة عن سماع كلمة الحق في موضوع جوهر
الإسلام ولُبابه استعمال المتسطحين الحرفيين لاسم ابن تيمية وترجمتهم
لفكره.
كان الرجل رحمه الله شعلة من الذكاء والهمة العالية والفروسية العلمية
والميدانية. كانت حياته كلها معارك، فاصطبغ فكرُه بلون الأرْجُوان، وعلاه
غبار الميدان الحربي. ولولا وضوح فكره وتمكنه ورسوخه في العلوم، ولولا
تشبثه المتين بالأصول يدافع عن الحق في زمان استفحلت فيه البدع، وهجمت
الباطنية، وطمَّ الغزو التتاري فكان الفارس المُعْلَم في كل تلك الميادين،
لكانت خلافياته مما طُوِيَ وبقي في الرفوف. لكن نشر تراثه الممتاز أثار
موجة من البلوى عمت وطمت.
الرجل، وإن كان اختلف مع المتأخرين من الصوفية، يعتبر أمثال الجنيد وابن
يزيد وسهل أئمة هدى. ويضع الشيخ عبد القادر الجيلاني موضع الاحترام المطلق.
يذكر اسمه فيقرنه بالترحم الصوفي على الأكابر: "قدس الله سره". ) ، عقبة
الخلاف و الأختلاف ، كتاب الأحسان .
فأن كان من سبقونا بالأيمان ، لم تسموا على تجاوزه وفكيف نتعلم منهم نحن
كيف نتجاوز أن لم نكن تعلمنا بعد حسن الظن في ابن عربي رحمه الله.
1. ما ورد في فصل كيمياء السعادة ، في مسألة أيمان فرعون :
يصف ابن عربي رحمه الله علم التصوف في الباب الرابع و الستون ومأئة ص 263، م2 ، كتاب الفتوحات قائلا  افتراضي مسألة ايمان فرعون عند ابن عربي رحمه الله : مقدمة  Frown
ومن شرط المنعوت بالتصوف أن يكون حكيما ذا حكمة ، و أن لم يكن فلا حظ له
في هذا اللقب فأنه حكمة كله فأنه أخلاق ، و هي تحتاج الى معرفة تامة و عقل
راجح و حضور و تمكن قوي من نفسه ، حتى لا تحكم عليه الأغراض النفسية ، و
ليجعل القرآن أمامه صاحب هذا المقام فينظر ما وصف الحق به نفسه وفي أي حالة
و صف نفسه بذالك الذي وصف نفسه ، ومع من صرف ذالك الوصف الذي و صف به نفسه
، فليقم الصوفي بهذا الوصف بتلك الحالة مع ذالك الصنف ، فأمر التصوف سهل
لمن أخذه بهذا الطريق ......) ، فأن كان التابع المحمدي المنوط بهذا العلم
بحمله فالحكمة تقتضي الرفق بعقول المسلمين و عدم بث مثل هذه العلوم ، لكن
في غياب التمكن من البث ، و غلبة الحال المفرط الذي يدعيه بعض أدعياء
الطريق ، نجد أن أيمان فرعون بحسب ابن عربي رحمه الله كانت من أسباب تكفيره
من طرف ابن تيمية رحمه الله ، و تغالى السابقون و اللاحقون في بث النص
التكفيري دون أن يعودوا الى النص قراءة و فحصا ، فكان ما كان.
ان الشطح الناتج عن السكر و الغيبة و الأستغراق ، سببه الفهوم الواردة تترى
على قلب العارف تورثه حيرة و دهشة ، تتعارض مع ما يشترطه ابن عربي رحمه
الله و هو التمكن القوي.فيخلص القارئ الى نتيجة أولية ، ان التصوف علم دقيق
متصف بالمعرفة و مسيج برجحان العقل لكن في غياب التمكن و انتفاء الحضور
يتحول الى كم فوضوي من النور لا يستطيع حامله من كتمان أسراره لذالك نجده
ابن عربي رحمه يحذر في ص 256 من م 2 في باب معرفة مقام التحقيق و المحققين
.....ومن شرط صاحب هذا المقام أن يكون الحق سمعه و بصره و يده و رجله و
جميع قواه المصرفة له ، فلا يتصرف الا بحق في حق لحق ، و لايكون هذا الوصف
الا لمحبوب ، و لايكون محبوبا حتى يكون مقربا ، و لايكون مقربا الا بنوافل
الخيرات ، و لا تصح له نوافل الخيرات الا بعدكمال الفرائض ، و لا تكمل
الفرائض الا باستيفاء حقوقها.........) ، فأن كان المحقق غير متمكنا مما
وصف ابن عربي رضي الله عنه و التزم بحد الحديث النبوي المعروف بحديث الولي ،
فكيف يصح أذن سكره و غيبته ، بل كيف يعذر في شطحه ؟ أن كان مدعيا للحقائق.
وهذه النصوص أوردتها كلها قبل أن نتطرق الى مسالة ايمان فرعون ، لنعرف كيف
نتعامل مع غامض الأشارات عند أهل الله ، و هي نصوص توجد قبل هذا الفصل في
كتاب الفتوحات لأبن عربي رحمه الله.
يقول ابن عربي رحمه في فصل كيمياء السعادة ص 272، م2 من كتاب الفتوحات
....ثم رحلا يطلبان السماء الخامسة فنزل التابع بهارون عليه السلام و نزل
صاحب النظر بالأحمر فأعتذر الأحمر لصاحبه و نزيله في تخلفه عنه مدة أشتغاله
بخذمة هارون عليه السلام من أجل نزيله ، فلما دخل الأحمر على هارون و جد
عنده نزيله وهو يباسطه فتعجب الأحمر من مباسطته فسأل عن ذالك فقال : " أنها
سماء الهيبة و الخوف و الشدة و الباس وهي نعوت توجب القبض ، و هذا ضيف ورد
من اتباع الرسول تجب كرامته ، وقد ورد يبتغي علما و يلتمس حكما الهيا
يستعين به على أعداء خواطره خوفا من تعدي حدود سيده فيما رسم له ، فأكشف له
عن محياها و أباسطه حتى يكون قبوله لما التمسه على بسط نفس بروح قدس" ، ثم
رد وجهه أليه و قال له : " هذه سماء خلافة البشر فضعف حكم أمامها و قد كان
اصلها أقوى المباني فأمر باللين بالجبابرة الطغاة فقيل لنا : " فقولا له
قولا لينا" ، طه آ 44 ،وما يؤمر بلين المقال الا من قوته أعظم من قوة من
أرسل أليه و بطشه اشد ، لكنه لما علم الحق أنه قد طبع على كل قلب مظهر
الجبروت و الكبرياء وأنه في نفسه أذل الأذلاء أمرا أن يعاملاه بالرحمة و
اللين لمناسبة باطنه و استنزال ظاهره من جبروته و كبريائه " لعله يتذكر أو
يخشى " طهآ 44،ولعل و عسى من الله واجبتان ، فيتذكر بما يقابله من اللين و
المسكنة ما هو عليه في باطنه ليكون الظاهر و الباطن على السواء ، فما زالت
تلك الخميرة معه تعمل في باطنه مع الترجي الألهي الواجب وقوع المترجي ، و
يتقوى حكمها الى حين انقطاع ياسه من أتباعه ، وحال الغرق بينه و بين أطماعه
، لجأ الى ما كان مستسرا في باطنه من الذلة و الأفتقار ليتحقق عند
المؤمنين وقوع الرجاء الألهي فقال : "آمنت أنه لا أله الا الذي ءامنت به
بنو اسرائيل و أنا من المسلمين " سورة يونس آ 90 ،فأظهر حالة باطنه و ما
كان في قلبه من العلم الصحيح بالله و جاء بقوله الذي آمنت به بنو اسرائيل
لرفع الأشكال عند الشكال كما قالت السحرة عندما آمنت ;: " قالوا آمنا برب
العالمين ، رب موسى و هارون" ، الشعراء آ 47،48 اي الذي يدعوان اليه فجاءت
بذالك لرفع الأرتياب و قوله :" و أنا من المسلمين" ، يونس آ 90، خطاب منه
للحق لعلمه أنه تعالى يراه و يسمعه ، فخاطب الحق بلسان العتب و أسمعه الآن
أظهرت ما قد كنت تعلمه :" و قد عصيت قبل وكنت من المفسدين" ، يونس آ 91 ،
في أتباعك ، وما قال له : وانت من المفسدين فهي كلمة بشرى له عرفنا بها
لنرجو رحمته مع أسرافنا و أجرامنا ، ثم قال :"
فاليوم ننجيك" يونس ى 92، فبشره قبل قبض روحه " ببدنك لتكون لمن خلفك آية"
يونس آ 92، يعني لتكون النجاة لمن يأتي بعدك آية علامة ، أذا قال ما قلته
تكون له النجاة مثل ما كانت لك ، و ما في الآية أن بأس الآخرة لا يرتفع و
لا أن أيمانه لم يقبل ، و أنما في الآية أن بأس الدنيا لا يرتفع عمن نزل به
أذا آمن في حال رؤيته الا قوم يونس ، فقوله :"فاليوم ننجيك ببدنك " ، سورة
يونس آ 92 ، أذ العذاب لا يتعلق الا بظاهرك ، و قد أريت الخلق نجاته من
العذاب ، فكان ابتداء الغرق عذابا فصار الموت فيه شهادة خالصة بريئة لم
يتخللها معصية ، فقبضت على أفضل عمل و هو التلفظ بالأيمان ، كل ذالك حتى لا
يقنط أحد من رحمة الله و الأعمال بالخواتيم ، فلم يزل الأيمان بالله يجول
في باطنه و قد حال الطابع الألهي الذاتي في الخلق بين الكبرياء و اللطائف
الأنسانية فلم يدخلها كبرياء قط) ص 272، 273، م/2 ، كتاب الفتوحات المكية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
افتراضي مسألة ايمان فرعون عند ابن عربي رحمه الله : مقدمة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  1.مسألة ايمان فرعون عند ابن عربي رحمه الله :مناقشة و تحليل
» 1.مسألة ايمان فرعون عند ابن عربي رحمه الله :مناقشة و تحليل
» حكم سب الله عز وجل أو الرسول صلى الله عليه وسلم...لابن باز رحمه الله
» مقدمة دروس تعرّف على نبيك صلى الله عليه وسلم
» أكثر من سبعين فائدة لذكر الله لابن القيم رحمه الله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اهل الحق :: منتديات إسلامية :: إسلاميات عامة-
انتقل الى: