منتديات اهل الحق
مرحبا بكم في منتدياتنا منتديات اهل الحق و أرجو من زائرنا العزيز أن يجد كل ما يبحث عنه من مواضيع و برامج ......وشكراا...
منتديات اهل الحق
مرحبا بكم في منتدياتنا منتديات اهل الحق و أرجو من زائرنا العزيز أن يجد كل ما يبحث عنه من مواضيع و برامج ......وشكراا...
منتديات اهل الحق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  دخولدخول  التسجيلالتسجيل  
آيـــــات الشفاء في القرآن الكريم إن هذه الآيات تجتمع في كل آية فيها كلمة شفاء و تقرأ بترتيب المصحف فقد قال العلماء أن في هذا استعانة بكلام الله على الشفاء و خصوصا بالنسبة للأمراض التي لا تقدر عليها أسباب البشر...وهـــم:- الآية 14 من سورة التوبة: قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ... صدق الله العظيم الآية 57 في سورة يونس : يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ... صدق الله العظيم الآية 69 من سورة النحل : وَاللّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ... صدق الله العظيم الآية 82 من سورة الإسراء : وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا... صدق الله العظيم الآية 80 من سورة الشعراء : وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ... صدق الله العظيم الآية 44 من سورة فصلت : وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ...||

 

  إتخاذ الأسباب لفضيلة الأستاذ محمد راتب النابلسي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





التقييم : 3
نقاط : 357336
تاريخ التسجيل : 01/01/1970

 إتخاذ الأسباب لفضيلة الأستاذ محمد راتب النابلسي Empty
مُساهمةموضوع: إتخاذ الأسباب لفضيلة الأستاذ محمد راتب النابلسي    إتخاذ الأسباب لفضيلة الأستاذ محمد راتب النابلسي I_icon_minitimeالخميس ديسمبر 27, 2012 12:58 am




يا أيها الأخوة الأكارم..........



لستُ مُبالغاً إذا قلت إنها من أخطر المنازل بل
إنها من أشدِّ المنازل حاجةً إليها . يعني ما مرَّ على المسلمين في
تاريخهم وقتٌ هم في أمسّ الحاجةِ إلى هذه المنزلة منهم في هذا الوقت وقد
تعجبونَ من عنوانها ، إنها منزلة الأخذِ بالأسباب أو كما سمّاها ابنُ القيم: إنها منزلة رعاية الأسباب . وقبلَ أن أُفصّلَ في هذه المنزلة أتمنى أن أُوفقَ إلى مقدمةٍ قصيرةٍ تلقي ضوءاً على هذه المنزلة .


الشيء الذي يلفتُ النظر أنَّ النجاحَ في الحياة يُعزى إلى صِحة التصور
، وأنَّ الإخفاقَ فيها يُعزى إلى سوء التصور ، فلو أنَّ طالباً حققَ
نجاحاً عالياً في امتحانٍ ما ، هذا النجاح يُعزى إلى حُسن تصور الطالب
لضبطه للوقت ولإستخدامه للوقت ولإتمامِ ما يجبُ أن يُتمه فإذا أخفق فيجب أن
نتساءل لعلَّ هناكَ خطأً في تصوره . ماالذي جعلَ المسلمين في فجر الإسلام
وفي عقود الازدهار يتفوقون والله سبحانه وتعالى يُمكّنهم ويستخلّفهم
وتُرفرف راياتهم في مشارق الأرض ومغاربها ؟ وماالذي جعلهم بعدَ وقتٍ معين
في مؤخرةِ الأمم ؟ لماذا كانت كلمتهم هي العليا وليست كلمتهم عُليا في وقتٍ
آخر ؟ لماذا كانوا أقوياء في وقت وليسوا كذلك في وقتٍ آخر ؟ لماذا كانوا
دُعاة ورُعاة للأمم فلماذا أصبحت الأمم ترعاهم وتتولى الوصاية عليهم ..؟..
هذا سؤالٌ كبير القرآن هو هوَ والسُنّة هي هيَ والعلم هناك ازدهار في العلم
هناك ازدهار في نشر العلم ، ماالذي جعلَ المسلمين السابقين في القِمة
وماالذي جعلَ بعضهم في الحضيض ، لماذا كانوا مُثلاً عُليا لماذا فتحوا
البلاد ؟ لماذا رحموا العباد ..؟.. هذه أسئلة كبيرة .


لا شك أنَّ أصحابَّ
النبي عليهم رِضوان الله شيء فَهِموا الإسلام فهماً صحيحاً ، ولا شك أنَّ
الرعيلَ الأخير الذي جاء في آخر الزمان فَهِمَ الإسلامَ فهماً سيئاً .


من باب التوضيح
إنسان عنده شركة سيارات كبيرة جداً كل يوم ينفجر بسياراته 100 إطار ، لماذا
، ماالسبب ، و شركة أخرى لا ينفجر إطار في الشهر مرة مثلاً .. ماذا نقول
..؟.. نقول لعلَّ مديرَ هذه الشركة أعطى تعليمات إلى جعل ضغط الهواء ضغطاً
عالياً لايتناسب مع الجو فكلما أسرعت هذه المركبة تمدد الهواء وانفجرَ
الإطار . فالخطأ في عقل مدير هذه الشركة ، الذي أعطى هذه التوجيهات بشكلٍ
مغلوط ، فكلما انفجرَ إطار يأتي هذا المدير ويوبخ صاحبَ المركبة ، العاقل
والعالِم يقول هناك خطأٌ في التصميم ، هناك خطأ في المنهج ، هناك خطأ في
الفهم هناك خطأ في التصور ، هذا المدير العام لهذه الشركة الضخمة يجب أن
يعلم أنَّ الإطار يجب أن يكون له ضغط للهواء في الصيف معين نحن حينما نرى
أخطاء كثيرة .. في تمزق ، في تبعثر ، في ضعف ، في ركون للدنيا ، في رغبة في
مُتع الحياة ، في عِداء ، في تباغض ، في تحاسد ، في ضعف عام ... هناك خطأ
في التصور ... كأنَّ هذه المنزلة التي نحن بصددها الحديث عنها كأنها إجابةٌ
شافيةٌ لِما يعاني المسلمون من مشكلات .


.. هناك مشاعر
عاطفية إسلامية هذه نحترمها ولكن لا تكفي ، هناك شعور إسلامي جيد كل مسلم
يتمنى أن يكون المسلمون بوضع مقبول ، بوضع ممتاز ، بوضع عزيز ، بوضع قوي
بوضع فيه تفوق ، لا شك ... هذه العواطف نحترمها ولكن هل تكفي العواطف ، هل
يكفي أن أتعاطف مع الإسلام والإسلام يُعاني ما يُعاني ..؟.. أينَ الخطأ ،
أينَ الخلل ، أينَ الضعف أصحابُ النبي من طينةٍ أخرى، من بُنيةٍ أخرى .. لا
والله .. يعني الإله تغيّر .. لا والله .. هو هو. الله سبحانه وتعالى
أسماؤه حُسنى وصفاته فُضلى وهو معنا أين ما كُنّا ، معنا من قبل ومعنا الآن
ومعنا من بعد ... الإله هو هو، القرآن هو هو، الحق هو هو .

.. تصور العلماء للدين شيء مهم جداً ومن هنا كانت هذه المنزلة اسمها منزلة رعاية الأسباب،
وأقول لكم دائماً ياأيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم يعني أنتَ إذا بإمكانك
أن تُقنع الآخرين أن هذا هو الصواب فيها ونعمت وإن لم يكن بإمكانك أن
تُقنعهم افعل ما أنتَ قانعٌ به تنل من الله كلَّ الوعود وتقطفَ كلَّ
الثِمار ، وإن أقنعتَ الناس بأن يفعلوا ما هوَ صواب كان الفرجُ عاماً .


الموضوع يشمل كل مسلم ، في كل مهنة ، في كل حِرفة ، هذا
السؤال الكبير لماذا تفوقَ أصحاب النبي لماذا تفوقَ التابعون ، لماذا
كانوا مستخلفينَ في الأرض ، لماذا كانت كلمتهم هي العُليا ، لماذ كانوا
مُمكنين ، ولماذا نحن متخاذِلون ، لماذا نحن ضعفاء ، لماذا كلمتنا ليست هي
العُليا ماالسر ..
أقول لكم بكل تأكيد هناك خطأ في التصور
. يعني مثلاً : لو أوهمنا سائق مركبة. أن ضوء الزيت .. إذا تألق يكون
تسليةً لك وهو في الحقيقة خطر على المُحرك ، فالذي فَهِمَ سِرَّ هذا الضوء
الأحمر في العدادات التي أمامه يقف فجأة ويضيف الزيت ، والذي ظنَّ أنَّ هذا
الضوء للتسلية يتابع السير فإذا بالمركبة يحترق مُحركها ويدفع المبالغ
الطائلة لإصلاحها . أحياناً لا يهمني الخطأ بالواقع يهمني الخطأ أين .. في
التصور .. لمّا المُحرك احترق .. ماالسبب ..؟.. لِظنِّ السائق أن ضوءَ
الخطر الذي تألق ليُسلّيهُ لا ليُنذرهُ .


في ضوء هذا التمهيد
نشرحُ هذا الموضوع . تجد المسلم يتوكل على الله في أعماله لا يُتقن عمله
ويتوكل ، لا يأخذ بالأسباب ويتوكل ، وقلوبه مشرك ، بقلبه يعتمد على زيد أو
عُبيد وعمله ظاهره متوكل ، هذا خطأ مزدوج والعكسُ هوَ الصواب يجب أن
يتوكلَّ بقلبه وأن يسعى بعمله ، والأحداث والظروف والصِدامات في العصور
الحديثة تؤكد هذه المقولة .


قال من منازل إيّاكَ نعبد وإيّاكَ نستعين منزلة رعاية الأسباب ذلكَ أنَّ التوحيد .. ما تعلمت العبيد أفضلَ من التوحيد . أن
تقول لا إله إلا الله لا مُسير لاربَّ إلا الله لا خالِقَ إلا الله لا
معطيَ إلا الله لا مانعَ إلا الله لا مُعزَ إلا الله لا مُذلَ إلا الله لا
باسطَ إلا الله لا قابضَ إلا الله ،
هذا التوحيد ، والتوحيد له
مستويان مستوى قولي لساني وهذا سهل جداً ومستوى نفسي فكم من موحدٍ مُشرك ،
كم من موحدٍ بلسانه مشركٍ في قلبه في جنانه ، يقول لا إله إلا الله بلسانه
وكلُّ اعتماده على فلان وكلُّ ثِقته بماله كلُّ إعتماده على قوته كلُّ
اعتماده على أولاده كلُّ اعتماده على أهله .. هذا موحد مُشرك بآن واحد ..
يؤكد هذا قول الله عزّ وجل :




 إتخاذ الأسباب لفضيلة الأستاذ محمد راتب النابلسي Image001

( سورة يوسف )


ياليت هذا الخطأ في
التصور أو في العقيدة يبقى في العقيدة ، هذا ينعكس في السلوك ينعكس في
حياتنا العامة ، ذلكَ أنَّ التوحيدَ يقتضي القيامَ بالأسباب الظاهرة .




أخي ابنك مريض .. يقول سلّمته لله .. هذا الكلام هوَ الجهلُ بعينه
، أنت بالرياضيات مُقصّر .. يقول أنا الله عزّ وجل يُكرمني كل سنة أدعوه
دعاءاً حاراً فيوفقني هذا هو الجهلُ بعينه ، هذه البضاعة لا تُباع معك تقول
سبحان الله .. أنت عندما اشتريتها كنت دقيقاً بشرائها لك درست السوق ..
درست النوعية .. درست السعر .. أخذت بضاعة سيئة بسعر مرتفع انظر لهذا
الموقف الذي فيه جهل ، مادام المسلمون في هذا الجهل يعزون أخطاءهم إلى
القدر، كلما وجدَ مشكلة بحياته يقول لكَ أخي الله لم يسمح .. الله لم يرد
.. الله لم ييسر .. الله لم يجبر .. هذا الموقف الذي كانَ الصحابة على عكسه
.


قال : التوحيد إذا
كنتَ موحداً إذا رأيتَ يدَ اللهِ لا يدَ غيرها ، إذا رأيتَ أنَّ الأمر كله
بيد الله ، إذا رأيت أنَّ الله هو كلُّ شيء ، قال يجب أن تأخذَ بالأسباب كل
الحركات والأعمال ، ويجب أن تعتبرها يعني أن تحترمها أن تهتمَّ بها ، ويجب
أن لا تُهملها ، ويجب أن لا تُعطلها ، .. النجاح في الامتحان يحتاج إلى
دراسة ، النجاح في التجارة يحتاج إلى دراسة السوق نوع البضاعة وأسعار
البضاعة والكمية المناسبة والتصنيف المناسب وعرض البضاعة بشكل جيد كلٌّ شيء يجب أن تأخذَ بأسبابه
، إذا أردتَ أن تنتمي إلى أمةٍ كانت فيما مضى أمةً رائدةً للأمم إذا أردتَ
أن تنتمي لأمةٍ كانت في مقدمة الأمم هذه الأمة بدأت كما فعلَ النبي عليه
الصلاة والسلام . مثل تعرفونه دائماً : هل في الأرضِ كلها إنسانٌ يستحقُ
النصرَ والتأييد والعون كرسول الله أكمل إنسان رسول الله ، يوحى إليه ، جاء
بالإسلام ، ومع ذلك ما فرّطَ في الأخذِ بالأسباب قيدَ أنملة .


التوحيد .. إذا كنتَ موحداً ..
يجب أن تأخذَ بالأسباب وأن لا تهملها وأن لا تُعطلها وأن تعتمدها .. تعتمد
أن تأخذها . لأنَّ هذا من لوازم التوحيد ، أما إذا عزلتها وأهملتها
واحتقرتها وتجاوزتها فأنتَ لستَ موحداً .


فموقف الاستكانة ،
موقف التقصير ، موقف الكسل ، موقف التسيب ، هنا خسران ووضعك سيء ، ليسَ هذا
موقفاً صحيحاً إسلامياً .. الموقف الإسلامي ابنكَ مريض يجب أن تأخذه إلى
الطبيب وأن تختار أفضل طبيب وأن تشتري الدواء الصحيح وأن تعطيه الدواء
بعنايةٍ فائقة وأنتَ في كلِّ هذه الحركات تقول يارب لا شافي إلا أنت .


بهذا يُصبحُ حالُكَ
طيباً ، بهذا تقوى ، بهذا ترقى ، بهذا تستحقُ تأييد الله ، بهذا تستحقُ
نصرَ الله، بهذا تستحقُ إكرامَ الله عزّ وجل .


.. الحقيقة في نقطة
دقيقة دائماً التطرف سهل ، مثلاً أب سهل جداً أن يكون ليّناً ضعيف الشخصية
، لا يحتاج هذا إلى ذكاء كل قضية ساكت ، ابنه تطاول صاكت ، ابنته تأخرت
غير آبه ، ابنته وضعها لا يُناسب لا تحتج ، صهره مُقصّر يغض الطرف ، زوجته
مهملة لا يناقش ، ... وسهل أن تكون عنيفاً ... كل غلطة تضرب ، كل غلطة تسب ،
الموقف العنيف سهل واللين سهل ، أما الموقف البطولي أن تكونَ في الوقت
نفسه مرغوباً ومرهوباً ، أن يرجوكَ من معك وأن يخافَ منك .


ألا تكونَ ليّناً فتُعصر وألا تكونَ قاسياً فتُكسر ألا تُؤله الأسباب ..
سمعتُ عن قصة طبيب اكتشف أن الجري شيءٌ له آثار في صحة القلب لا يعدلها
شيء ، هو يجري كلَّ يوم ويكتب المقالات ويتحدث وينصح لكنه اعتمد على الجري
وحده ، وظنَّ أنَ الجريَّ هو كلُّ شيء ، وظنَّ أنَّ الذي يجري لا يموت ،
وأنَّ الذي يجري لا يمرض ، وأنَّ الصحةَ كلها في الجري ، ودبّجَ المقالات ،
وكتب الأحاديث ، ونصح الناس ، وكان يجري كلَّ يوم ساعتين فأكثر ، وماتَ
وهو يجري وكان في ريعان الشباب . هذا ما فعل هذا الطبيب ..؟.. ألّهَ
الأسباب هذه حالة .


وفي إنسان يتوكل
على الله ويهمل الأسباب ويتوكل على الله بسذاجة ، فالتوكل مع إلغاء الأسباب
سذاجة وجهل ، وتأليه الأسباب جهل ، هذه غلط وهذه غلط ، لا ترقى إلا بأخذكَ
بالأسباب وتوكلكَ على ربِّ الأرباب هذا الكلام دقيق جداً يمس كل مسلم ،
يمس كل صاحب مصلحة، كل صاحب مهنة ، كل صاحب معمل ، كل تاجر ، كل مدرّس، كل
مهندس كل طبيب كل أب ، كل أم ، كل زوجة ، هذا يمسُّ كلَّ الناس .


لن تكتحلَ عيناك
برؤية المسلمين أقوياء لهم الكلمة العُليا ، رعاة للأمم بعدَ أن كانوا رعاة
للغنم .... لن ترى المسلمين قادة ، لن تراهم في الصدارة إلا إذا طبقوا هذا
الموقف الدقيق من السهل أن تأخذَ بالأسباب وتعتمدَ عليها وتؤلِهها ، ومن
السهل أن تدعها وأن تعتمدَ على الله ساذجاً ولكن البطولة أن تأخذَ بالأسباب
وأن تتوكل على الله .


...... عَنْ
جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَارِبُوا وَسَدِّدُوا وَاعْلَمُوا أَنَّ أَحَدًا مِنْكُمْ لَنْ يُنْجِيَهُ
عَمَلُهُ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْتَ قَالَ وَلا أَنَا إِلا
أَنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ *


هل هناك أوضح من هذا الحديث .. " اعملوا واعلموا أنَّ أحداً منكم لن ينجيه عمله " ..
طبّق كلَّ القواعد الصحيّة ، أما إذا طبّقتها واستغنيتَ بها عن الله
وألهتها لن تنجوَ من المرض يجب أن تأخذَ بها وأن تعتمدَ على الله عزّ وجل
وأن ترجوَ الله . هذا أول حديث . اعملوا واعلموا ادرس وتوكل ، وانتق
البضاعة الجيدة بالسعر المناسب ثم توكل في بيعها على الله عزّ وجل أقم كلَّ
الأسباب وتوكلّ على ربِّ الأرباب هذه منزلة رعاية الأسباب .


.......... عَنْ
عَلِيٍّ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ذَاتَ يَوْمٍ جَالِسًا وَفِي يَدِهِ عُودٌ يَنْكُتُ بِهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ
فَقَالَ مَا مِنْكُمْ مِنْ نَفْسٍ إِلا وَقَدْ عُلِمَ مَنْزِلُهَا مِنَ
الْجَنَّةِ وَالنَّارِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَلِمَ نَعْمَلُ أَفَلا
نَتَّكِلُ قَالَ لا اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ ثُمَّ
قَرَأَ ( فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ) إِلَى
قَوْلِـهِ ( فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ) ....... *


اعمل واعلم أنكَ مُيسرٌ لِما خُلقتَ له ..؟..
خُلقتَ ليرحمكَ الله عزّ وجل .حينما تعمل الطاعات فقد حققتَ المُراد
الإلهي ، فإذا عَمِلتَ المعاصي وأنتَ قد خُلقتَ للرحمة والاكرام فلابد من
العِلاج .


النبي عليه الصلاة
والسلام هذا الذي لا ينطقُ عن الهوى كلام النبي يُمثل تعليمات الصانع ..
قالَ يارسولَ الله أرأيتَ أدويةً نتداوى بها ، ورُقىً نسترقي بها ،
وتُقاتاً نتقي بها ، هل تردُ من قدر الله شيئاً؟ أحياناً مُحاكمة ساذجة إذا
الدواء أخذته والله كتبَ لي أن أمرض يُفيدني .. قلتَ له لا ، إذا الله عزّ
وجل كتبَ ليَّ الشفاء الدواء يُشفيني .. لا .. إذاً اترك الدواء . هذه
محاكمة الجهل .


........ عَنْ
أَبِي خِزَامَةَ قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَرَأَيْتَ أَدْوِيَةً نَتَدَاوَى بِهَا وَرُقًى نَسْتَرْقِي
بِهَا وَتُقًى نَتَّقِيهَا هَلْ تَرُدُّ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ شَيْئًا قَالَ
هِيَ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ *


هيَّ أيضاً من قدرِ
الله ، إنكَ إذا استخدمتَ الدواء فررتَ من قضاء الله وهو المرض إلى قضاء
الله وهو الشِفاء ، المرض قضاء الله والشِفاء قضاء الله فررتَ من قضاء الله
إلى قضاء الله .. هذا الموقف الدقيق .. لن نرقى ، لن نقوى ، لن نعلو ، لن
نُعز ، لن نُستخلف ، لن نطمئن ، إلا إذا كُنّا هكذا .


القصة الشهيرة التي
حدثتكم عنها كثيراً وهيَ أنَّ سيدنا عمر رضي الله عنه حينما سافرَ إلى
الشام وقفَ على أبواب الشام وكانَ فيها الطاعون فرجعَ عمر خافَ أن يدخلَ
بأصحابِ رسول الله إلى الشام فقال له أبو عُبيدة : يا أمير المؤمنين
أتَفِرُ من قَدَرِ الله ..؟.. فقال عمر : لو غيركَ قالها ياأبا عُبيدة ..
أفِرُ من قَدَرِ الله إلى قَدَرِ الله ، الطاعون قدر الله والشفاء قدر الله
وأنا فررتُ من قدر الله إلى قدر الله ثمَّ نادى في الجيش هل فيكم من
سَمِعَ من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً في الطاعون .. انظر للأدب ..
قال هذا تعليم لنا .. يعني ممكن أن يكون أمير المؤمنين وسأل أصحابه هل
سَمِعَ أحدكم عن رسول الله في هذا الموضوع أجيبوني ..؟.. يعني أنتَ إذا
كُنتَ لكَ مكانة علمية لا تستنكف أن تسألَ الآخرين ، تزدادُ عندهم مكانةً
ليسَ هذا طعناً في عِلمك إسأل . سيدنا عمر عِملاق الإسلام أمير المؤمنين
قال لأصحابه: هل منكم من سَمِعَ شيئاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم
شيئاً في الطاعون ..


........ عَنْ
أُسَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إِنَّ هَذَا الطَّاعُونَ رِجْزٌ سُلِّطَ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ أَوْ
عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فَإِذَا كَانَ بِأَرْضٍ فَلا تَخْرُجُوا مِنْهَا
فِرَارًا مِنْهُ وَإِذَا كَانَ بِأَرْضٍ فَلا تَدْخُلُوهَا *


هذا موقف علمي .

أحد العلماء كان في
بلد أجنبي والتقى مع عالِم من كِبار عُلماء الجراثيم وسأله هذا السؤال :
يعني إذا كان في بلدة فيها مرض سارٍ ماذا يجب أن نفعل ..؟.. عالِم بعيد عن
الإسلام بُعدَ الأرضِ عن السماء ولا يعلم ماالإسلام ولا ماالقرآن ولا ما
حديثُ النبي العدنان سُئل هذا السؤال : مرض سارٍ وبائي في بلد ماذا ينبغي
أن نفعل ..؟.. قالَ أولاً نضربُ حولَ هذا البلد نِطاقاً ، .. نمنع الدخول
إليه ، .. واضح .. من أجل العدوى ، ... فالخطر لا في المرضى ، في حَمَلةِ
هذا الجرثوم . كيفَ كشفَ النبي هذه الحقيقة..؟.. طبعاً إذا كانَ الطاعون في
بلد فلا تدخلوه .. واضح .. لأنَّ فيه عدوى أما لا تخرجوا منه هذه لا تُعرف
إلا بالمخابر ، لا تُعرف إلا بعد تحليل دم إنسان صحيح سوي .. هذا حامل
جرثوم ..













__________________
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
إتخاذ الأسباب لفضيلة الأستاذ محمد راتب النابلسي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  سيرة الدكتور محمد راتب النابلسي
» الصبر عند الشدائد لفضيلة الشيخ طارق محمد العبد
» كيف ترضين أن تكوني دمية يلبسونها ما شاءوا ؟ ..لفضيلة الشيخ محمد العريفي
» {||} الحلقة الثانية من برنامج السراج المنير {||} لفضيلة الشيخ محمد حسان {||}
» فَضْلُ صِيامُ رَمَضَانَ وقِيامُهِ ( لفضيلة الشيخ محمد بن هادي المدخلي ) حفظه الله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اهل الحق :: منتديات إسلامية :: إسلاميات عامة-
انتقل الى: