منتديات اهل الحق
مرحبا بكم في منتدياتنا منتديات اهل الحق و أرجو من زائرنا العزيز أن يجد كل ما يبحث عنه من مواضيع و برامج ......وشكراا...
منتديات اهل الحق
مرحبا بكم في منتدياتنا منتديات اهل الحق و أرجو من زائرنا العزيز أن يجد كل ما يبحث عنه من مواضيع و برامج ......وشكراا...
منتديات اهل الحق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  دخولدخول  التسجيلالتسجيل  
آيـــــات الشفاء في القرآن الكريم إن هذه الآيات تجتمع في كل آية فيها كلمة شفاء و تقرأ بترتيب المصحف فقد قال العلماء أن في هذا استعانة بكلام الله على الشفاء و خصوصا بالنسبة للأمراض التي لا تقدر عليها أسباب البشر...وهـــم:- الآية 14 من سورة التوبة: قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ... صدق الله العظيم الآية 57 في سورة يونس : يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ... صدق الله العظيم الآية 69 من سورة النحل : وَاللّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ... صدق الله العظيم الآية 82 من سورة الإسراء : وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا... صدق الله العظيم الآية 80 من سورة الشعراء : وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ... صدق الله العظيم الآية 44 من سورة فصلت : وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ...||

 

  صفحات من سقوط الخلافة الاسلامية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





التقييم : 3
نقاط : 357318
تاريخ التسجيل : 01/01/1970

 صفحات من سقوط الخلافة الاسلامية Empty
مُساهمةموضوع: صفحات من سقوط الخلافة الاسلامية    صفحات من سقوط الخلافة الاسلامية I_icon_minitimeالجمعة فبراير 08, 2013 2:46 pm

صفحات عن سقوط الخلافة (1)
كتبه/ ياسر عبد التواب



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
دعونا نتأمل في بعض صفحات من التاريخ عسى أن يجدي ذلك نفعاً أو يصقل وعياً، فما أشبه الليلة بالبارحة!!


وصفحات
الصراع المعاصر بيننا وبين الغرب هي حلقات ممتدة يغفل عنها أبناء أمتنا؛
لكونهم لا يربطون بين السياسات الحالية والأفكار المسبقة التي يتعامل بها
الغرب وسياسيوه؛ هم يقرؤون التاريخ جيداًَ، ويتعاملون معنا على أساس
حلقاته، بينما نحن نقطع التاريخ عن جذوره، ونتعامل مع كل سياسي، أو ننظر
لكل حدث على أنه حالة منفردة لا ترتبط بنتاج فكري لمن سبقوه، أو تندرج تحت
قائمة المشاريع الإستراتيجية للقوم
.

والغريب
أن أمة مثلنا لها تاريخها الذي تفخر به تُهمل النظرَ في التاريخ عموماً،
بينما أمتهم التي خرجت لتوها من مخازي تاريخية وسوءات فكرية لا تزال تتعامل
مع التاريخ كوحدة واحدة
.

دعونا
نجمل شيئاً من الصراع لما حدث في تلك الحقبة من اعتداءات، ثم نتحدث عن
المنظمات المنبثقة عن ذلك الصراع، وانعكاسات ذلك على أمتنا.

لقد
شهد وقت سقوط الخلافة تكالب الدول الاستعمارية على ميراث الدولة العثمانية
"المريضة"، فاحتلت إيطاليا ليبيا عام 1911م، وتنضم بذلك إلى زمرة الدول
الاستعمارية، ويقتطع جزء عزيز من جسد أمتنا العربية والإسلامية، وفعلت
فرنسا وإنجلترا الشيء نفسه في أملاك الدولة العثمانية في أوروبا وآسيا
وأفريقيا، مما اضطرها إلى التحالف مع ألمانيا خلال الحرب العالمية الأولى؛
لتوقف النهب الذي تمارسه فرنسا وبريطانيا لأراضيها؛ وخاضت بالتالي معارك في
سوريا ولبنان والعراق وفلسطين، وأصبحت واقعة بين نيراني الدول الأوربية
الاستعمارية من الخارج، والثورة العربية من الداخل والتي قادها الشريف حسين
والعرب الذين خدعتهم إنجلترا ومنتهم بالاستقلال بعد انتصارها على الألمان،
وكان بطل الخديعة لورانس العرب.




في
هذه الأثناء زاد الروس من إحكام سيطرتهم على حقول النفط في أذربيجان
تحسباً لثورة سكانها المسلمين، ونزلت القوات البريطانية شط العرب في
العراق، وبعد مقاومة عنيفة من الأهالي، وبفضل المدد الذي جاءها من
مستعمراتها في شبه القارة الهندية استطاعت هزيمة الدولة العثمانية، ودخول
بغداد عام 1917م، وحشْد أفراد الشعب العراقي للقيام بأعمال السخرة خدمة
للمجهود الحربي.

ووقف
الأمير فيصل بن الحسين مع الإنجليز حينما أغراه لورانس العرب بنقل الخلافة
من الأتراك إلى العرب، وفى الخفاء كان يتم اقتسام الغنيمة، فكانت اتفاقية
سايكس بيكو عام1916م التي تقاسمت بموجبها إنجلترا وفرنسا عالمنا العربي.




وتستمر
الأحداث؛ وتفرض الحماية البريطانية على مصر، ويدخل الإنجليز بقيادة
الجنرال اللنبى إلى فلسطين، ويحتل القدس الشريف تمهيداً لتنفيذ وعد بلفور
على أرض الواقع بفتح باب الهجرة اليهودية إلى فلسطين.




وفى
استانبول عاصمة الخلافة يدخل الجنرال الفرنسي "فرجيه" بعد هزيمة الدولة
العثمانية في البلقان وتوقيع معاهدة ميدروس عام 1918م. وقبل أن تنتهي الحرب
دخلت الولايات المتحدة الأمريكية الميدان لتشارك في القضاء على آخر أمل
لألمانيا في النصر.




أما
الجنرال الفرنسي "جورو" الذي دخلت قواته سوريا فقد توجه على الفور إلى
دمشق، وبالتحديد إلى قبر صلاح الدين الأيوبي، وقال مقولته المشهورة: "ها قد
عدنا يا صلاح الدين". كأنه يقصد الانتقام لأجداده الصليبيين الذين هزمهم
صلاح الدين في معركة حطين الخالدة وأجلاهم عن بيت المقدس، وحرر المسجد
الأقصى من دنسهم.


قسمت
التركة إذن مع الأسف، ودفعنا ثمناً باهظاً من أموالنا لتلك الحرب، ومما
يحزن أنهم استخدمونا لقتال بعضنا، فلقي الجيش التركي المسلم هزيمته على يد
إخوانه العرب في العراق أو في فلسطين.


عصبة الأمم:
نشأت
عصبة الأمم كنتاج للحرب العالمية الأولى، وكانت الرغبة المعلنة في ذلك
الوقت هي العمل على الحيلولة دون تكرر مثل ذلك الحدث مرة أخرى.

وكانت
فكرة إنشاء ذلك التجمع قد ساقها الرئيس الأمريكي "ودرو ولسون" في رسالة
وجهها إلى الكونجرس الأمريكي "يناير 1918م"، اشتملت على أربع عشرة نقطة،
نصت النقطة الأخيرة فيها على أنه: "يجب إنشاء منظمة عامة للأمم، بهدف إعطاء
ضمانات متبادلة للاستقلال السياسي والسلامة الإقليمية للدول الكبرى
والصغرى".

أما
حلفاء أمريكا -فرنسا وإنجلترا- فقد بديتا غير شغوفتين بتلك الدعوة، ومن
الغريب أنه عندما عقد الاجتماع التأسيس الأول للعصبة في يناير 1920م
-بباريس- لم تشارك الولايات المتحدة نفسها في ذلك الاجتماع؛ نظراً لمعارضة
الكونجرس لاتفاقية "فرساي" من الأساس!


الميثاق والعضوية لعصبة الأمم (2):
أهم المبادئ التي تضمنها ميثاق العصبة هي:
- أن تقبل الدول بالالتزام بعدم العودة إلى الحروب.
- أن تقوم العلاقات بينهما على أساس العدالة والشرف.
- أن تلتزم باحترام قواعد القانون الدولي العام.
- أن تحقق العدالة وتحترم الالتزامات التي تقرر في المعاهدة.


العضوية:
دول الحلفاء الذين وقعوا على معاهدة 1919م-1920م.
الدول التي بقيت محايدة أثناء الحرب شاركت في التوقيع على الميثاق والتصديق عليه خلال شهرين!
كل دولة مستقلة قبلت الالتزامات الدولية الناجمة عن الميثاق، ووافقت الجمعية على عضويتها بأغلبية الثلثين.
تعليق:
-
يثير الحفيظة كثيراً تناقض المبادئ المعلنة مع حقيقة ما يحدث، فعندما
تتكرر كلمة العدالة والشرف وعدم العودة إلى الحروب، يشعر الناس بطمأنينة،
فإذا نظروا إلى واقع ما يحدث، فوجئوا بالوجه السافر للظلم والعدوان.

فمع
ظهور عصبة الأمم ظهرت مصطلحات جديدة كـ "الانتداب"، و"الوصاية"،
و"الحماية"، فهل بدا للمؤتمرين أن أيسر الطرق لمزيد من امتصاص خيرات الشعوب
هو خداع الناس بمصطلحات برَّاقة تخفي في ظنهم ما يفعلون؟! وهم بجهلهم
يجهلون أن ذلك لا ينطلي إلا على السفهاء، بينما لا يزيد العقلاء إلا
حُنقاً، ولكن العقلاء ليس بيدهم مع الأسف قوة يدافعون بها عن الحق الذي
يعتقدون. لَكَمْ يكون مؤلماً حقاً عندما تجد إقرار عصبة الأمم لاحتلال
البلاد حيث في ظلها:

أ- استولت إيطاليا على ليبيا.
ب- استكملت فرنسا سيطرتها على الشمال الإفريقي.
ج- مدت إنجلترا نفوذها على السودان وبعض البلاد الإفريقية الأخرى.
د- وواصلت إنجلترا تثبيت أقدامها في شبه القارة الهندية، وأرخبيل الملايو.
فإن
ذلك وغيره يصلح دليلاً على فشل مثل تلك المنظمات في دورها الذي ادعته.
وأخيراً عملت تلك الممارسات على التمهيد للحرب العالمية الثانية، وهو ما
حدث بعد سنوات.

-
العضوية كانت مقصورة على الحلفاء المنتصرين في الحرب العالمية الأولى،
ولذا فكيف تكون عصبة الأمم تطبيقاً لرغبة الرئيس الأمريكي التي سبقت قبل
أسطر، وقد ضمنها رغبته في أن تكون منظمة "عامة" للأمم، وكان هناك كلام عن
"الضمانات المتبادلة"، والاستقلال السياسي "السلامة" الإقليمية للدول
الكبرى و"الصغرى".




أي
دول تلك التي يسعون لسلامتها واستقلالها إن كانوا يحتلون الدول ويمتصون
خيراتها ؟! في كل زمان ومكان لا نستطيع أن نَصِمَ الناس جميعاً بنفس
الصفات، أو ندعي اتصافهم بصفات واحدة، فالبشر يختلفون في صفاتهم كما قال
النبي - صفحات من سقوط الخلافة الاسلامية Sala-allah-:
(إن
الله تعالى خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر
الأرض جاء منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك والسهل والحزن والخبيث
والطيب وبين ذلك)
رواه أحمد، وصححه الألباني.
فليس بعيداً أن تجد من الناس من كان يحرص على تطبيق المبادئ، لكن المشكلة
أنهم لا يستطيعون الوقوف أمام تيار الظلم الهادر أو تنازعهم الأهواء؛
فلربما بدا لهم أن يتخلوا عن مبادئهم لتعصب أو إغراء، إذ ليس لهم من دين
عاصم ولا هداية ربانية.




لعلنا
بمثل ذلك التعليق نجد تبريراً لتصرفات من قبيل رغبة الرئيس الأميركي في
تلافى الحرب من البداية، ووصفه إياها بأنها عودة إلى الهمجية، ومن ثم حرصه
على الدعوة إلى تلافي أثار الحرب بعد وقوعها، وذلك بالدعوة إلى مبادئ كعصبة
الأمم، وهو ما خالفه فيه "كليمنصو" رئيس وزراء فرنسا، و"ديفيد لويد جورج"
رئيس وزراء بريطانيا.

لكن
لم تستمر أمريكا على هذا النهج أبداً، بل ازدهر فيها داء الفرعنة حتى ورثت
كل هذا الاستكبار العالمي الحديث فتولت كبر الاحتلال الحديث.

تلك
صفحة أبانت عن أن الجميع شارك في اقتسام الكعكة، ولم يكن منهم رغبة في
الإنصاف، ولم يتورع أيهم عن احتلال شعوبنا، وحتى المنظمة التي أقاموها
أقيمت في ظل الاحتلال والانتداب، إما كنوع من التبرير وإظهار وجه حضاري
خداع، أو على أحسن الظروف أنشئت بعد صراع القوى المختلفة المتحضرة
والمجرمة، ولكن لم تسلم من تسلط الصقور
.

فكيف كان الحال في هذا الوقت في موقع الحدث أعني الأمة نفسها؟؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





التقييم : 3
نقاط : 357318
تاريخ التسجيل : 01/01/1970

 صفحات من سقوط الخلافة الاسلامية Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفحات من سقوط الخلافة الاسلامية    صفحات من سقوط الخلافة الاسلامية I_icon_minitimeالجمعة فبراير 08, 2013 2:47 pm


صفحات عن سقوط الخلافة (2)
كتبه/ ياسر عبد التواب



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
وسقطت الخلافة الإسلامية...بعد كل هذا المكر والكيد والتربص من الخارج، والأزمات الداخلية والاقتصادية من الداخل.
وكان
لابد لها أن تسقط -مع الأسف الشديد-؛ فقد ترك المسلمون الأسباب جميعاً:
أسباب الحفظ والتأييد، من الطاعة لله -تعالى- والاعتصام بدينه، وقد قال
-تعالى-: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) (الشورى:30)،

وقال - صفحات من سقوط الخلافة الاسلامية Sala-allah-: (احفظ الله يحفظك) رواه الترمذي، وصححه الألباني.
وتركوا أسباب الاتحاد بما أذنبوه من الفرقة والاختلاف وصلت لذروتها في التقاتل بينهم.
سقطت الخلافة إذن، وكان السقوط مدوياً...


ولكي
نعرف فداحة الحدث الجلل يكفي أن نشير فقط إلى أن الصحابة -رضوان الله
عليهم- اجتمعوا لإقرار أمر الخلافة قبل الانتهاء من دفن جثمان النبي
- صفحات من سقوط الخلافة الاسلامية Sala-allah-!!

فالخلافة
معقود عليها حفظ دين الأمة ودنياها، وصيانتها من أن تكون شيعاً وأحزاباً.
وظل أمر الخلافة جيلاً بعد جيل، لمدة تزيد على ألف عام، حتى كان التآمر
عليها وإسقاطها، ويبدو أن التآمر كان قوياً لدرجة أنه استطاع أن يفعل ما لم
يستطعه التتار ولا الحملات الصليبية، وكان التآمر الخارجي الذي نفذ جريمته
بأيدي أعوانه في الداخل عملاً بوصية المؤتمرات التبشيرية "إن الشجرة لابد
أن يقطعها أحد أفرادها"، ومن ثم كان اختيار مصطفى كمال أتاتورك الذي ينتمي
إلى يهود الدونمة، وهم جماعة أظهروا الإسلام وأبطنوا اليهودية للكيد
للمسلمين، وهذه الجماعة لا تصلي ولا تصوم ولا تغتسل من الجنابة، ويُحرِّمون
مناكحة المسلمين، ويهاجمون الحجاب، ويدعون إلى السفور والتحلل؛ ليفسدوا
على الأمة شبابها، ومن رحم تلك الجماعة خرج أتاتورك.



غير
أن التآمر اليهودي لإسقاط الخلافة كان أسبق من ذلك، ففي عام 1901 استطاع
بعد جهد جهيد الزعيم الصهيوني الشهير تيودور هرتزل مقابلة السلطان عبد
الحميد الثاني، وعرض عليه مساعدة أثرياء اليهود في العالم لخروج الدولة
العثمانية -دولة الخلافة الإسلامية- من أزمتها الاقتصادية على أن يمنح
السلطان قطعة أرض "صغيرة" لليهود في فلسطين. فكان الرد من خليفة المسلمين:
"إن فلسطين أرض وقـْف إسلامية منذ عهد عمر بن الخطاب، ولا يجوز لأي حاكم أن
يتصرف في أرضها ".




وانتهى
اللقاء بطرد هرتزل شر طردة من المجلس. هنا اقتنع زعيم الصهاينة بأن تحقق
أطماع اليهود في فلسطين لن يتم مادام السلطان عبد الحميد في الحكم. فكان
التخطيط والتدبير بإنشاء جمعية الاتحاد والترقي التي كان معظم أفرادها من
يهود الدونمة أو من النصارى، أو من الصهاينة المتعصبين، عملت تلك الجمعية
في صفوف الجيش، ومؤسسات دولة الخلافة، وكان من منظريها "نامق كمال" الذي
دعا بقوة إلى العقيدة الطورانية؛ وهو مذهب قومي متعصب للجنس التركي الذي
يعتبرونه أعظم الأجناس؛ ويدعون إلى إعلاء شأنه على حساب الأجناس، وهذا
معناه القضاء على مفهوم الأخوة الإسلامية، وإلغاء مفهوم وحدة العقيدة، وهو
خطوة في طريق التمهيد للقضاء على الخلافة حتى أنهم قالوا: "نحن أتراك
وكعبتنا طوران" الجبل الذي تنسب له الطورانية.



اضطرابات تسبق ليلة التنفيذ:
وفى
الليلة السابقة على تنفيذ المؤامرة نزل إلى شوارع عاصمة "استانبول " بعض
العسكر التابعين لجمعية الاتحاد والترقي، وأحدثوا فيها أعمال عنف وقتل،
وأشاعوا الفوضى في كل مكان، فما كان من شرطة السلطان عبد الحميد إلا أن
استعملت الشدة في قمع تلك الاضطرابات، وقد قتل بعضهم جراء ذلك، وهذا ما
كانت تريده الجمعية فعلى الفور تحركت بعض وحدات الجيش التابعة لهم وحاصرت
قصر الخليفة، ولم يستطيع حرسه التعامل مع هذا العدد الكبير من الجنود، وتم
بذلك عزل السلطان عبد الحميد عام 1909 واتهامه بالظلم وسفك الدماء، و كسبوا
تعاطف الجماهير، ثم ولوا أخاه محمد رشاد الذي لم يكن يملك بالفعل شيئاً،
وإنما كان مجرد واجهة، والذي يملك الحكم حقيقة جمعية الاتحاد.. وبزغ نجم
مصطفى كمال أتاتورك الذي صنعته المخابرات البريطانية عن طريق رَجُلِها في
فلسطين وسورية "آرمسترونج"؛ إذ تعززت الصلة بينهما وقت أن كان أتاتورك
قائداً للجيش العثماني هناك، وقد أفاض "آرمسترونج" في كتابه "صحوة الرجل
المريض" في وصف شخصية كمال أتاتورك، وتأثره بالماسونية والدونمة، ثم
بالحضارة الغربية، وفساد سلوكه.

المهم
أن بريطانيا اتفقت مع الحلفاء واليونانيين على التظاهر بالهزيمة أمام قوات
أتاتورك حتى يتم إخراج المسرحية على أكمل وجه، وبالفعل نادى أتاتورك
بالجهاد ورفع القرآن "فانسحبت" قوات اليونان والحلفاء من "أزمير"، وتمت صناعة البطل الذي انخدع فيه بعض الشعراء، وشبهه بخالد بن الوليد فقال فيه أحمد شوقي :


الله أكبر كم في الفتح عن عجب يا خالد الترك جدد خالد العرب

وقد
اختارته جمعية الاتحاد والترقي رئيساً للبلاد عام 1923، وتظاهر في البداية
بالاحتفاظ مؤقتاً بالخلافة، فاختير عبد المجيد بن السلطان عبد العزيز
خليفة بدلاً من محمد السادس الذي غادر البلاد على بارجة بريطانية إلى
مالطة، ولم يمارس السلطان الجديد أي سلطات للحكم، ومع ذلك كانت عاطفة الناس
تتنامى تجاه الخليفة كرمز؛ فاستشاط كمال أتاتورك غضباً، ودعا إلى عقد
اجتماع للجمعية التأسيسية للاتحاد والترقي في أوائل عام 1924م، وكان على
ثقة من أن أحداً لن يجرؤ على معارضته، وطرح على الجمعية مشروع قرار بإلغاء
الخلافة التي أسماها "هذا الورم من القرون الوسطى"، وقد أجيز القرار الذي
شمل نفى الخليفة في اليوم التالي دون مناقشة.



وانطفأت على يد مصطفى كمال شعلة الخلافة، التي كان المسلمون طيلة القرون يستمدون من بقائها رمز وحدتهم واستمرار كيانهم.
وهكذا
يفعل كل متسلط في الشعوب حين يتغافل فيها أصحاب القوة عن الأحداث العظام،
ويتركون التصرف الحاسم الحكيم في مواجهة ما يسقط حقوقهم، وينتهك عقائدهم،
ويطعن في ثوابتهم.



وقد كان مصطفى كمال ينفذ مخططاً مرسوماً له في المعاهدات التي عقدت مع الدول الغربية. فقد فرضت معاهدة لوزان سنة 1923م على تركيا فقبلت شروط الصلح المعروفة بشروط كرزون الأربعة، وهو رئيس الوفد الإنجليزي في مؤتمر لوزان وهى:
- قطع كل صلة لتركيا بالإسلام.
- إلغاء الخلافة الإسلامية إلغاء تاماً.
- إخراج الخليفة ومصادرة أمواله، وكذلك أنصار الخلافة، وأصحاب الحس الإسلامي من البلاد.
- اتخاذ دستور مدني بدلاً من دستور تركيا القديم.




وقد
تحققت للأسف -في تركيا خلال هذا القرن الحزين البنود السابقة، وجرح العالم
الإسلامي جرحاً لم يندمل حتى الآن، وبكى الجميع على خلافتهم بكاءً مراً، أما أحمد شوقي فكتب هذه المرة يقول:

وبكت عليــك مـمـالك ونــواح
ضجت عليك مآذن ومنابـــــر
تبكــــــى عليك بدمع سحــــاح
الهند وَالِهَةٌ ومصرُ حزينــــةٌ
أمحا من الأرض الخـلافة مـاح
الشام تسأل والعراق وفارس
قتلت بغير جريــــرة وجنــــاح
يا للرجـــال لحــرة مــوءودة



وهكذا
يستفحل أمر الطغاة مع عدم الإنكار عليهم، وتـَرْك البلاد لقمة سائغة في
حلوقهم، ولم يكن يسيراً على الأمة الإسلامية أن تتقبل تلك الخيانة -إسقاط
الخلافة- ولا بفرض الوصاية:



يقول د. جمال عبد الحي النجار:
"وكانت دعوة الصحافة الإسلامية إلى الخلافة الإسلامية في ذلك الوقت تهدف
إلى أن يبقى العالم الإسلامي في عزة ومنعة، وأن يكون المسلمون يداً واحدة
وقوة يعتد بها فلا يطمع الطامعون، وقد ساعد على تعلق الرأي المصري
والإسلامي بفكرة الجامعة الإسلامية مهاجمة اللورد "كرومر" ممثل الاحتلال
للمسلمين، واعتداء الغرب على بعض البلاد الإسلامية الواقعة تحت سيطرة
الخلافة العثمانية، وتمرد دول البلقان العنصرية على الدولة العلية".


وكلمة
مصطفى كامل -الزعيم الكبير- هو أن التعلق الصادق بالخلافة هو ما يبنى عليه
مجد المسلمين فيقول: "وقد رأينا من المصريين تعلقاً حقيقياً بهذه الراية
السامية، وإخلاصاً لا ريب فيه لسيدنا ومولانا أمير المؤمنين".

وظل
رفض المصريين الانفصال منذ إعلان إنجلترا الحماية، على مصر 18/12/1914م،
وخلع الخديوي عباس، وتولية حسين كامل عرض مصر مع منحه لقب سلطان، استكمالاً
لمظاهر الانفصال، وقام بدوره بفرض الأحكام العرفية، ووضع الصحف تحت
الرقابة الإنجليزية، وقد أطلق عليه النار -بالمنصورة- تاجر اسمه محمد خليل،
عند مرور مركبه بشارع عابدين.

وعندما خان أتاتورك خيانته، فـَرَّ كثير من أهل العلم والديانة إلى مصر،
كالشيخ مصطفى صبري شيخ الإسلام في الدولة العثمانية، وصارت مساجلات
ومداولات بين الدعاة من جهة كالشيخ محمد رشيد رضا، وبين المتفرنجين الذين
لا يؤيدون إعادة الخلافة بحجة وجود بعض النصارى في مصر، وكان يستشهد لهم
بقول الدكتور (برتكالوس) السوري حيث يقول: "إن حكم الشريعة الإسلامية خير
لنا معشر النصارى من حكم الدستور الدولي الذي يسلبنا كثيراً مما أعطتنا
الشريعة من الامتيازات؛ فالشريعة ليس فيها ظلم لغير المسلم، وهى تسوي بين
أضعف ذمي أو معاهد والخليفة الأعظم في موقف القضاء وتقرير الحقوق...".

وفى
19/3/1924 اجتمع عدد من علماء الأزهر وطلبته، وألَّفوا لجنة تدعو هيئة
كبار العلماء وغيرهم من قادة الرأي؛ للبحث في أمر الخلافة، حيث أسندت رئاسة
اللجنة إلى الشيخ يوسف نصر الدجوي، ثم اجتمعت في 25مارس اللجنة الإدارة
العامة للمعاهد الدينية بالأزهر مع الهيئة العلمية الدينية برئاسة شيخ
الأزهر أبى الفضل الجيزاوي،
وعضوية علماء كثيرين منهم الشيخ
محمد مصطفى المراغي، والشيخ محمد شاكر، والسيد رشيد رضا، ومدنيين كثير، حيث
نشرت اللجنة بياناً دعت فيه لعقد مؤتمر إسلامي تحت رياسة شيخ الأزهر،
يحضره ممثلون من جميع الأمم الإسلامية، ويختارون من تسند إليه الخلافة، وقد
مكن الملك فؤاد للمؤتمر طمعاً منه أن يختار خليفة للمسلمين.

ثم
أجتمع المؤتمر بعد عام تقريباً وحضره مندوبون من البلاد الإسلامية، من
تونس، ومراكش والمغرب، وطرابلس، وجزر الهند الشرقية، وفلسطين، وبغداد،
والحجاز، وتهامة، واليمن، وبولونيا، ولكن الاجتماع لم يسفر عن شيء؛ لكثرة
عدد الطامعين في الخلافة، كالملك فؤاد، والشريف حسين، والملك أمان الله خان
ملك الأفغان.

ويقول الله -تعالى-: (وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)(الأنفال:46).
واستمر الخلاف والاحتلال كذلك...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
صفحات من سقوط الخلافة الاسلامية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  تواريخ سقوط أهم المدن الأندلسية
» لأقليات ودورها في سقوط الدول الإسلامية !
» عودة الخلافة الإسلامية !!!!
» قصة الخلافة العباسية ابتداء من نشأة الدولة حتى السقوط
» سقوط النيازك في المناطق غير المأهولة يثير دهشة العلماء

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اهل الحق :: منتديات الجامعة و البحث العلمي :: منتدى التاريخ-
انتقل الى: