التقييم : 3 نقاط : 360558 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: سلسلة شرح الاحاديث القدسية للشيخ الشعراوي (حرمة الظلم ج2) الخميس مايو 02, 2013 6:44 pm | |
| والحق سبحانه يقول ((وما الله يريد ظلماً للعبيد)) سورة آل عمران , لأن الظلم لا ينشأ إلا عن إرادة نفعية بغير حق أو ارادة الضرر بغير جريمة والله تبارك وتعالي غني عن ذلك ولذلك يقول الحق سبحانه وتعالي : ((وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون)) سورة النحل ((وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون)) سورة آل عمران فنحن الذي نظلم أنفسنا بأن نوردها موارد التهلكة والعذاب الذي لا نجاة منه دون أن نعطيها شيئاً فالدنيا كما قلنا عالم أغيار والنعمة التي أنت فيها زائلة عنك لا محالة فإما أن تتركها أنت بالموت أو تتركك هي وتزول عنك وتخرج من الدنيا تحمل أعمالك فقط كل شيء قد زال عنك وبقيت ذنوبك تحملها معك إلي الآخرة ولذلك فإن كل من عصي الله تبارك وتعالي وتمرد علي دينه فقد ظلم نفسه لأنه قادها إلي العذاب الأبدي طمعاً في نفوذ أو مال قد زال عنك بعد فترة قصيرة فكأن مثل هذا الإنسان قد ظلم نفسه بأن حرمها من نعيم أبدي وأعطاها شهوة قصيرة عاجلة ولكن الذي يظلم نفسه ظلماً شديداً وبيناً هو الذي يرتكب إثماً دون أن يأخذ متعة في الدنيا فلا هو أخذ متعة الدنيا ولا هو أخذ متعة الآخرة مثل الذي يتطوع لشهادة الزور (1)
وقد حرم الله سبحانه البغي وهو تجاوز الحد في الظلم والبغي أعلي مراتب الظلم يقول الحق سبحانه وتعالي : ((قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق )) سورة الأعراف , فالحق سبحانه حرم أن يبغي أحد علي أحد لا في عرضه ولا في نفسه ولا في ماله , ومظاهر البغي كثيرة فمن البغي أن تأخذ سلطة قسراً دون حق ولكن هناك من يأخذ السلطة قسراً وقهراً بحق , فإن كنت علي سبيل المثال تركب سفينة ثم قامت الرياح وأنت أمهر في قيادتها من ربانها أتترك الربان يقودها وربما غرقت بمن فيها ؟ أم تضرب علي يده وتمسك بالدفة وتديرها لتنقذها بمن فيها ؟ وحتي نفرق بين البغي بحق والبغي بغير حق نقول إن هذا يظهر ويتضح عندما نأخذ مال السفيه منه للحفاظ عليه وصيانته وتثميره له فنكون قد أخذنا حقاً من صاحبه رعاية لهذا الحق فهو وإن كان في ظاهره بغياً علي صاحب الحق إلا أنه كان لصالحه وللصالح العام
تم بحمد الله الحديث الأول
---------ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ (1) وهذه قصة حقيقة فلقد استولي بعض البلطجية علي أرض لنا فقمنا بعمل بلاغ ضدهم فما كان منهم إلا أن اتهمونا زوراً بأننا اعتدينا عليهم وساعدتهم علي ذلك إحدي الممرضات من أقاربهم التي استخرجت لإحدهم تقرير طبي دون أن يكشف علي المتهم بأنه يستحق علاج أكثر من 21 يوم أي أنها جناية تستوجب الحبس وهكذا ضاع حقنا بسبب شهادة طبية مزورة (تعليق خالد السيد حامد)
| |
|