لنشغل عقولنا بالحلول . . بدلاً من كثرة توجيه اللوم!!
لنكن
منصفين مع أنفسنا أولاً، ثم في الحكم على أداء الرئيس الدكتور/ محمد مرسي،
على ضوء المعطيات المتاحة بين يده، فالرجل قد ورث نظاماً متأصلاً في
فساده، بل ولا يزال محمياً من قبل قاعدة عريضة من الفاسدين والمنتفعين،
الذين ألفوا الاقتتات على موائد أصحاب النفوذ في النظام السابق، فضلاً عن
مواجهته للعديد من مؤامرات تلك العصبة الخسيسة المسماة بالمعارضة، والتي
تعمل صباح مساء على هدم كل ما هو إيجابي، للحيلولة فقط دون نجاحه!!
إذا
الرجل يواجه عداءً مركباً من عدة جهات في آنٍ واحد، حيث التقت مصالحهم
جميعاً على إسقاطه، ووضع العراقيل تلو العراقيل في وجه أي مسيرة نهضة أو
تغيير!!
ولو
أردنا تفنيد المعوقات الرئيسية التي يواجهها الرجل بالفعل، لوجدنا تداخلاً
محيراً، يجب أن يدفع بكل منَّا إلى محاولة إعمال عقله في إيجاد الحلول
المناسبة للخروج من هذا المأزق، لا أن يكتفي بمجرد مشاهدة ما يجري وهو
متكيء على أريكته، ويكتفي بتوجيه اللوم للرجل، ظناً منه أنه بذلك قد بذل
الغالي والنفيس في إسداء النصيحة!!
فالرجل يواجه في الحقيقة المعوقات التالية :
<blockquote>
أولاً
: منظومة أمنية لا زالت تعمل لصالح النظام السابق حتى هذه اللحظة، بل
وتسعى لتطويق الرئيس من خلال التنسق في الخفاء مع كافة القوى الفاسدة، سواء
كانوا من الفلول أو جبهة الخراب؛ لجعل زمام الأمور تتفلت من يديه، وتراهن
على طول العامل الزمني؛ لتحقيق ذلك، ثانياً :
مؤسسة قضائية فاسدة حتى النخاع، تسارع بتبرئة ذمة المدانين بالتخريب بل
وحتى المتهمين بالقتل؛ وذلك لتحقيق هدفين من أخبث الأهداف المبطنة!!
<blockquote>
أولهما : توفير الحماية الكاملة للمفسدين؛ وكأنها تبعث برسالة تطمين إلى صبيانهم من البلطجية والمخربين (أن أطلقوا أيديكم في التخريب والتدمير دون تردد، فنحن ها هنا لحمايتكم، والحيلولة دون وصول أيدي العدالة إليكم)!!ثانيها :
وصول عامة الناس إلى حالة من اليأس المطبق، بحيث يرضخون في نهاية المطاف
إلى الرضى بالعودة إلى براثن النظام البائد، مقارنة بحالة الانفلات الأمني
الذي شُلت معه كافة مناحي الحياة!!
</blockquote>
ثالثاً :
منظومة إعلامية خائنة وعميلة، تقوم عليها حثالة من الأفاكين والمنافقين
والمرتزقة الذين لا يعبأون بمصلحة وطن ولا دين، بل لا تساورهم من الأساس
أدنى بارقة من الشعور أو الإنسانية، حيث يسخرون منابرهم الشيطانية صباح
مساء للحض على العنف، وإزهاق الأرواح، ويبررون ذلك إنه استكمال لأهداف
الثورة التي كانوا أول الرافضين لها، ولكنهم حينما نجحوا في الانحراف
بمسارها، وتحويله نحو عودة النظام المجرم مجدداً، صاروا من أشد المناصرين
لها زوراً وبهتاناً!! رابعاً :
المعارضة الخائنة، التي تمثل مجموعة من الحاقدين والعملاء الذين جعلوا
كراهيتهم للدين في مقدمة أولوياتهم، فتضافرت جهودهم على تزوير الحقائق أمام
الشعب بأنهم ليسوا ضد الدين، بل إنهم يدافعون عن مبادئ الحرية
والديمقراطية!! فلما فجعهم الشعب برفضه الكامل لهم من خلال صناديق الانتخابات؛ كشفوا عن وجههم الحقيقي الفادح بقبحه ودمامته، وصرحوا جهاراً نهاراً بأنهم يريدون دولة بلا دين!! بل وجاهروا بمؤازرة الفلول، حتى صاروا السند الأول لهم في إحراق وتخريب الوطن!! ومن العجيب أنهم لا يزالون يزعمون بأنهم يمثلون المعارضة البناءة، التي تحاول تصحيح مسار الديمقراطية!! خابوا وخسئوا!!
خامساً : الأعداء الخارجيين، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الصليبية، وبني صهيون، وبني العنز من أمراء دول الخليج، وفي مقدمتهم تلك الدويلة المستعمر إيرانياً وهندياً، والتي تفتح القفص لكلبها المسعور (خرفان) كل صباح لينبح على الحكومة المصرية!!
</blockquote>
فإذا
وضعنا أنفسنا الآن في موقع الرئيس بعد هذا الاستعراض السريع لأشكال وأنواع
الأعداء التي يواجهها، فسوف تكون الصورة اكثر جلاءً بالنسبة لنا!!
إذ سنجد أن اللجوء إلى القوة والحسم
في ضوء المعطيات التي بين يديه، سوف تسرع بتوجيه خنجر الغدر والخيانة إلى
ظهره من تلك المنظومة الأمنية التي لا يمكن له الاعتماد عليها، والتي لا
زلت تعمل كما ذكرت لصالح النظام السابق!! ولو أراد الحسم معهم بالقانون،
لوجدنا أن الأيادي الفاسدة بالمؤسسة القضائية؛ سوف تحول دون تحقيق ذلك،
لما توفره من حماية للمجرمين، بل وسوف تتهمه بالتعدي على سلطة القضاء (الشامخ!!!!!!!!!) إذا تعدى قراراتها الآثمة!!
وإذا
أراد الحد من هذا الغطاء الإعلامي المغرض، الذي يحرض على تلك الجرائم
ويبررها، بل ويحاول إلصاقها زوراً وبهتاناً بأداء الحكومة، اتهموه بتقييد
الحريات والصجافة. . إلخ!!
من أجل ذلك؛ فإنني أعتقد أن ما يحاول الرئيس فعله (وأرجو أن يكون ظني في محله)
أنه يحاول إيقاعهم في شر أعمالهم، من خلال استدراجه لهم؛ كي يوقعهم في
حتفهم من جراء قبيح أعمالهم وسوء تقديراتهم، حيث أنه كلما طال صبره وحلمه
عليهم؛ كلما تمادوا في غيهم، وبالغوا في سفاهتهم، سواء كان ذلك من خلال
ارتكاب الاعمال التخريبية والتحريض عليها، أو بإصدار العديد من أحكام
التبرئة لمجرمي النظام السابق، أو بالحملات الإعلامية الغاشمة التي تجاوزت
معها كل الخطوط الحمراء، وتعدوا كل الحدود!!
وكل
هذا من شأنه أن يصب في صالحه؛ إذا استثمره في توفير الغطاء السياسي
المناسب له، لكي يضعهم في مواجهة مباشرة مع الشعب المصري بغالبيته التي
تسعى نحو الاستقرار والبناء، حيث سيكون قد إقام الحجة عليهم أمام الجميع؛
بطول صبره وحلمه عليهم، وحيينها سيكون الضرب على أيديهم بيد من حديد، يمثل
مطلباً شعبياً موحداً، لا ينبغي التنازل عنه أو التهاون فيه، بل يجب القيام
به بكل قوة وحسم!!
هذا
ما يجب أن يكون عليه مخطط الرئيس، بحيث يعتمد في توجيه تلك الضربة على
الجيش، وليس على الشرطة؛ باعتبار أن الجيش يمثل المؤسسة الأكثر نزاهة،
مقارنة بفلول الشرطة الذين تربوا على موائد النظام السابق، واعتادوا على
العيش في ظلاله، حيث لم ينل مؤسستهم من التطهير حتى الآن سوى النذر اليسير!!
لذا فإن على الرئيس أن يحسن اختيار التوقت بدقة بالغة؛ لتوجيه مثل هذه الضربة الاحترافية، وإلا فسيكون
البديل هو خروج الجماعات الجهادية والإسلامية عموماً عن نطاق السيطرة،
والدخول في مواجهة مباشرة مع فلول النظام السابق، والقوى الاستخبارتية التي
ستدعم المعارضة العميلة بكافة أنواع الأسلحة والذخائر لحرق البلد، وهذا
السيناريو المأساوي هو الذي يسعى إليه الفلول، بل وتتمناه جبهة الخراب
الوطني كمبرر لإحراق الوطن، إذ أنهم على ثقة من محدوية صبر الإسلاميين،
تجاه ما يرتكبونه هم من حماقات وإجرام!!
لذا
يجب على الجميع التضافر مع الرئيس بتهئية المناخ له؛ لكي يوجه تلك الضربة
الاستباقية قبل انفلات زمام الأمور، وذلك من خلال استفراغ (وسعناوتفكيرنا بل وجهدنا) في نشر الوعي بين عامة الناس؛ لكشف الحقائق لهم، واستعداء العامة على ما تقوم به قوى الفلول وجبهة الخراب الوطني من إحراق الوطن،
وذلك لكي نسرع الخطى بوضعهم في مواجهة مباشرة مع الشعب؛ تمهيداً بل
وتبريراً لضربة الرئيس الاستباقية القاطعة لكل رؤوس الأفاعي، إيقافاً
لمسلسل تخريب البلد، لا أن نكتفي كما ذكرت بمجرد المشاهدة، وتوجيه اللوم
للرئيس والإخوان، ونسهم من حيث لا ندري في تنفيذ مخطط الفلول والعملاء على
أرض الواقع!!
اللهم هل بلغت . . اللهم فاشهد