وكان صلى الله عليه وسلم يصلي على نفسه في التشهد الأول وغيره0
وشرع ذلك لأمته, حيث أمرهم بالصلاة عليه بعد السلام عليه(1), وعلمهم أنواعا من صيغ الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم:
1- «اللهم صل على محمد(2), وعلى أهل بيته, وعلى أزواجه وذريته, كما صليت على آل إبراهيم, إنك حميد مجيد, وبارك(3) على محمد, وعلى آل بيته, وعلى أزواجه وذريته, كما باركت على آل إبراهيم, إنك حميد مجيد«0
وهذا كان يدعو به هو نفسه صلى الله عليه وسلم0
2- «اللهم صل على محمد, وعلى آل محمد, كما صليت على [إبراهيم, وعلى(4)] آل إبراهيم, إنك حميد مجيد, اللهم بارك على محمد, وعلى آل محمد, كما باركت على [ إبراهيم, وعلى(5)] آل إبراهيم, إنك حميد مجيد«0
3- «اللهم صل على محمد, وعلى آل محمد, كما صليت على إبراهيم [وآل
إبراهيم], إنك حميد مجيد, وبارك على محمد, وعلى آل محمد, كما باركت على
[إبراهيم و] آل إبراهيم, إنك حميد مجيد«0
4- «اللهم صل على محمد [النبي الأمي], وعلى آل محمد, كما صليت على [آل]
إبراهيم, وبارك على محمد [النبي الأمي] وعلى آل محمد, كما باركت على [آل]
إبراهيم في العالمين, إنك حميد مجيد«0
5- «اللهم صل على محمد عبدك ورسولك, كما صليت على [آل] إبراهيم, وبارك على
محمد [عبدك ورسولك], [وعلى آل محمد], كما باركت على إبراهيم [وعلى آل
إبراهيم]«0
6- «اللهم صل على محمد و [على] أزواجه وذريته, كما صليت على [آل] إبراهيم,
وبارك على محمد و [على] أزواجه وذريته, كما باركت على [آل] إبراهيم, إنك
حميد مجيد«0
7- «اللهم صل على محمد, وعلى آل محمد, وبارك على محمد, وعلى آل محمد, كما صليت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد«0
(1):فقد قالوا يا رسول الله قد علمنا كيف نسلم عليك(أي في التشهد) فكيف
نصلي عليك؟ قال: قولوا: اللهم صل على محمد... الحديث فلم يخص تشهدا دون
تشهد, ففيه دليل على مشروعية الصلاة عليه في التشهد الأول أيضا0 وهو مذهب
الإمام الشافعي كما نص عليه في كتابه «الأم«, وهو الصحيح عند أصحابه كما
صرح به النووي في «المجموع«(3/ 460) واستظهره في «الروضة«(1/ 263), طبع
المكتب الإسلامي), وهو اختيار الوزير ابن هبيرة الحنبلي في «الإفصاح« كما
نقله ابن رجب في «ذيل الطبقات«(1/ 280) وأقره0 وقد جاءت أحاديث كثيرة في
الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في «التشهد وليس فيها أيضا التخصيص المشار
إليه, بل هي عامة تشمل كل تشهد وقد أوردتها في الأصل تعليقا,ولم أورد شيئا
منها في المتن, لأنها ليست على شرطنا, وإن كانت من حيث المعنى يقوي بعضها
بعضا, وليس للمانعين المخالفين أي دليل يصح أن يحتج به كما فصلته في
«الأصل« كما أن القول بكراهة الزيادة في الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم
في التشهد الأول على«اللهم صل على محمد«, مما لا أصل له في السنة ولا
برهان عليه, بل نرى أن من فعل ذلك لم ينفذ أمر النبي صل الله عليه وسلم
المتقدم: «قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد... «الخ0 وللبحث تتمة
أوردناها في «الأصل»
(2): أولى ما قيل في معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم قول أبي
العالية: صلاة الله على نبيه: ثناؤه عليه وتعظيمه0 وصلاة الملائكة وغيرهم
عليه: طلب ذلك له من الله تعالى, والمراد طلب الزيادة لا طلب أصل الصلاة«0
ذكره الحافظ في «الفتح», ورد القول المشهور أن صلاة الرب الرحمة0 وفصل ذلك
ابن القيم في «جلاء الأفهام« بما لا مزيد عليه فراجعه0
(3): من البركة وهي النماء والزيادة والتبريك, الدعاء بذلك, فهذا الدعاء
يتضمن إعطاءه صلى الله عليه وسلم من الخير ما أعطاه لآل إبراهيم وإدامته
وثبوته له ومضاعفته له وزيادته0
(4- 5): هاتان الزيادتان ثابتتان في رواية البخاري والطحاوي والبيهقي
وأحمد, وكذا النسائي0 وجاءت أيضا من طرق أخرى في بعض الصيغ الآتية(7,3)
فلا تغتر بقول ابن القيم في «جلاء الأفهام«(ص 198) تبعا لشيخه ابن تيمية
في «الفتاوى«(1/16): «ولم يجيء حديث صحيح فيه لفظ: «إبراهيم وآل إبراهيم
مع«0 فها قد جئناك به صحيحا0 وهذا في الحقيقة من فوائد هذا الكتاب ودقة
تتبعه للروايات والألفاظ والجمع بينها, وهو - أعني التتبع المذكور - شيء
لم نسبق إليه والفضل لله تعالى, وله الشكر والمنة0 ومما يؤكد خطأ ابن
القيم أن النوع السابع الآتي قد صححه هو نفسه وفيه ما أنكره!0