يا أنصار أنصار الشريعة...هل منكم رجل رشيد
أيمن يوسف
لا زال البعض يحسن الظن في تشكيل أنصار الشريعة ويحاول أن يبرر لهم الأعمال, مرة بحجة أنهم محاربون من أمريكا و ومرة بحجة مناداتهم بالعودة إلى الشرع وهكذا. لكل هؤلاء أقول لكم لنفترض الآتي:
تخيل نفسك مطمئن في منزلك, تعاني مثل كل منطقتكم من إنقطاعات في الكهرباء والمياة وخلافات داخل المنزل بين الأخوة وهكذا, وفجأة اقتحم منزلكم مجموعة من الأغراب وقالوا اخترنا بيتكم ليكون نواة الحكم بشرع الله في اليمن وبداية دولة الخلافة!!!! وقاموا بطرد بعضكم خارج المنزل ورموا نسائكم للشارع وجعلوا البقية يستمرون في العيش المنزل لكن حسب تعاليم الإسلام بزعمهم (لإنكم لا تحكمون الشرع ولا تقيموه داخل بيتكم).
بعدها أصبحت تراهم يقتحمون منازل جيرانكم وفي كل مرة يدخلون بأسلحة خفيفة وثقيلة وترى الجيش والأمن يمرون بجانب منزلكم ويتركونهم يسرحون ويمرحون بدون اعتراض, بل والأدهى يسلمون لهم الأسلحة كل مرة.
قبل الاستطراد, اتمنى من كل قارئ أن يتخيل الوضع كما شرحته بالضبط, ومن بعدها يقارن بين بيتهم وبين محافظة أبين وبين نفسه وعائلته وبين أبرياء أبين ونسائهم!!!!
لا أعرف بأي حجة وأي تأويل يمكن أن يتم تسويغ هذه الحركات, وأي عقلية تفيض بالبراءة الزائدة تعتقد أن هؤلاء يسيرون حسب الإسلام وأحكامه. الإسلام دين الفطرة والعقل, ومن أهم مبادئ الإسلام الحفاظ على الضروريات الخمس (الدين, النفس, العقل, العرض, المال), وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم)) (رواة الترمذي في سننه وصححه الألباني).
اليمنيون هم أهل الإيمان, وكل من يعيش في اليمن يعرف أن اليمنيين أكثر شعوب العالم تديناً والتزاماً, والعادات والأحكام الإسلامية تطبق بشكل كبير مقارنة بأي مكان آخر في العالم, فإذا قلنا أن هؤلاء يتكلمون عن تحكيم الشريعة حرفياً وعن إقامة دولة الخلافة تأتي أسئلة مهمة جداً مثل :
أين هم من النظام الفاسد الذي دمر البلاد وافسد العباد؟؟
لماذا عملياتهم تأتي كلها في خدمة النظام وتوجهاته؟؟
لماذا لم نراهم يقومون بعمليات مباشرة ضد عليواولاده وقادة حزبة الذن أفسدوا البلاد؟؟
لماذا يقوم أنصار المخلوع بتسليم الاسلحة والمعسكرات لهم؟؟
لماذا لا يتعرض لهم الأمن في أبين عدن وغيرها ويقولون أن لديهم اوامر عليا بعدم التعرض لهم؟؟
لماذا كلما وضع النظام في ورطة (أو بدأت عمليات الإصلاح الأن تزيد حدة عملياتهم)؟؟
كيف يسيرون ومعسكرات الأمن أمامهم بكل حرية؟؟
كيف يهربون من السجون بهذه السهولة؟؟
لماذا يقول أهل أبين وجعار أن هؤلاء معروفون منذ فترات طويلة أنهم موظفون في الامن السياسي وغيره؟؟
لماذا يقول من عاش معهم أن اغلبهم لم يكن يعرف طريق المسجد؟؟
لماذا بعضهم يقوم بكل جهدة للتواصل مع المجاهدين الهاربين من أمريكا والحكومة وبعد أيام قلائل نرى المجاهدين (الحقيقين) يتم قصفهم بطائرات أمريكية؟؟
باي حق أي تبرير يتم فيه قتل المسلمين وتشريد الأبرياء؟؟
من أعطى لهم حق من الأساس باحتلال محافظات؟؟
لماذا كل علماء اليمن وكل المحللين المحليين والعرب والعالميين وغالبية الشعب تراهم مفسدون وأبعد ما يكونوا عن الدين والطريق القويم؟؟ فهل م أفضل واعلم من كل هؤلاء؟؟؟
ما هو منهجهم وخطتهم في إقامة الشرع؟؟...زعموا!!
من هم مرجعياتهم الدينية؟؟ والأهم, ما هي خبراتهم العملية والعلمية وخطتهم لإدارة البلد؟؟
هل الشريعة فقط رايات سوداء (لا أعرف من اين جعلوها منهج ورمز للدين) وتسمية البعض بابو فلان والأخ علان وتغيير أسماء المناطق؟؟؟
الكثير والكثير من الاستفسارات لا ترى ولن تسمع لها جواباً لا من قبلهم ولا من قبل انصارهم الذين يعانون من هزيمة نفسية ويرغبون في رؤية دولة الخلافة على الأرض ولو كان أبليس يقودها!!
اليمن الأن تعاني من عدة أمراض أكبرها وأعظمها خطراً هو سرطان علي صالح وعائلته وحزبه والمفسدون في المعارضة, يليها في الخطر الرافضة في الشمال وأنصار الشريعة في الجنوب, وبعدها تأتي الأمور الآخرى من تخريب للبنية التحتية والقبيلة والجهل وغيرها, ولهذا لا يجب السكوت عن الوضع والانتظار حتى تتحول البلد إلى معسكرات وقبائل متشردمة ونسقط في هاوية (نحن على خافتها الآن) لن تخرج منها اليمن أبداً.
أدعوا العقلاء وكل من يخاف الله ويراعيه أن يقدم عقله وفكره ويبدأ في التخطيط السليم لإصلاح البلد والتقليل من مظاهر الفساد والدمار الذي نعانية ويدع عنه الإفساد بإسم الدين, فيكفي المسلمين التشويه وسوء التمثيل الذي يعانيه من المحسوبين عليه.
والله من وراء القصد.