أما بعد فان من الامور الهامة التي شغلت المحدثين في مختلف الازمنة هو حديث
( فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة )
فقد تهافت الكثيرون على معرفة درجة ذلك الحديث ومدى صحته ,
وقد حسنه الكثيرون ومنهم :
الامام ابن حجر العسقلاني ( فيض القدير 6\199)
الحافظ السيوطي في الجامع (8932)
البهوتي ( كشاف القناع 2\43)
ابن الملقن ( تحفة المحتاج - 1\522)
الالباني في المشكاة (2116)
الامام محمد بن عبدالوهاب ( الحديث - 2\166)
, وصححه الكثيرون كالعلامةالالباني :
,( صحيح الجامع 6470 )
و ( صحيح الترغيب والترهيب 736 )
وقد خرّجه تخريجاً مناسباً في الارواء 3\93
وضعفه آخرون ,
وضعف الشيخ ابو اسحاق الحويني زيادة يوم الجمعة فقط , وقد خصص حلقتين تليفزيونيتين لذلك وظن اتباع الشيخ انه ضعف الحديث مطلقاً ولم يفهموا كلامه جيداً
اما عن الامام ابن باز - رحمه الله - : -
-فتارة يضعفه ( مجموع الفتاوى 8\311 ) ,
-وتارة يذكر انها لاتخلو من الضعف (مجموع الفتاوى 25\197)
-وتارة يذكر ان له شواهد تقويه ,( نور على الدرب 13\243)
-وتارة يصححه (مجموع الفتاوى 12\415) , (نور على الدرب 13\303)
وكنت ابحث في حال الحديث هذا من العام الماضي الى ان ارشدني الله عزوجل الى هذه الخلاصة
بداية هناك 3 روايات اساسية لهذا الحديث
اولها
مارواه البيهقي [ 5792 ] والحاكم (3450) ثنا نعيم بن حماد ثنا هشيم أنبأ أبو هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عباد عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين )
**********************
الثانية :
ماعند الدارمي [ 3407 ] والبيهقي في المتابعات للرواية السابقة [ 5792 ]
حدثنا أبو النعمان ثنا هشيم ثنا أبو هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عباد عن أبي سعيد الخدري : (موقوفاًَ)
قال :" من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة أضاء له من النور فيما بينه وبين البيت العتيق "
وعقب البيهقي قائلاً :
- ورواه يزيد بن مخلد بن يزيد عن هشيم وقال في متنه" أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق"
- ورواه سعيد بن منصور عن هشيم فوقفه على أبي سعيد وقال" ما بينه وبين البيت العتيق "
**********************
الثالثة رواية شعبة والثوري
أخرجها كذلك النسائي في الكبرى ( 10788) و الطبراني في الأوسط ( رقم : 1455)
و الحاكم ( رقم : 2072)
و عنه البيهقي في الشعب ( رقم : 2754) ولفظه : من قرأ سورة الكهف كما أنزلت كانت له نورا يوم القيامة من مقامه إلى مكة
روي عن الثوري موقوفاً , وعن شعبة مرة موقوفاً ومرة مرفوعاً
=======================
أما عن الرواية الأولى ( المرفوعة ) فاسنادها هكذا
ثنا نعيم بن حماد ( قال ابن حجر في التقريب 564 : صدوق يخطىء كثيرا )
ثنا هشيم ( قال ابن حجر في التقريب ص574 : ثقة ثبت كثير التدليس )
أنبأ أبو هاشم ( قال ابن حجر في التقريب ص680 : ثقة )
عن أبي مجلز (قال ابن حجر في التقريب ص 586 : ثقة )
عن قيس بن عباد ( قال ابن حجر في التقريب ص547 : ثقة )
عن أبي سعيد الخدري ( صحابي جليل والصحابة كلهم عدول )
وعلة هذه الرواية هي : نعيم بن حماد لماذا ؟
-لأنه يخطئ كثيراً , ولأن له مناكير كما قال الذهبي في تعقيبه على الرواية في المستدرك
-ولأنه رفع الحديث ووقفه غيره
1- أما عن مناكيره وخطأه الكثير , فقد قال الحافظ ابن حجر في التقريب ص564 : "وقد تتبع ابن عدي ما أخطأ فيه وقال باقي حديثه مستقيم "
وفي رواية "وقد تتبع ابن عدي عامة ما أأنكر عليه وقال باقي حديثه مستقيم "
, ولم يذكر ابن عدي في الكامل في ترجمته مع المناكير التي ساقها عنه
هذا الحديث , اذن فليس من مناكيره
ايضاً نعيم لم يتفرد به فقد توبع بسعيد بن منصور ويزيد بن مخلد وغيره , فالحديث ليس من مناكير نعيم
2 - ونعيم قال الحافظ عنه : صدوق , وصدوق عند ابن حجر يعني : حسن الحديث
3 - أما عن رفعه للموقوف فهو من خطأه والصحيح انه موقوف وليس بمرفوع
وممن تعقب الرواية وقال بوقفه :
قال ذلك : -
-الذهبي في المهذب في اختصار سنن البيهقي (3\1181) وقال : ( وقفه أصح )
-العلامة مقبل الوادعي في المستدرك (3450 هامش "2 "وقال : ( الصحيح فيه الوقف )
-البيهقي في الشعب ( رقم: 2444) وقال : ( هذا هو المحفوظ موقوف )
-ابن حجر حيث قال في الأمالي : ورجال الموقوف في طرقه كلها أتقن من رجال المرفوع
( فيض القدير 6\199)
خلاصة الدرجة: حسن موقوف
ثم هو و إن كان موقوفا , فله حكم المرفوع ; لأنه مما لا يقال بالرأى كما هو ظاهر
ولنا كلام آخر بعد قليل
=======================
الثانية : ماعند الدارمي [ 3407 ] والبيهقي في المتابعات للرواية السابقة [ 5792 ]
حدثنا أبو النعمان ثنا هشيم ثنا أبو هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عباد عن أبي سعيد الخدري : موقوفاًَ
قال :" من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة أضاء له من النور فيما بينه وبين البيت العتيق "
وعقب البيهقي :
- ورواه يزيد بن مخلد بن يزيد عن هشيم وقال في متنه أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق
- ورواه سعيد بن منصور عن هشيم فوقفه على أبي سعيد وقال ما بينه وبين البيت العتيق
وأبو النعمان ضعيف تغير حفظه , وأخطأ في كلمة ( ليلة الجمعة ) والصحيح في المتابعة هي
( يوم الجمعة ) لكن تابعه غيره ومن الذي تابعه! : سعيد بن منصور
فيكون الاسناد صحيح موقوف
وان كان ابو النعمان ضعيف فقد تابعه غيره كسعيد بن منصور ويزيد بن مخلد
وان كان هشيم مدلساً وهو من كبار الحفاظ فننقل ماقاله الطحاوي عن سعيد بن منصور :-
(سعيد بن منصور وهو أضبط الناس لألفاظ هشيم وهو الذي ميز للناس ما كان هشيم يدلس به من غيره)
(1/387) شرح معاني الآثار.
فسعيد بن منصور من اتقن الناس في هشيم والزيادة صحيحة
قال ابن حجر (( قال يحيى بن معين و عبد الرحمن بن معدى :: ان روايه هشيم فى حصين أقوى من سفيان و شعبه ,, إلا أن يجتمعا ))
فالرواية صحيحة , ولولا اجتماع شعبة والثوري لكنا رجحنا رواية هشيم , ولا يضعف ذلك من الحديث شيئاً
خلاصة الدرجة : صحيح موقوف
=======================
الثالثة رواية شعبة والثوري
أخرجها كذلك النسائي في الكبرى ( 10788) و الطبراني في الأوسط ( رقم : 1455) و الحاكم
في المستدرك ( رقم : 2072)
و عنه البيهقي في الشعب ( رقم : 2754) ولفظه : "من قرأ سورة الكهف كما أنزلت كانت له نورا يوم القيامة من مقامه إلى مكة"
روي عن الثوري موقوفاً , وعن شعبة مرة موقوفاً ومرة مرفوعاً
وهي صحيحة , وصححها الالباني في الارواء 3\94
وقال في السلسلة الصحيحة (2651) : إسناده صحيح على شرط الشيخين
والصحيح فيها الوقف ,وممن قال ذلك : -
الشوكاني في تحفة الذاكرين (436) : موقوف ورواتها ثقات محتج بهم
ابن الملقن في البدر المنير (2\292) : الوقف هو الصواب
الذهبي في المهذب (3\1181) : وقفه أصح
النسائي في التلخيص الحبير (2\72) : وقفه أصح
=======================
الجمعبين الروايات
اولا : نستفيد ان زيادة يوم الجمعة صحيحة من الرواية الثانية لان سعيد بن منصور من اضبط الناس لهشيم
ثانيا : الصحيح الوقف ثم هو و إن كان موقوفا , فله حكم المرفوع ; لأنه مما لا يقال بالرأى كما هو ظاهر
وان قال قائل : حسناً لو قبلنا زيادة "يوم الجمعة " , فان نعيم في الرواية الاولى تفرد بلفظ غريب
"ما بين الجمعتين" , وفي الرواية الاصح :"ما بينه وبين البيت العتيق" ونعيم بن حماد له مناكير كما قال الذهبي
فقد تكون من مناكيره ؟ وحتى لو كان صدوقاً , فتفرده غير صحيح فما قولكم ؟؟؟
الرد : معنى ان نعيم له مناكير : اي ان تفرده غير مقبول , وهو لم يتفرد به بل تابعه عليه غيره فزالت الشبهة , وقد انتصر لتفرد الصدوق العلامة احمد شاكر والالباني وابن حجر وابن الصلاح
والحديث حسن:لأن نعيم صدوق وصدوق اي حسن الحديث عند ابن حجر
انتهى
لاتنسونا من صالح الدعاء