التقييم : 3 نقاط : 360522 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: أسباب النجاة الأحد مايو 12, 2013 8:45 pm | |
| الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم ...أما بعد ففى زمان الفتن الذى نعيش فيه والذى أصبحت فيه الفتن كقطع الليل المظلم كثرت أسباب الهلاك وكثرت الشبهات التى لا يكاد يتبينها أحد لذا رأيت أن أكتب هذه الرسالة عسى الله أن يجعلها سببا فى إعانة المؤمنين على سلوك الطريق المؤدى إلى رضا الله والنجاة فى الأخرة. وقد بحثت فى كتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم – فوجدت أن المؤمن فى هذا الزمان لابد له من تحقيق خمسة أمور لينجو من الفتن وهى: 1. الإيمان بالله : ونعنى به الإعتقاد الجازم بأنه لا إله إلا الله وأنه وحده هو المتصرف فى أمور الكون كلها وهو القادر على كل شئ. كل فعله حكمة وعدل. ثم الإيمان بيوم القيامة وبأنه أت لا محالة ثم يكون من بعده إما جنة أبدا أو نار أبدا – الجنة للمؤمنين المتقين والجحيم للكافرين العاصين- والمؤمن يؤمن بهذه الأمور إيمانا راسخا يحكم حياته كلها ويصوغ تصرفاته ويحدد أماله وأهدافه فى الحياة. 2. الاستقامة : ونعنى بها أخذ حكم الله بجدية فيمتنع المؤمن عما حرم الله فور علمه بالحكم بلا مناقشة ولا تباطؤ أو تحايل ثم يجاهد المؤمن نفسه ليفعل ما أمر الله به فإذا أخطأ أو نسى استغفر وتاب ثم جاهد نفسه على الإلتزام بحكم الله ولا يجوز لمؤمن أن يترك حكما من أحكام الله أو تكليفا من التكاليف استهانة بها أو لعدم اتفاقها مع هواه أو استثقالا لها بل يجاهد نفسه على التزام أحكام الله من الصلاة على وقتها جماعة فى المسجد وإخراج الزكاة والصدق والأمانة وبر الوالدين وصلة الأرحام وحسن الخلق وإعانة المحتاج وإغاثة الملهوف ... وما سوى ذلك. 3. الاعتزال : لا يجوز للمؤمن أن يخالط الفساق والمستهزئين بالدين ولو كانوا فى مجلس لا يقولون فيه شرا إلا لضرورة. والنهى هنا عن مطلق المخالطة وليس عن المخالطة فى مجالسهم التى يستهزئون فيها بالله ورسوله فقط ويدخل تحت حكم هذا المسلسلات والأفلام التى يؤديها من لا يلتزمون بأحكام الله ويكفى فى هذه المسلسلات والأفلام أنها لا يذكر فيها اسم الله وتشغل الإنسان بسفاسف الأمور ويدخل فى هذا الحكم أيضا البرامج والنشرات الإخبارية التى لا يتقيد مقدموها بالمنهج الربانى فى نقاشاتهم وحواراتهم. والحكمة من الأمر بالإعتزال هو أن يصفو قلب المؤمن من الشبهات التى يثيرها أهل الباطل وألا يميل قلبه إليهم فيحمله ذلك على الميل إلى أعمالهم المغضبة لرب السموات والأرض. ومن لا يعتزل الباطل والفساد كمثل الطالب يجلس ليستذكر دروسه والنافذة مفتوحة فكلما بدأ يستذكر أزاح تيار الهواء ورقة من أوراقه وألقاها على الأرض فيسعى هو خلفها ليحضرها ويضعها أمامه فيزيح تيار الهواء ورقة أخرى فيسعى خلفها وهكذا. حتى إذا انقضى اليوم إما أن تضيع أوراقه وإما أن ينجح فى الحفاظ عليها جميعا ولكنه لا يستذكر شيئا. ولو كان هذا الطالب عاقلا لأغلق النافذة وأكب على دروسه يستذكرها, فكذلك المؤمن هو طالبٌ للأخرة فمخالطة أهل الباطل إما أنها تبعده عن طريق الله وإما أنها تلهيه عن التقدم فى طريقه. 4. الإجتماع : لا ينبغى للمؤمن أن يعيش منفرداً فالشيطان قريبٌ من الواحد بعيد عن الإثنان وهو أبعد عن الثلاثة فينبغى للمؤمن بعد إعتزال أهل الباطل من البحث عن صحبة صالحة تذكره بالله وتعينه على طاعته وحبذا لوجعلوا من أوقاتهم ساعة يتدارسون فيها كتاب الله ويذكر فيها كل منهم الأخر بالأخرة. وإن كان المؤمن فى بلد فيه جماعة من المؤمنين فيحرم عليه أن يغادرها إلى ديار الكفر أو إلى بلد أخر ليس فيه للمؤمنين جماعة بغرض البحث عن المال أو طلب الحياة الرغدة السهلة فالمؤمن دائما هو جزء من جماعة ولا يجوز له أن ينفرد بنفسه إلا فى حالة عدم وجود الجماعة أو عدم القدرة على الوصول إليها. ويستحب للمؤمن إذا كان في مكان ليس فيه جماعة للمؤمنين وله استطاعة على الرحيل إلى مكان أخر به جماعة للمؤمنين أن يغادر إليهم. 5. الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر : هو من أعظم شعائر الدين وهو المقياس الذى يقاس به إيمان المرء فالناس أمام المنكر ثلاثة أنواع : من يغيره بيده فذلك المؤمن حقا ومن يغيره بلسانه ومن ينكره بقلبه وهذا أضعف الإيمان. فرسول الله صلى الله عليه وسلم جعل الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر هو مقياس إيمان المرء ولا يجوز لمؤمنٍ أبداً أن يترك الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر استثقالاً له أو إيثاراً للسلامة أو خوفاً من سخرية الناس أو بطشهم فإن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر منوط به قبول الأعمال فتاركه لا يأمن أن يحبط الله جميع عمله , فقد يكثر إنسان من الصلاة والصيام والصدقة ثم يأتى فى موضعٍ يجب عليه فيه الإنتصار لله ولرسوله فيتخاذل فيغضب الله منه فيحبط عمله وإن من أعظم البلايا تخاذل أغلب الناس فى زماننا هذا عن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر استثقالاً له وخوفا من عواقبه ظانين أن فى الصلاة والصيام غناءً عن ذلك الأمر وأخطأوا فانظر أخى لو أن ملكاً استأجر رجلاً فقيراً لينظف قصره فكان الرجل يأتى لينظف قصر الملك ثم يأخذ أجره و ينصرف ثم سمع الملك أن هذا الرجل يجلس مع أقوامٍ يسبونه ويسخرون منه أتظن أن عمل هذا الفقير فى خدمة الملك يقيه من غضب الملك أو يجعل له عذراً عنده؟ فكذلك الإنسان إن صلى وصام فإنما يفعل ذلك رجاءً فى الجنة و خوفاً من النار فالله لا ينتفع بأعمال العباد فلا تنفعه طاعتهم ولا تضره معصيتهم ولكن إن جعلوا حياتهم لله طاعة له وذودا عن محارمه وغضبا حيث تنتهك حرماته فحرىٌ برحمة الله أن تحل بهم ويدخلهم الله جناته. أما أن يظنوا أن بضع ركعات يقضونها فى غير خشوع أو بضع صدقات يؤدونها ثم يجعلون حياتهم للدنيا وللشهوات لا ينكرون منكراً ولا يأمرون بمعروفٍ. فأولئك من المخدوعين الذين يحسبون أنهم يحسنون صنعا ثم يجعل الله أعمالهم فى الأخرة هباءً منثوراً. وختاماً فإنى أرجو أن ينفع الله بهذه المقالة عموم المسلمين وما كان فيها من صواب أو خيرٍ فمن الله وما كان فيها من خطأٍ فمن نفسى. والحمد لله رب العالمين وصلاةً وسلاماً على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم. | |
|