جبهة النصرة لأهل الشام .. حكايةٌ أخرى
..بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ما غرد بلبل وصدح، وما اهتدى قلب وانشرح ، وما عم فينا سرور
وفرح، الحمد لله ما ارتفع نور الحق وظهر، وما تراجع الباطل وتقهقر، وما سال نبع ماء وتفجر ، وما طلع صبح وأسفر ، وصلاة وسلاماًَ طيبين مباركين على النبي المطهر صاحب الوجه الأنور، والجبين الأزهر ، ما سار سفين للحق وأبحر ، وما على نجم في السماء وأبهر ، وعلى آله وصحبه خير أهل ومعشر، صلاة وسلاماًَ إلى يوم البعث و المحشر ..
وبعد..
خبروني بالله عليكم .. كيف لا أعشق جبهةًَ ما زالت تعزف لحن الدفاع عن العرض والدين والوطن , لا زلت أذكر أول مرة أجهشت فيها وأنا انظر الى الحاسوب بتلهف , أتابع إصدار صدق الوعد (1) , أبهرني والله عجيب فعال المجاهدين , تم لمحت عيني موضوع بعنوان .. صدق الوعد (2) , فطرت فرحاً والله ,,
كيف لا أفرح وجنود جبهة النصرة يكتسحون أبناء المتعة النصيرية في عقر دارهم ..
لا زلت أذكرهم وهم ينسفون مبنى هيئة الاركان ,, لا زلت أذكرهم وهم يعلنون النفير رداً على مجزرة الحولة بصوت أميرهم المقدام أبو محمد الجولاني .. حفظه الله ,,
فلله درك شيخنا وعلى الله اجرك واعانك الله في ما كُلّفت به ..
أنا كمحب لجبهة النصرة - حتى النخاع - يجب ان اتحلى بالواقعية .. فهل يعقل ان لا احد يجاهد على الساحة السورية غير جبهة النصرة ..!!
الجواب : طبعاً لا ..
ولكن لا حد قادر على فِعل ما يفعله رجال الجبهة الميامين .. لأن غلبيتهم درسوا في مدارس الجهاد في افغانستان والعراق والشيشان ..
لانهم لا يقاتلون تحت راية عِمّية , لأنهم لا يأخذون احكامهم إلا من كتاب ربهم وسنة نبيهم عملا وقولا ومنهج حياة , لأنهم أصحاب مبدأ وحماة دين وحرّاس وطن , لانهم رجال شهد لهم العدو قبل الصديق , لأنهم لا ينامون على ضيم ولا ينظرون لعدد عدوهم أو عدته , لأنهم أرخصوا أرواحهم فداءً لدينهم ونصرةً للمستضعفين من أبناء امتهم الجريحة , لأنهم أحرقو انفسهم في صهاريج البترول والمتفجرات لينسفوا مقرات الطاغوت بشار وجنده الذين عاثوا في الارض الفساد ..
لأنهم أظمئوا نهارهم وأسهروا ليلهم فكانوا عُبّادٌ بالليل فرسان بالنهار , لانهم عندما وصلتهم صرخات أخواتهم المغتصبات لبوا النداء على الفور , فهبو الى الموت مظانه لا يخافون في الله لومة لائم ..
إذا مرّ عليّ يوم ولم اتذكر ان أقول في كل لحظة : اللهم اجعلني خادماً لجنود الجبهة , جندياً من جنودها , ورحت أخط كطفل صغير كلاماً غريباً عل وجه دفتر ,,
فلا تضجروا من ذهولي وصمتي ولا تحسبوا أن شيئا تغير ...
فكل ما في الامر اني بصمتي وكلامي , بِسرِّي وجهري , سأظل أدعوا ربي أن يبلغني النفير الى الشام لأقاتل تحت لواء جبهة النصرة ..
رجال الجبهة علموني أشياء كثيرة , علموني الوفاء والامانة والاخلاص , زرعوا في نفسي أن لا ذل بعد اليوم وان العز للإسلام والمسلمين فأرواحنا وما نملك فداءً لله ولدين الله ..
وأقسم بالله أنها منذ ظهورها فإنها غيرت حياتي للأفضل , فعشقي لجبهة النصرة كان عن ثقة كبيرة بها وبمنهجها , وولائي ووفائي لجبهة النصرة مبني على انهم (هم الطائفة المنصورة) بإذن الله ..
{يا أخي .. إقترب مني لأحكي لك حكاية عمرها صغير جدا , إنها حكاية جبهة النصرة ..
صغيرة المولد حديثة النشاة , ولكنها عظيمة الفِعال فاتكة في القِتال ..., قلبت موازين نظام طاغوت سورية وأزلامه .. فاحالت ليلهم نارا ونهارهم ظلمة وخراب على رؤوسهم العفنة ..
أخي .. لست خائناً كي لا انصر من نصر دين الله , أو أترك من أرخص روحه لنصرة المستضعفين , أقل القليل بالدعاء لهم والذب عن عرضهم ونصرتي لهم ..
يا اخي لست ناكرا للجميل كي أتركها - جبهة النصرة - تصارع طاغوت سوريا , فانا معها قلباً وقالباً .. روحي قريبة منهم ولكن الجسد بعيد ولكنه سيكون معهم في اقرب وقت إنشاء الله - فادعوا الله لي أن يوفقني لذلك - ..
التاريخ يا أخي لن يرحم أحدا طعن أو شكك في صدق منهجها ونخص القريبين المحسوبين على اهل السنة , ووالله العظيم أننا لن نسمح بان تُطعن جبهة النصرة بسكين الخيانة ولن يتكرر ما حدث في العراق وأفغانستان ولو فُصلت رؤوسنا عن أجسادنا .. فامضوا يا جنود الجبهة على بركة الله فنحن والله معكم .. نحورنا دون نحوركم ودمائنا لكم فداء ..
يا أخي .. تأكد أن التاريخ لا يرحم ولن يرحم الطاعن والغادر والخائن .. والتاريخ لن يُمحى يا أخي ... صدقني لن يُمحى ولن يُنتسى ..}
أخبرني صديق لي ان هناك إصدار لمؤسسة المنارة البيضاء وفقهم الله .. بعنوان "حلب .. معركة العز " .. عنوان رائع ماتع وجميل , ولكني لم اتوقع ان أجده بتلك الدقة العالية في الهجوم وفي الاقتحام بل وفي نسف العدو بالشاحنات المفخخة ..
تلك هي يا اخي غضبة الموحد المتمعر وجهه عندما تُنتهك حرمات الله ..
شاهدت الاصدار وبكيت مرارا وتكرارا .. فلكم الله يا أسود جبهة النصرة , لكم الله وأنتم تشلون أركان هذا النظام الحاقد الخائن ..
عزائي اني لست معكم ولست بينكم ولكني منكم وإليكم ..
مجحف من يُنكر ما صنعتم .. ناكر للجميل من ينسى ما حققتم .. كاره وحاقد من استثناكم .. مجرم من وصفكم بالارهاب .. مع ان الارهاب فريضة في دين الله أيها الجهلاء ..
كلنا موقنون ومعترفون انكم تقودون الجهاد وتتصدرون رأس الحربة ..
كل يوم لكم لقب جديد من العدو قبل الصديق :
اقتباس:
( مقاتلون من الطرز العلي , إستشهاديون يخافهم النظام , أصحاب الرايات السود , ...الخ )
ولكني اليوم سأضيف لكم لقباً جديدا /
"جبهة النصرة .. كاسحة أوهام النصيرية ومن لف لفهم "
هذا هو حال جبهة النصرة , وتلك حكايتها .. ولا زالت الاسئلة تطاردني ..
كيف استطاعت جبهة النصرة تحقيق كل هذه الفِعال في تلك الفترة القصيرة ..؟
كيف أن العالم أجمع يقف على قدم واحدة مصعوق ومذهول ويحسب لرجال الجبهة مليون حساب ..؟
لا ادري .. لا ادري .. وأكاد أُجن من كلمة لا دري .. وأمنيتي الان أن أدري ..
ان قف معهم واكون بينهم , في هذه اللحظة سوف ادري نهم أرعبوا كل طاغية محليّاً وقاريّاً ..