التبيان في فضائل ذكر الرحمن
الحمد لله ،وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم
قال تعالى :"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا
كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) هُوَ الَّذِي
يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ
إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43)"{الأحزاب:41-43}
وقال تعالى :"فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا"{الطلاق:10}
وقال تعالى:"كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا (99)"{طه:99}
وقال تعالى :"فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا"{البقرة:200}
:" وقال تعالى:"فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ
رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ
اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى
(130)"{طه:130}
وقال تعالى:"وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ
الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ
الْغَافِلِينَ (205)" {الأعراف:205}
وقال تعالى :"وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ
اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35)"{الأحزاب:35}
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَنَا
عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي ،وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي، فَإِنْ
ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ،ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي ،وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي
مَلَإٍ ،ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ ،وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ
بِشِبْرٍ ،تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا ،وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ
ذِرَاعًا ،تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا ،وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي
،أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً".(1)
وعَنْ أَبِي مُوسَى ، قال : قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"مَثَلُ
الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ ، وَالَّذِي لاَ يَذْكُرُ رَبَّهُ ، مَثَلُ
الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ".(2)
وعند مسلم :" مَثَلُ الْبَيْتِ الَّذِي يُذْكَرُ الله فِيهِ ، وَالْبَيْتِ
الَّذِي لاَ يُذْكَرُ الله فيه ، مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ".
وَعَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله
عليه وسلم:"الَّذِينَ يَذْكُرُونَ مِنْ جَلاَلِ اللهِ ، مِنْ تَسْبِيحِهِ
، وَتَحْمِيدِهِ ، وَتَكْبِيرِهِ ، وَتَهْلِيلِهِ ، يَتَعَاطَفْنَ حَوْلَ
الْعَرْشِ ، لَهُنَّ دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحْلِ ، يُذَكِّرْنَ
بِصَاحِبِهِنَّ ، أَلاَ يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ لاَ يَزَالَ لَهُ عِنْدَ
اللهِ شَيْءٌ يُذَكِّرُ بِهِ. (3)
بيان فضل عظم أجور الذاكراين الله كثيراً والذكرات:
لقوله تعالى :"وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ
اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا"{الأحزاب:35}
وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ -
صلى الله عليه وسلم - :«أَلاَ أُبَنِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ
وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ ، وَأَرْفَعهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ ،
وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ(1)وَخَيْرٌ لَكُمْ
مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ ، فَتَضْرِبُوا أَعنْاَقَهُمْ
وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ؟». قَالُوا : بَلَى يَا رَسُوْلَ اللهِ ،
قَالَ :«ذِكْرُ اللهِ تَعَالَى».(4)
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - :«سِيْرُوا هَذَا جَمَدَان سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ».
قَالُوا : وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُوْلَ اللهِ؟ قَالَ :
«الذَّاكِرُونَ اللهَ كَثِيْراً وَالذَّاكِرَاتِ".(5)
وعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : جَاءَ الْفُقَرَاءُ إِلَى النَّبِيِّ
- صلى الله عليه وسلم - فَقَالوُا : ذَهَبَ أَهَلُ الدُّثُورِ(1)مِنَ
الأَمْوَالِ بِالدَّرَجَاتِ الْعُلَى وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ ،
يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ ، وَلَهُمْ فَضْلٌ
مِنْ أَمْوَالٍ ، يَحُجُّونَ بِهَا وَيَعْتَمِرونَ ، وَيُجَاهِدُونَ
وَيَتَصْدَّقُونَ . قَالَ :«أَلاَ أُحَدِّثُكُمْ بأَمْرٍ ، إِنْ أَخْذتُمْ
بِهِ أَدْرَكْتُمْ مَنْ سَبَقَكُمْ ، وَلَمْ يُدْرَككُمْ أَحَدٌ
بَعْدَكُمْ ، وَكُنْتُمْ خَيْرَ مَنْ أَنْتُمْ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ
إِلاَّ مَنْ عَمِلَ مَثْلَهُ؟ تُسبِّحُونَ وَتَحْمَدُونَ وَتُكَبِّرُونَ ،
خَلْفَ كُلِّ صَلاَةٍ : ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ». فَاخْتَلَفْنَا بَيْنَنَا
، فَقَالَ بَعْضُنَا : نُسبِّحُ ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ ، وَنَحْمَدُ
ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ وَنُكْبِّرُ أَرْبَعاً وَثَلاَثِينَ ، فَرَجَعْتُ
إِلَيْهِ ،
فَقَالَ :«تَقَولُ : سُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَاللهُ أَكْبَرُ
حَتَّى يَكونَ مِنْهُنَّ كُلِّهنَّ ثَلاَثٌ وَثَلاَثُونَ".(
وَعَنْ مُصْعبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا : أَنَّ
رَسُوْلَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لِجُلَسَائِهِ :«أَيَعْجَزُ
أَحَدُكُمْ أَنْ يَكْسِبَ أَلْفَ حَسَنَةٍ؟». فَسَأَلَهُ سَائِلٌ مِنْ
جُلَسَائِهِ : كَيْفَ يَكْسِبُ أَحَدُناَ أَلْفَ حَسَنَة؟ قَالَ
:«يُسَبِّحُ أَحَدُكُمْ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ تُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حسنةٍ ،
وَتُحَطُّ عَنْهُ أَلْفُ سَيِّئَةٍ».(9)
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَأَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا : عَنِ
النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ
اصْطَفَى مِنَ الْكَلاَمِ أَرْبَعاً : سُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ
وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ اكْبَرُ». قال :«وَمَنْ قَالَ :
سُبْحَانَ اللهِ كُتِبَتْ لَهُ بِهَا عِشْرُونَ حَسَنَهً وَحُطَّ عَنْهُ
عِشْرُونَ سَيِّئَهً ، وَمَنْ قَالَ : اللهُ اكْبَرُ فَمِثْلُ ذَلِكَ ،
وَمَنْ قَالَ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ فَمِثْلُ ذَلِكَ ، وَمَنْ قَالَ :
الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ(10)كُتِبَ
لَهُ بِهَا ثَلاَثُونَ حَسَنَهً ، وَحُطَّ عَنْهُ ثَلاَثُونَ
خَطِيئةً».(11)
وعنه رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ لِي رَسُوْلُ اللهِ - صلى الله
عليه وسلم - :«أَكْثِر مِنْ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ
فَإِنَّهَا مِنْ كَنْزِ(12)الْجَنَّةِ».(13)
وعَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" الْوُضُوءُ شَطْرُ الْإِيمَانِ ،وَالْحَمْدُ
لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ ،وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ
تَمْلَآَنِ -أَوْ تَمْلَأُ -مَا بَيْنَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ..."
الحديث (14)
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُوْلُ اللهِ
- صلى الله عليه وسلم - :«لأَنْ أَقُولَ : سُبْحَانَ اللهِ ، وَالْحَمْدُ
للهِ ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ ، وَاللهُ اكْبَرُ ، أَحَبُّ إِلَىَّ
مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ».(15)
وعَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُوْلُ
اللهِ - صلى الله عليه وسلم - :«أَحَبُّ الْكَلاَمِ إِلَى اللهِ أَرْبَعٌ
: سُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ واللهُ
اكْبَرُ ، لاَ يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ ، وَلاَ تُسَمِّيَنَّ
غُلاَمَكَ يَسَاراً وَلاَ رَبَاحاً وَلاَ نَجِيحاً وَلاَ أَفْلَحَ ،
فَإِنَّكَ تَقُولُ : أَثَمَّ هُوَ ؟ فَلاَ يَكُون فَيَقُولُ : لاَ(1)».(16)
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله
عليه وسلم - قَالَ :«كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ،
ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ ،
سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ».(17)
وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَبِيبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ
رَسُوْلُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : «مَنْ ضَنَّ بِالْمَالِ أَنْ
يُنْفِقَهُ ، وَبِاللَّيْلِ أَنْ يُكَابِدَهُ ، فَعَلَيْهِ بِسُبْحَانَ
اللهِ وَبِحَمْدِهِ».(18)
وعَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -
صلى الله عليه وسلم - :«أَلاَ أُخْبِرُكَ بِأَحَبِّ الْكَلاَمِ إِلَى
اللهِ؟». قُلْتُ : يَا رَسُوْلَ اللهِ! أَخْبِرْنِي بَأَحَبِّ الْكَلاَمِ
إِلَى اللهِ ، فَقَالَ :«إِنَّ أَحَبَّ الْكَلاَمِ إِلَى اللهِ ،
سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ».(19)
وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ - صلى الله عليه
وسلم - سُئِلَ : أَيُّ الْكَلاَمِ أَفْضَلُ؟ قَالَ :«مَا
اصْطَفَى(20)اللهُ لِمَلاَئِكَتِهِ أَوْ لِعِبَادِهِ : سُبْحَانَ اللهِ
وَبِحَمْدِهِ».(21)
وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ - صلى الله عليه
وسلم - عَادَهُ ، أَوْ أَنَّ أَبَا ذَرٍّ عَادَ رَسُوْلَ اللهِ - صلى الله
عليه وسلم - فَقَالَ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُوْلَ اللهِ! أَيُّ
الْكَلاَمِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ :«مَا اصْطَفَى
اللهُ لِمَلاَئِكَتِهِ : سُبْحَانَ رَبِّي وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ رَبِّي
وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ رَبِّي وَبِحَمْدِهِ».(22)
وَعَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه
وسلم - قَالَ :«مَنْ قَالَ : سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيم وَبِحَمْدِهِ ،
غُرِسَتْ لَهُ نَخْلَهٌ فِي الْجَنَّةِ».(23)
وعنه رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ - صلى الله
عليه وسلم - يَقُولُ :«أَفْضَلُ الذِّكْرِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ ،
وَأَفْضَلُ الدُّعَاءِ الْحَمْدُ للهِ».(24)
وعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُوْلُ اللهِ
- صلى الله عليه وسلم - :«لَقِيْتُ إِبْرَاهِيمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي ،
فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ! أَقْرِئ أُمَّتَكَ مِنِّي السَّلاَمَ ،
وَأَخْبِرهُمْ أَنَّ الْجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ ، عَذْبَةُ
الْمَاءِ ، وَأَنَّهَا قِيْعَانٌ(25)وَأَنَّ غِرَاسَهَا : سُبْحَانَ اللهِ
وَالْحَمْدُ للهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ اكْبَرُ».(26)
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -
صلى الله عليه وسلم - مَرَّ بِشَجَرَةٍ يَابِسَةِ الْوَرقِ فَضَرَبَهَا
بِعَصَاهُ فَتَنَاثَرَ الْوَرقُ ، فَقَالَ :«إِنَّ الْحَمْدَ للهِ
وَسُبْحَانَ اللهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ اكْبَرُ ،
لَتُسَاقِطُ مِنْ ذُنُوبِ الْعَبْدِ ، كَمَا تَسَاقَطَ وَرَقُ هَذِهِ
الشَّجَرِةِ».(27)
وَعَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ فَرُّوخَ ؛ انَّهُ سَمِعَ عَائِشَةَ تَقُولُ :
إِنَّ رَسُولَ اللهِِ صلى الله عليه وسلم قَالَ :إِنَّهُ خُلِقَ كُلُّ
إِنْسَانٍ مِنْ بَنِى ادَمَ عَلَى سِتِّينَ وَثَلاثِمَائَةِ مَفْصِلٍ .
فَمَنْ كَبَّرَ اللَّه ، وَحَمِدَ اللَّه ، وَهَلَّلَ اللَّهَ ، وَسَبَّحَ
اللَّهَ ، وَاسْتَغْفَرَ اللَّهَ ، وَعَزَلَ حَجَرًا عَنْ طَرِيقِ
النَّاسِ ، اوْ شَوْكَةً اوْ عَظْمًا عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ ، وَامَرَ
بِمَعْرُوفٍ ، اوْ نَهَى عَنْ مُنْكَرٍ ، عَدَدَ تِلْكَ السِّتِّينَ
وَالثَّلاثِمِائَةِ السُّلامَى فَإِنَّهُ يَمْشِى يَوْمَئِذٍ وَقَدْ
زَحْزَحَ نَفْسَهُ عَنِ النَّارِ. قَالَ ابُو تَوْبَةَ : وَرُبَّمَا قَالَ
يُمْسِى.(28)
وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ - صلى الله عليه
وسلم - مَرَّ بِهِ وَهُوَ يَغْرِسُ غَرْساً فَقَالَ :«يَا أَبَا
هُرَيْرَةَ! مَا الَّذِي تَغْرِسُ؟». قُلْتُ : غِرَاساً لِي ، قَالَ
:«أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى غِرَاسٍ خَيرٍ لَكَ مِنْ هَذَا؟». قَالَ : بَلَى
يَا رَسُوْلُ اللهِ! قَالَ :«قُلْ : سُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ
وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ اكْبَرُ ، يُغْرَسُ لَكَ بِكُلِّ
وَاحِدَةٍ شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ».(29)
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُوْلُ اللهِ
- صلى الله عليه وسلم - :«خُذوا جُنَّتَكُمْ(30)». قَالُوا : يَا رَسُوْلَ
اللهِ! أَمِنْ عَدُوٍّ قَدْ حَضَرَ؟ قَالَ :«لاَ ، وَلَكِن جُنَّتكُمْ
مِنَ النَّارِ قُولُ : سُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمدُ للهِ وَلاَ إِلَهَ
إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ ، فَإِنَّهُنَّ يَأتِينَ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ مُجنّباتٍ وَمُعَقِّباتٍ(31)وَهُنَّ الْبَاقِيَاتُ
الصَّالِحَاتُ».(32)
فضل مجالس الذكر
يباهي الله ملائكته بأهل مجالس الذكر:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : خَرَجَ مُعَاوِيَةُ عَلَى
حَلْقَةٍ فِي الْمَسْجِدِ ، فَقَالَ : مَا أَجْلَسَكُمْ ؟ قَالُوا :
جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللهَ ، قَالَ : آللهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلاَّ ذَاكَ
؟ قَالُوا : وَاللهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلاَّ ذَاكَ ، قَالَ : أَمَا إِنِّي
لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ ، وَمَا كَانَ أَحَدٌ
بِمَنْزِلَتِي مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَقَلَّ عَنْهُ
حَدِيثًا مِنِّي ؛ وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ عَلَى
حَلْقَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ ، فَقَالَ : مَا أَجْلَسَكُمْ ؟ قَالُوا :
جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللهَ وَنَحْمَدُهُ على مَا هَدَانَا لِلإِسْلاَمِ ،
وَمَنَّ بِهِ.يْنَا ، قَالَ : آللهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلاَّ ذَاكَ ؟
قَالُوا : وَاللهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلاَّ ذَاكَ ، قَالَ : أَمَا إِنِّي
لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ ، وَلَكِنَّهُ أَتَانِي جِبْرِيلُ
فَأَخْبَرَنِي ، أَنَّ اللهَ ، عَزَّ وَجَلَّ ، يُبَاهِي بِكُمُ
الْمَلاَئِكَةَ". (33)
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ،
قَالَ : " إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلَائِكَةً سَيَّارَةً ،
فُضُلًا يَتَتَبَّعُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ ، فَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا
فِيهِ ذِكْرٌ قَعَدُوا مَعَهُمْ ، وَحَفَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا
بِأَجْنِحَتِهِمْ ، حَتَّى يَمْلَئُوا مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ السَّمَاءِ
الدُّنْيَا ، فَإِذَا تَفَرَّقُوا عَرَجُوا وَصَعِدُوا إِلَى السَّمَاءِ ،
قَالَ : فَيَسْأَلُهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ :
مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ ؟ فَيَقُولُونَ : جِئْنَا مِنْ عِنْدِ عِبَادٍ لَكَ
فِي الْأَرْضِ ، يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيُهَلِّلُونَكَ
وَيَحْمَدُونَكَ وَيَسْأَلُونَكَ ، قَالَ : وَمَاذَا يَسْأَلُونِي ؟
قَالُوا : يَسْأَلُونَكَ جَنَّتَكَ ، قَالَ : وَهَلْ رَأَوْا جَنَّتِي ؟
قَالُوا : لَا ، أَيْ رَبِّ قَالَ : فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا جَنَّتِي ؟
قَالُوا : وَيَسْتَجِيرُونَكَ ، قَالَ : وَمِمَّ يَسْتَجِيرُونَنِي ؟
قَالُوا : مِنْ نَارِكَ يَا رَبِّ ، قَالَ : وَهَلْ رَأَوْا نَارِي ؟
قَالُوا : لَا ، قَالَ : فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا نَارِي ؟ قَالُوا :
وَيَسْتَغْفِرُونَكَ ، قَالَ : فَيَقُولُ : قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ
فَأَعْطَيْتُهُمْ مَا سَأَلُوا ، وَأَجَرْتُهُمْ مِمَّا اسْتَجَارُوا ،
قَالَ : فَيَقُولُونَ : رَبِّ فِيهِمْ فُلَانٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ ، إِنَّمَا
مَرَّ فَجَلَسَ مَعَهُمْ ، قَالَ : فَيَقُولُ : وَلَهُ غَفَرْتُ هُمُ
الْقَوْمُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ ".(34)
وَعَنْ سُهَيْلِ بن حَنْظَلَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا يَذْكُرُونَ
اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ، فَيَقُومُونَ حَتَّى يُقَالَ لَهُمْ:
قُومُوا، قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ، وبُدِّلَتْ
سَيِّئَاتُكُمْ حَسَنَاتٍ".(35)
وَعن أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ عن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ:" مَا مِنْ قَوْمٍ اجْتَمَعُوا يَذْكُرُونَ اللَّهَ، لَا
يُرِيدُونَ بِذَلِكَ إِلَّا وَجْهَهُ،إ ِلَّا نَادَاهُمْ مُنَادٍ مِنْ
السَّمَاءِ ،أَنْ قُومُوا مَغْفُورًا لَكُمْ ،قَدْ بُدِّلَتْ
سَيِّئَاتُكُمْ حَسَنَاتٍ". (36)
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ
عَنْهُمَا : أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -
أَنَّهُ قَالَ :«لاَ يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ
إِلاَّ حَفَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ ،
وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِيْنَةُ ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ
عِنْدَهُ».(37)
وعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُوْلُ
اللهِ - صلى الله عليه وسلم - :«مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ عَمَلاً قَطُّ
أَنْجَى لَهُ مِنْ عَذَابِ اللهِ، مِنْ ذِكْرِ اللهِ».(38)
وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْر الْمُازَنِي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ :
جَاءَ أَعْرَابِيَانِ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -
فَقَالَ أَحَدهُمَا : يَا رَسُوْلَ اللهِ أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ قَالَ
:«طُوبَى لِمَنْ طَالَ عُمُرَهُ وَحَسُنَ عَمَلهُ». وَقَالَ الآخَر :
أَيُّ الْعَمَلِ خَيْرٌ قَالَ :«أَنْ تُفَارِقَ الدُّنْيَا وَلِسَانُكَ
رَطْبٌ مِنْ ذِكْرِ اللهِ».
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ
:"سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِى ظِلِّهِ ،يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ
ظِلُّهُ ،الإِمَامُ الْعَادِلُ ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِى عِبَادَةِ رَبِّهِ ،
وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِى الْمَسَاجِدِ ، وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا
فِى اللهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ ، وَرَجُلٌ
طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّى أَخَافُ
اللَّهَ . وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ أَخْفَى حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا
تُنْفِقُ يَمِينُهُ ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ
عَيْنَاهُ.(40)
ذكر الرحمن يدحر كيد الشيطان:
عَنْ أَبِي سَلاَّمٍ ، أَنَّ الْحَارِثَ الأَشْعَرِيَّ حَدَّثَهُ ، أَنَّ
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِنَّ اللهَ أَمَرَ يَحْيَى بْنَ
زَكَرِيَّا بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ ، أَنْ يَعْمَلَ بِهَا ، وَيَأْمُرَ بَنِي
إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْمَلُوا بِهَا ، وَإِنَّهُ كَادَ أَنْ يُبْطِئَ
بِهَا ، فَقَالَ عِيسَى : إِنَّ اللهَ أَمَرَكَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ
لِتَعْمَلَ بِهَا ، وَتَأْمُرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْمَلُوا بِهَا
، فَإِمَّا أَنْ تَأْمُرَهُمْ ، وَإِمَّا أَنَا آمُرُهُمْ ، فَقَالَ
يَحْيَى : أَخْشَى إِنْ سَبَقْتَنِي بِهَا أَنْ يُخْسَفَ بِي ، أَوْ
أُعَذَّبَ ، فَجَمَعَ النَّاسَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، فَامْتَلأَ
الْمَسْجِدُ ، وَقَعَدُوا عَلَى الشُّرَفِ ، فَقَالَ : إِنَّ اللهَ
أَمَرَنِي بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَنْ أَعْمَلَ بِهِنَّ ، وَآمُرَكُمْ أَنْ
تَعْمَلُوا بِهِنَّ ،وذكر منها:وَآمُرُكُمْ أَنْ تَذْكُرُوا اللهَ ،
فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ خَرَجَ الْعَدُوُّ فِي أَثَرِهِ
سِرَاعًا ، حَتَّى إِذَا أَتَى عَلَى حِصْنٍ حَصِينٍ فَأَحْرَزَ نَفْسَهُ
مِنْهُمْ ، كَذَلِكَ الْعَبْدُ لاَ يُحْرِزُ نَفْسَهُ مِنَ الشَّيْطَانِ
إِلاَّ بِذِكْرِ اللهِ،..."الحديث(41)
وَعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ
أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلاَثَ عُقَدٍ؛ يَضْرِبُ عَلَى كُلِّ
عُقْدَةٍ، عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ، فَإِن اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ
الله انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ
صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ،
وَإِلاَّ أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلاَنَ".(42)
وَعَنْ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم
قَالَ:"إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ لَهُ ضُرَاطٌ ،
حَتَّى لاَ يَسْمَعَ النِّدَاءَ ، فَإِذَا قُضِيَ النِّدَاءُ أَقْبَلَ ،
حَتَّى إِذَا ثُوِّبَ بِالصَّلاَةِ أَدْبَرَ ، حَتَّى إِذَا قُضِيَ
التَّثْوِيبُ أَقْبَلَ ، حَتَّى يَخْطِرَ بَيْنَ الْمَرْءِ وَنَفْسِهِ ،
يَقُولُ : اذْكُرْ كَذَا ، اذْكُرْ كَذَا ، لِمَا لَمْ يَكُنْ يَذْكُرُ ،
حَتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ إِنْ يَدْرِي كَمْ صَلَّى".(43)
- وفي رواية : " إِذَا أُذِّنَ بِالصَّلاَةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ لَهُ
ضُرَاطٌ ، حَتَّى لاَ يَسْمَعَ التَّأْذِينَ ، فَإِذَا سَكَتَ
الْمُؤَذِّنُ أَقْبَلَ ، فَإِذَا ثُوِّبَ أَدْبَرَ ، فَإِذَا سَكَتَ
أَقْبَلَ ، فَلاَ يَزَالُ بِالْمَرْءِ يَقُولُ لَهُ اذْكُرْ مَا لَمْ
يَكُنْ يَذْكُرُ ، حَتَّى لاَ يَدْرِي كَمْ صَلَّى".
- وفي رواية : " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : إِنَّ
الشَّيْطَانَ إِذَا ثُوِّبَ بِالصَّلاَةِ وَلَّى وَلَهُ ضُرَاطٌ ...
فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَزَادَ : فَهَنَّاهُ وَمَنَّاهُ ، وَذَكَّرَهُ مِنْ
حَاجَاتِهِ مَا لَمْ يَكُنْ يَذْكُرُ".
وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ؛عَنِ النَّبِيِّ صلى
الله عليه وسلم ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ، قَالَ :
أَعُوذُ بِاللهِ الْعَظيمِ ، وَبِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ ، وَسُلْطَانِهِ
الْقَدِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَجِيمَ.
قَالَ : أَقَطُّ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ . قَالَ : فَإِذَا قَالَ ذَلِكَ ، قَالَ الشَّيْطَانُ : حُفِظَ مِنِّي سَائِرَ الْيَوْمِ.(44)
وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : أَنَّهُ سَمِعَ
النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ :«إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ
بَيْتَهُ ، فَذَكَرَ اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ ، قَالَ
الشَّيِطَانُ : لاَ مَبِيتَ لَكُمْ وَلاَ عَشَاءَ ، وَإِذَا دَخَلَ فَلَمْ
يَذْكُرِ اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ : أَدْرَكْتُمُ
الْمَبِيتَ ، وَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللهَ عِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ :
أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ».(45)
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُوْلُ اللهِ
- صلى الله عليه وسلم - :«إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ السَّجْدَة فَسَجَدَ ،
اعْتَزَلَ الشَّيْطَانُ يَبْكِي يَقُولُ : يَا وَيْلِي أُمِرَ ابْنُ آدَمَ
بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الْجَنَّة ، وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ
فَأَبَيتُ فَلِيَ النَّارُ».(46)
وَعَنْه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ:"لاَ تَجْعَلُوا
بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَفِرُّ مِنَ الْبَيْتِ
الَّذِي يُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ".(47)
عَنْ أَبِي الْمَلِيح ، عَنْ رَجُلٍ قَالَ : كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيِّ -
صلى الله عليه وسلم - فَعَثَرَتْ دَابَتُهُ ، فَقُلتُ : تَعِسَ
الشَّيْطَانُ فَقَالَ :«لا تَقُلْ تَعِسَ الشَّيْطُانُ فَإِنَّكَ إِذَا
قُلتَ ذَلِكَ تَعَاظَمَ حَتَّى يَكُونَ مِثلَ الَبَيتِ وَيَقُولُ :
بِقُوَّتِي ، وَلَكِن قُلْ : بِسْمِ اللهِ فَإِنَّكَ إِذَا قُلتَ ذَلِكَ
تَصَاغَرَ حَتَّى يَكُونَ مِثلَ الذُّبَابِ».(48)
ذكر الله من أسباب قوة البدن واستجابة الدعاء :
عَنْ عَلِيٍّ ،أَنَّ فَاطِمَةَ عَلَيْهِمَا السَّلَام شَكَتْ مَا تَلْقَى
فِي يَدِهَا مِنْ الرَّحَى ،فَأَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ تَسْأَلُهُ خَادِمًا ،فَلَمْ تَجِدْهُ ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ
لِعَائِشَةَ ،فَلَمَّا جَاءَ أَخْبَرَتْهُ ،قَالَ: فَجَاءَنَا وَقَدْ
أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا ،فَذَهَبْتُ أَقُومُ ،فَقَالَ:" مَكَانَكِ"،
فَجَلَسَ بَيْنَنَا حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَى صَدْرِي
،فَقَالَ أَلَا أَدُلُّكُمَا عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ
،إِذَا أَوَيْتُمَا إِلَى فِرَاشِكُمَا ،أَوْ أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا،
فَكَبِّرَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ ،وَسَبِّحَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ
،وَاحْمَدَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، فَهَذَا خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ
خَادِمٍ".(49)
في رواية:التَّسْبِيحُ أَرْبَعٌ وَثَلَاثُونَ.
وفي روايةأحمد : تُكَبِّرَا اللَّهَ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله
عليه وسلم - قَالَ :«ثَلاثَةٌ لا يَردُّ اللهُ دُعَاءَهُمْ : الذَّاكر
الله كَثِيراً ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ ، وَالإِمَامُ الْمُقْسِط».(50)
وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ
رَسُوْلُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : «مَنْ قَالَ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ
اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحُمْدُ
وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَئْءٍ قَدِيرٌ ، مِائَتي مَرَّهٍ فِي يَوْمٍ ، لَمْ
يَسْبِقْهُ أَحَدٌ كَانَ قَبْلَهُ ، وَلاَ يُدْرِكْهُ أَحَدٌ بَعْدَهُ ،
إِلاَّ بِأَفْضَلَ مِنْ عَمَلِهِ».(51)
عَنْ أَبِي سَلمَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -
صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : «بَخٍ بَخٍ(52) وَأَشَارَ بِيَدِهِ
بِخَمْسٍ! مَا أَثْقَلهُنَّ فِي الْمِيْزَانِ ، سُبْحَانَ اللهِ
وَالْحَمْدُ للهِ وَلا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ اَكْبَرُ ، وَالْوَلَدُ
الصَالِحُ يُتَوَفَّى لِلمَرْءِ الْمُسْلِمِ فَيَحْتَسِبُهُ».(53)
أذكار الصباح والمساء :
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : عَنْ جُويرِيَةَ : أَنَّ
النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ
صَلَّى الصُّبْحَ ، وَهِىَ فِي مَسْجِدِهَا(54)ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ
أَضْحَى ، وَهِيَ جَالِسَةٌ ، فَقَالَ :
«مَا زِلْتِ عَلَى الْحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا؟» قَالَتْ :
نَعَمْ قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - :«لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ
أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ
مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ : سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ
خَلْقِهِ ، وَرِضَا نَفْسِهِ ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ ، وَمِدَادَ
كَلِمَاتِهِ».(55)
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُوْلُ
اللهِ - صلى الله عليه وسلم - :«مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ
يُمْسِي : سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ، لَمْ يَأْتِي
أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ ، إَلاَّ أَحَدٌ
قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ».(56)
وعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُوْلُ اللهِ - صلى الله
عليه وسلم - :«مَنْ قَالَ حِيْنَ يُصْبِحُ : سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيم
وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّهٍ ، وَإِذَا أَمْسِي كَذَلِكَ ، لَمْ يُوافِ
أَحَدٌ مِنَ الْخَلاَئِقِ بِمِثْلِ مَا وَافَى».(57)
وعَنْ أَبِي عَيَّاشٍ الزُّرَقيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ
رَسُوْلُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - :«مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ : لاَ
إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلكُ وَلَهُ
الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، كَانَ لَهُ عَدْلَ
رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ ، وَحُطَّ عَنْهُ عَشْرُ خَطِيئاتٍ ،
وَرُفِعَ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ ، وَكَانَ فَي حِرْزٍ مِنَ الشَّيطَانِ
حَتَّى يُمْسِي ، وَإِذَا أَمْسَى فَمِثْلُ ذَلِكَ حَتَّى يُصْبِحَ».
قَالَ : فَرأَى رَجُلٌ رَسُوْلَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فِيمَا
يَرَى النَّائِمُ فَقَالَ : يَا رَسُوْلَ اللهِ! إِنَّ أَبَا عَيَّاشٍ
يَرْوُي عَنْكَ كَذَا وَكَذَا فَقَالَ :«صَدَقَ أَبُو عَيَّاشٍ».(58)
سيد الاستغفار حين يصبح العبد ويمسى :
عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ :«سَيّدُ الاسْتِغْفَارِ
أنْ تَقُولُ : "اللَّهُمَّ! أَنْتَ رِبِّي لاَ إِلَهَ إِلاًّ أَنْتَ ،
خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا
اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ ، أَبُوءُ لَكَ
بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ
لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ». قَالَ :«وَمَنْ قَالَهَا مِنَ
النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا ، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي ،
فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجنة ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ
مُوْقِنٌ بِهَا ، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ
الْجَنَّةِ».(59)
وَعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ
كَانَ يَقُولُ إِذَا أَصْبَحَ :« اللَّهُمَّ بِكَ أَصْبَحْنَا ،وَبِكَ
أَمْسَيْنَا ،وَبِكَ نَحْيَا ،وَبِكَ نَمُوتُ ،وَإِلَيْكَ النُّشُورُ ».
وَإِذَا أَمْسَى قَالَ « اللَّهُمَّ بِكَ أَمْسَيْنَا ،وَبِكَ نَحْيَا
،وَبِكَ نَمُوتُ ،وَإِلَيْكَ النُّشُورُ ».(60)
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَمْسَى قَالَ:" أَمْسَيْنَا وَأَمْسَى
الْمُلْكُ لِلَّهِ ،وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ،لاَإِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ
،وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،قَالَ: أُرَاهُ قَالَ فِيهِنَّ :لَهُ
الْمُلْكُ ،وَلَهُ الْحَمْدُ ،وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ،رَبِّ
أَسْأَلُكَ خَيْرَ مَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ ،وَخَيْرَ مَا بَعْدَهَا
،وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ ،وَشَرِّ مَا
بَعْدَهَا ،رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْكَسَلِ ،وَسُوءِ الْكِبَرِ ،رَبِّ
أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ ،وَعَذَابٍ فِي الْقَبْرِ
،وَإِذَا أَصْبَحَ قَالَ ذَلِكَ أَيْضًا: أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ
الْمُلْكُ لِلَّهِ.(61)
وعَنْ عَمْرِو بْنِ عَاصِمٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ
، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَالَ
لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَقَوْلُهُ إِذَا
أَصْبَحْتُ وَإِذَا أَمْسَيْتُ ، قَالَ : قُلِ : اللَّهُمَّ عَالِمَ
الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ، رَبَّ
كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ ،
أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي ، وَشَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ ،
قُلْهُ إِذَا أَصْبَحْتَ ، وَإِذَا أَمْسَيْتَ ، وَإِذَا أَخَذْتَ
مَضْجَعَكَ".(62)
عن عبد الله بن عبد الرحمان ، بن أبزى ، عن أبيه ، قال:كَانَ رَسُولَ
اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَصْبَحَ قَالَ :" أَصْبَحْنَا عَلَى
فِطْرَةِ الإِسْلاَمِ ، وَكَلِمَةِ الإِخْلاَصِ ، وَدِينِ نَبِيِّنَا
مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ، وَمِلَّةِ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا
مُسْلِمًا , وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ".(63)
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال :لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلم يَدَعُ هَؤُلاَءِ الدَّعَوَاتِ حِينَ يُمْسِى وَحِينَ يُصْبِحُ
اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ
اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِى دِينِى
وَدُنْيَاىَ وَأَهْلِى وَمَالِى اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَتِى وَقَالَ
عُثْمَانُ عَوْرَاتِى وَآمِنْ رَوْعَاتِى اللَّهُمَّ احْفَظْنِى مِنْ
بَيْنِ يَدَىَّ وَمِنْ خَلْفِى وَعَنْ يَمِينِى وَعَنْ شِمَالِى وَمِنْ
فَوْقِى وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِى.(64)
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: قَالَ وَكِيعٌ :يَعْنِى الْخَسْفَ.
وَعن عثمان بن عفان رضي الله عنه: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:" مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ فِي
صَبَاحِ كُلِّ يَوْمٍ وَمَسَاءِ كُلِّ لَيْلَةٍ :بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي
لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاء،ِ
وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ،ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَيَضُرَّهُ شَيْءٌ".(65)
وَعَن أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ !مَا
لَقِيتُ مِنْ عَقْرَبٍ لَدَغَتْنِي الْبَارِحَةَ ،قَالَ:" أَمَا لَوْ
قُلْتَ حِينَ أَمْسَيْتَ :أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ
شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ تَضُرَّكَ".(66)
ذكر المؤمنين لربهم في الجنة:
عَنْ جَابِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ :"إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَأْكُلُونَ فِيهَا
وَيَشْرَبُونَ ،وَلَا يَتْفُلُونَ ،وَلَا يَبُولُونَ ،وَلَا
يَتَغَوَّطُونَ ،وَلَا يَمْتَخِطُونَ" قَالُوا: فَمَا بَالُ الطَّعَامِ
؟قَالَ:" جُشَاءٌ وَرَشْحٌ كَرَشْحِ الْمِسْكِ، يُلْهَمُونَ التَّسْبِيحَ
وَالتَّحْمِيدَ ،كَمَا تُلْهَمُونَ النَّفَسَ".(67)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
(1)البخاري(7405)،ومسلم(2675)،وابن ماجة(3822)،والترمذي(3603)،وصححه الألباني.
(2)البخاري(6407)،ومسلم(779).
(3)صحيح: رواه أحمد في" المسند"(18412) قال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح ،وابن ماجة(3809)وصححه الألباني.
(4) الورق : الفضة .
(5)صحيح: رواه الترمذي [ 3377 ] ، وصححه الألباني
(6)مسلم(2676 ) ، وابن حبان ( 855) ، وصححه الألباني ، وقال شعيب الأرنؤوط :إسناده صحيح على شرط مسلم
(7)أهل الدثور : أي : المال الكثير .
(
البخاري( 807 ) ، واللفظ له ، ومسلم (595).
(9) مسلم ( 2698 ) ، والترمذي (3463 ) ، واللفظ له ، وصححه الألباني .
(10) من قبل نفسه : غالبًا يقع الحمد بعد حدوث نعمه أو دفع نقمه ، وأما
إذا أنشأ الحمد من قبل نفسه دون أن يدفعه لذلك تجدد نعمه زاد الله في
ثوابه .
(11) صحيح: رواه أحمد في" المسند" [ 8079 ] ، وقال شعيب الأرنؤوط "إسناده
صحيح على شرط مسلم" ، وصححه الألباني في" صحيح الجامع" [ 1718 ] .
(12) كنز : هو ثواب مُدَّخَر في الجنة ، وهو ثواب نفيس ، كما أن الكنز أنفس الأموال .
(13)رواه البخاري [ 6952 ] ، والترمذي [ 3601 ] واللفظ له ، وصححه الألباني.
(14)مسلم(223)،والترمذي(3517)،والنسائي(2437)وصححه الألباني.
(15) مسلم [ 2695 ] ، وابن حبان [ 831 ] ، وصححه الألباني ، قال شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين".
(16) مسلم [ 2137 ] ، وأحمد [ 20119 ] ، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم".
(17)البخاري [ 646 ] ، ومسلم [ 2694 ] ، واللفظ له .
(18) معرفة الصحابة لابي نعيم [ 3627 ] ، تعليق الألباني "صحيح" ، صحيح الجامع [ 6377 ] .
(19) مسلم [ 2731 ] ، واللفظ له ، وأحمد [ 21466 ]
(20) ما اصطفى : أي : ما اختار .
(21) مسلم [ 2731 ] ، أحمد [ 21569 ] ، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط مسلم".
(22) الترمذي [ 3593 ] باب أي : الكلام أحب إلى الله ، تعليق الألباني "صحيح".
(23)الترمذي [ 3464 ] ، تعليق الألباني "صحيح".
(4)حسن: رواه الترمذي [ 3383 ] ، وابن ماجه [ 3800 ] وحسنه الألباني.
(25) قيعان : مفردها قاع : وهو منبسط من الأرض متّسِع .
(26)حسن:رواه الترمذي [ 3462 ] ، وحسنه الألباني .
(27)حسن:رواه الترمذي [ 3533 ] ،وحسنه الألباني.
(28)مسلم (1007).
(29) ابن ماجه [ 3807 ] باب فضل التسبيح ، تعليق الألباني "صحيح".
(30) جنتكم : أي : ما يستركم ويقيكم .
(31) مجنبات و معقبات : مجنبات أي : مقدمات أمامكم ، ومعقبات أي : تعقبكم وتأتي من ورائكم .
(32) السنن الكبرى [ 10684 ] ، تعليق الألباني "صحيح" ، صحيح الجامع [ 3214 ] ، الترغيب والترهيب[ 1567 ].
(33)مسلم (2701)،والترمذي(3377)،والنسائي(5426)وصححه الألباني،وابن حبان(813)و
قال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم.
(34) البخاري (6408) مسلم (2689) ، و أحمد (2/282،283) ، والترمذي (3609) .
(35)صحيح : رواه الطبراني في" "و البيهقي ، والضياء ، وصححه الألباني في" صحيح الجامع" (5610)،و" الصحيحة" (2210).
(36)صحيح: رواه أحمد ، والضياء، وصححه الألباني في " صحيح الجامع" (5609)،و" الصحيحة" (2210)
(37) مسلم (2700 ) ، وابن حبان [ 852 ] ،وصححه الألباني ، وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط مسلم.
(38) أحمد [ 22132 ] وصححه الألباني في"صحيح الجامع" [ 5644 ] .
(39) حلية الأولياء [ 3282 ] ، وصححه الألباني في"" صحيح الجامع"[ 3282 ] .
(40) البخاري،ومسلم، وأحمد ، والترمذي ، والنسائي.
(41)صحيح: رواه الترمذي(2863)،وصححه الألباني في" صحيح الجامع"(1724).
(42)متفق عليه
(43)البُخاري( 608 ،1222)، ومسلم( 788 ، 1205)، وأحمد (9933)، وأبو داود( 516)،والنَّسائي(670،1253) ، وابن حبان( 1754).
(44)صحيح: رواه أبو داود(466) وصححه الألباني.
(45) مسلم [ 218 ] ، وأبو داود [ 3765 ] وصححه الألباني
(46) مسلم [ 81 ] ، أحمد [ 9711 ] ، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح على شرط الشيخين" ، ابن ماجه [ 1052 ] وصححه الألباني.
(47)مسلم(780)،والترمذي(2877)وصححه الألباني.
(48)صحيح: رواه أبو داود [ 4982 ] ، وصححه الألباني.
(49)البخاري(6318)،واللفظ له ،ومسلم().
(50)حسن : أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " [ 7358 ] ، انظر "صحيح الجامع " (3064) و" السلسلة الصحيحة " (1211) .
(51) أحمد [ 6740 ] ، تعليق أحمد شاكر "إسناده صحيح" ، تعليق شعيب
الأرنؤوط "حديث صحيح وهذا إسناد حسن" ، تعليق الألباني "حسن" ، الترغيب
والترهيب [ 1591 ] ، الصحيحة [ 2762 ] .
(52) بخ بخ : كلمة تقال عند الإعجاب بالشيء .
(53) ابن حبان [ 830 ] ، تعليق الألباني "صحيح" ، تعليق شعيب الأرنؤوط "إسناده صحيح".
(54) في مسجدها : أي : موضع صلاتها .
(55) مسلم [ 2726 ] ، واللفظ له ، أبو داود [ 1503 ] باب التسبيح بالحصى ، تعليق الألباني "صحيح".
(56) مسلم [ 2692 ] ، وصححه الألباني ، وأحمد [ 8821 ] ، والترمذي [ 3469 ].
(57) أَبو داود [ 591 ] وصححه الألباني.
(58) ابن ماجه [ 3867 ] ،وصححه الألباني.
(59)البخاري (6306) .
(60)صحيح: رواه أبو داود (5068)،والترمذي(3390)،وابن ماجة(3868)وصححه الألباني.
(61)مسلم(2723) ،وأبو داود(5071)،والترمذي(3390)وصححه الألباني. .
(62)صحيح: رواه أحمد(51) إسناده صحيح ، و الترمذي(3392) ، وأبو داود(5067) ، والنسائي.
(63)أخرجه أحمد (15397)تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين
،و"الدارِمِي"(2688) قال حسين سليم أسد : إسناده صحيح ،و"النَّسائي" في
"عمل اليوم والليلة"(1، 343،344)وصححه الألباني في"صحيح الجامع"
(4674).
(64)أَخْرَجَهُ أحمد (4785) ،والبُخَارِي" في "الأدب المفرد" (1200)،
و"أبو داود"(5074)، وابن ماجة( 3871) و"النَّسائي" (5530)،وصححه الألباني.
(65)صحيح: أخرجه الطيالسى (79) ، والترمذى (3388) وقال : حسن صحيح غريب .
وابن ماجه (3869) ، والحاكم (1895) وقال : صحيح الإسناد ،وصححه الألباني.
(66)مسلم(2709) ،وأبو داود(3898)وصححه الألباني.
(67) مسلم (2835)،و أحمد في" المسند"(14964).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تم بحمد الله وتوفيقه
وجزاكم الله خيرًا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.