منتديات اهل الحق
مرحبا بكم في منتدياتنا منتديات اهل الحق و أرجو من زائرنا العزيز أن يجد كل ما يبحث عنه من مواضيع و برامج ......وشكراا...
منتديات اهل الحق
مرحبا بكم في منتدياتنا منتديات اهل الحق و أرجو من زائرنا العزيز أن يجد كل ما يبحث عنه من مواضيع و برامج ......وشكراا...
منتديات اهل الحق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  دخولدخول  التسجيلالتسجيل  
آيـــــات الشفاء في القرآن الكريم إن هذه الآيات تجتمع في كل آية فيها كلمة شفاء و تقرأ بترتيب المصحف فقد قال العلماء أن في هذا استعانة بكلام الله على الشفاء و خصوصا بالنسبة للأمراض التي لا تقدر عليها أسباب البشر...وهـــم:- الآية 14 من سورة التوبة: قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ... صدق الله العظيم الآية 57 في سورة يونس : يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ... صدق الله العظيم الآية 69 من سورة النحل : وَاللّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ... صدق الله العظيم الآية 82 من سورة الإسراء : وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا... صدق الله العظيم الآية 80 من سورة الشعراء : وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ... صدق الله العظيم الآية 44 من سورة فصلت : وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ...||

 

 التفكر وتدبر آيات الله

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





التقييم : 3
نقاط : 360522
تاريخ التسجيل : 01/01/1970

التفكر وتدبر آيات الله Empty
مُساهمةموضوع: التفكر وتدبر آيات الله   التفكر وتدبر آيات الله I_icon_minitimeالأحد مايو 19, 2013 1:09 am

رأس الأمر وعموده
إنما هو دوام التفكر وتدبر آيات الله حيث تستولي على الفكر وتشغل القلب
فإذا صارت معاني القرآن مكان الخواطر من قلبه وجلس على كرسيه، وصار له
التصرف، وصار هو الأمير المطاع أمره، فحينئذ يستقيم له سيره ويتضح له
الطريق وتراه ساكنا وهو يباري الريح (وَتَرَى
الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ
اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ
).

فان قلت: إنك قد أشرت إلى مقام عظيم
فافتح لي بابه، واكشف لي حجابه، وكيف تدبر القرآن وتفهمه والإشراف على
عجائبه وكنوزه ؟ وهذه تفاسير الأئمة بأيدينا، فهل في البيان غير ما ذكروه
؟

قلت: سأضرب لك أمثالاً تحتذي عليها وتجعلها إماماً لك في هذا المقصد، قال الله تعالى: (هَلْ
أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ إِذْ دَخَلُوا
عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلاماً قَالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ فَرَاغَ
إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ، فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ
أَلا تَأْكُلُونَ فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لا تَخَفْ
وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ
فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ قَالُوا كَذَلِكِ قَالَ
رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ
).

فعهدى
بك إذا قرأت هذه الآية وتطلعت إلى معناها وتدبرتها فإنما تطلع منها على أن
الملائكة أتوا إبراهيم في صورة الأضياف يأكلون ويشربون وبشروه بغلام عليم،
وإنما امرأته عجبت من ذلك فأخبرتها الملائكة أن الله قال ذلك. ولم يتجاوز
تدبرك غير ذلك.

فاسمع الآن بعض ما
في هذه الآيات من أنواع الأسرار.وكم قد تضمنت من الثناء على إبراهيم وكيف
جمعت الضيافة وحقوقها وما تضمنت من الرد على أهل الباطل من الفلاسفة
والمعطلة وكيف تضمنت علما عظيماً من أعلام النبوة وكيف تضمنت جميع صفات
الكمال التي ردها إلى العلم والحكمة وكيف تضمنت الأخبار عن عدل الرب
وانتقامه من الأمم المكذبة وتضمنت ذكر الإسلام والإيمان والفرق بينهما
وتضمنت بقاء آيات الرب الدالة على توحيده وصدق رسله وعلى اليوم الآخر
وتضمنت انه لا ينتفع بهذا كله إلا من في قلبه خوف من عذاب الآخرة وهم
المؤمنون بها وأما من لا يخاف الآخرة ولا يؤمن بها فلا ينتفع بتلك الآيات.

فاسمع الآن بعض تفاصيل هذه الجملة: قال الله تعالى: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ)
افتتح سبحانه القصة بصيغة موضوعة للاستفهام، وليس المراد بها حقيقة
الاستفهام، ولهذا قال بعض الناس: إن ( هل ) في مثل هذا الموضع بمعنى ( قد
) التي تقتضي التحقيق. ولكن في ورود الكلام في مثل هذا بصيغة الاستفهام سر
لطيف، ومعنى بديع، فإن المتكلم إذا أراد أن يخبر المخاطب بأمر عجيب ينبغي
الاعتناء به، وإحضار الذهن له صدر له الكلام بأداة الاستفهام لتنبيه سمعه
وذهنه للمخبر به، فتارة يصدره بألا، وتارة يصدره بهل، فقول: هل علمت ما
كان من كيت وكيت ؟ إما مذكرا به، وإما واعظاً له مخوفا، وإما منبها على
عظمه ما يخبر به، وإما مقرراً له، فقوله تعالى: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى) و (وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ) و (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ) و (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ) متضمن لتعظيم هذه القصص والتنبيه على تدبرها ومعرفتها ما تضمنته.

ففيه
أمر آخر. وهو التنبيه على أن إتيان هذا إليك علم من أعلام النبوة فانه من
الغيب الذي لا تعمله أنت ولا قومك فهل أتاك من غير أعلامنا وإرسالنا
وتعريفنا ؟ أم لم يأتك إلا من قبلنا ؟

فانظر
ظهور هذا الكلام بصيغة الاستفهام، وتأمل عظم موقعه من جميع موارده يشهد
أنه من الفصاحة في ذروتها العليا. وقوله ضيف إبراهيم المكرمين متضمن
لثنائه على خليله إبراهيم فإن في المكرمين قولين.

أحدهما: إكرام إبراهيم لهم ففيه مدح إبراهيم بإكرام الضيف.
والثاني: انهم مكرمون عند الله كقوله تعالى: (بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ) وهو متضمن أيضاً لتعظيم خليله ومدحه، إذ جعل ملائكته المكرمين أضيافاً له، فعلى كلا التقديرين فيه مدح لإبراهيم. وقوله: (فَقَالُوا سَلاماً قَالَ سَلامٌ)
متضمن بمدح آخر لإبراهيم حيث رد عليهم السلام أحسن مما حيوه به، فإن
تحيتهم باسم منصوب متضمن لجملة فعلية تقديره: سلمنا عليك سلاماً. وتحية
إبراهيم لهم باسم مرفوع متضمن لجملة اسمية تقديره سلام دائم أو ثابت أو
مستقر عليكم، ولا ريب أن الجملة الاسمية تقتضي الثبوت واللزوم والفعلية
تقتضي التجدد والحدوث فكانت تحية إبراهيم أكمل واحسن. ثم قال (قَوْمٌ مُنْكَرُونَ) وفي هذا من حسن مخاطبة الضيف والتذمم منه وجهان في المدح.

إحداهما:
أنه حذف المبتدأ والتقدير: انتم قوم منكرون، فتذمم منهم ولم يواجههم بهذا
الخطاب لما فيه من الاستيحاش.وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يواجه أحدا
بما يكرهه بل يقول: " وما بال أقوام يقولون كذا ويفعلون كذا ".

الثاني: قوله (قَوْمٌ مُنْكَرُونَ)
فحذف فاعل الإنكار وهو الذي كان أنكرهم كما قال في موضع آخر ( نكرهم ) ولا
ريب أن قوله ( منكرون ) ألطف من أن يقول أنكرتكم. وقوله (فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلا تَأْكُلُونَ) متضمن وجوها من المدح وآداب الضيافة وإكرام الضيف. منها قوله: (فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ) والروغان

الذهاب
بسرعة واختفاء وهو يتضمن المبادرة إلى إكرام الضيف، والاختفاء يتضمن ترك
تخجيله وألا يعرض للحياء، وهذا بخلاف من يتثاقل ويتبارد على ضيفه ثم يبرز
بمرأى منه ويحل صرة النفقة ويزن ما يأخذ، ويتناول الإناء بمرأى منه ونحو
ذلك مما يتضمن تخجيل الضيف وحياءه فلفظة ( راغ ) تنفي هذين الأمرين. وفي
قوله تعالى: (إِلَى أَهْلِهِ) مدح آخر لما فيه من الإشعار أن كرامة الضيف
معدة حاصلة عند أهله، وأنه لا يحتاج أن يستقرض من جيرانه، ولا يذهب إلى
غير أهله إذ قرى الضيف حاصل عندهم.



وقوله: (فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ) يتضمن ثلاثة أنواع من المدح:
أحدها: خدمة ضيفه بنفسه فإنه لم يرسل به وإنما جاء به بنفسه.
الثاني: انه جاءهم بحيوان تام لم ياتهم ببعضه. ليتخيروا من أطيب لحمه ما شاءوا.
الثالث:
انه سمين ليس بهمزول، وهذا من نفائس الأموال، ولد البقر السمين فإنهم
يعجبون به، فمن كرمه هان عليه ذبحه وإحضاره. وقوله (إليهم) متضمن المدح
وآداباً أخرى وهو إحضار الطعام إلى بين يدي الضيف، بخلاف من يهيئ الطعام
في موضع ثم يقيم ضيفه فيورده عليه.

وقوله
(أَلا تَأْكُلُونَ) فيه مدح وآداب أخر، فإنه عرض عليهم الأكل بقوله: (ألا
تأكلون) وهذه صيغة عرض مؤذنة بالتلطف بخلاف من يقول:: ضعوا أيديكم في
الطعام، كلوا، تقدموا، ونحو هذا.

وقوله: (فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً)
لأنه لما رآهم لا يأكلون من طعامه أضمر منهم خوفاً أن يكون معهم شر، فإن
الضيف إذا أكل من طعام رب المنزل اطمأن إليه وأنس به، فلما علموا منه ذلك
قالوا: (لا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ)
وهذا الغلام اسحق لا إسماعيل، لأن امرأته عجبت من ذلك فقالت: عجوز عقيم،
لا يولد لمثلي، فأنى لي بالولد ؟ وأما إسماعيل فإنه من سريته هاجر وكان
بكره وأول ولده. وقد بين سبحانه هذا في سورة هود في قوله تعالى: (فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ) وهذه هي القصة نفسها.

وقوله تعالى: (فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ) فيه بيان ضعف عقل المرأة وعدم ثباتها، إذ بادرت إلى الندبة فصكت الوجه عند هذا الإخبار.
وقوله: (عَجُوزٌ عَقِيمٌ)
فيه حسن أدب المرأة عند خطاب الرجال واقتصارها من الكلام على ما يتأدى به
الحاجة، فإنها حذفت المبتدأ ولم تقل أنا عجوز عقيم، واقتصرت على ذكر

السبب الدال على عدم الولادة لم تذكر غيره، وأما في سورة هود فذكرت السبب المانع منها ومن إبراهيم وصرحت بالعجب.



وقوله تعالى (قَالُوا كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ) متضمن لاثبات صفة القول له. وقوله (إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ)
متضمن لإثبات صفة الحكمة والعلم اللذين هما مصدر الخلق والأمر، فجميع ما
خلقه سبحانه صادر عن علمه وحكمته، وكذلك أمره وشرعه مصدره عن علمه وحكمته.

والعلم والحكمة متضمنان لجميع
صفات الكمال، فالعلم يتضمن الحياة و لوازم كمالها من القيومية والقدرة
والبقاء والسمع والبصر وسائر الصفات التي يستلزمها العلم التام، والحكمة
تتضمن كمال الإرادة والعدل والرحمة والإحسان والجود والبر، ووضع الأشياء
في مواضعها على أحسن وجوهها، ويتضمن إرسال وإثبات الثواب والعقاب.

كل
هذا العلم من اسمه الحكيم كما هي طريقة القرآن في الاستدلال على هذه
المطالب العظيمة بصفة الحكمة، والإنكار على من يزعم أنه خلق الخلق عبثا
وسُدى وباطلاً فحينئذ صفة حكمته تتضمن الشرع والقدر والثواب والعقاب،
ولهذا كان اصح القولين أن المعاد يعلم بالعقل وأن السمع ورد بتفصيل ما يدل
العقل على إثباته.

ومن
تأمل طريقة القرآن وجدها دالة على ذلك. وانه سبحانه يضرب لهم الأمثال
المعقولة التي تدل على إمكان المعاد تارة ووقوعه أخرى، فيذكر أدلة القدرة
الدالة على إمكان المعاد وأدلة الحكمة المستلزمة لوقوعه.

ومن
تأمل أدلة المعاد في القرآن وجدها كذلك مغنية بحمد الله عن غيرها، كافية
شافية موصلة إلى المطلوب بسرعة، متضمنة للجواب عن الشبه العارضة لكثير من
الناس.


والمقصود: أن صدور الخلق والأمر عن علم الرب
وحكمته. واختصت هذه القصة بذكر هذين الإسمين لاقتضائهما لتعجب النفوس من
تولد مولود بين أبوين لا يولد لمثلهما
عادة،
وخفاء العلم بسبب هذا الإيلاد وكون الحكمة اقتضت جريان هذه الولادة على
غير العادة المعروفة فذكر في الآية اسم العلم والحكمة المتضمن لعلمه
سبحانه بسبب هذا الخلق وغايته وحكمته في وضعه موضعه من غير إخلال بموجب
الحكمة. ثم ذكر سبحانه وتعالى قصة الملائكة في إرسالهم لهلاك قوم لوط،
وإرسال الحجارة المسومة عليهم. وفي هذا ما يتضمن تصديق رسله وإهلاك
المكذبين لهم والدلالة على المعاد

والثواب والعقاب لوقوعه عياناً في هذا العالم، وهذا من اعظم الأدلة الدالة على صدق رسله لصحة ما أخبروا به عن ربهم.



ثم قال تعالى: (فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ)
ففرق بين الإسلام والإيمان هنا لسر اقتضاه الكلام، فإن الإخراج هنا عبارة
عن النجاة فهو، إخراج نجاة من العذاب و لا ريب إن هذا مختص بالمؤمنين
المتبعين للرسل ظاهرا وباطناً.

وقوله تعالى: (فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ)
لما كان الموجودون من المخرجين أوقع اسم الإسلام عليهم لأن امرأة لوط كانت
من أهل هذا البيت وهي مسلمة في الظاهر، فكانت في البيت الموجودين لا في
القوم الناجيين، وقد اخبر سبحانه عن خيانة امرأة لوط، وخيانتها أنها كانت
تدل قومها على أضيافه وقلبها معهم، وليست خيانة فاحشة فكانت من أهل البيت
المسلمين ظاهراً وليست من المؤمنين الناجيين.

ومن وضع دلالة القرآن وألفاظه مواضعها تبين له من أسراره وحكمة ما يبهر العقول ويعلم أنه تنزيل من حكيم حميد.
وبهذا
خرج الجواب عن السؤال المشهور وهو: أن الإسلام أعم من الإيمان فكيف
استثناء الأعم من الأخص، وقاعدة الاستثناء تقتضي العكس وتبين أن المسلمين
المستثنين مما وقع عليه فعل الوجود، والمؤمنين غير مستثنين منه بل هم
المخرجون الناجون.



وقوله تعالى: (وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الأَلِيمَ)
فيه دليل على أن آيات الله سبحانه وعجائبه التي فعلها في هذا العالم وأبقى
آثارها دالة عليه وعلى صدق رسله إنما ينتفع بها من يؤمن بالمعاد ويخشى
عذاب الله تعالى كما قال الله تعالى في موضع آخر (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ)، وقال تعالى: (سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى)
فان من لا يؤمن بالآخرة غايته أن يقول: هؤلاء قوم أصابهم الدهر كما أصاب
غيرهم ولا زال الدهر فيه الشقاوة والسعادة. وأما من آمن بالآخرة وأشفق
منها فهو الذي ينتفع بالآيات والمواعظ.

والمقصود
بهذا إنما هو التنبيه والتمثيل على تفاوت الأفهام في معرفة القرآن
واستنباط أسراره وآثار كنوزه ويعتبر بهذا غيره، والفضل بيد الله يؤتيه من
يشاء.



من كلام ابن القيم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التفكر وتدبر آيات الله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أتعلمون همومنا ماذا يحل بها إذا تلونا آيات من القران ؟
»  آيات القرآن في فضل الصحابة الكرام
» تأملات في آيات من القرآن الكريم (3)
» آيات للاستتار من أعين الأعدء
»  نباتات وثمرات فى آيات الذكر الحكيـــــــــــم...

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اهل الحق :: منتديات إسلامية :: الموسوعة الإسلامية-
انتقل الى: