التقييم : 3 نقاط : 360522 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: للجنة ثمن عليك أن تدفعه الأربعاء مايو 22, 2013 12:58 am | |
| للجنة ثمن عليك أن تدفعه هذه الدنيا مليئة بالمواقف والاختبارات التي تكوّن شخصية كل واحد منا وكل موقف سواء كان نعمة أو ابتلاء فإن له أثرا كبيرا في تشكيل شخصية وقلب كل واحد منا، وهذه الدنيا كلها اختبار كبير من يعبره بسلام يعبر لجنة فيها ما لا عينٌ رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، فيها سعادة لا تنتهي ومتع لا حصر لها؛ أقل واحد فيها عنده مثل الدنيا عشر مرات كما أخبرنا النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- لا مرض وموت ولا جراح وآلام وإنّما سعادة ولعب وحب وجوار الرحمن لنا ما نشتهي ونحن فيها خالدون. ولكن لهذه الجنة ثمن دفعه كثير من الناس فاستحقوا دخول الجنة وكثير من الناس اختار ألاّ يدفع الثمن وباع هذه الجنة بدنيا لا يتجاوز أعمار العباد فيها ستين أو سبعين عاما؛ ومنا من لا يعرف الثمن ولو عرفه وعرف أنه بسيط وأن الجنة يسيرة على من يسر الله له ذلك لما تأخر عن المسارعة إلى التضحية من أجلها. الثمن هو مقاومة شهوات خلقنا الله بها وركّبها فينا لا ليظلمنا ولكن لتستمر الحياة وليختبرنا هل نحبه بصدق أم أنه مجرد كلام. اصبر على شهوتك.. وعشها في الحلال.. فمثلا شهوة الجنس الآخر، حب النساء للرجال وحب الرجال للنساء؛ هذه الشهوة مركبة فينا كي نعيش سعداء في حياتنا الزوجية وليختبر الله كل واحد منا هل سيصبر حتى ينال هذا الحب وهذه الرغبات في حلال الزواج أم لن يضحي من أجل ربه ودينه. وكذلك شهوة الخمر والمخدرات؛ والمخدرات مثل الخمر في الحرمة لأن الخمر هو كل ما خامر يعني غطّى العقل "ومنه خِمار النساء" لأنه يغطي المرأة، فكل ما غطّى العقل فهو خمر سواء كان سائلا أو غير ذلك ويأخذ حرمة الخمر, إنها من أكبر الكبائر وهي رأس كل شر كما في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم. ومن يقل إن المخدرات مش لذيذة وحلوة وممتعة يبقى مش فاهم ومش عارف معنى الاختبار؛ طبعا حلوة زي ما السرقة والحصول على المال من غير تعب حلو. والعلاقة بين الولد والبنت وقضاء المتعة والشهوة من غير مسئوليات الجواز حلو ولكن هذا هو الاختبار, أن تصبر على شهواتك حتى تقضيها في حلال يرضى الله عنه. واعلم يا من تقرأ كلامي أن المعصية لها لذة وقتية ثم بعد ذلك لها عواقب سيئة جداً نفسية واجتماعية وصحية؛ لأن الملك سبحانه غير راض.. "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا".. فالذي يشرب المخدرات يسعد لوقت إحساس دماغه بالمخدر وهو يعلم أو لا يعلم أنه يفقد ماله ونفسه ونظرة المجتمع له وقد يفقد بيته وأسرته, وكم من أب وأم بكوا بالدماء حرقة على أولادهم وكم من زوجة باتت حزينة لمّا انهدم بيتها بسبب المخدرات، فالمخدرات متعة وقتية لكنها تفقد صاحبها حلاوة الدنيا والآخرة. ماذا ستقول لله؟ أخي: هل تأخّر الله عنك في إجابة دعائك؟؟ هل قصر النبي "صلى الله عليه وسلم" في توصيل الرسالة إليك؟ هل تأخّر الله عليك في أنه نجاك من كل مصيبة سقطت فيها وقد يتخلى عنك أقرب الناس إليك؟ يا من تشرب المخدرات هذا المال من مال الله وصحتك وأنفاسك ملك لله "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها". هو يحبك ولو لم يكن بحبك ما جعلك تقرأ هذا الكلام ولتركك فيما أنت فيه حتى تلقاه وهو غضبان عليك في يوم لن ترى فيه أصحابك ولا أهلك معك. أخي الحبيب قل لي ماذا ستقول له إذا قال لك: عبدي ألم أرزقك سمعاً وبصراً فما عملت بنعمتي؟ عبدي ألم أرزقك قلباً فأحببت به غيري ونسيتني؟ عبدي كنت تعلم أني أراك فلم جعلتني أهون الناظرين إليك؟؟ اشغل وقت فراغك، تصل للنجاح.. وكثير من أصحابنا من يشتكي أنه يذهب للمخدرات لأنه يعاني من أوقات فراغ كثيرة فلا يجد لنفسه حلاً في قتل هذا الوقت الممل الضائع إلا بتغييب دماغه عن الوعي والوقت والإدراك فأنا أقول له: والله أنا عارف إن شباب منا كتير يمل من كثرة الوقت الفاضي وهذا يؤدي إلى الملل والزهق والوقوع في بعض المعاصي بسبب هذا الفراغ ولكن أخي الحبيب على مستوى الدنيا والأخرة نحن الوحيدون الذين نخسر, في الخارج الوقت عندهم إنتاج، ثقافة وقراءة، رياضة وتحسين للصحة، استمتاع بأي شيء, ونحن اتفقنا أن لو في المخدرات متعة فإن عواقبها والخسائر المترتبة عليها تضيع أي سعادة ولذة وقتية وكثير من أصحابنا يشتكي بعد التخرج من أنه لا يجد عملا ويشتكي من البلد والبطالة ولو نظرت في الـCV لا تجد عنده إلا البكالوريوس فقط. أين كورسات الكمبيوتر والمبيعات Sales والتسويقMarketing ؟ أين خبراتك التي من أجلها سيتم اختيارك من بين آلاف المتقدمين للوظيفة, لذلك نحن نملك فرصة رائعة لتشكيل نجاحنا "بإذن الله" في المستقبل أو لا سمح الله فشلنا. أما بالنسبة لنجاحنا الكبير في الفوز برضا الله والجنة فالنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "نعمتان مغبون (أي خسران) فيهما كثير من الناس, الصحة والفراغ". أي أن هذه النعم خسر فيها كثير من الناس لسوء استغلال الصحة والفراغ ولقاء الله قد اقترب والسؤال سيكون عن كل لحظة والصغيرة والكبيرة "فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يَره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يَره"، فاستغل ساعات الفراغ في عمل خيري أو قراءة ما ينفعك ويساعدك على رضاء ربك وحب نبيك لا في عمل كبيرة هي من أكبر الكبائر توجب غضب الله ورسوله وهي المخدرات أو الخمور, اللهم اهدنا وثبتنا وسامحنا. المخدرات.. تقليد وهروب من المشاكل؟ أما من اتجه للمخدرات لمجرد التقليد فأقول له يا أخي أو أختي أحياناً التقليد يكون في مصلحتنا لما يكون حاجة تفيدنا وتؤثر في سعادتنا وترضي ربنا وتقربنا من جنته أما تقليد أي حد في حاجة هتضيعه وهتضيعنا وهو مش هينفعنا لا في الدنيا ولا يوم الحساب.. لذلك بالله عليك لا تقلد أحداً يكون سببا في هلاكك وإتعاسك, وهو إذا كان عايز يضيع عمره وسعادته وجنته فاحنا مش عايزين نكون مثله فحافظ على مصلحتك وصحتك وجنتك ورضا ربك. ومنا من يلجأ للمخدرات للهروب من المشاكل -على فكرة هل فكرنا قبل كدة ما هي حكمة الله من المشاكل والابتلاءات أم أن الله يفعل بنا أشياء ليست لها حكمة؟؟ -حاشا لله- فهو الحكيم الخبير العليم. ممكن يكون هناك واحد فيه صفة مش كويسة زي التهرب من المسئولية أو الجبن فمن حكمة الله أن يضعه في بعض المواقف والابتلاءات التى تدربه على تحمل المسئولية والشجاعة بشكل عملي وممكن يكون الواحد بيعمل ذنوب كثير ومش بيتوب فمن رحمة ربنا يكفر عنه سيئاته في الدنيا بالابتلاءات لأننا ضعفاء جداً لا نقوى على الحساب في القبر أو العذاب يوم القيامة. وممكن ربنا يكون أرادك أن تكون في قصر يطل على قصر النبي "صلى الله عليه وسلم" بس احنا أعمالنا لا توصلنا لهذه المراتب العليا فالبلاء يرفع الدرجات.. الله أكبر على كرم ربنا في البلاء والمشاكل (وإن كنا لا نتمناها) لكن هل يهرب أحد من هذا الثواب الكبير لكبيرة هي من أكبر الكبائر تغضبه علينا وتبعد جنته عنا. هو أراد بنا الخير فلا ترده عنك.. إذا أحبك الله أعطاك الدنيا.. أخي الحبيب إن كنت تبحث عن السعادة في المخدرات فالله هو الذى يملك السعادة, والسعادة رزق والرزق عند رب العالمين "واعلموا أن ما عند الله لا يُنال بمعصيته"، هل جربت أن تعيش تأكل وتشرب وتخرج وتضحك وتسافر وربنا راض عنك؟. هل جربت أن تضحك وتسعد وأنت تعلم أنك لو قابلت ربنا النهاردة يكون راضيا عنك.. هذا هو القرب من الله. إذا كان الله يعطي الدنيا لمن لا يؤمن به!!! ألن يعطيها لمن يحبه ويطلب رضاه؟ أخي.. هل تعلم أن الله يقول لك: "إلاّ من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فاولئك يُبدِّل الله سيئاتهم حسنات"، يعني كل ذنب وكل كبيرة لو تبت وقررت ألاّ تعود لها مرة أخرى قلبت لك حسنات.. الله أكبر ملايين وآلاف السيئات التي استمتعنا بها قلبت لنا حسنات, ما أكرم الله علينا!. ألا يستحق هذا الإله الكريم أن تعاهده الآن على الرجوع إليه وترك هذه المخدرات التي هي من أكبر الكبائر؟ أما يستحق دينك ونبيك أن تضحي من أجلهما بشيء أنت تحبه لكنه يهلكك؟؟ مبروك يا أخي أن تبت الآن ميزان حسناتك الثقيل قوي ويا خسارة من سَوّفَ التوبة أو قال "بعدين"، لعله لا يعيش وإن عاش لعله يضعف فلا يتوب. أذكرك أني أخوك ومن سِنّك.. إيه رأيك نشوف حلول للمشكلة دي. 1- إذا كانت مرحلتك تحتاج لعلاج اذهب لأقرب مستشفى ولا تستحيِ. 2- الصحبة -الصحبة- هي أساس كل خير وأساس كل شر أيضاً، لازم تبحث عن صحبة صالحة، ووالله ستجدها كما وجدتها أنا أيضاً. 3- الصلاة هي دواء كل مرض لأنها الصلة بالله القوي المتين فلا تقطع الصلة مع ملك الملوك واستمد من قوته لضعفك. 4- الدعاء كثيراً بالثبات والنجاة من كل ذنب لا يحبه الله. ربنا يرضى عنكم ويحبكم ويدخلكم الجنة ويسعدكم في الدنيا ويحقق كل أمانينا والله على كل شيء قدير | |
|