ياااااااااالله !!
أين نحن من هذه الخشية !!!؟؟؟
وما هذه الخشية !!!؟؟؟
[b]الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين[/b]
[b]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته[/b]
[b]الخشية تلك السمة التى يهتم بها الغالبية من الراحلين وأصبحت صفة القلائل من الحاضرين[/b]
[b]إخوتى وأخواتى ...
هناك سؤال مهم يدور في أذهاننا دائماً .... !
لماذا صفة الخشية قد قلت بيننا !!!؟؟؟
أجل !
و لعلي أقصد هنا الخشية بأنواعها المتفاوتة ....
الخشية من الله القدير عزوجل
الخشية من الموت المرير
الخشية من الحساب العسير
الخشية من اليوم الأخير
[/b]
[b]لماذا لم يعد ذكر قدرة الله عزوجل ؛ و إعجازه و تعديد نعمه لا يؤثر في أغلب القلوب …
أهو التعود على ذلك !!!؟
أم عدم المبالاة !!!؟
أم ماذا!!!؟؟
إن الكثير من الشاكرين أصبح شكر الله عندهم عادة يؤدونها للأٍسف الشديد….
تردد ألسنتهم كلمات الشكر و الحمد
بينما القلوب تكاد تكون ماتت والعياذ بالله ...
و لكن الأمر الأدهى من ذلك أن هناك من لا يشكر أصلاً
و هناك من كفر بوجود هذا الخالق و أنكروا وجوده و ظلوا يخوضون في نظرياتاعتبروها علمية لتوضيح كيف بدأ الكون و هل هو بدأ من العدم ؟؟؟
[/b]
[b]و لما ذكر الموت أصبح كذكر الحياة …
الناس لم تعد تفرق بينهم
و لقد آمنوا بوجود الحياة الأخرى و بدلاً أن يخوفهم هذا و يجعلهم يعملون انقلبت الآية
لا يحس الناس مرارة الموت و عظمته و صعوبته....
إلا بعد فقد أحد أحبتهم ….
نشعرحينها و حينها فقط بصعوبة هذا الموقف[/b]
[b]أما عن الحساب …
فهو أيضاً مستهان به …
و أذكر يوماً أن أحدى الأخوات أثناء حقلة درس وموعظة في الحساب .
و بكل براءة أو أقول للأسف قامت إحدى من أعرفهن بسؤال الواعظة ؛ و قالت :
" أو ليس المسلمون و حتى من فعل منهم السيئات و بقى وقتاً في النار يخرج منها و يدخلون جميعاً الجنة لأنهم آمنوا بالله و بأن محمداً رسول الله"
ياااااااااااااااااااااااااااااااالله
لماذا هذا القول وهذا السؤال !!!؟
ألم تعد هناك خشية من هذا الحساب و من هذا العذاب…
أوصلنا هنا للدرجة التي وصلت لها اليهود حين قالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة
[/b]
[b]
[/b]
[b]دعوني إخوتى وأخواتى ..
دعونى أستعرض معكم بعض أمثلة لخشية السلف الصالح حتى ندرك مدى تقصيرنا[/b]
[b]يقول الأصمعي : سمعت شاباً يقول هذه الأبيات :-[/b]
[b]ألا أيها المقصود في كل وجهــة[/b]
[b]شكوت إليك الضر فارحم شاكيتي[/b]
[b]ألا يا رجائي أنت تكشف كربتي[/b]
[b]فهب لي ذنوبي كلها و اقض حاجتي
أتيت بأعمال قباح رديئــــة[/b]
[b]و ما في الورى عبد جنى كجنايتي[/b]
[b]أتحرقني بالنار يا غاية المنــــى[/b]
[b]فأين رجائي ثم أين مخافــــتي[/b]
[b]ثم سقط مغشياً عليه فدنوت منه فإذا هو زين العابدين بن الحسين بن علي رضي الله عنهم أجمعين .
فرفعت رأسه في حجري و بكيت فقطرت دمعة على خده فقال من هذا الذي يهجم علينا .. فقلت عبدك الأصمعي سيدي.. ما هذا البكاء و أنت من أهل بيت الحبيب " صلى الله عليه وسلم "
و الله تعالى يقول :
" إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيراً "
فقال : هيهات هيهات..
إن الله تعالى خلق الجنة لمن أطاعه و لو كان عبداً حبشياً ..
وخلق لنار لمن عصاه لو كان حراً قرشياً ..
ثم قال :
أليس الله تعالى يقول :
" فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ و لا يتساءلون* فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون"
ثم قال : أليس الرسول (صلى الله عليه و سلم) هو القائل :
" إني لأخوفكم من الله و أشدكم له خشية "
ثم قال و هو يبكي :
" أنسيت يا هذا أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لابنته فاطمة رضي الله عنه : " اعملي فإني لا أغني عنك من الله شيئاً"
[/b]
[b]ياااااااااالله !!
أين نحن من هذه الخشية !!!؟؟؟
[/b]
[b]وما هذه الخشية ؟؟!! [/b]
[b]رحم الله هذا الخاشع الزاهد
لقد كانت خشية الله شغله الشاغل
و نحن نحن ....نعلم ما يعلمه و ندرك ماأدركه جيداً
الكثير منا لا يكلف نفسه حتى الوقوف التدبر لمعنى هذا الأمر
[/b]
[b]و هذا أيضاً عمر بن الخطاب الفاروق العادل رضي الله عنه كان يخاف من لقاء الله تعالى خوفاً لو جُمع خوفنا كله في كفه و خوفه في الكفة الأخرى لرجحت كفته …
و كلنا يعلم مواقف هذا العظيم في الخشية و التذلل
و يكفينا دليلاً على زهده أن نعلم أنه دائم البكاء حتى أصبح يُرى على وجهه خطين أسودين من كثرة انحدار الدموع..
و تكفي كلماته :
" ليت أمي لم تلدني "
" ليتني شعرة في صدر أبي بكر"
[/b]
[b]ياااااااااالله !!
أين نحن من هذه الخشية !!!؟؟؟
[/b]
[b]وما هذه الخشية ؟؟!! [/b]
[b]و هذا حفيده عمر بن عبد العزيز و قد جاءته مولاة تقص عليه رؤية رأتها فتقول أنها رأت في المنام كأن الصراط قد مد على جهنم و هي تزفر على أهلها و ذكرت أنها رأت رجالاً مروا على الصراط فأخذتهم النار ثم قالت و رأيتك يا أميرالمؤمنين و قد جئ بك …
فوقع العظيم مغشياً عليه و بقي زماناً يضطرب و هي تصيح في أذنه : رأيتك والله و قد نجوت
ياااااااااالله !!
أين نحن من هذه الخشية !!!؟؟؟
[/b]
[b]وما هذهالخشية !!!؟؟؟
لقد أغشي عليه لمجرد سماعه أنه جئ به أمام الصراط
رحم الله هذا الرجل و أسكنه فسيح جناته و أمنه الله مما كان يخشاه !
[/b]
[b]و يقول منصور بن عمار رضي الله عنه :
دخلت الكوفة فبينما أمشي في ظلمة الليل إذ سمعت بكاء رجل بصوت شجي من داخل دار و هو يقول :
إلهي .. و عزتك وجلالك ما أردت بمعصيتي مخالفتك و لكن عصيتك بجهل فالآن من ينقذني منعذابك؟
و بحبل من أعتصم إن قطعت حبلك عني؟
واذنوباه..
واغوثاه..
يا الله
فقال منصور بن عمار : فأبكاني كلامه فوقفت فقرأت
" يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم و أهليكم نارا وقودها الناس والحجاره عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم و يفعلون ما يأمرون"
فسمعت للرجل اضطرباً شديداً و صياحاً وصراخاً ..
فوقفت حتى انقطع صوته و مضيت ..
فلما أصبحت أتيت إلى دار الرجل فوجدته قد مات و الناس في تجهيزه و عجوز تبكي
يااااااااالله
فسألتها عنها فقيل لي أمه …
فتقدمت إليها و سألتها عن حاله
فقالت : كان يصوم النهار و يقوم الليل و يكتسب الحلال فيقسم كسبه ثلاثاً ثلث لنفقته وثلث لنفقتي و ثلث يتصدق به .. فلما كان البارحة مر إنسان و هو يقرأ فسمع آية من القرآن ففارق الدنيا[/b]
[b]ياااااااااالله !!
أين نحن من هذه الخشية !!!؟؟؟
وما هذه الخشية ؟؟!!
رحمه الله و أسكنه الفردوس الأعلى
إخوتى ... أخواتى ....
كل ما أرجوه أن نملك و لو عُشر تلك الخشية
نحاول أن نؤدي حق الله علينا
و رغم ما سنفعله لن نستطيع أن نؤدي حقه أبداً
لكن علينا التذكر ما لربنا من فضل علينا
و كان يزيد الرقاشي رحمه الله يعاتب نفسه و يقول لها :
ويحك يا نفس .. ما الذي يصلي عنك بعد الموت..
و هكذا
ثم يقول : أيها الناس أ لا تبكون و تنتحبون على أنفسكم بقية عمركم .. فمن كان الموت موعده و القبربيته .. و الثرى فراشه و الدود مؤنسه و خوف الفزع الأكبر يزعجه كيف يلتذذ بمنام
ثم يخر مغشياً عليه
ياااااااااالله !!
أين نحن من هذه الخشية !!!؟؟؟
وما هذه الخشية ؟؟!!
[/b][b]أين نحن من تلك المخافة !!!؟؟؟
وأين نحن من هذا الخوف الشديد!!!؟؟
ليساعدنا الله و ليرحمنا و ليتجاوز عن سيئاتنا
اللهم آآآآمين
[/b]
[b]و لقد كان سفيان الثوري رضي الله عنه إذا ذكر الموت لا ينتفع أحد به أياماً عديدة و لا يأكل و لا يشرب و كان إذا سئل عن شئ يقول لا أدري[/b]
[b]كل هذا لأنه تذكر الموت
ياااااااااالله !!
أين نحن من هذه الخشية !!!؟؟؟
وما هذه الخشية ؟؟!!
[/b]
[b]و قد كان علي بن الفضيل بن عياض إذا ذكر الموت تكاد تنقطع مفاصله من الاضطراب
و كان يوسف بن أسباط إذا شيع جنازة يكاد يموت فيرجعون به في النعش إلى داره
ياااااااااالله !!
أين نحن من هذه الخشية !!!؟؟؟
وما هذه الخشية ؟؟!!
[/b]
[b]فلنتذكر دائماً تلك الأمثال و لنتعظ بها
رزقنا الله وإياكم إخوتى وأخواتى الخشية الحقة من الله عزوجل
وخشيةً من الموت ومن الحساب .
ورزقنا الإيمان الحق والثبات على دينه .
اللهم آآآآمين [/b]