الحياء الحياء .. أين نحن من الحياء (1)
1ـ قال أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ ،قال مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ : قَالَ الْفُضَيْلُ بن العياض : " لَوْ خُيِّرْتُ بَيْنَ أَنْ أُبْعَثَ فَأَدْخَلُ الْجَنَّةَ وَبَيْنَ أَنْ لا أُبْعَثَ ، لا اخْتَرْتُ أَنْ لا أُبْعَثَ " ، قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ : هَذَا مِنَ الْحَيَاءِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ! هَذَا مِنْ طَرِيقِ الْحَيَاءِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ .
2ـ قال الشاعر:
" يَا كَاتِمَ السِّرِّ وَمُخْفِيهِ أَيْنَ مِنَ اللَّهِ تُوَارِيهِ
بَارَزْتَ بِالْعِصْيَانِ رَبَّ الْعُلَى وَأَنْتَ مِنْ جَارِكَ تُخْفِيهِ " .
3ـ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ " . فَقُلْتُ : إِنَّ مِنْهُ ضَعْفًا ، وَإِنَّ مِنْهُ لَعَجْزًا ، فَقَالَ : " أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَجِيءُ بِالْمَعَارِيضِ ! لا أُحَدِّثُكَ بِحَدِيثٍ مَا عَرَفْتُكَ " ، فَقَالُوا : يَا أَبَا نُجَيْدٍ ، إِنَّهُ طَيِّبُ الْهَوَى ، وَإِنَّهُ وَإِنَّهُ ، فَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى سَكَنَ .
قال محمد بن إسماعيل المقدم: ( إِنَّ مِنْهُ ضَعْفًا ، وَإِنَّ مِنْهُ لَعَجْزًا ) معناه أنه قد يستحيي أن يواجه بالحق من تستحييه، فيدع أمره بمعروف ونهيه عن منكر...
3ـ وَكَانَ يَحْيَى بْنُ مُعَاذٍ يَقُولُ: سُبْحَانَ مَنْ يُذْنِبُ عَبْدُهُ وَيَسْتَحْيِي هُوَ.
4ـ كلمه (جنس) باللغة العربية والأجنبية أصبحت اليوم سائغة ولا حياء فيها ومنتشرة اليوم في المجتمع ، ولا حياء يوجد عند قولها بل ويتبجحون بها على خلاف الماضي ...
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: جَاءَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ تُبَايِعُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذَ عَلَيْهَا { أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ } الْآيَةَ قَالَتْ: فَوَضَعَتْ يَدَهَا عَلَى رَأْسِهَا حَيَاءً، فَأَعْجَبَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا رَأَى مِنْهَا فَقَالَتْ عَائِشَةُ: أَقِرِّي أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ فَوَاللَّهِ مَا بَايَعَنَا إِلَّا عَلَى هَذَا قَالَتْ: فَنَعَمْ إِذًا فَبَايَعَهَا بِالْآيَةِ ".
5ـ قَالَ أَبُو مُوسَى الأشعري رضي الله عنه : " إِنِّي لأَغْتَسِلُ فِي الْبَيْتِ الْمُظْلِمِ فَمَا أُقِيمُ صُلْبِي حَتَّى آخُذَ ثَوْبِي حَيَاءً مِنْ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ " .
6ـ قال الحسين بن محمد بن خسرو : جاء أبو بكر بن ميمون فدق الباب على الحميدي وظن أنه أذن له فدخل فوجده مكشوف الفخذ فبكى الحميدي وقال: والله لقد نظرت إلى موضع لم ينظره أحد منذ عقلت.