1/ في تفسير سورة الفاتحة ج 1 ص 49 عند قوله تعالى:" "اياك نعبد ": أشار
في هذه الآية الكريمة إلى تحقيق معنى لا اله إلا الله، لأن معناها مركب من
أمرين : نفي و إثبات. فالنفي خلع جميع المعبودات غير الله تعالى في جميع
أنواع العبادات، و الإثبات: إفراد رب السماوات و الأرض وحده بجميع أنواع
العبادات على الوجه المشروع.
2/ في تفسير سورة الفاتحة ج 1 ص 50 عند قوله تعالى:" "إياك نستعين ": فيه
إشارة إلى انه لا ينبغي أن يتوكل إلا على من يستحق العبادة، لأن غيره ليس
بيده الأمر، و هذا المعنى جاء موضحا في آيات أخر كقوله:" فاعبده و توكل عليه" .
3/ في تفسير سورة الفاتحة ج 1 ص 51 عند قوله تعالى:" "صراط الذين أنعمت عليهم ": يؤخذ
من الآية الكريمة صحة إمامة أبي بكر الصديق رضي الله عنه لأنه داخل فيمن
أمرنا الله في السبع المثاني و القرآن العظيم أعني الفاتحة بأن نسأله أن
يهدينا صراطهم، فدل ذلك على أن صراطهم هو الصراط المستقيم و ذلك في قوله "اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم"
و
قد بين الذين أنعم عليهم فعد منهم الصديقين، و قد بين صلى الله عليه و سلم
أن أبا بكر رضي الله عنه من الصديقين، فاتضح أنه داخل في الذين أنعم الله
عليهم، الذين أمرنا الله أن نسأل الهداية إلى صراطهم، فلم يبق لبس في أن
إمامة أبا بكر الصديق رضي الله عنه على الصراط المستقيم. و أن إمامته حق.
4/
في تفسير سورة البقرة ج 1 ص 64 عند قوله تعالى:"يا أيها الناس اعبدوا
ربكم الذي خلقكم و الذين من قبلكم لعلكم تتقون ، الذي جعل لكم الأرض فراشا و
السماء بناء و أنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم":
أشار في هذه الآية إلى ثلاثة براهين من براهين البعث بعد الموت و بينها مقصلة في آيات أخر:
البرهان الأول: خلق الناس المشار إليه بقوله "اعبدوا ربكم الذي خلقكم و الذين من قبلكم" لأن الإيجاد الأول أعظم برهان على الإيجاد الثاني، كقوله تعالى:" و هو الذي يبدؤ الخلق ثم يعيده"، و قوله:" كما بدأنا أول خلق نعيده" ، و كقوله:" يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ". لذا ذكر الله تعالى أن من أنكر البعث فقد نسي الإيجاد الأول، كما في قوله:" و ضرب لنا مثلا و نسي خلقه" و قوله:" و يقول الإنسان أءذا ما مت لسوف أخرج حيا، أو لا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل و لم يك شيئا" ثم رتب على ذلك نتيجة الدليل بقوله:" فوربك لنحشرنهم" إلى غير ذلك من الآيات.
البرهان الثاني: خلق السماوات و الأرض المشار إليه بقوله:" الذي جعل لكم الأرض فراشا و السماء بناء" لأنهما من أعظم المخلوقات، و من قدر على خلق الأعظم فهو قادر على غيره قادر من باب أولى.
و
أوضح الله تعالى هذا البرهان في آيات كثيرة كقوله تعالى:" لخلق السماوات و
الأرض أكبر من خلق الناس" ، و كقوله:" ءأنتم أشد خلقا أم السماء بناها،
رفع سمكها فسواها." إلى غير ذلك من الآيات.
البرهان الثالث: إحياء الأرض بعد موتها، فإنه من أعظم الأدلة على البعث بعد الموت، كما أشار له هنا بقوله: " و أنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم" و أوضحه في آيات كثيرة منها:" و من آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت و ربت إن الذي أحياها لمحيي الموتى و هو على كل شيء قدير"، و كقوله:" و يحيي الأرض بعد موتها و كذلك تخرجون." إلى غير ذلك من الآيات.