منتديات اهل الحق
مرحبا بكم في منتدياتنا منتديات اهل الحق و أرجو من زائرنا العزيز أن يجد كل ما يبحث عنه من مواضيع و برامج ......وشكراا...
منتديات اهل الحق
مرحبا بكم في منتدياتنا منتديات اهل الحق و أرجو من زائرنا العزيز أن يجد كل ما يبحث عنه من مواضيع و برامج ......وشكراا...
منتديات اهل الحق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  دخولدخول  التسجيلالتسجيل  
آيـــــات الشفاء في القرآن الكريم إن هذه الآيات تجتمع في كل آية فيها كلمة شفاء و تقرأ بترتيب المصحف فقد قال العلماء أن في هذا استعانة بكلام الله على الشفاء و خصوصا بالنسبة للأمراض التي لا تقدر عليها أسباب البشر...وهـــم:- الآية 14 من سورة التوبة: قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ... صدق الله العظيم الآية 57 في سورة يونس : يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ... صدق الله العظيم الآية 69 من سورة النحل : وَاللّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ... صدق الله العظيم الآية 82 من سورة الإسراء : وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا... صدق الله العظيم الآية 80 من سورة الشعراء : وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ... صدق الله العظيم الآية 44 من سورة فصلت : وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ...||

 

 ]الإيمان بالقدر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





التقييم : 3
نقاط : 360576
تاريخ التسجيل : 01/01/1970

]الإيمان بالقدر Empty
مُساهمةموضوع: ]الإيمان بالقدر   ]الإيمان بالقدر I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 02, 2012 10:16 pm



الإيمان بالقدر

[size=25]الكاتب: ياسين بن علي

الإيمان بالقدر أي الإيمان بما قدّره الله سبحانه وتعالى في اللوح المحفوظ
وبما علمه وحكم به، ركن من أركان العقيدة، لذا فإن المسلم يؤمن بالقدر خيره
وشرّه من الله، ويؤمن أن لا شيء في الوجود يقع دون علم الله وتقديره، وأنّ
ما شاء الله سبحانه كان، وما لم يشأ لم يكن.

والأدلة على وجوب الإيمان بالقدر كثيرة منها:



1. من القرآن:

· قوله تعالى: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ
لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ
(51)} (التوبة).

· وقوله: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ
وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ
إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا
يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (59)} (الأنعام).

· وقوله: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي
أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ
ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22)} (الحديد).

· وقوله: {وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12)} (القمر).



2. ومن السنة:

· حديث جبريل المشهور في تعريف الإيمان: "أن تؤمن بالله، وملائكته،
وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره". (أخرجه مسلم)

· وأخرج مسلم عن عبد الله بن عمر قال: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "كلّ شيء بقدر حتى العجز والكيس أو الكيس والعجز".

· وأخرج مسلم عن أَبِي هُرَيْرَةَ قال: قال رسول اللّهِ صلى الله عليه
وسلم: «الْمُؤْمِنُ الْقَوِيّ خَيْرٌ وَأَحَبّ إِلَىَ اللّهِ مِنَ
الْمُؤْمِنِ الضّعِيفِ، وَفِي كُلّ خَيْرٌ. احْرِصْ عَلَىَ مَا يَنْفَعُكَ
وَاسْتَعِنْ بِاللّهِ، وَلاَ تَعْجِزْ. وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلاَ
تَقُلْ: لَوْ أَنّي فَعَلْتُ كذا لم يُصبني كذا. وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ
اللّهِ، وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشّيْطَانِ».

· وأخرج البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يأتي
ابن آدم النذر بشيء لم يكن قد قدرته ولكن يلقيه القدر وقد قدرته له أستخرج
به من البخيل".

· وأخرج مسلم والبخاري عن طاوس قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: "احتج آدم وموسى، فقال موسى: يا آدم أنت أبونا
خيبتنا وأخرجتنا من الجنة. فقال له آدم: أنت موسى اصطفاك الله بكلامه وخط
لك بيده، أتلومني على أمر قدره الله عليّ قبل أن يخلقني بأربعين سنة. فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: فحج آدم موسى".



فالإيمان بالقدر واجب، وهو ركن من أركان العقيدة الإسلامية لا يجوز نكرانه.
وهذا الإيمان بالقدر قد يكون مدعاة إلى الأمل في الحياة، وإلى الإقبال على
هذه الدنيا بروح فاعلة إيجابية، وقد يكون أيضا مدعاة إلى الخمول والسلبية.
فإذا أساء الناس فهم معنى القدر، وتمكنت في نفوسهم القدرية الغيبية،
وتغلغل في وجدانهم الاستسلام لما يزعمون أنه مقدر عليهم ومكتوب لهم، فإنّ
مفهوم القدر ساعتها يكون مدعاة إلى السلبية، والخنوع والخضوع، والتسليم
بالواقع وإن كان فيه الذلّ والمهانة. وساعتها أيضا سنجد الناس يبرّرون
فشلهم وسوء واقعهم بقولهم: "المقدر كائن"، "وإرادة الله في خلقه"، "وقدر
الله ما شاء فعل"، والمكتوب على الجبين لازم تراع العين"، وغير ذلك من
الأقوال والأمثلة التي تدلّ على الاستسلام لما هو كائن، وعلى الخضوع للأمر
الواقع. وإذا استبدت هذه الأوهام بعقل الأمة، وتمكنت منها، وترسّخت فيها،
بررّت ساعتها حكم الكفر، واغتصاب الأرض، وانتهاك العرض، وتدنيس المقدّسات،
بأنّه مشيئة الله، وأنّه قدرنا الذي يجب أن نذعن له ونرضاه. وكأن الله
سبحانه وتعالى يرضى لأمة محمد صلى الله عليه وسلم أن تحكم بالكفر، أو كأن
الله سبحانه وتعالى يرضى أن تستعمر البلاد الإسلامية وتنتهك الأعراض
والمقدسات، معاذ الله أن يرضى الله سبحانه وتعالى ما ارتضته النفوس المريضة
والعقول التافهة.

والحقيقة، هي أن الله سبحانه وتعالى أراد بنا أشياء وأراد منا أشياء؛ فما
أراده سبحانه بنا طواه عنا وأخفاه، وما أراده منا أمرنا به وأظهره. فنحن لم
نطلع على قدر الله، ولم ننظر في اللوح المحفوظ؛ لأنه مطوي عنا، اختصّ الله
سبحانه بعلمه، فلا نعلمه ولا يمكن لنا أن نعلمه. وأما ما أراده سبحانه منا
فقد كلّفنا به، وأعلمنا إياه، فطلب منا القيام به، ورتّب عليه الثواب
والعقاب.

إن الله سبحانه وتعالى أمرنا بالإيمان بالقدر خيره وشره، ولكنه سبحانه لم
يعلمنا بما قدره لنا في اللوح المحفوظ، ولم يطلعنا على ما كتبه علينا؛ لذلك
فإن الاستسلام للواقع الفاسد بحجة القدر أمر خطير يناقض حقيقة الإيمان.

إنّ من يظنّ أنّ الإيمان بالقدر يعني الخنوع والخضوع للفساد والظلم، ويعني
التواكل والخمول والعجز، فقد أساء فهم القدر؛ لأنّ من آمن بأن الله سبحانه
وتعالى قدّر الشرّ، فعليه أن يؤمن بأن الله سبحانه وتعالى قد قدّر أيضا
الخير. لذلك، فالمؤمن الحقّ يحرص على دفع الشر بالخير، فيدفع قدر الاستعمار
بالتحرير، ويدفع قدر الداء بالدواء، ويدفع قدر الفقر بالسعي، وقدر التخلّف
بالتقدّم، وقدر الطاغوت بإزالته وتحكيم شرع الله.

ومن آمن بالقدر حقّ الإيمان لا يقنط من رحمة الله، ولا يحزنه ما فات، بل
يتسلّى عنه بالقدر فيقول: "قدر الله وما شاء فعل". قال الله تعالى: {مَا
أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي
كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ
(22) لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا
آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23)} (الحديد).
إلا أنّ هذا بعد القيام بالفعل ومعرفة النتيجة، أم قبل ذلك فعلى الإنسان أن
يأخذ بالأسباب والمسببات، وعليه أن يعلم أن الكون تحكمه نواميس وقوانين لا
تتخلف عنه، لذلك فهو يسعى قدر طاقته لإتمام العمل والنجاح فيه. فإن نجح
فهو قدر الله، وإن فشل، فهو قدر الله، فلا يحزن وليدفع قدر الفشل بالنجاح
بالأخذ بالأسباب والمسببات.

إنّ الله سبحانه أمرنا بالإيمان بالقدر، فنؤمن أن الاستعمار قدر، ولكنّه
أمرنا فقال: {انفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ
وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ
تَعْلَمُونَ (41)} (التوبة)، وقال: { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ
مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ
وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمْ اللَّهُ
يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ
إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (60)} (الأنفال).

والله سبحانه وتعالى أمرنا بالإيمان بالقدر، فنؤمن أن حكم الطاغوت قدر،
ولكنه أمرنا على لسان نبيّه صلى الله عليه وسلم فقال: "لا يمنعن رجلا مهابة
الناس (وفي رواية هيبة الناس) أن يقوم بحق إذا علمه (وفي رواية إذا رآه أو
شهده أو سمعه)" (أخرجه أحمد في مسند أبي سعيد الخدري)، وقال: " إن أمّتي
إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه يوشك أن يعمهم الله منه بعقابه"
(أخرجه بهذا اللفظ البزار في مسنده عن أبي بكر).

والله سبحانه وتعالى أمرنا بالإيمان بالقدر، فنؤمن أن فشو الفساد في
المجتمع قدر، ولكنّه أمرنا على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم فقال: " ما من
قوم يعمل فيهم بالمعاصي هم أعزّ وأكثر ممن يعمله لم يغيروه إلا عمهم الله
بعقاب" (أخرجه أحمد عن عبيد الله بن جرير عن أبيه).

فالله عزّ وجلّ كتب في اللوح المحفوظ ما لا نعلمه، وكتب في القرآن ما
نعلمه، فلنشغل أنفسنا بما نعلمه، ولندع أمر ما لا نعلمه إلى من يعلمه.
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





التقييم : 3
نقاط : 360576
تاريخ التسجيل : 01/01/1970

]الإيمان بالقدر Empty
مُساهمةموضوع: رد: ]الإيمان بالقدر   ]الإيمان بالقدر I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 02, 2012 10:18 pm


القضاء والقدر
قال تعالى في سورة آل وقال في سورة وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله
كتاباً مؤجلا ﴾عمران : ﴿ وقال ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون
ساعة ولا يستقدمون﴾ الأعراف : ﴿ ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم
إلا في كتاب من قبلفي سورة الحديد : ﴿ قل لن يصيبنا إلا ما وقال في سورة
التوبة : ﴿أن نبرأها إن ذلك على الله يسير ﴾ لا وقال في سورة سبأ : ﴿كتب
الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون ﴾ يعزب عنه مثقال ذرة في
السموات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب وهو الذي
يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار وقال في سورة الأنعام : ﴿مبين ﴾
ثم يبعثكم فيه لِيُقْضَى أجل مسمى ثم إليه مرجعكم ثم ينبئكم بما كنتم
تعلمون ﴾ وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله ، وإن تصبهم سيئةوقال في
سورة النساء : ﴿ يقولوا هذه من عندك ، قل كل من عند الله ، فما لهؤلاء
القوم لا يكادون يفقهون .﴾حديثاً

هذه الآيات وما شاكلها من الآيات يستشهد بها الكثيرون على مسألة القضاء
والقدر استشهاداً يفهم منه أن الإنسان يجبر على القيام بما يقوم به من
أعمال ، وأن الأعمال إنما يقوم بها ملزماً بإرادة الله ومشيئته ، وأن الله
هو الذي خلق والله خلقكم وماالإنسان ، وخلق عمله ، ويحاولون تأييد قولهم
بقوله تعالى : ﴿ : " نفث روح القدس في روعي ، لن تموت كما يستشهدون
بأحاديث أخرى كقوله تعملون ﴾ نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها وما قدر لها " .


لقد أخذت مسألة القضاء والقدر دوراً هاماً في المذاهب الإسلامية . وكان
لأهل السنة فيها رأي يتلخص في أن الإنسان له كسب اختياري في أفعاله فهو
يحاسب على هذا الكسب الاختياري . وللمعتزلة رأي يتخلص في أن الإنسان هو
الذي يخلق أفعاله بنفسه ، فهو يحاسب عليها لأنه هو الذي أوجدها ، وللجبرية
فيها رأي يتلخص في أن الله تعالى هو الذي يخلق العبد ويخلق أفعاله ، ولذلك
كان العبد مجبراً على فعله وليس مخيراً وهو كالريشة في الفضاء تحركها
الرياح حيث تشاء .

والمدقق في مسألة القضاء والقدر يجد أن دقة البحث فيها توجب معرفة الأساس
الذي ينبني عليه البحث ، وهذا الأساس ليس هو فعل العبد من كونه هو الذي
يخلقه أم الله تعالى . وليس هو علم الله تعالى من كونه يعلم أن العبد سيفعل
كذا ويحيط علمه به ، وليس هو إرادة الله تعالى من أن إرادته تعلقت بفعل
العبد فهو لا بد موجود بهذه الإرادة ، وليس هو كون هذا الفعل للعبد مكتوباً
في اللوح المحفوظ فلا بد أن يقوم به وفق ما هو مكتوب .

نعم ليس الأساس الذي يبنى عليه البحث هو هذه الأشياء مطلقاً ، لأنه لا
علاقة لها في الموضوع من حيث الثواب والعقاب . بل علاقتها من حيث الإيجاد
والعلم المحيط بكل شيء والإرادة التي تتعلق بجميع الممكنات واحتواء اللوح
المحفوظ على كل شيء . وهذه العلاقة موضوع آخر منفصل عن موضوع الإثابة على
الفعل والعقاب عليه أي : هل الإنسان ملزم على القيام بالفعل خيراً أم شراً ،
أو مخير فيه ؟ وهل له اختيار القيام بالفعل أو تركه أو ليس له الاختيار ؟
والمدقق في الأفعال يرى أن الإنسان يعيش في دائرتين إحداهما يسيطر عليها
وهي الدائرة التي تقع في نطاق تصرفاته وضمن نطاقها تحصل أفعاله التي يقوم
بها بمحض اختياره ، والأخرى تسيطر عليه وهي الدائرة التي يقع هو في نطاقها
وتقع ضمن هذه الدائرة الأفعال التي لا دخل له بها سواء أوقعت منه أو عليه .


فالأفعال التي تقع في الدائرة التي تسيطر عليه لا دخل له بها ولا شأن له
بوجودها ، وهي قسمان : قسم يقتضيه نظام الوجود ، وقسم تقع فيها الأفعال
التي ليست في مقدوره والتي لا قبل له بدفها ولا يقتضيها نظام الوجود . أما
ما تقتضيه أنظمة الوجود فهو يخضعه لها ولذلك يسير بحسبها سيراً جبرياً لأنه
يسير مع الكون ومع الحياة طبق نظام مخصوص لا يتخلف . ولذلك تقع الأعمال في
هذه الدائرة على غير إرادة منه وهو فيها مسير وليس بمخير . فقد أتى إلى
هذه الدنيا على غير إرادته وسيذهب عنها على غير إرادته ، ولا يستطيع أن
يطير بجسمه فقط في الهواء ، ولا أن يمشي بوضعه الطبيعي على الماء ، ولا
يمكن أن يخلق لنفسه لون عينيه . ولم يوجد شكل رأسه ، ولا حجم جسمه ، وإنما
الذي أوجد ذلك كله هو الله تعالى دون أن يكون للعبد المخلوق أي أثر ولا أية
علاقة في ذلك ، لأن الله هو الذي خلق نظام الوجود ، وجعله منظماً للوجود .
وجعل الوجود يسير حسبه ولا يملك التخلف عنه .


وأما الأفعال التي ليست في مقدوره والتي لا قبل له بدفعها ولا يقتضيها نظام
الوجود فهي الأفعال التي تحصل من الإنسان أو عليه جبراً عنه ولا يملك
دفعها مطلقاً ، كما لو سقط شخص عن ظهر حائط على شخص آخر فقتله ، وكما لو
أطلق شخص النار على طير فأصابت إنساناً لم يكن يعلمه فقتله ، وكما لو تدهور
قطار أو سيارة أو سقطت طائرة لخلل طارئ لم يكن بالإمكان تلافيه فتسبب عن
هذا التدهور والسقوط قتل الركاب ، وما شاكل ذلك فإن هذه الأفعال التي حصلت
من الإنسان أو عليه وإن كانت ليست مما يقتضيه نظام الوجود ولكنها وقعت من
الإنسان أو عليه على غير إرادة منه وهي ليست في مقدوره فهي داخلة في
الدائرة التي تسيطر عليه ، فهذه الأفعال كلها التي حصلت في الدائرة التي
تسيطر على الإنسان هي التي تسمى قضاء ، لأن الله وحده هو الذي قضاه . ولذلك
لا يحاسب العبد على هذه الأفعال مهما كان فيها من نفع أو ضر أو حب أو
كراهية بالنسبة للإنسان ، أي مهما كان فيها من خير وشر حسب تفسير الإنسان
لها ، وإن كان الله وحده هو الذي يعلم الشر والخير في هذه الأفعال ، لأن
الإنسان لا أثر له بها . ولا يعلم عنها ولا عن كيفية إيجادها ، ولا يملك
دفعها أو جلبها مطلقاً ، وعلى الإنسان أن يؤمن بهذا القضاء وأنه من الله
سبحانه وتعالى .
أما القدر فهو أن الأفعال التي تحصل سواء أكانت في الدائرة التي تسيطر على
الإنسان أو الدائرة التي يسيطر عليها تقع من أشياء وعلى أشياء من مادة
الكون والإنسان والحياة ، وقد خلق الله لهذه الأشياء خواص معينة ، فخلق في
النار خاصية الإحراق ، وفي الخشب خاصية الاحتراق ، وفي السكين خاصية القطع ،
وجعلها لازمة حسب نظام الوجود لا تتخلف . وحين يظهر أنها تخلفت يكون الله
قد سلبها تلك الخاصية وكان ذلك أمراً خارقاً للعادة . وهو يحصل للأنبياء
ويكون معجزة لهم ، وكما خلق في الأشياء خاصيات كذلك خلق في الإنسان الغرائز
والحاجات العضوية وجعل فيها خاصيات معينة كخواص الأشياء فخلق في غريزة
النوع خاصية الميل الجنسي ، وفي الحاجات العضوية خاصيات كالجوع والعطش
ونحوهما ، وجعلها لازمة لها حسب سنة الوجود .

فهذه الخاصيات المعينة التي أوجدها الله سبحانه وتعالى في الأشياء وفي
الغرائز والحاجات العضوية التي في الإنسان هي التي تسمى القدر ، لأن الله
وحده هو الذي خلق الأشياء والغرائز والحاجات العضوية وقدر فيها خواصها .
وهي ليست منها ولا شأن للعبد فيها ولا أثر له مطلقاً . وعلى الإنسان أن
يؤمن بأن الذي قدر في هذه الأشياء الخاصيات هو الله سبحانه وتعالى . وهذه
الخاصيات فيها قابلية لأن يعمل الإنسان بواسطتها عملاً وفق أوامر الله
فيكون خيراً أو يخالف أوامر الله فيكون شراً ، سواء في استعمال الأشياء
بخواصها أو باستجابته للغرائز والحاجات العضوية خيراً إن كانت حسب أوامر
الله ونواهيه ، وشراً إن كانت مخالفة لأوامر الله ونواهيه .

ومن هنا كانت الأفعال التي تقع في الدائرة التي تسيطر على الإنسان من الله
خيراً أو شراً ، وكانت الخاصيات التي وجدت في الأشياء والغرائز والحاجات
العضوية من الله سواء أنتجت خيراً أو شراً ، ومن هنا كان لزاماً على المسلم
أن يؤمن بالقضاء خيره وشره من الله تعالى ، أي أن يعتقد أن الأفعال
الخارجة عن نطاقه هي من الله تعالى ، وأن يؤمن بالقدر خيره وشره من الله
تعالى ، أي يعتقد بأن خواص الأشياء الموجودة في طبائعها هي من الله تعالى .
سواء ما انتج منها خيراً أم شراً ، وليس للإنسان المخلوق فيها أي أثر ،
فأجل الإنسان ورزقه ونفسه كل ذلك من الله ، كما أن الميل الجنسي والميل
للتملك الموجود في غريزتي النوع والبقاء ، والجوع والعطش الموجود في
الحاجات العضوية كلها من الله تعالى .
هذا بالنسبة للأفعال التي تقع في الدائرة التي تسيطر على الإنسان وفي خواص جميع الأشياء .

أما الدائرة التي يسيطر عليها الإنسان فهي الدائرة التي يسير فيها مختاراً
ضمن النظام الذي يختاره سواء شريعة الله أو غيرها ، وهذه الدائرة هي التي
تقع فيها الأعمال التي تصدر من الإنسان أو عليه بإرادته ، فهو يمشي ويأكل
ويشرب ويسافر في أي وقت يشاء ، ويمتنع عن ذلك في أي وقت يشاء وهو يحرق
بالنار ويقطع بالسكين كما يشاء ، وهو يشبع جوعة النوع ، أو جوعة الملك ، أو
جوعة المعدة كما يشاء ، يفعل مختاراً . ويمتنع عن الفعل مختاراً ، ولذلك
يسأل عن الأفعال التي يقوم بها ضمن هذه الدائرة .

وإنه وإن كانت خاصيات الأشياء ، وخاصيات الغرائز ، والحاجات العضوية ، التي
قدرها الله فيها وجعلها لازمة لها هي التي كان لها الأثر في نتيجة الفعل ،
لكن هذه الخاصيات لا تحدث هي عملاً ، بل الإنسان حين يستعملها هو الذي
يحدث العمل بها ، فالميل الجنسي الموجود في غريزة النوع فيه قابلية للخير
والشر ، والجوع الموجود في الحاجة العضوية فيه قابلية للخير والشر ، لكن
الذي يفعل الخير والشر ، هو الإنسان وليست الغريزة أو الحاجة العضوية ،
وذلك أن الله سبحانه وتعالى خلق للإنسان العقل الذي يميز ، وجعل في طبيعة
العقل هذا الإدراك والتمييز ، ، وجعل فيها إدراك الفجور ﴿وهديناه النجدين
﴾وهدى الإنسان لطريق الخير والشر . فالإنسان حين يستجيب لغرائزه وحاجاته
فألهمها فجورها وتقواها ﴾والتقوى ﴿ العضوية وفق أوامر الله ونواهيه يكون
قد فعل الخير وسار في طريق التقوى ، وحين يستجيب للغرائز والحاجات العضوية
وهو معرض عن أوامر الله ونواهيه يكون قد فعل الشر وسار في طريق الفجور ،
فكان في كل ذلك هو الذي يقع منه الخير والشر ، وعليه يقع الخير والشر ،
وكان هو الذي يستجيب للجوعات وفق أوامر الله ونواهيه فيفعل الخير ، ويستجيب
لها مخالفاً أوامر الله ونواهيه فيفعل الشر .
وعلى هذا الأساس يحاسب على هذه الأفعال التي تقع في الدائرة التي يسيطر
عليها فيثاب ويعاقب عليها ، لأنه قام بها مختاراً دون أن يكون عليه أي
إجبار . على أن الغرائز والحاجات العضوية وإن كانت خاصيتها هي من الله ،
وقابليتها للشر والخير هي من الله ، لكن الله لم يجعل هذه الخاصية على وجه
ملزم للقيام بها ، سواء فيما يرضي الله أو يسخطه ، أي سواء في الشر أو
الخير ، كما أن خاصية الإحراق لم تكن على وجه يجعلها ملزمة في الإحراق ،
سواء في الإحراق الذي يرضي الله أو الذي يسخطه ، أي الخير والشر ، وإنما
جعلت هذه الخاصيات فيها تؤديها إذا قام بها فاعل على الوجه المطلوب . والله
حين خلق الإنسان وخلق له هذه الغرائز والحاجات وخلق له العقل المميز أعطاه
الاختيار بأن يقوم بالفعل أو يتركه ولم يلزمه بالقيام بالفعل أو الترك .

ولم يجعل في خاصيات الأشياء والغرائز والحاجات العضوية ما يلزمه على القيام
بالفعل أو الترك ، ولذلك كان الإنسان مختاراً في الإقدام على الفعل
والإقلاع عنه ، بما وهبه الله من العقل المميز ، وجعله مناط التكليف الشرعي
، ولهذا جعل له الثواب على فعل الخير ، لأن عقله اختار القيام بأوامر الله
واجتناب نواهيه ، وجعل له العقاب على فعل الشر ، لأن عقله اختار مخالفة
أوامر الله وعمل ما نهى عنه باستجابته للغرائز والحاجات العضوية على غير
الوجه الذي أمر به الله .
وكان جزاؤه على هذا الفعل حقاً وعدلاً ، لأنه مختار في القيام به ، وليس
مجبراً عليه . ولا شأن للقضاء والقدر فيه . بل المسألة هي قيام العبد نفسه
بفعله مختاراً . وعلى ذلك كان مسؤولاً عما كسبه .﴿كل نفس بما كسبت رهينة ﴾
أما علم الله تعالى فإنه لا يجبر العبد على القيام بالعمل لأن الله علم أنه
سيقوم بالعمل مختاراً ، ولم يكن قيامه بالعمل بناء على العلم ، بل كان
العلم الأزلي أنه سيقوم بالعمل . وليست الكتابة في اللوح المحفوظ إلا
تعبيراً عن إحاطة علم الله بكل شيء .

وأما إرادة الله تعالى فإنها كذلك لا تجبر العبد على العمل ، بل هي آتية من
حيث أنه لا يقع في ملكه إلا ما يريد : أي لا يقع شيء في الوجود جبراً عنه .
فإذا عمل العبد عملاً ولم يمنعه الله منه ولم يرغمه عليه ، بل تركه يفعل
مختاراً ، كان فعله هذا بإرادة الله تعالى لا جبراً عنه ، وكان فعل العبد
نفسه باختياره ، وكانت الإرادة غير مجبرة على العمل .

هذه هي مسألة القضاء والقدر ، وهي تحمل الإنسان على فعل الخير واجتناب الشر
حين يعلم أن الله مراقبه ومحاسبه ، وأنه جعل له اختيار الفعل والترك ،
وأنه إن لم يحسن استعمال اختيار الأفعال ، كان الويل له والعذاب الشديد
عليه ، ولذلك نجد المؤمن الصادق المدرك لحقيقة القضاء والقدر ، العارف
حقيقة ما وهبه الله من نعمة العقل والاختيار ، نجده شديد المراقبة لله ،
شديد الخوف من الله ، يعمل للقيام بالأوامر الإلهية ولاجتناب النواهي ،
خوفاً من عذاب الله وطمعاً في جنته وحباً في اكتساب ما هو أكبر من ذلك ألا
وهو رضوان الله سبحانه وتعالى.

منقول عن كتاب ( نظام الإسلام ).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
]الإيمان بالقدر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  الإيمان بالقدر
» الإيمان بالقدر
» الايمان بالقدر
» صريح الإيمان
»  صريح الإيمان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اهل الحق :: منتديات إسلامية :: منتدى العقيدة والتوحيد-
انتقل الى: