التقييم : 3 نقاط : 360576 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: كعب بن مالك رضي الله عنه السبت ديسمبر 08, 2012 11:32 pm | |
| مالك, الله
كعب بن مالك رضي الله عنه
|
| |
| من احد ابناء المدرسة المحمدية نقرأ عن لسانه قصة توبة الله عليه و هو احد الثلاثة الذين خلفوا . هو كعب بن مالك رضى الله عنه الخزرجى العقبى الاحدى
قال كعب
لم اتخلف عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فى غزوة غزاها الا فى غزوة تبوك غير انى تخلفت فى غزوة بدر و لم يعاتب احد تخلف عنها , انما خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم يريد عير قريش حتى جمع الله بينهم و بين عدوهم على غير ميعاد و لقد شهدت مع رسول الله ليلة العقبة حين تواثقنا على الاسلام , و ما احب ان لى بها مشهد بدر و ان كانت بدر اذكر فى الناس منها --- كان من خبرى اننى لم اكن قط اقوى و لا ايسر حين تخلفت عن غزوة تبوك --و الله ما اجتمعت عندى قبله راحلتان قط حتى جمعتهما فى تلك الغزوة , و لم يكن رسول الله صلى الله عليه و سلم يريد غزوة الا ورى بغيرها حتى كانت تلك الغزوة غزاها فى حر شديد و استقبل سفرا بعيدا و مفازا , و عددا كثيرا فجلى للمسلمين امرهم ليتاهبوا اهبة غزوهم , فاخبرهم بوحهه الذى يريده , و المسلمون مع رسول الله صلى الله عليه و سلم كثيرا لا يجمعهم كتاب حافظ . قال كعب : فما يريد رجل ان يتغيب الا ظن انه سيخفى له ما لم ينزل فيه وحى الله - و غزا رسول الله صلى الله عليه و سلم تلك الغزوا حين طابت الثمار و الظلال و تجهز و المسلمون معه فطفقت اغدو لكى اتجهز معهم فارجع و لم اقض شيئا , فاقول فى نفسى : انا قادر عليه . فلم يزل يتمادى بى حتى اشتد بالناس الجد فاصبح رسول الله صلى الله عليه و سلم و المسلمون معه و لم اقض من جهازى شيئا فقلت : اتجهز بعده بيوم او يومين ثم الحقهم فغدوت بعد ان فصلوا لاتجهز فرجعت و لم اقض شيئا ، ثم غدوت ثم رجعت و لم اقض شيئا فلم يزل بى حتى اسرعوا و تفارطا الغزو .و هممت ان ارتحل فادركهم و ليتنى فعلت فلم يقدر لى ذلك . فكنت اذا خرجت فى الناس بعد خروج الرسول صلى الله عليه و سلم -- فطفقت فيهم احزننى ان لا ارى الا رجلا مغموصا عليه النفاق او رجل ممن عذر الله من الضعفاء . و لم يذكرنى رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى بلغ تبوك فقال و هو جالس فى القوم بتبوك ( ما فعل كعب ) ؟ فقال رجل من بنى سلمة : يا رسول الله حبسه براده و نظره فى عطفه .فقال معاذ بن جبل : بئس ما قلت , و الله يا رسول الله ما علمنا عليه الا خيرا , فسكت رسول الله صلى الله عليه و سلم .قال كعب بن مالك : فلما بلغنى انه توجه حضرنى همى و طفقت اتذكر الذب و اقول بماذا اخرج من سخطه غدا ؟ فلما قيل ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد اظل قادما زاح عنى الباطل و عرفت اننى لن اخرج منه ابدا بشئ فيه كذب , فاجمعت صدقه . و اصبح الرسول قادما و كان اذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فيركع فيه ركعتين ثم يجلس للناس , فلما فعل ذلك جاءه المخلفون فطفقوا يعتذرون اليه و يحلفون له فقبل منهم علانيتهم و بايعهم و استغفر لهم ووكل سرائرهم لله . فجئته فلما سلمت عليه تبسم تبسم المغضب ثم قال : تعال - فجئت امشى حتى جلست بين يديه -- فقال لى : ما خلفك ؟ الم تكن قد ابتعت ظهرك ؟ فقلت : بلى , انى و الله لو جلست عند غيرك من اهل الدنيا لرايت انى ساخرج من سخطه بعذر و لقد اعطيت جدلا و لكنى و الله قد علمت لئن حدثتك حديث صدق تجد على فيه انى لارجو فيه عفو الله , لا و الله ما كان لى من عذر , و الله ما كنت اقوى و لا ايسر منى حين تخلفت عنك . فقال صلى الله عليه و سلم : اما هذا فقد صدق , فقم حتى يقضى الله فيك -- فقمت و ثار رجال من بنى سلمة فاتبعونى فقالوا : و الله ما علمناك كنت اذا اذنبت ذنبا قبل هذا , و لقد عجزت ان لا تكون اعتذرت لرسول الله صلى الله عليه و سلم بما اعتذر به المخلفون قد كان كافيك ذنبك استغفاره لك , فوالله ما زالوا يأنبوننى حتى اردت ان ارجع فاكذب نفسى ثم قلت لهم : هل لقى ذلك معى احد ؟ قالوا نعم رجلان . قالا مثل ما قلت فقيل لهما ما قيل لك .فقلت من هما ؟ قالوا مرارة بن الربيع العمرى و هلال بن امية . فذكروا رجلين قد شهدا بدرا فيهما اسوة .فمضيت حين ذكروهما لى . و نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن كلامنا ايها الثلاثة من بين من تخلف عنه فاجتنبنا الناس و تغيروا لنا حتى تنكرت فى نفسى الارض فما هى التى اعرف فلبثنا فى ذلك خمسين ليلة . فاما صاحباى فاستكانا و قعدا فى بيتهما يبكيان , و اما انا فكنت اشب القوم و اجلدهم فكنت اخرج و اشهد الصلاة مع المسلمين , و اطوف فى الاسواق و لا يكلمنى احد و آتى الرسول صلى الله عليه و سلم فاسلم عليه و هو فى مجلسه بعد الصلاة فاقول فى نفسى هل حرك شفتيه برد السلام ام لا ؟ ثم اصلى قريبا منه فاسارقه النظر فاذا اقبلت على صلاتى اقبل الى و اذا التفت نحوه اعرض عنى . حتى اذا طال على ذلك من جفوة الناس مشيت حتى تسورت جدار حاط ابى قتادة و هو ابن عمى و احب الناس الى , فسلمت عليه فوالله ما رد السلام , فقلت : يا ابا قتادة انشدك الله هل تعلمنى احب الله و الرسول ؟ فسكت . فعدت له فنشدته فسكت , فعدت فنشدته فقال : الله و رسوله اعلم , ففاضت عيناى و توليت حتى تسور الجدار , فبينا امشى بسوق المدينة اذ نبطى من انباط الشام ممن قدم بالطعام ليبيعه بالمدينة يقول : من يدل على كعب بن مالك ؟ فطفق الناس يرشدون له , حتى اذا جاءنى دفع الى بكتاب من ملك غسان فاذا فيه : اما بعد فانه بلغنى ان صاحبك قد جفاك و لم يجعلك الله بدار هوان و لا مضيعة فالحق بنا نواسك , فقلت لما قرأتها و هذا ايضا من البلاء -- فتيممت بها التنور فسجرته بها -- حرقته -- حتى اذا مضت اربعون ليلة من الخمسين اذا رسول من رسول الله ياتينى فقال : ان رسول الله يامرك ان تعتزل امراتك , فقلت اطلقها ام ماذا افعل ؟ قال : لا بل اعتزلها و لا تقربها . و ارسل الى صاحبى مثل ذلك . فقلت لامراتى الحقى باهلك فتكونى عندهم حتى يقضى الله فى هذا الامر .قال كعب : فجاءت امراة هلال بن امية للرسول فقالت له : يا رسول الله ان هلال شيخ ضائع ليس له خادم , فهل تكره ان اخدمه ؟ قال لا - و لكن لا يقربك , قالت : انه و الله ما به حركة الى شئ و الله ما زال يبكى منذ كان من امره ما كان الى يومه هذا . فقال لى بعض من اهلى لو استاذنت رسول الله صلى الله عليه و سلم فى امراتك كما اذن لامراة هلال بن امية ان تخدمه ؟ فقلت : و الله لا استاذن فيه و ما يدرينى ما يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم اذا انا استاذنته فيها و انا رجل شاب , فلبثت بعد ذلك عشر ليال حتى كملت لنا خمسون ليلة من حين نهى الرسول صلى اللع عليه و سلم عن كلامنا . فلما صليت الفجر و انا على ظهر بيت من بيوتنا , فبينا انا جالس على الحال التى ذكرها الله : قد ضاقت على نفسى و ضاقت على الارض بما رحبت سمعت صوت صارخ اوفى على جبل سلع باعلى صوته : يا عكعب بن مالك ابشر . فخررت ساجدا و عرفت ان قد جاء الفرج و اذن رسول الله صلى الله عليه و سلم بتوبة الله علينا حين صلى الفجر فذهب الناس يبشروننا و ذهب قبل صاحبى مبشرون و ركض الى رجل فرسا , و سعى ساع من اسلم فاوفى على الجبل و كان الصوت يسبق الفرس , فلما جائنى الذى سمعت صوته يبشرنى نزعت له ثوبى فكسوته اياها ببشراه , و الله ما املك غيرهما يومئذ و استعرت ثوبين فلبستهما و انطلقت الى رسول الله صلى الله عليه و سلم فيتلقانى الناس فوجا فوجا يهنئوننى بالتوبة . حتى دخلت المسجد فاذا رسول الله صلى الله عليه و سلم جالس حوله الناس , فقام الى طلحة بن عبيد الله يهرول حتى صافحنى و هنأنى .فلما سلمت على رسول الله صلى الله عليه و سلم -- و هو يبرق وجهه من السرور قال ( ابشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك امك ) قلت : امن عندك يا رسول الله ام من عند الله ؟ قال ( لا بل من عند الله ) و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم اذا سر استنار وجهه حتى كانه قطعة قمر و كنا نعرف ذلك منه . فلما جلست بين يده قلت يا رسول الله ان من توبتى ان اخلع من مالى صدقة الى الله و رسوله . قال ( امسك عليك بعض مالك فهو خير لك ) قلت فانى امسك سهمى الذى بخيبر فقلت : يا رسول الله انما نجانى بالصدق , و ان من توبتى الا احدث الا صدقا ما بقيت -- و انزل الله على رسوله صلى الله عليه و سلم ( لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رءوف رحيم (117) وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم (118) ) فوالله ما انعم الله من نعمة قط اعظم فى نفسى من صدقى لرسول الله صلى الله عليه و سلم -- ان لا اكون قد كذبته فاهلك كما هلك الذين كذبوا فان الله قال للذين كذبوا حين انزل الوحى شر ما قال لاحد فقال تبارك و تعالى ( سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون (95) يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين (96) ) التوبة قال كعب : و كنا تخلفنا عن امر اولئك الذين قبل منهم الرسول صلى الله عليه و سلم حين حلفوا له فبايعهم و استغفر لهم و ارجأ رسول الله صلى الله عليه و سلم امرنا حتى قضى الله فيه , فبذلك قال الله تعالى ( وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم 118) )و ليس الذى ذكر الله مما خلفنا عن الغزو انما هو تخليفه ايانا و ارجاؤه امرنا عمن حلف له و اعتذر اليه فقبل منه
|
| |
| | |
|