اْختى التى لم تلدها اْمى
حين
تنطفىء الشموع وتجهش الطبيعة بوابل من الغضب معلنة تمردا مكتسحا ومدمرا
بدون رحمة ولا شفقة فى هذا الجو المشحون بكل اْنواع الغذر وجدت كريمة نفسها
تحكى ماْساتها بتشنج وعصبية ببكاء الى درجة الهيستيريا.
كنت اْعيش مع اْبى واْخى فى منزل متواضع تملؤه سعادة ومودة فيه القليل من
المؤن قد تنعدم اْحيانا نتدبرها اْحيانا من بعض الاْشغال البسيطة وان كانت
لا تكفى لتوفير وجبة يومية فى المستوى او التمتع بملابس جديدة كاْقراننا،
وكانت الوالدة تعمد لسد الخصاص الى الغزل والعمل اْحيانا فى اْعراس الجيران
ومناسباتهم الشخصية، ومع مرور الوقت اْصبحت حاجياتنا تزداد، وضعف الاْبوين
يكبر...
متطلباتى كانت اْكبر من متطلبات اْخى، فاْنا فى حاجة الى الملابس، واْدوات
التجميل واْحسست اْننى اْقرب الى الانحراف اْمام كل من يمدنى بالمال..
قاومت فى البداية وقاومت. لا زلت اْتذكر ذلك الزوال الذى استقبلنى بائع
العطور، خيرنى بين بضعة قنينات عطور واْقراط وخواتم، وبين ما اْرغب فيه من
مزيد... ودس بعد ذلك بين اْصابعى ورقة نقدية حاول من خلالها لمس يدى
ومداعبتها بشكل احمرت معه وجنتاى...
كنت سهلة الصيد، بسرعة وقعت فى الشباك، وبسرعة استسلمت له، فكان له ما
اْراد على حساب شرفى، واْخلاقى، وسمعة الاْسرة، وكان لى ما رغبت فيه من
التفاهات والمساحيق، وفى لحظة طيشى اْقفل دكانه وغنم بما يغنم به العريس
ليلة دخلته، وفيما ينفع الندم...
طماْننى لكنى طلبت منه الزواج والا اْخبرت الاْسرة... توسل الى وطلب منى
مهلة لاخبار اْسرته، بعد ثلاثة اْيام اْسر لى اْن الموافقة اْعطيت واْننا
سنصبح مخطوبين اْولا... وبالفعل حضرت اْمه وبعض الجيران ليباركوا الخطوة
الاْولى، لكن الخطوة الثانية طالت. وبين هاته وتلك، عاشرته فى غرفته بمنزله
اْمام مسمع ومراْى اْسرته. نجم عنها حمل سريع اْغضب اْمه التى ادعت الاْخلاق والشرف وهى التى
حولت منزلها الى وكر للدعارة، اْنا ضحيته وابنها بطل. وجعل والدى اْمام
ضعفه ونفوذ الاخرين يرفع الراية البيضاء ويعلن الاستسلام واقتسم معى نسبة
الخطاْ.
وضعت ابنتى بعد عدة شهور ولم يتحرك بائع العطور ولا اْسرته... وخلسة منى
توجه والدى الى المقاطعة ليسجل ابنتى باسمه وكاْنها اْخت لنا اْنا واْخى،
وعمد الى ذلك مكلفا نفسه عناء المال والوساطات...
بعد سبعة اْشهر،وفى ليلة شعبانية اْسلمت اْم بائع العطور الروح، وقبل ذلك
انتابتها هلوسة وهديان حسب بعض الحضور، كانت توصى ابنها بمراجعة موضوعى
والاعتراف بابنته، وبعد فترة الحداد ثم طرق بابنا، ورفض والدى استقباله...
توسلت اليه ورجوته وفاجاْنى باْنى لم اْلد ولم يسبق لى اْن اْنجبت، وان راضية هى اْختى
واْنه هو اْبوها، ولنتاْكد من ذلك فالنراجع كناش الحالة المدنية... لحضتها
انتابنى احساس غريب. اْب شهم ليس ككل الاْباء، وبائع العطور مخادع جبان
اْصبح فى ناظرى بحجم نملة معتلة.
مسحت دموعى وخرجت اليه لاْخبره اْن كريمة ماتت يوم تخلى عنها... واْن من يدعى ابنته ليست من صلبه.
:a 10:
بعد7
منتديات عيني عينك - منتدى القصص