جلست امام النافذة تتامل قطرات المطر وهي تنقر على الزجاج ..............احست ببرودة تسري في اطرافها ................
هذا الموسم سيكون باردا جدا ................بوادر البرد القارس تلوح منذ الان .
تناولت لحافا وخطت خطوات نحو السرير الصغير ...............اعادت ترتيب
الفراش والاغطية وسوت وضعية النوم ثم اضافت اللحاف وتلمست الايدي الصغيرة
وطبعت قبلة على الجبين
عادت الى النافذة تتامل بحزن انبلاج فجر جديد لعل صوت المؤدن وسجادة الصلاة يمسحان عن قلبها المنهك بعض الحزن .
هدا صباح اخر ...........خيوط الشمس تتسلل من خلال حبات المطر ...........
لا يزال النقر الخفيف على الزجاج ولا يزال الجسد يتحرك بين الفينة والاخرى تحت اللحاف.
خطت نحو المطبخ بتثاقل ................قامت بغلي الماء ثم فتحت علبة الحليب ............لم يبق فيها سوى ما يرضع هذا الصباح .
موعد الرضعةحان وفي الداخل خوف مما تاتي به الايام القادمة ........سقطت
دمعة من عينيها داخل علبة الحليب مكونة كتلة صغيرة ...سحبتها بالملعقة
وتاملتها قليلا .......
ربما هكذا تنقص كمية الحليب للوجبة المقبلة ...........حتى دموعها ضدها وكان من المفروض ان تغسل عن قلبها بعض الالم ..............
رجت الزجاجة بينما ارسل الطفل اولى صرخاته معلنا احتجاجه .
اغلقت العلبة باحكام ونظرت اليها طويلا ...........
ليث ما تبقى فيها يكفيه اليوم ..............وغدا يوم اخر قد ياتي بجديد وقد يعود الغائب المنتظر ويعم هذا البيت بعض الفرح .
وضعت زجاجة الحليب في فمه وهي تراقب حركات المص والبلع والانتشاء .
رمقت صدرها والقت عليه وابل من اللعنات .
لماذا لا يحمل في عروقه حليبا كباقي المهات
لماذا خذلها هو الاخر لتضطر الى الى حساب الجرعات محاولة ان تجعل العلبة تكفي ليوم اخر .
نام الصغير .اما هي فلا تزال تراقب قطرات المطر من خلال الزجاج وتحلم بعلبة حليب جديدة .
**************هذه محاولة لرسم صورة من واقع الحال اتمنى ان تروق من مر من هنا