|--*¨®¨*--|الحلقة الثالثة|--*¨®¨*--|
فاهم: أنا يا هيثم سمعت كثيراً عن ((وسواس)) وحكى لي عن طرقه الشيطانية لإغوائك، فلماذا استجبت له
هيثم: أولاً شكراً يا فاهم، أنت إنسان طيب جداً، ومحترم كذلك، وأنت الأخ
الناصح الذي تحاول أن تقف معي، وتجعلني أفضفض لك عما في نفسي. وأما أنني
استجبت لوسواس، فالحقيقة أنني ما استجبت له، ولا حبيته في يوم من حياتي،
ولكن طبيعة الإنسان أن يزل ويهفو، ويرضخ لإغواء الشيطان من حيث لا يشعر،
والله يستر علينا.
فاهم: يعني يا هيثم أن أي إنسان يمكن أن يسقط في الكبائر مثلاً فيكون السبب
هو إغواء الشيطان، وبالتالي هذه طبيعة البشر، هل أنت تقصد ذلك
هيثم: لا يا أستاذ فاهم، أنا لا أقصد ذلك بهذه الصورة. لأن الإنسان هو سبب
رئيسي في استجابته للشيطان، وتعرضه لما يريده. الشيطان هو الحكم الذي يدير
المباراة، والكرة هي الفتنة، والجماهير هي الوسوسة، والإنسان هو اللاعب
الذي يختار اللعب أو لا يختار.
فمثلاً: الذي ما يتفرج على التلفزيون، ولا يتعلق بالجميلين، ولا يتساهل في
حركات الجوارح، ويحافظ على الفرائض، وهو مع صحبة جيدة، طبعاً يكون مدخل
الشيطان عليه ضعيف. فالإنسان سبب رئيسي في قبول فتنة الشيطان من عدمها.
فاهم: إذاً يا هيثم السبب الإنسان وليس الشيطان
هيثم: السبب هما جميعاً، الشيطان والإنسان. فالشيطان دائماً يوسوس ويزين
ويزخرف حتى للصالحين، لأن مداخله كثيرة جداً. وله ستة أهداف مشهورة يحرص
عليها مع أي أحد، وتحت هذه الأهداف آلاف الطرق والمداخل والوسائل.
فاهم: ممكن أعرفها.
هيثم: طبعاً وبكل سرور. هذه الأهداف هي:
1- السعي لأن يكفر بالله: وهذه أخطرها والعياذ بالله، وله وسائل كثيرة، كأن يسأل الإنسان من خلق الكون، كيف بدأ الكون ...
وهكذا، حتى يفسر له تفسيرات غريبة تؤدي به إلى الكفر، والعياذ بالله.
ومنها التقرب للشيوخ الموتى وسؤالهم العون والمساعدة من دون الله،
والاستهزاء بالدين وبالإسلام، وهذه في وسط بعض الشباب "إيزي". فتجدهم
ينكتون بعض النكت على الدين (( ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل
أبالله وآياته ورسوله كنت تستهزءون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن
نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين)) "التوبة 65،66".
2- ترك الفرائض: فيترك الصلاة مثلاً، وينام عن الجمعة تعمداً وتهاوناً، حتى يخرج وقتها.
3- الانشغال بالبدع: فتتحول أعماله الدينية والتي أمر بها إلى طقوس موسمية،
أو إلى أمور لم يأمر بها الشرع المطهر، فيقول لك: قلت بعض الأوراد مع
الشيخ فلان، وحضرت الحفلة الدينية عند الشيخ علان، وهو لم يصل ولم يصم
4- فعل المحرمات: فيفتح له باب التعرف على الرفقة السيئة، ومعاكسة البنات،
والسفر للبلاد المفتوحة والمحرمة، هذا لو كان على طريق الانحراف. أو يدخل
له فتنة الحسد والتكبر والرياء لو كان من الطيبين، وهكذا آلاف المداخل التي
لا تخفاك من المحرمات.
5- الانشغال بالمباحات: فتجد هم أحدهم البحث عن أفضل المطاعم، وآخر الموضات، وكثرة التمشيات على لا شيء، لا دنيا ولا آخرة.
6- تقديم المفضول على الفاضل: فتختلط لديه الأولويات، فلا هو أفلح في دراسة
أو عمل أو زواج، ولا هو أفلح في عبادة وطاعة على الوجه الصحيح.
فاهم: هذه والله فتنة عظيمة.
هيثم: أعرف، ولذلك هل تظن أنني سقطت بسهولة
|--*¨®¨*--|نهاية الحلقة الثالثة|--*¨®¨*--|