يا علماء الامة شدوا الرحال الى المسجد الأقصى

يا علماء الامة شدوا الرحال الى المسجد الأقصى
بقلم احلام الجندى
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه:
"لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام، والمسجد الأقصى ،و مسجدي هذا".

ظل المسجد الأقصى بيد المسلمين يقيمون فيه صلاتهم وشعائرهم ، ولم ينتزع
منهم الا عندما تحاربوا وتفرقوا وتكالبوا على الدنيا ، واستضعفهم اعداؤهم
المتربصين لهم والمتحينين لهذه الفرصة ،وكانت الهجمة الشرسة للصليبيين فى
القرن الخمس الهجرى ، حيث سلبوا المسجد الاقصى وقتلوا المسلمين حوله حتى
صار الدم بحورا لم يشهد لمثلها فى التاريخ من قبل،
وعندما صدق صلاح الدين فى حملته بعد ان رد المسلمين جميعا الى الكتاب
والسنة، ووحد كلمتهم، وشحذ همتهم، وبث فيهم الأمل، تحقق النصر بأمر الله
تعالى وعاد المسجد الاقصى لقرون طويلة تقام فيه الصلاة ويعلم فيع العلم ،
حتى اذا دار الزمن دورته وعادت نفس الظروف من الضعف والخور والتشرذم والطمع
فى الدنيا وتقاتل الاخوة نخرت الدنيا فى قلوبهم وهانت قوتهم وذهبت هيبتهم
وضعفت همتم ، استطاع اليهود بعد ان وضعوا المخططات والبروتوكولات الصهيونية
وعقدوا الوعود والمعاهدات مع اصحاب الوصاية الأجنبية ان يحصلوا على وعد
بلفور سنة 1917 الذى جعل من لا يملك يعطى من لا يستحق، وتجمع اليهود من كل
ارجاء الدنيا وحشروا الى ارض فلسطين ، وجاسوا خلال الديار تقتيلا و تشريدا
لأصحاب الارض ، فى وقت كان فيه المسلمون فى اشد حالات هوانهم ، وكان العالم
كله يبارك هذه العملية لاغراض فى نفوسهم ، ولم يكن هناك ما يوجد الآن من
منظمات حقوقية يقظة ترصد او تسجل الانتهاكات والخروقات التى فعلها اليهود
والتى تعد من جرائم الحرب التى لا تغتفروالتى يجب ان يستثمرها المدافعين عن
قضية فلسطين كما يستغلون هم ما يسموننه بالمحرقة ،
وبالنظر فى الاسباب التى اعادت المسجد الاقصى فى المرة الاولى نجد انه لم
يرده الى يقظة العلماء، وهمة المخلصين منهم الذين لم يخافون فى الله لومة
لائم، الذين نصحوا الحكام، وحرضوا المحكومين، وواستنهضوا هممهم لنصرة
وانقاظ مقدساتهم ، وكان صوتهم عاليا لا يسمع غيره ولا يستطيع احد مخالفته
لانه مأتى من الدين وبصوت الدين
وهانحن نجد المسجد الأقصى تنتهك حرمته ، وتستباح ساحته ، وتدنس تربته ،
وينخر جوفه ، وتتصدع جدره ، ويمنع أهله ، ويحارب مناصروه من القلة المرابضة
حوله ، ويؤيد منتهكى حرمته ، ويحمى اعداؤه ، ويعتدى على كل من يقف فى وجه
المعتدين ويدافع عنه ولو بكلمة وأمامنا الشيخ رائد صلاح رئيس الجبهة
الإسلامية بالقدس الذى وصفه من وصفه بانهم اذا طردوه من الابواب قفز لهم من
النوافذ ، ولا يدع مناسبة ولا محفلا ولا مؤتمرا ولا وسيلة اعلامية ولا
الكترونية ولا منظمة حقوقية ولا دعوة اهليه ولا رسالة الى الحكام ولا اى
وسيلة من وسائل الدفاع التى يستطيعها او يبتكرها الا استخدمها ، وفضح من
خلالها انتهكات اليهود بالمسجد الاقصى وأهله والمصلين فيه ،
واذ بى انظر أين هؤلا العلماء الذين تربينا على ايديهم علميا وثقافيا
ودينيا ، اين هم والتحرك الفعلى والعملى ، او اكتفوا بالكلمة أو الدعاء او
الدعوة الى التأييد المادى ،وانتهى جهادهم عند هذا الحد ،
لا والله إن بإمكانكم فعل الكثير والكثير فلتعزموا الهمة ،ولتجتمعوا فى
مؤتمر نصرة حركية للمسجد الاقصى ،واثبات الحق الفلسطينى وتضعوا خطة
للإرتحال اليه، وتهيئوا لانفسكم مظلة من الحماية الدولية ، والمنظمات
الحقوقية والانسانية،
وتلفتوا انظار المجتمع الدولى اليها ،وتدعموها بحملة اعلاميه تسخروا لها كل
وسا ئل الاعلام وتوجهوا دعوة الى كل اعلام العالم لاصطحابكم واثبتوا
تواجدكم ، بالمسجد الاقصى فهذا توثيق للواقع وكشف لحيل ومخططات الصهاينة،
واثبات للحق المسلوب ، واثبات للتواجد واليقظة وعدم الغفلة والخذلان .
فو الله ليس لكم امام الله حجة ، اذا سألكم ماذا فعلتم للمسجد الاقصى
فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يكتفى بالقول بل تحرك وتعرض للاذى والطرد
ترك الديار والمكيدة والقتل ، ولم يتوانى ولم يستكين حتى رفع الله رايته
وبلغ كلمته ونشر دعوته والحق سبحانه يقول "قد كان لكم فى رسول الله اسوة
حسنة "فهيا يا علماء الامة شدوا الرحال اللهم بلغت اللهم فاشهد .