الحمد لله الذي جعل الصلاة راحة للمؤمنين، ومفزعاً للخائفين، ونوراً
للمستوحشين، والصلاة والسلام على إمام المصلين المتهجدين، وسيد الراكعين
والساجدين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين... أما بعد:
فإن قيام الليل هو دأب الصالحين،
وتجارة
المؤمنين، وعمل الفائزين، ففي الليل يخلو المؤمنون بربهم، ويتوجهون إلى
خالقهم وبارئهم، فيشكون إليه أحوالهم، ويسألونه من فضله، فنفوسهم قائمة بين
يدي خالقها، عاكفة على مناجاة بارئها، تتنسم من تلك النفحات، وتقتبس من
أنوار تلك القربات، وترغب وتتضرع إلى عظيم العطايا والهبات.
قيام الليل في السنة
أخي
المسلم، حث النبي على قيام الليل ورغّب فيه، فقال عليه الصلاة والسلام:
{عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله تعالى، ومكفرة
للسيئات، ومنهاة عن الإثم،ومطردة للداء عن الجسد } [رواه أحمد والترمذي
وصححه الألباني].
وقال النبي في شأن عبد الله بن عمر: { نعم الرجل عبد
الله، لو كان يصلي من الليل } [متفق عليه]. قال سالم بن عبد الله بن عمر:
فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلاً.
وقال النبي : { في
الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها } فقيل: لمن يا رسول
الله؟ قال: { لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وبات قائماً والناس نيام }
[رواه الطبراني والحاكم وصححه الألباني].
وقال : { أتاني جبريل
فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما
شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن
الناس } [رواه الحاكم والبيهقي وحسنه المنذري والألباني].
وقال : {
من قام بعشر آيات لم يُكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من
القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين } [رواه أبو داود وصححه
الألباني]. والمقنطرون هم الذين لهم قنطار من الأجر.
وذكر عند النبي رجل نام ليلة حتى أصبح فقال: { ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه !! } [متفق عليه].
وقال : { أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل } [رواه مسلم].
الله يجمعنا دائما على طاعته ورضاه