السلام عليكم
موضوع جميل و متكامل عن العلم المغربي و تاريخه و عن الفرق بينه و بين علم الصهاينة
على
العلم المغربي توجد نجمة خماسية خضراء و لم يكون أبدا بنجمة داوود
السداسية. كلما في الأمر ان منجد لاروس (Larousse) الفرنسي الذي صدر في
1938 هو الوحيد الذي أظهر علم المغرب لأول مرة بنجمة سداسدية بدل النجمة
الخماسية, و الأمر لم يكون أكثر من مجرد خطأ وقع سهوا بسبب عدم إلمام الشخص
الغير مغربي الذي رسم ذالك العلم.
لاكن
للاسف ذالك الخطأ فتح مجالا واسعا للتأويلات اللتي برع فيها الانفصاليون
أعداء الوحدة الترابية للمغرب في السبعينات لدرجة انهم اختاروا علما شبيها
بعلم دولة فلسطين لجمهوريتهم الصحراوية المزعومة, مع محاولتهم لإثبات ذالك
الخطأ الذي ورد في منجد لاورس كحقيقة تاريخية لأجل الايحاء بأن المغرب نسخة
عن إسرائيل و انهم نسخة عن فلسطين. كل هذا التزييف لأجل استمالة مشاعر
العرب و المسلمين لصالحهم. على العموم هذه قضية أخرى فيها الكثير مما يمكن
كشفه و توضيحه. إليك فيما يلي نبذة موجزة عن تاريخ النجمتين السداسية و
الخماسية:
النجمة السداسية:
النجمة
السداسية تسمى خاتم سليمان في الثقافة الاسلامية, و كانت تستعمل في فنون
الزخرفة و المعمار و الزليج و النقش على الخشب و السيراميك... يوجد في بعض
المتاحف الاسلامية عدة آثار و مصنوعات يدوية يظهر عليها خاتم سليمان و يرجع
تاريخها الى أزمنة غابرة قبل نشأة الحركة الصهيونية بعدة قرون...
بعد
قيام الحركة الصهيونة في أواخر القرن التاسع عشر تم السطو على النجمة
السداسية و اعتمدتها الحركة الصهونية شعارا لها و اطلقوا عليها اسم -نجمة
داوود- و هي الان تتوسط علم الكيان الصهيوني الإسرائيلي وسط خطين أزرقين, و
معنى العلم الصهيوني الذي يدرسوه لاطفالهم في المدارس الابتدائية بإسرائيل
هو : إسرائيل الكبرى من النهر إلى النهر :
نجمة داوود السداسية في الوسط = إسرائيل الكبرى
الخط الازرق الأول = نهر النيل بمصر
الخط الازرق الثاني = نهر دجلة بالعراق
تاريخ العلم المغربي
العلم
المغربي قبل عدة قرون منذ سنة 1666 ميلادية (منذ وصول الاسرة العلوية الى
الحكم في المغرب) كان عبارة عن راية حمراء لا يتوسطها أي شيء, على غرار علم
الامبراطورية العثمانية الاحمر الذي كان يتوسطه هلال ابيض فقط.
خلال
الأربعينيات من القرن الماضي, أكد السلطان محمد الخامس إضافة النجمة
الخماسية الخضراء إلى علم المملكة المغربية بمرسوم ملكي, ليميزه عن أعلام
الدول الشيوعية التي اتخذت من اللون الاحمر رمزا لها. في هذه الفترة كان
المغرب تحت الاحتلال الفرنسي, و كانت قرارات الملك لا يتم تنفيذها إلا بعد
مصادقة المقيم العام المنتدب لذى فرنسا بالمغرب. الشيء الذي تم تأويله فيما
بعد على أن المقيم العالم الفرنسي هو من أضاف النجمة الخماسية إلى علم
المغرب. بينما الوثائق المحفوظة في الارشيف الملكي تثبت زيف هذا الإفتراض
جملة و تفصيلا, بل أن محمد الخامس نفسه لم يقوم في واقع الحال إلا بتفعيل
الظهير الشريف المتعلق بالعلم الوطني و الذي أصدره أبوه المولى يوسف سنة
1915 و الذي نص بوجوب اضافة نجمة خماسية خضراء إلى علم المملكة.
معنى علم المملكة المغربية :
النجمة
الخماسية الخضراء = أركان الاسلام الخمسة اللتي يرُمزُ لها بالاضلع الخمسة
الخضراء و اللتي بعضها يسند و يدعم بعض في انسجام تام و يشكلون جميعا نجمة
خماسية غاية في التناسق و الانسجام
الراية الحمراء = منذ قيام المملكة
المغربية سنة 780 ميلادية كان علم المملكة عبارة عن راية بيضاء ناصعة لا
يتوسطها شيء, و قد كان يتم تغييرها الى اللون الاحمر خلال فترات الحروب ضد
الصليبيين (الاسبان و البرتغال). و بعدما عرفته المملكة من حروب دامية ضد
الأطماع الاجنبية و حملاتها الصليبية على المملكة المغربية بعد سقوط
الاندلس, منذ ذالك التاريخ تم اعتماد اللون الاحمر بشكل دائم بدل الابيض
لاجل تخليد دماء الشهداء و المجاهدون المغاربة الذين افدوا وطنهم و دينهم
بدمائهم على مر التاريخ.
بالنسبة للنجمة الخماسية برأس واحد فوق هي
ترمز إلي التوحيد و إلى أركان الاسلام الخمسة و إلى الصلوات الخمسة. و هي
تعتبر النجمة الاسبق في الوجود و لم تظهر من قبل في أي حضارة أخرى قبل
الحضارة الاسلامية (على يد علماء الهندسة و الفلك المسلمون). أما النجمة
الخماسية المقلوبة رأسا على عقب برأسين فوق هي ترمز إلى عكس التوحيد تماما و
الى الكفر و يستعملها الان الماسونيون و عبدة الشيطان كشعار يميزهم, و قد
ظهرت اول مرة في القرون الوسطى على يد جماعات تناهض التواجد الاسلامي في
اوروبا و الاندلس.
ملاحظة:
من بين القوانين اللتي يتم تدريسها لطلبة معاهد الفنون التشكلية المتخصصون
في ابتكار العلامات التجارية و الرموز. قانون يقول انه الشكل الفني الذي
يرمز الى فكرة ما, عندما تقلبه رأسا على عقب فأنه يصير يرمز إلى نقيض
الفكرة.
اشهر مثال عملي لتطبيق هذا القانون هو العلامة التجارية
لشركة القطارات السريعة الفرنسية TGV الذي شكلها يشبه رسم الحلزونة مقلوبة
رأسا على عقب. و بالتالي لان رسم الحلزونة في وضعها العادي يرمز الى البطء,
فرسمها المقلوب رئسا على عقب يرمز الى السرعة.
النجمة
السداسية أو خاتم سليمان, لم يتم أبدا إعتماده على أي علم مغربي عبر
التاريخ. و لا يزال إلى الان بالمكتبة الملكية أرشيف و تراث الملوك
العلويون منذ 1660م في الحفظ و الصون بما فيه مختلف الأعلام و الرايات
اللتي أعتمدتها الممكلة عبر التاريخ.
لاكن في المقابل, تم بالفعل
إستعمال خاتم سليمان (النجمة السداسية) على أختام الملوك و على القطع
النقدية القديمة, في زمن شاع فيه استعمال خاتم سليمان في الزخرفة و الزليج و
النقش... بين الصناع التقليديون المغاربة قبل ان يتم اقترانه بالحركة
الصهيونية و يتحول معناه إلى ما هو عليه الآن. بعد نكبة 1948 عندما بلغ
خبرها إلى أصقاع الارض و عرف الجميع بأن تلك النجمة صارت رمز شؤم على
المسلمين, توقف الحرفيون و الصناع التقليديون في المغرب عن استعمالها بشكل
تلقائي و اختفى أيضا وجود خاتم سليمان من على القطع النقدية المغربية
تدريجيا ليحل محله النجمة الخماسية.