منتديات اهل الحق
مرحبا بكم في منتدياتنا منتديات اهل الحق و أرجو من زائرنا العزيز أن يجد كل ما يبحث عنه من مواضيع و برامج ......وشكراا...
منتديات اهل الحق
مرحبا بكم في منتدياتنا منتديات اهل الحق و أرجو من زائرنا العزيز أن يجد كل ما يبحث عنه من مواضيع و برامج ......وشكراا...
منتديات اهل الحق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  دخولدخول  التسجيلالتسجيل  
آيـــــات الشفاء في القرآن الكريم إن هذه الآيات تجتمع في كل آية فيها كلمة شفاء و تقرأ بترتيب المصحف فقد قال العلماء أن في هذا استعانة بكلام الله على الشفاء و خصوصا بالنسبة للأمراض التي لا تقدر عليها أسباب البشر...وهـــم:- الآية 14 من سورة التوبة: قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ... صدق الله العظيم الآية 57 في سورة يونس : يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ... صدق الله العظيم الآية 69 من سورة النحل : وَاللّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ... صدق الله العظيم الآية 82 من سورة الإسراء : وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا... صدق الله العظيم الآية 80 من سورة الشعراء : وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ... صدق الله العظيم الآية 44 من سورة فصلت : وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ...||

 

 كلاهما بيد اللّه سبحانه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





التقييم : 3
نقاط : 360558
تاريخ التسجيل : 01/01/1970

كلاهما بيد اللّه سبحانه Empty
مُساهمةموضوع: كلاهما بيد اللّه سبحانه   كلاهما بيد اللّه سبحانه I_icon_minitimeالخميس فبراير 14, 2013 3:48 pm

كلاهما بيد اللّه سبحانه

قضيتان خطيرتان وأمران مهمان يشغلان بال جميع الناس ليل نهار، ألا وهما قضية الرزق وقضية الأجل.
فإن همَّ الرزق قد أكل قلوب الخلق، وسيطر على عقولهم، وعطلوا من أجله ما كُلفوا به، وهم قد كفوه.

وإنشغال الإنسان أو نسيانه لقضية الأجل يجعله في هم ونكد وضيق.
فحب
الدنيا لا يكون إلا حبًّا في ملذاتها وشهواتها، وهذه تحتاج إلى مال،
والمال يحتاج إلى جمع وتحصيل وكدح. وكلَّما كان مالُ الإنسان أكثر كان
استمتاعه بالملذات أكثر، وكان حبه للدنيا أقوى وأمكن، وحينئذ يتنافس الناس
على الدنيا، ويعطلون الفرائض من أجلها، ويرتكبون المحرماتِ في سبيلها.
وكراهية
الموت ما كانت إلا بسبب ضعفِ الإيمان في مسألة الأجل، ومن ثم يتولى
الإنسان حفظ نفسه من الموت بالابتعاد عن مظانه، ولو كان في سبيل اللّه ـ
تعالى ـ وهو ميت لا محالة.
عنْ ثَوْبَانَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللّه
ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ: يُوشِكُ الأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ،
كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا. فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ
قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ،
وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، وَلَيَنْزِعَنَّ اللّهُ مِنْ
صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ، وَلَيَقْذِفَنَّ اللّهُ فِي
قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ. فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللّهِ، وَمَا
الْوَهَنُ؟ قَالَ: حُبُّ الدُّنْيَا، وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ. أخرجه أحمد
وأبو داود.
ولما كانت أكثر جموع المسلمين على هذه الحالة من الجزع على
الرزق، والخوف من الأجل كانوا غثاءً كغثاء السيل، وما عاد أعداؤهم يحسبون
لهم حسابا، فلا مهابة في قلوبهم منهم.
قال الحسن البصري: طلبت خطب النبي
ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ في الجمعة فأعيتني فلزمت رجلا من أصحاب النبي ـ
صلى اللّه عليه وسلم ـ فسألته عن ذلك فقال: كان يقول: في خطبته يوم الجمعة
يا أيها الناس إن لكم علما فانتهوا إلى علمكم وإن لكم نهاية فانتهوا إلى
نهايتكم، فإن المؤمن بين مخافتين بين أجل قد مضى لا يدري كيف صنع اللّه فيه
وبين أجل قد بقي لا يدري كيف اللّه بصانع فيه فليتزود المرء لنفسه ومن
دنياه لآخرته ومن الشباب قبل الهرم ومن الصحة قبل السقم، فإنكم خلقتم
للآخرة والدنيا خلقت لكم والذي نفسي بيده ما بعد الموت من مستعتب وما بعد
الدنيا دار إلا الجنة والنار.
إن من أعظم أسباب ذلة المسلمين في العصور المتأخرة هو الخللُ في فهم قضيتي الرزق والأجل، أو ضعفُ الإيمان بهاتين المسألتين المهمتين.
ولكي يضع المسلم هاتين القضيتين في إطارهما الصحيح فعليه أن يفهم هذه الأمور:
1- أن الآجال والأرزاق بيد اللّه تعالى وحده:
فقضية
الرزق من حيث الإيمان به جزء مهم من الاعتقاد في اللّه تعالى، فاللّه
سبحانه تكفل للخلق بالرزق مهما كانوا وأينما كانوا، مسلمين أو كافرين،
كبارا أو صغارا، رجالا أو نساء، إنسا وجنا، طيرا وحيوانا، قويًّا وضعيفا،
عظيما وحقيرا.
وقال اللّه تعالى في الحديث القدسي الجليل عَنْ أَبِي
ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ ـ صلى اللّه عليه وسلم، فِيمَا رَوَى عَنِ اللّه
تَبَارَكَ وَتَعَالَى، أَنَّهُ قَالَ: »يَا عِبَادِي، إِنِّي حَرَّمْتُ
الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فَلاَ
تَظَالَمُوا يَا عِبَادِي، كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلاَّ مَنْ هَدَيْتُهُ،
فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ، يَا عِبَادِي، كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلاَّ مَنْ
أَطْعَمْتُهُ، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ، يَا عِبَادِي، كُلُّكُمْ
عَارٍ إِلاَّ مَنْ كَسَوْتُهُ، فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ، يَا عِبَادِي،
إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا أَغْفِرُ
الذُّنُوبَ جَمِيعًا، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ، يَا عِبَادِي،
إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي، وَلَنْ تَبْلُغُوا
نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي، يَا عِبَادِي، لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ
وَآخِرَكُمْ، وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ ، كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ
رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ، مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا، يَا
عِبَادِي، لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ،
كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ
مُلْكِي شَيْئًا، يَا عِبَادِي، لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ،
وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي،
فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا
عِنْدِي، إِلاَّ كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ، يَا
عِبَادِي، إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ
أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا، فَلْيَحْمَدِ اللّه،
وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ ، فَلاَ يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ«. أخرجه
البخاري و»مسلم«.
ولقد حذَّرنا النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ من أن
تتعلق قلوبنا بتحصيل أرزاقنا، فننسى اللّه ـ تعالى ـ والدار الآخرة،
ونُشْغَل عن العمل الصالح بالجمع والتحصيل، والعد والتنمية، ولربما شحت
نفوسنا عن أداء حق اللّه ـ تعالى ـ في أموالنا، أو امتدت أيدينا إلى ما لا
يحل لنا، فنكون كالذي يأكل ولا يشبع، ويجمع ولا ينتفع! نعوذ باللّه من نفوس
لا تشبع، ومن قلوب لا تخشع.
عن ابن مسعود أن رسول اللّه ـ صلى اللّه
عليه وسلم ـ قال ليس من عمل يقرب إلى الجنة إلا قد أمرتكم به ولا عمل يقرب
إلى النار إلا قد نهيتكم عنه لا يستبطئن أحد منكم رزقه أن جبريل عليه
السلام ألقى في روعي أن أحدا منكم لن يخرج من الدنيا حتى يستكمل رزقه
فاتقوا اللّه أيها الناس واجملوا في الطلب، فإن استبطأ أحد منكم رزقه فلا
يطلبه بمعصية اللّه، فإن اللّه لا ينال فضله بمعصية وأما الآجال فهي
بالأرزاق بيد اللّه تعالى وحده.
فالمؤمن يعلم علم اليقين أن الآجال بيد اللّه تعالى وحده وأن ماشاء اللّه كان وما لم يشأ لم يكن.
وأن لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها.
قال
الثعالبي: إن الأيام العمر وساعات الدهر كمراحل معدودة، إلى وجه مقصودة،
فلا بد مع سلوكها من انقضائها، وبلوغ الغاية عن انتهائها للنفوس مواعيد
تطلب أجالها.
وللموت تغدو الوالدات سخالها، وما نحن إلا كالركب، فمنذي
منهل قصد يبلغه دانيا، ومنذي منزل شحط يلحقه متراخيا، مولاي يعلم أن
الأعمارمقدرة لآمادها والآجال مؤخرة لميعادها، فلا استزادة ولا استنقاض،
ولا فوات ولامناص، الآجال أماد مضروبة وأنفاس محسوبة ولذلك استأثر اللّه
بوجوب البقاء وأثر لخلقه صلة الوجود بالفناء الآجال بيد اللّه ، فاذا شا ء
مدها بحكمة وافية واذا شاء قصرها بلطيفة خافية« فطالما عرف المؤمن ذلك فانه
لايجبن ولايخاف لأن أجله بيد اللّه.
كلاهما بيد اللّه سبحانه

قضيتان خطيرتان وأمران مهمان يشغلان بال جميع الناس ليل نهار، ألا وهما قضية الرزق وقضية الأجل.
فإن همَّ الرزق قد أكل قلوب الخلق، وسيطر على عقولهم، وعطلوا من أجله ما كُلفوا به، وهم قد كفوه.

وإنشغال الإنسان أو نسيانه لقضية الأجل يجعله في هم ونكد وضيق.
فحب
الدنيا لا يكون إلا حبًّا في ملذاتها وشهواتها، وهذه تحتاج إلى مال،
والمال يحتاج إلى جمع وتحصيل وكدح. وكلَّما كان مالُ الإنسان أكثر كان
استمتاعه بالملذات أكثر، وكان حبه للدنيا أقوى وأمكن، وحينئذ يتنافس الناس
على الدنيا، ويعطلون الفرائض من أجلها، ويرتكبون المحرماتِ في سبيلها.
وكراهية
الموت ما كانت إلا بسبب ضعفِ الإيمان في مسألة الأجل، ومن ثم يتولى
الإنسان حفظ نفسه من الموت بالابتعاد عن مظانه، ولو كان في سبيل اللّه ـ
تعالى ـ وهو ميت لا محالة.
عنْ ثَوْبَانَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللّه
ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ: يُوشِكُ الأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ،
كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا. فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ
قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ،
وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، وَلَيَنْزِعَنَّ اللّهُ مِنْ
صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ، وَلَيَقْذِفَنَّ اللّهُ فِي
قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ. فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللّهِ، وَمَا
الْوَهَنُ؟ قَالَ: حُبُّ الدُّنْيَا، وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ. أخرجه أحمد
وأبو داود.
ولما كانت أكثر جموع المسلمين على هذه الحالة من الجزع على
الرزق، والخوف من الأجل كانوا غثاءً كغثاء السيل، وما عاد أعداؤهم يحسبون
لهم حسابا، فلا مهابة في قلوبهم منهم.
قال الحسن البصري: طلبت خطب النبي
ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ في الجمعة فأعيتني فلزمت رجلا من أصحاب النبي ـ
صلى اللّه عليه وسلم ـ فسألته عن ذلك فقال: كان يقول: في خطبته يوم الجمعة
يا أيها الناس إن لكم علما فانتهوا إلى علمكم وإن لكم نهاية فانتهوا إلى
نهايتكم، فإن المؤمن بين مخافتين بين أجل قد مضى لا يدري كيف صنع اللّه فيه
وبين أجل قد بقي لا يدري كيف اللّه بصانع فيه فليتزود المرء لنفسه ومن
دنياه لآخرته ومن الشباب قبل الهرم ومن الصحة قبل السقم، فإنكم خلقتم
للآخرة والدنيا خلقت لكم والذي نفسي بيده ما بعد الموت من مستعتب وما بعد
الدنيا دار إلا الجنة والنار.
إن من أعظم أسباب ذلة المسلمين في العصور المتأخرة هو الخللُ في فهم قضيتي الرزق والأجل، أو ضعفُ الإيمان بهاتين المسألتين المهمتين.
ولكي يضع المسلم هاتين القضيتين في إطارهما الصحيح فعليه أن يفهم هذه الأمور:
1- أن الآجال والأرزاق بيد اللّه تعالى وحده:
فقضية
الرزق من حيث الإيمان به جزء مهم من الاعتقاد في اللّه تعالى، فاللّه
سبحانه تكفل للخلق بالرزق مهما كانوا وأينما كانوا، مسلمين أو كافرين،
كبارا أو صغارا، رجالا أو نساء، إنسا وجنا، طيرا وحيوانا، قويًّا وضعيفا،
عظيما وحقيرا.
وقال اللّه تعالى في الحديث القدسي الجليل عَنْ أَبِي
ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ ـ صلى اللّه عليه وسلم، فِيمَا رَوَى عَنِ اللّه
تَبَارَكَ وَتَعَالَى، أَنَّهُ قَالَ: »يَا عِبَادِي، إِنِّي حَرَّمْتُ
الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فَلاَ
تَظَالَمُوا يَا عِبَادِي، كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلاَّ مَنْ هَدَيْتُهُ،
فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ، يَا عِبَادِي، كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلاَّ مَنْ
أَطْعَمْتُهُ، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ، يَا عِبَادِي، كُلُّكُمْ
عَارٍ إِلاَّ مَنْ كَسَوْتُهُ، فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ، يَا عِبَادِي،
إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا أَغْفِرُ
الذُّنُوبَ جَمِيعًا، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ، يَا عِبَادِي،
إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي، وَلَنْ تَبْلُغُوا
نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي، يَا عِبَادِي، لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ
وَآخِرَكُمْ، وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ ، كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ
رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ، مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا، يَا
عِبَادِي، لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ،
كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ
مُلْكِي شَيْئًا، يَا عِبَادِي، لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ،
وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي،
فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا
عِنْدِي، إِلاَّ كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ، يَا
عِبَادِي، إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ
أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا، فَلْيَحْمَدِ اللّه،
وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ ، فَلاَ يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ«. أخرجه
البخاري و»مسلم«.
ولقد حذَّرنا النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ من أن
تتعلق قلوبنا بتحصيل أرزاقنا، فننسى اللّه ـ تعالى ـ والدار الآخرة،
ونُشْغَل عن العمل الصالح بالجمع والتحصيل، والعد والتنمية، ولربما شحت
نفوسنا عن أداء حق اللّه ـ تعالى ـ في أموالنا، أو امتدت أيدينا إلى ما لا
يحل لنا، فنكون كالذي يأكل ولا يشبع، ويجمع ولا ينتفع! نعوذ باللّه من نفوس
لا تشبع، ومن قلوب لا تخشع.
عن ابن مسعود أن رسول اللّه ـ صلى اللّه
عليه وسلم ـ قال ليس من عمل يقرب إلى الجنة إلا قد أمرتكم به ولا عمل يقرب
إلى النار إلا قد نهيتكم عنه لا يستبطئن أحد منكم رزقه أن جبريل عليه
السلام ألقى في روعي أن أحدا منكم لن يخرج من الدنيا حتى يستكمل رزقه
فاتقوا اللّه أيها الناس واجملوا في الطلب، فإن استبطأ أحد منكم رزقه فلا
يطلبه بمعصية اللّه، فإن اللّه لا ينال فضله بمعصية وأما الآجال فهي
بالأرزاق بيد اللّه تعالى وحده.
فالمؤمن يعلم علم اليقين أن الآجال بيد اللّه تعالى وحده وأن ماشاء اللّه كان وما لم يشأ لم يكن.
وأن لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها.
قال
الثعالبي: إن الأيام العمر وساعات الدهر كمراحل معدودة، إلى وجه مقصودة،
فلا بد مع سلوكها من انقضائها، وبلوغ الغاية عن انتهائها للنفوس مواعيد
تطلب أجالها.
وللموت تغدو الوالدات سخالها، وما نحن إلا كالركب، فمنذي
منهل قصد يبلغه دانيا، ومنذي منزل شحط يلحقه متراخيا، مولاي يعلم أن
الأعمارمقدرة لآمادها والآجال مؤخرة لميعادها، فلا استزادة ولا استنقاض،
ولا فوات ولامناص، الآجال أماد مضروبة وأنفاس محسوبة ولذلك استأثر اللّه
بوجوب البقاء وأثر لخلقه صلة الوجود بالفناء الآجال بيد اللّه ، فاذا شا ء
مدها بحكمة وافية واذا شاء قصرها بلطيفة خافية« فطالما عرف المؤمن ذلك فانه
لايجبن ولايخاف لأن أجله بيد اللّه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كلاهما بيد اللّه سبحانه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» التأصيل العلمي عائض بن عبد اللّه القرني
»  صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم عبد العزيز بن عبد اللّه بن باز
» أشراط الساعة الكبرى المهدي والدجال سعد بن عبد اللّه البريك
» أشراط الساعة الكبرى عيسى عليه السلام، ويأجوج ومأجوج سعد بن عبد اللّه البريك
»  * فإيـاك والكذب علىٰ الله ، فقد قال سبحانه:

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اهل الحق :: منتديات إسلامية :: إسلاميات عامة-
انتقل الى: