-2 الحروف العربية وما يشتق منها في الرمز العالمي الموحد
أصدرت
منظمة Unicode الرمز العالمي الموحد الذي يحوي على 65536 حرفا وقد تم تخصيص
حوالي 34000 حرفا منها للغات الحية. ويبين الشكلان (12) و (13) جدولي
الحروف العربية الأصلية والحروف المشتقة منها المستعملة في غير العربية.
ويلاحظ أن الجدول يحوي ستة أشكال للهمزة والحروف الأبجدية الثماني والعشرين
يتخللها حرف التاء المربوطة بين الباء والتاء وحرف الألف المقصورة بين
الواو والياء. والكشيدة قبل الفاء. وأدوات التشكيل الثمانية ً ٌ ٍ َ ُ ِ ّ
ْ. كما تحوي على الأرقام المستعملة في المشرق العربي وتحوي كذلك حرفين
آخرين لهما أهميتهما وهما الألف الخنجرية وهمزة الوصل. أما باقي الأحرف في
الشكل (12) فهي ليست مستخدمة باللغة العربية بل باللغات الأخرى المستخدمة
للغة العربية.
ويتضح أن الأحرف هذه تحتل المواقع من 0600 في الجدول
العالمي الموحد إلى 067F للجدول الأول ومن 0680 إلى 06FF للجدول الثاني كما
خصصت المواقع من 0700 لغاية 08FF لأية تطورات في الحروف العربية وذات
الصلة بها وهي الآن فارغة (احتياطية).
7- الوضع الراهن للحروف العربية في الحاسوب
هناك
أربعة مجالات مختلفة للعلاقة بين الحروف العربية والحاسوب. وهي مجال إدخال
المعلومات ومجال إخراجها ومجال معالجتها والجانب الجمالي للحرف العربي.
ورغم الترابط بين هذه المجالات إلا أن لكل منها خصوصيات خاصة بها.
7-1 إدخال المعلومات والحرف العربي
هناك
طريقتان لإدخال المعلومات المكتوبة للحاسوب هما عن طريق لوحة المفاتيح
keyboard وتمييز الحروف ضوئيا المعروفة بـ OCR. ففيما يتعلق بلوحة المفاتيح
يجب أن تحوي هذه اللوحة على كل الإمكانيات الخاصة بالإدخال فهي يجب أن
تحوي الحروف الثماني والعشرين والهمزة بأشكالها والتاء المربوطة والألف
المقصورة وأدوات التشكيل الثمانية والأرقام العربية وربما الألف الخنجرية
وهمزة الوصل. وليس هناك أية لوحة مفاتيح تحوي هذين الحرفين في الوقت
الحاضر. إلا أنه يلاحظ أن هناك إمكانية في لوحات مفاتيح متعددة لإدخال
اللام ألف جملة واحدة بل وبأشكال متعددة: لا لأ لإ لآ. ورغم أن برامج
التعريب تأخذ بنظر الاعتبار تحويل اللام ثم الألف إلى لام ألف غالبا، إلا
أن إدخال اللام ألف جملة واحدة عملية لا بأس بها في تسهيل الإدخال. ولا بأس
أن تحوي لوحات المفاتيح أية مجموعات من الحروف لتسهيل الإدخال مثل ألف لام
التعريف.
ويلاحظ في الإدخال أنه يجب أن يكون متوافقا مع الرموز
التي يتعامل بها الحاسوب داخليا إلا أنه لا يشترط شكل واحد للوحة المفاتيح.
وقد لوحظ هناك اختلافات في مواقع بعض الحروف كالدال والذال والطاء وأدوات
التشكيل بين لوحة مفاتيح وأخرى. ولذلك ينبغي أن يكون هناك توافق أكبر في
لوحات المفاتيح الحاسوبية تسهيلا لعملية الإدخال. ولكن الأكثر ضرورة هو
تحديد الحد الأدنى من الحروف المتفق عليها ومواقعها.
أما أجهزة
تمييز الحروف العربية OCR فقد ظهرت مؤخرا أربعة برامج منها(10). وهذه
الأجهزة تقوم بعملية مسح (scanning) للصفحة المطلوب تمييز حروفها ثم تقوم
بمطابقة الحروف حرفا حرفا مع ما مخزون بداخلها من نماذج سبق أن دربت عليها.
وبعضها يحوي إمكانيات أوسع من ذلك دون الحاجة إلى تدريب.
لقد تطورت
أجهزة تمييز الحروف اللاتينية إلى درجة إمكانية تمييز الكتابة اليدوية.
أما في اللغة العربية فان البرامج المتوفرة لحد الآن تنحصر دقتها في الخطوط
الطباعية الجيدة والحديثة الطباعة. أما الكتابة القديمة فإن تمييزها لا
يزال صعبا.وليس هناك أية برامج بإمكانها تمييز الحروف المكتوبة بخط اليد
بعد.
يمكن النظر إلى الحروف العربية كمجموعات تتألف من 15 مجموعة
كما مبين في الشكل (14) فالجيم والحاء والخاء مثلا لا تمييز بينها إلا
بالنقط. وهذا التقسيم يسهل عملية التمييز، وبالطبع اذا ما أريد له ان يكتمل
فيجب أن يحوي الهمزات وأشكال اللام ألف والتشكيل وغير ذلك.
إن تمييز الحروف العربية ذو علاقة وثيقة بأشكال طباعة الحروف مطبعيا وهذا يخضع لمسألة جمال الخط العربي والتي ستناقش فيما بعد.
7-2 إخراج الخط العربي
إن متطلبات إخراج الخط العربي من حيث عدد الحروف لا يختلف عن متطلبات الادخال فالقراءة هي لخط مكتوب والكتابة هي عكس عملية القراءة.
أما من ناحية جمال الخط العربي فهي مسألة أخرى.
إلا
أن هناك جملة أمور تتعلق بأسلوب الكتابة العربية. فقد كانت الحروف
المطبوعة أول استخدام الحاسوب ذات شكل واحد مع إضافة التعريقات أحيانا، ثم
أدخل عليها تحسين جوهري بتمييز شكل الحرف في أول الكلمة أو وسطها أو آخرها
أو الحرف المنفصل. وكان عرض الحرف مبدئيا متساو فالصاد المنفصلة كانت تحتل
عرضا مساويا للباء الوسطية مثلا. وبتطور تقنية الطباعة (والإخراج على
الشاشة) أمكن تخصيص عرض مختلف حسب الحاجة لكل شكل من أشكال الحروف.
أما
التشكيل فقد كان يعتبر حرفا له عرض الحروف الأخرى سواء كان مع الكشيدة أو
بدونها (مثلا الفتحة وسط الكلمة تحتاج إلى كشيدة أما الفتحة على حرف غير
متصل من جهة اليسار مثل الواو فلا تحتاج إلى كشيدة).
وهكذا برزت
الحاجة إلى صورتين للتشكيل إحداهن مع الكشيدة والأخرى بدونها. إلا أن تطور
تقنية معالجة المعلومات بتغيير عرض الحرف مكن من وضع التشكيل فوق الحرف
السابق مباشرة، بل وأمكن دمج الشدة مع الفتحة والضمة والكسرة ذاتيا، فكلما
وردت شدة بعدها فتحة مثلا دمجتا ووضعتا فوق الحرف السابق.
وهكذا
يظهر باب الإخراج مختلف عن الإدخال. ففي الإدخال يجب إدخال الحرف ثم الشدة
ثم الفتحة بينما عند الإخراج يظهر الحرف وفوقه الشدة وفوقها الفتحة. وهذا
تطور لا بأس به في جمال الكتابة العربية.
7-3 جمال الكتابة العربية
مع
تطور تقنية الطباعة وإظهار الكتابة على الشاشة بدقة أعلى، ظهرت تقنيات
خاصة بالحروف (اللاتينية وغيرها). وأحد هذه التقنيات ما سمي بالنوع الحقيقي
للفونط True Type Font ويرمز له بـ (TTF) وتستند هذه التقنية على أساس خزن
المواصفات العامة للحرف المطلوب إظهاره مهما كان حجم الطباعة أو الإظهار
على الشاشة المطلوب فالشكل يبقى كما هو مهما كان الحجم. ويمكن بواسطة هذه
التقنية إظهار حروف متلاصقة وبأية أشكال يرتأيها الخطاطون. يبين الشكل (15)
أحد جداول الخطوط العربية لشركة مايكروسوفت المسمى بالخط العربي التقليدي،
ويلاحظ فيه وجود موقع لمجموعات من الحروف المتلاصقة المكونة من حرفين مثل
(محـ، ـبن، نجـ.. الخ). وهكذا بإمكان الخطاط أن يضع ما يريد من مجموعات
حرفية تزيد من جمال الخط، ولكن يجب أن تبرمج بنسق معين لكي يقوم الحاسوب
بإخراج هذه المجموعة من الحروف بالصيغة المطلوبة كلما تمت مصادفتها أثناء
الكتابة.
وقد ظهرت مؤخرا أشكال جميلة للكتابة العربية بخطوط مختلفة قامت
باصدارها بيوت البرمجة العربية في لبنان والسعودية ومصر وأخرى في الدول
الغربية.
يبين الشكل (16) سورة الفاتحة مكتوبة بالرسم العثماني
للقرآن الكريم، ويلاحظ فيها وجود أكثر من نوع للميم في آخر الكلمة وكذلك
النون. إضافة إلى أي شكل من أشكال الحروف كالألف الخنجرية وهمزة الوصل بل
وإضافة علامات الوقف والتجويد.. الخ. كما أن الهمزة المكسورة توضع تحت
الكلمة (مثل الملـبكة). إلى غير ذلك من خصوصيات كتابة المصحف.
7-4 معالجة اللغة العربية داخليا في الحاسوب
سبق
وأن أوضحنا أن الحروف العربية يرمز لها برمز واحد داخل الحاسوب وهذا الرمز
يتطابق مع موقع واحد على لوحة المفاتيح. أما الإخراج فيمكن أن يظهر مختلفا
حسب موقع الحرف من الكلمة. ومن ذلك يظهر أنه ليس من الضروري تطابق شكل
الحرف عند الإدخال مع ما مخزون داخل الحاسبة مع ما يطبع.
فاللام ألف
ليس لها موقع في جدول الحروف العربية ولكنها تظهر كحرف واحد عند الطباعة
وقد يكون إدخالها دفعة واحدة أو بالكبس على اللام ثم الألف حسب لوحة
المفاتيح. وهذا المقدار من الذكاء الداخلي موجود في بعض أنظمة التعريب
حاليا.
إلا أن هناك امور كثيرة لا تزال بحاجة إلى عناية حيث أن هناك قصورا في معالجتها وسنأتي على ذكر بعض منها.
7-4-1 ترتيب الحروف العربية
عمل
بعض علماء اللغة العرب القدامى على ترتيب حروف المعاجم العربية حسب مخارج
الحروف. وهناك لا شك الترتيب الهجائي المعروف (ا ب ت ...) والأبجدي ( ا ب ج
د هـ و ز ...).
لقد وضعت معظم طواقم الحروف العربية التي سبق ذكرها
بالاستناد إلى الترتيب الهجائي (ا ب ت ...) إلا أن هناك اختلافات متعددة
فيما يتعلق بوضع فجوات بينها تضم رموزا أو حروفا غير عربية كما أن الحروف
الإضافية (كالتاء المربوطة والألف المقصورة وأشكال الهمزة .. الخ) كلها غير
مجمع على عددها ولا على مواقعها في الطواقم. كما أن التشكيل الذي تعتبره
الحواسيب حروفا مستقلة هو الآخر موضوع بتسلسل مختلف بين طاقم وآخر.
إن
تأثير وضع الحروف حسب تسلسل معين يؤثر في ترتيب كلمات تضم تلك الحروف. فإن
موقع التاء المربوطة (قبل التاء الطويلة أو بعدها) يؤثر على ترتيب كلمات
مثل (قائمة، قائمتان).
كما أن ترتيب الهمزة يؤثر في كلمات مثل (
فاني، فأنك، فإنما، فآت، فئته) فرغم أن الكلمات هذه تحوي ألفا أو همزة تلي
الفاء إلا أن ترتيبها يخضع لتسلسل ترتيب أنواع الهمزات في طواقم الحروف
المختلفة. وكذلك الحال بالنسبة للتشكيل، فالفتحة مثلا تسبق الضمة في بعض
الطواقم، ويعني ذلك أن الكلمات المحتوية على حرف مفتوح يسبق الكلمة نفسها
التي فيها حرف مضموم حتى ولو كان الحرف الذي يلي المضموم قبل الحرف الذي
يلي الحرف المفتوح في الكلمتين. مثال على ذلك كلمتي ( قَفَلَ تسبق قُتِل
لأن القاف الأولى تليها الفتحة ثم الفاء بينما القاف الثانية تليها الضمة
ثم التاء والفتحة قبل الضمة رغم أن التاء تأتي قبل الفاء!! رغم أن ترتيب
هاتين الكلمتين يكون صحيحاً بدون تشكيل). والحال تتكرر بالنسبة للشدة فهي
تعتبر حرفاً مستقلاً شأنه شأن أدوات التشكيل الأخرى ولا يعتبر تكراراً
للحرف الذي سبقه.
لا شك أن بعض المشاكل التي صاحبت هذه الوضعية هي
مستحدثة ليس لها حلول لغوية قديمة، حيث نجم بسبب التطورات التقنية الحديثة
وبعضها ربما له حلول لغوية قديمة لكن عدم إحياء تلك الحلول جعل الاجتهادات
المختلفة الحديثة تتجه اتجاهات متباينة.
7-4-2 أنواع الألف
في
الأطقم المستعملة في الوقت الحاضر هناك الألف اللينة والألف المقصورة وفي
الرمز الدولي الموحد هناك اختيار للألف الخنجرية التي لم تستعمل بعد في
الأنظمة المشهورة وهي مطلوبة في الكتابة غير المشكولة لكلمات عديدة مثل
(الله، الرحمن، إله، ذلك، هؤلاء، هذا، .. الخ) كما أن هناك خلطاً في
الكتابة العادية بين الألف اللينة والألف المهموزة عند غياب التشكيل. إن
عمل أي ترتيب أو إحصاء لأعداد الحروف في نص معين سيعطي نتائج متباينة حسب
الطاقم المستعمل وعند الخلط مع الألف المهموزة. كما أن الألف المقصورة
والألف اللينة الآن تعتبران حرفين مستقلين لا علاقة بينهما.
إن دخول
النحو والصرف العربي في مجال معالجة اللغة العربية في الحاسوب سوف يبرز
مشاكل عند قلب الحرف نفسه من شكل لآخر، وكمثال على ذلك كلمة عصى عند إضافته
إلى ضمير الغائب تصبح عصاه.
كما أن الأنظمة المتوفرة في الوقت
الحاضر يمكن أن تؤدي إلى لبس عند الضغط علىمفاتيح (ع ص ى ه) سوف تظهر
الكلمة (عصىه) وذلك نتيجة خلو الحاسوب عن ذكاء يتعلق بالأف المقصورة
واتصالها مع غيرها .
كما أن هناك نقصاً في همزة الوصل حيث تعتبر ألفاً.
أما
(ألف واو) الجماعة التي لا تلفظ بل تكتب فقط، فهي تعتبر ألفاً عند الترتيب
والتشكيل والإحصاء وهو أمر قد يحتاج إلى تفكير وإعادة نظر.
7-4-3 أنواع الهمزات
تتوفر
في معظم الطواقم الآن الهمزة المنفردة ء والهمزة على كرسي الياء بأشكالها
الأربعة ئـ ـئـ ـئ ئ والهمزة على كرسي الواو بشكليها ـؤ ؤ والهمزة مع الألف
بأشكالها الأربعة أ إ ـأ ـإ فالهمزة فوق الألف تستعمل للضم والفتح، وتحت
الألف للكسر. وبذلك يحصل التمييز بين الهمزات وفق تشكيلها بخلاف باقي
الحروف حتى وإن كان التشكيل غائباً! وهو أمر فيه بعض الغرابة.
أما
الهمزة الممدودة بشكليها آ ـآ فتعني حقيقة همزة مع ألف لينة (ء ا) كما أن
الهمزة فوق وتحت الألف عند ورودها بعد اللام تصبح لام ألف كما سيرد ذكره.
7-4-4 اللام ألف
تتفق
طواقم الحروف العربية تقريباً ( فيما عدا ا.ب.م 864) على أن اللام ألف
تعتبر في الطاقم حرفين حتى وإن أدخل الحرفان بواسطة مفتاح واحد معنون (لام
ألف). وهناك عدد من المفاتيح المخصصة للام ألف هي لا، لأ، لإ، لآ وتظهر هذه
الحروف بشكلين (منفصل ومتصل أي لا و ـلا و ـلأ و ـلإ الخ ). إلا أن كل
أنظمة التعريب الحالية تفشل في خدمة اللام الف خدمة مناسبة عند وجود تشكيل
على اللام فإذا ما أدخلت الحروف (ل َ ا ) فالناتج على الحواسيب حاليا يظهر
(لَــا) وهو شكل غير مقبول ويستدعي الإصلاح رغم أن إدخال (ل ا) يعطي الشكل
المقبول (لا) في معظم أنظمة التعريب الحالية.
ولإصلاح الوضع ينبغي
دراسة وضع التشكيل على اللام والألف وأحوال الألف المهموزة وغير المهموزة،
وعند إمعان النظر في ذلك يتضح أن هناك حالات كثيرة ولعل جدول (1) يوضح كافة
الحالات سواء الممكنة منها في اللغة العربية أو غير الممكنة التي أشير
إليها بالرمز *.
ولغرض معالجة تشكيل اللام ألف فإن من الجدير أخذ ما يأتي بنظر الاعتبار:
أ) إبقاء المفاتيح الأربعة الخاصة باللام ألف كما هي لاستعمالها عند عدم التشكيل.
ب)
عندما يراد إدخال التشكيل يدخل اللام والألف كحرفين منفصلين بينهما
التشكيل المطلوب مثلا لكتابة كلمة كلا تدخل ( ك َ ل ّ َ ا) فتظهر كلا أي
الشدة والفتحة فوق اللام وليس الألف. وهكذا بالنسبة للهمزة فوق الألف أو
تحته مع التشكيل الخاص بها.
جـ) يقترح على مصممي الأنظمة أن تدخل معالجة
اللام والألف بحيث تسمح للمدخل ان يدخلها كما يشاء من ناحية التشكيل على
أن يترك للمدقق الإملائي أو برامج التشكيل الآلي إلغاء الحالات غير الممكنة
في اللغة العربية.
7-4-5 التاء المربوطة
التاء المربوطة
هي تاء عند اتصالها بضمير بعدها (مثل نكرة نكرتين) ولكن بعد انقلاب التاء
المربوطة إلى تاء طويلة لا يعرف الحاسوب أصلها. فإذا ما أجريت لها عمليات
تحليل صرفي أو نحوي فان أصلها سيكون مجهولا ما لم يتم الرجوع إلى المعاجم.
كما أن المعالجة الحالية غير مناسبة عند إدخال التاء المربوطة وبعدها حرف
فإن الكتابة تكون غير مناسبة (مثل نكرةين).
لذلك فإن من الضروري إدخال نوع من الذكاء لمعالجة التاء المربوطة شأنها شأن الألف المقصورة.
8- المناقشة والتوصيات
8-1 تطوير الوضع الحالي
مرت
رحلة إدخال الحروف العربية إلى الحاسوب بجملة تطورات ظهرت أثناءها
اجتهادات شتى في أسلوب معالجة الحروف العربية، وقد ساهمت الجهات العربية في
الوصول إلى بعض الحلول المناسبة إلا أن الشركات الأجنبة الكبرى لا يزال
لها التأثير الكبير في فرض المنهج الذي تتبعه في معالجة الحروف العربية
وفلسفة تعريب الحاسوب بشكل عام ونظرا لعدم وجود مرجعية عربية قياسية واحدة،
فإنه ربما يمر زمن ليس بالقصير حتى تصل الأمور إلى أسلوب مناسب. إن عدد
الحروف العربية الأدنى المطلوب لمعالجة الحروف العربية يجب أن يشمل:
أ) الحروف العربية التماني والعشرين بأشكال كتابتها المختلفة أول الكلمة ووسطها وآخرها ومنفصلة.
ب) التاء المربوطة والألف المقصورة.
جـ) الهمزة بأشكال كتابتها المختلفة ء ئـ ـئـ ـئ ئ ؤ ـؤ أ إ آ ـأ ـإ ـآ.
د) الكشيدة.
هـ) همزة الوصل ا ـا وهي غير مستعملة لحد الآن.
و) الألف الخنجرية وهي غير مستعملة لحد الآن .
ز) أدوات التشكيل وهي ً ٌ ٍ َ ُ ِ ّ ْ مع إمكان الجمع بين الشدة وأدوات التشكيل التي سبقتها.
ح)
اللام ألف ليست حرفاً واحدا له موقع، لكنه مكون من حرفين في النص. أما
الإدخال فلا بأس بان يدخل بالكبس على مفتاح واحد. ويمكن أن يكون له أشكال
متعددة لا ـلا لأ ـلأ لإ ـلإ لآ ـلآ. كما أن تشكيل اللام والألف يجب أن
يكون بالإمكان إدخاله وإظهاره بشكل مناسب فهذا غير موجود لحد الآن.
إن
المناقشة أعلاه ما هي إلا تثبيت للوضع الحالي مع إجراء التحويرات
والتعديلات المناسبة والضرورية عليه، حيث أن التشكيل في كل هذه الحالات
يعتبر حرفاً مستقلا بل وإن الشدة مع الفتحة بعد الحرف ستجعل الحرف المشكول
ثلاثة حروف داخل الحاسوب.
8-2 مقترح لمعالجة التشكيل
كما أن
الحرف العربي المشكول يعتبر في اللغة العربية حرفاً واحداً، ألا يحق لنا أن
نتساءل لماذا لا يمكن اعتبار الحرف المشكول حرفاً واحداً في الحاسوب؟
وللأجابة
على ذلك فإنه يتبادر للذهن أن المواقع المخصصة في البايت الواحد البالغة
256 موقعاً لا تكفي لتمثيل الحرف مع تشكيله. ولكن ألم تقم الشركات العالمية
باستحداث الرمز الدولي الموحد Unicode لتمثيل الحروف لكل اللغات بحيث يمثل
الحرف الواحد ستة عشرة رقما ثنائيا (16 bits) فلماذا لا يمثل الحرف العربي
لغرض التشكيل بستة عشر رقم ثنائي، وعند ذلك يمكن أن يضم الرمز ما يأتي:
أ)
الحروف العربية الثماني والعشرين مع أشكال الهمزة والتاء المربوطة والألف
المقصورة وهمزة الوصل والألف الخنجرية وعددها لا يزيد عن 64 رمزاً أي 6
أرقام ثنائية (6 bits).
ب) أدوات التشكيل منفردة ومجتمعة مع الشدة ويمكن أن يخصص لها أربعة أرقام ثنائية (4 bits) حيث أن عددها لا يزيد عن 16.
جـ) رمز يشير إلى الحالة اللفظية للحرف مثل (ألف واو) الجماعة.
د)
رمز يشير إلى أصل الحرف أنه كان منقلباَ عن حرف آخرمثل التاء الطويلة التي
أصلها تاء مربوطة أو الألف اللينة التي كان أصلها ألفا مقصورة.
هـ)
طالما أنه هناك متسع فمن الممكن أنه تكون الحروف المذكورة في الفقرة (أ)
بشكل واحد ويرمز إلى شكل كتابتها (خاصة الهمزة وأنواع الألف) بحيث يشار
بعدد من الأرقام الثنائية (ثلاثة أو أربعة مثلاً) إلى شكل كتابتتها (على
كرسي الياء أو الألف أو منفردة .. الخ).
إن هذا المقترح يناسب
الحالة المشكولة للغة العربية وأية معالجة صرفية أو نحوية. ويجب أن يأخذ
بنظر الاعتبار المحافظة على الاتساق مع الكتابة غير المشكولة دون تعارض.
قد
يبدو هذا متناقضا مع الرمز الدولي الموحد، ولكن الحل المتفق مع الرمز
الدولي الموحد سيؤدي بنا إلى استعمال 48 رقم ثنائي لتمثيل الحرف المشكول
بشدة مع فتحة مثلاً، أي أن الحجم سيكون ستة أضعاف الحجم الحالي للكلمة غير
المشكولة. أليس ذلك يستوجب حلاً؟
هذا المقترح مطروح للمناقشة من قبل
ذوي الاهتمام باللغة العربية والحاسوب لعل حلاًمناسباً يتبلور ويأخذ طريقه
في الدخول إلى حواسيب القرن الحادي والعشرين والتي ستكون أكثر ذكاء من
حواسيبنا اليوم.
...والله الموفق
المصادر
نبيل علي: "اللغة العربية والحاسوب" (دراسة بحثية) 1988 شركة العريض. 1
Ahmed I. Abu -El Haija Recent Advances on Standarizing Computer Arabization
المؤتمر الوطني الأول للحاسبات الإلكترونية وتطبيقاتها في الأردن 2-5/11/86 في عمان
2
Al-Saleh Mohammed Amin Standards for Arabic Characters in Informatics
الندوة الدولية لنقل تكنلوجيا الحاسوب - نقابة المهندسين والاتحاد العالمي للمنظمات الهندسية 23-25/11/87 عمان
3
John Clews, Language Automation Worldwide The Development of Character Set Standards 1988 Sesmme computer Projects
4
The Unicode standard (World Wide Character Encoding) Version 1.0, Vol.1 & 2 1990, Addison - Wesley Publishing Company. Inc
5
Sedco, Sedco Arabization Guide 1993, Amman
6
Royal
Scientific Society : “Study of Arabization Solutions for the IBM Macro
Computers” presented to The First Kuwait Computer Conference March
27-29/1989, Kuwait
7
Microsoft Development Technology group, “The ABC of converting to Unicode” 1992, 1993
8
Microsoft Development Library, Microsoft 1992, 1993 9
عبد
القادر الكاملي: "برامج التعرف على الحروف العربية لا زالت تجهل الكثير"
مجلة PC-Magazine الطبعة العربية- السنة الثانية - العدد الخامس مايس 1996
أ.د محمد خضر
مجلة مجمع اللغة العربية الأردني
عمان - الأردن
1996