ترك الخشوع,, فقسوة,,,,, ففسوق
قال تعالى ( أَلَمْ
يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ
وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا
الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُفَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ )(16
اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (17)
جعل
الله خشوع القلب نتيجة لذكره سبحانه ولتعلم العلم الذي أنزله كما جعل قسوة
القلب نتيجة لبعد العهد بذكره وبطلب العلم وجعل الفسوق نتيجة للقسوة فتأمل
ما ابدع هذا الترتيب في آية واحدة وما أصدقه !
فإن الناس بفسقون عند قسوة قلوبهم , وقسوة قلوبهم تحصل لبعدهم عن الذكر المتمثل في العلم والوعظ وحضور القلب عندهما
قال
الألوسي في روح المعاني : والقسوة مبدأ الشرور , وتنشأ عن طول الغفلة عن
الله تعالى " وقد قيل أن هذه الآية كانت سبب توبة العالم الزاهد الفيل بن
عياض من قطع الطريق على الناس
ففي
شعب الإيمان للبيهقي عن الفضل بن موسى قال كان الفضيل بن عياض شاطرا" يعني
بكلمة شاطر هو من أعيا اهله ومؤدبه خبثا" يقطع الطريق بين أيبورد وسرخس
وكان سبب توبته أنه عشق جارية ,فبينما هو يرتقي الجدران إليها إذ سمع تاليا يتلو قو له تعالى
فلما
سمعها قال : بلى – يارب قد آن فرجع فآواه الليل إلى خربه فإذا بها سابلة
:أي الطريق المختلف عليها" فقال بعضهم نرتحل وقال بعضهم حتى نصبح فإن فضيلا
على الطريق يقطع علينا قال ففكرت وقلت أنا أسعى بالليل في المعاصي وقوم من
المسلمين هنا يخافونني وما أرى الله ساقني إليهم إلا لأرتدع ,اللهم إني قد تبت إليك ,وجعلت توبتي مجاورة البيت الحرام
واما مناسبة الآيه الثانية للاولى فتكمن في تذكر ما سبق,وهو ان حياة القلب بذكر الله و بتعلم ما انزل الله ومثَل له ربنا بحياة الارض بعد نزول المطر,وهذه مناسبة بديعة
قال
ابن كثير في ذكر الله تعالى لهذه الآية بعد التي قبلها: تنبيه على ان الله
تعالى كما يحيي الارض بعد موتها, كذلك يلين القلوب بالإيمان والهدى بعد
قسوتها من الذنوب والمعاصي, والله المؤمل المسؤل أن بفعل بنا هذا إنه جواد كريم
ولإبن عباس " ومن أحسّ بقسوة في قلبه فليهرع إلى ذكر الله تعالى وتلاوة كتابه يرجع إليه حاله كما أشار إليه قوله عز وجل
فهو
تمثيل ذكر استطرادا لإحياء القلوب القاسية بالذكر والتلاوة بإحياء الأر ض
الميتة بالغيث للترغيب في الخشوع والتحذير عن القساوة , وفي السنة ما يشهد
لهذا قول النبي صلى الله عليه وسلم مثل ما بعثني الله من الهدى والعلم كمثل
الغيث الكثير أصاب أرضا فكان منها نقية قبلت الماء فانبتت الكلاأو العشب
الكثير البخاري
وإنما ضرب المثل بالغيث للمشابهة التي بينه وبين العلم فإن الغيث يحي البلد الميت "