منتديات اهل الحق
مرحبا بكم في منتدياتنا منتديات اهل الحق و أرجو من زائرنا العزيز أن يجد كل ما يبحث عنه من مواضيع و برامج ......وشكراا...
منتديات اهل الحق
مرحبا بكم في منتدياتنا منتديات اهل الحق و أرجو من زائرنا العزيز أن يجد كل ما يبحث عنه من مواضيع و برامج ......وشكراا...
منتديات اهل الحق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  دخولدخول  التسجيلالتسجيل  
آيـــــات الشفاء في القرآن الكريم إن هذه الآيات تجتمع في كل آية فيها كلمة شفاء و تقرأ بترتيب المصحف فقد قال العلماء أن في هذا استعانة بكلام الله على الشفاء و خصوصا بالنسبة للأمراض التي لا تقدر عليها أسباب البشر...وهـــم:- الآية 14 من سورة التوبة: قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ... صدق الله العظيم الآية 57 في سورة يونس : يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ... صدق الله العظيم الآية 69 من سورة النحل : وَاللّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ... صدق الله العظيم الآية 82 من سورة الإسراء : وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا... صدق الله العظيم الآية 80 من سورة الشعراء : وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ... صدق الله العظيم الآية 44 من سورة فصلت : وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ...||

 

 شرح مقدمة ابن ابي زيد القيرواني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





التقييم : 3
نقاط : 360558
تاريخ التسجيل : 01/01/1970

شرح مقدمة ابن ابي زيد القيرواني Empty
مُساهمةموضوع: شرح مقدمة ابن ابي زيد القيرواني   شرح مقدمة ابن ابي زيد القيرواني I_icon_minitimeالسبت مارس 16, 2013 11:33 pm

شرح مقدمة إبن أبي زيد القيرواني


شرح مقدمة إبن أبي زيد القيرواني
أشرع بحمد الله و عونه بتفريغ أشرطة شرح مقدمة إبن أبي زيد القيرواني
و هي 12 شريطاّ،
شرح الشيخ
عبد المحسن العباد
_حفظه الله تعالى _


قال الشيخ ،نفعنا بعلمه، بعد أن أثنى على الله تعالى:
أما بعد فنبدأ بهذه الدروس بالكلام على مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني رحمه الله في بيان عقيدة السلف،
و قبل أن نبدأ بها نتكلم في هذا الدرس بكلام عام في العقيدة و في منهج أهل
السنة في العقيدة و كذلك في وسطية أهل السنة و الجماعة بين المشبهة و
المعطلةفي أسماء الله عزوجل و صفاته ، و قبل ذلك نقول :
أن مؤلف الرسالة الذي هو إبن أبي زيد القيرواني ألف رسالته في فقه الإمام
مالك رحمه الله و كانت هذه الرسالة مشتملة على الفروع و الأصول و مشتملة
على الفقه الأكبر و الفقه الأصغر ، الفقه الأكبر الذي هو الأصول، أصول
الدين، و الفقه الأصغر الذي هو فروع الدين ، فروع الشريعة الذي هو مسائل
الفقه المتعلقة بالعبادات و المعاملات و ما إلى ذلك، و كان رحمه الله عز و
جل ألف رسالته مشتملة على هذا و هذا، و بدأها بمقدمة ختصرة و لكنها مفيدة و
قيمة و عظيمة في بيان مذهب أو منهج سلف هذه الأمة في العقيدة و كان كتابه
الذي هو الرسالة مشتمل على الأصول و الفروع .
و الإمام ابن أبي زيد القيرواني من علماء القرن الرابع الهجري، كانت ولادته
سنة عشر و ثلاث مائة ووفاته سنة ست وثمانين و ثلاث مائة و عمره ست وسبعون
سنة، وكان رحمه الله الذين ترجموا له يثنون عليه كثيرا، و ما رأيت كلاما
فيه أو نيلا منه، يعني فيمن وقفت له ممن ترجم له، و إنما كل ما عندهم إنما
هو الثناء عليه و بيان يعني عظيم منزلته و علو قدره و تمكنه يعني في مذهب
الإمام مالك و أنه عمدة فيه، و أنه على منهج السلف و على طريقة السلف في
العقيدة، و لهذا لما ترجم له الذهبي في "سير أعلام النبلاء" قال: "وكان في
الأصول على طريقة السلف، لم يجر الكلام ولم يتأول" يعني ليس له علاقة بعلم
الكلام و لم يكن مشتغلا بعلم الكلام و لم يكن من المتأولين ، و إنما هو على
طريقة السلف. و كان رحمه الله موضع ثناء العلماء عليه في عبادته و في علمه
و في أمره بالمعروفو نهيه عن المنكر و نصحه و دعوته و توجيهه، و كل ما
تشتمل عليه ترجمته هو الثناء و لم أر شيئا يتعلق بالنيل منه أو بالكلام فيه
بما لا ينبغي بل كل ما ذكر في تر في ترجمته ته إنما هو ثناء و مدح و تعظيم
لذلك الرجل رحمه الله.
و عقيدة السلف كما هو معلوم مبنية على اتباع الكتاب و السنة ، مبنية على
الدليل، مبنية على لوحي، مبنية على ما نزل من السماء من عند الله عز و جل،
من الوحي الذي هو كتاب و سنة، فعقيدتهم جاءت من الله و لم تخرج من الأرض و
ذلك بأخذها عن طريق أولئك الذين خرجوا من الأرض و الذين ظهروا من الأرض و
الذين هم الناس، و إنما هي جاءت من عند الله عزوجل، فمبنية على اتباع
الكتاب و السنة و على اتباع الدليل، و ليست مبنية على الرأي أو على الكلام
المذموم ، و من المعلوم أن النبي الكريم عليه الصلاة و السلام بيّن طريق
السلامة و النجاة و أن الفرقة الناجية هي التى ظفرت بالنجاة عند الإختلاف،
هي فرقة واحدة من فرق ثلاث و سبعين، و هذه الفرق الثلاث و السبعين هم من
المسلمين و لكن اثنان و سبعون انحرفوا عن الجادة و حادوا عن طريق الحق و
الهدى و منهم من يكون بعيدا جدا و منهم من يكون قريبا و لم يسلم و لم ينج
إلا فرقة واحدة من ثلاث وسبعين وصفها رسول الله صلى الله عليه و سلم و بيّن
يعنى علامتها في قوله في الحديث " و ستفترق هذه الأمة على ثلاث و سبعين
فرقة كلها في النار إلا واحدة. قيل من هم يا رسول الله؟ قال:" الجماعة. " و
في لفظ قال: "ما أنا عليه و أصحابي"، فإذاً الذي كان عليه أصحاب رسول الله
عليه الصلاة و السلام هو الحق و الهدى هو الذي فيه السلامة و النجاة و
أهله هم الناجون لأنهم استمدوا عقائدهم من الوحي الذي فيه العصمة و الذي
فيه السلامة و الذي الأخذ به فيه سعادة الدارين لأنه جاء من عند الله عزوجل
فهو منهج مستقيم و عقيدة سليمة مبنية على اتباع الكتاب و السنة و لهذا
النبي صلى الله عليه و سلم كما عرفنا في هذا الحديث بيّن أن الفرقة الناجية
هي فرقة واحدة و هي التي تكون على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه
وسلم و أصحابه و من المعلوم أن أصحاب رسول الله عليه الصلاة و السلام و
أصحابه الكرام إنما كانوا على ما جاءت به النصوص في كتاب الله عزوجل و سنة
نبيه عليه الصلاة و السلام لم يشتغلوا بالتأويل و لا بالتحريف و لا
بالتعطيل و لا بالتكييف و لا بالتمثيل و إنما أثبنوا ما أثبته الله لنفسه و
أثبته له رسوله عليه الصلاة و السلام من الأسماء و الصفات على الوجه
اللائق بكمال الله و جلاله دون أن يكونوا مع إثباتهم مشبهين ممثلين
مكيّيفين و دون أن يكونوا غير مثبتين بأن يكونوا معطلين أو يكونوا محرفين
أو يكونوا مؤولين و إنما هم مثبتون مع التنزيه كما قال الله عزوجل {ليس
كمثله شيء و هو السميع البصير} فأثبت السمع و البصر بقوله {و هو السميع
البصير} و نفى المشابهة في قوله {ليس كمثله شيء} و هذه الآية الكريمة أصل
في هذا الباب، الذي يعول عليه في هذا الباب و هي أن يثبت لله ما أثبته
لنفسه و أثبته له رسوله، فقوله {و هو السميع البصير } هذا إثبات، و قوله
{ليس كمثله شيء} هذا تنزيه، فله سمع لا كالأسماع و بصر لا كالأبصار و كذلك
... (كلمة غير مفهومة، أظنه قال: نفي التشبيه في) جميع الصفات، كلها من باب
واحد، و لذلك من القواعد التى يعول عليها أهل السنة في باب أسماء الله و
صفاته أنهم يقولون أن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، فكما أنه
يثبت لله ذات ليست كالذوات و كذلك صفاته تثبت و ليست كالصفات. و كذلك
يقولون: "القول في الصفات كالقول في البعض الآخر" فرق بين صفة و صفة، كلها
تثبت على وجه يليق بجلاله و كماله، دون تشبيه و تمثيل و دون تعطيل أو تأويل
و تحريف بل على حد قول الله تعالى {ليس كمثله شيء و هو السميع البصير}، و
النبي صلى الله عليه و سلم بيّن في حديث العرباض بن سارية أن الإختلاف
سيوجد و أنه سيكون كثيرا مع وجوده و أرشد عليه الصلاة و السلام عند كثرة
هذا الإختلاف و عند وجود هذا الإختلاف و كثرته، أرشد إلى طريق العصمة و
السلامة و النجاة وذلك بالتمسك بسنة رسول الله عليه الصلاة و السلام و سنة
الخلفاء الراشدين المهديين حيث قال عليه الصلاة و السلام :"فإنه من يعش
منكم فسيرى اختلافا كثيرا " يعنى أنه لابد أن يوجد الإختلاف و مع وجوده
أيضا سيكون كثيرا، ما هو اختلاف قليل إذا وجد بل يكون اختلافا كثيرا، ثم
إنه عليه الصلاة و السلام أرشد إلى طريق السلامة و النجاة عند هذا الإختلاف
فقال : "عليكم بسنتي" عندما يوجد الإختلاف و عتدما يحصل الإختلاف الكثير،
طريق النجاة وطريق السلامة هو اتباع الدليل و اتباع السنة "فعليكم بسنتي و
سنة الخلفاء الراشدين المهديين بعدي تمسّكوا بها و عضوا عليها بالنواجذ و
إيّاكم و محدثات الأمور فإنّ كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة " فقد بيّن
عليه الصلاة و السلام أن الإختلاف سيوجد و أن مع وجوده سيكون كثيرا و أنّ
طريق السلامة و النجاة عند هذا الإختلاف إنما هي باتباع الدليل، إنما هي
باتباع السنة، إنما هي بالتعويل على ما جاء عن الله و عن رسول الله صلوات
الله سلامه عليه و لهذا قال :"فعليكم بسنتي " فكأنه قيل: يا رسول الله،
ماذا تأمرنا به عند هذا الإختلاف؟ ما هي طريق السلامة و النجاة عند هذا
الإختلاف؟ قال: "عليكم بسنتي و سنة الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها و
عضوا عليها بالنواجذ و إياكم و محدثات الأمور" فرغّب و رهّب، فرغّب في
اتباع السنن و رهّب من البدع ...


قال: "عليكم بسنتي و سنة الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها و عضوا
عليها بالنواجذ و إياكم و محدثات الأمور" فرغّب و رهّب، فرغّب في اتباع
السنن و رهّب من البدع، فرغب في اتباع السنن و رهب من البدع، فرغب في اتباع
السنن و حذر من البدع، رغب في اتباع السنن بقوله "فعليكم بسنتي و سنة
الخلفاء الراشدين من بعدي تمسكوا بها و عضوا عليها بالنواجذ" و حذر من
البدع بقوله "و إياكم و محدثات الأمور" ، الأمور المحدثة التي لم تكن على
طريقة السلف، و السلف هم أصحاب رسول الله عليه الصلاة و السلام و من سار
على منوالهم و من سار على منهاجهم، هذه طريقتهم و هذا منهجهم أنهم يثبتون
لله عزوجل ما أثبته لنفسه و ما أثبته له رسوله عليه الصلاة و السلام على و
جه يليق كمال الله و جلاله، و إذا فعمدتهم الوحي، و عمدتهم الكتاب و السنة،
الوحي الذي جاء من عند الله عزوجل، بخلاف المتكلمين، فإنهم عقائدهم مبنية
على العقل، و مبنية على علم الكلام، و لم تكن مبنية على النصوص، و من
المعلوم أنّ العقيدة السليمة هي التي كان عليها الصحابة، رضي الله تعالى
عنهم و أرضاهم، و لا يمكن بحال من الأحوال أن يقال إن العقيدة الصحيحة حجبت
عن الصحابة و حيل بين الصحابة و بينها، و ادخرت لأناس يجيئون بعدهم، هذا
لا يقال و لا يعقل، و الحق و الهدى هو ما كان عليه أصحاب رسول الله صلى
الله عليه و سلم، و ما جاء بعد ذلك، و ما جاء مخالفا لما كانوا عليه، فهو
من محدثات الأمور التى حذر منها الصادق المصدوق صلوات الله و سلامه عليه، و
لهذا فإنّ أصحاب رسول الله عليه الصلاة و السلام لمّا تُليت عليهم آيات
الصفات و أحاديث الصفات، علموا المراد من ذلك، و فهموا المراد من ذلك،
لأنهم عرب و قد خُطبوا بلسانهم (بلسان عربي مبين)، ففهموا ذلك على حسب ما
تقتضيه اللّغة و على حسب ما تقتضيه لغتهم، لأنّ القرآن نزل بلغتهم، فهم
فهموا ذلك و لم يسألوا عن معاني الصفات و لا عن الكيفيات لأنّهم يفهمون
المعاني وفقاً لما تقتضيه النصوص و لما تدل عليه، و أما الكيفيات لتلك
الصفات فهم لا يشتغلون بها، لأن هذا من الغيب الذي اختص الله عزوجل به، فهم
لا يكيفون و لكنهم يفهمون المعاني على وفق ما خطبوا به، ولهذا لمّا سُئل
الإمام مالك رحمة الله عليه عن قول الله عزوجل (الرحمن على العرش استوى)،
قال كيف استوى؟ قال:" الإستواء معلوم، و الكيف مجهول، و الإيمان به واجب، و
السؤال عنه بدعة "، الإستواء معلوم، لأنهم خُطبوا بلسان عربي مبين، و هم
يفهمون معاني ما خُطبوا به، و لكن الكيفية التي يكون بها الإستواء، و التي
هي حقيقتها و كيفيتها، هذه لا يعلمها إلا الله عزوجل، فهم يفهمون المعاني و
لكن يفوضون في الكيفيات، لا يفوضون في المعاني و يقولون الله أعلم بمراده
في قوله ( الرحمن على العرش استوى) لأنّ المنحرفين عن الجادة و عن منهج
السلف طريقتهم إما يؤولون و إما يفوّضون ، إمّا يقولون المراد ب"استوى"
بمعنى "استولى" أو يقولون الله أعلم بمراده بقوله (الرحمن على العرش
استوى)، المعنى غير معلوم، و يكون قوله (الرحمن على العرش استوى) عندهم مثل
ألم و حم و طس و كفهيعنص، حروف مقطعة في أول السور، يعني لا يفهم معناها
من تلك الحروف، لأنّ المعاني تُفهم من الكلام ....

لأنّ المنحرفين عن الجادة و عن منهج السلف طريقتهم إما يؤولون و إما
يفوّضون ، إمّا يقولون المراد ب"استوى" بمعنى "استولى" أو يقولون الله أعلم
بمراده بقوله (الرحمن على العرش استوى)، المعنى غير معلوم، و يكون قوله
(الرحمن على العرش استوى) عندهم مثل ألم و حم و طس و كفهيعنص، حروف مقطعة
في أول السور، يعني لا يفهم معناها من تلك الحروف، لأنّ المعاني تُفهم من
الكلام و أما الحروف فإنّها لا تُفهم و لهذا أحسن ما قيل في الحروف
المقطّعة في أول السور أن يقال الله أعلم بمراده بها، لكن العلماء استنبطوا
من كون هذه الحروف تأتي في أوائل السور و يأتي بعدها ذكر القرآن، يقال هذا
فيه إشارة إلى إعجاز القرآن، هذا لعل فيه إشارة إلى إعجاز القرآن و أنّ
القرآن مُعجز لأنه مؤلف من الحروف التى يؤلف الناس منها كلامهم و مع ذلك
فهم لا يستطيعون أن يؤلفوا من هذه الحروف كلاما مثل هذا الكلام، قالوا أنّ
هذا فيه إشارة إلى أنّ هذا القرآن معجز و أنّه لا يستطيع أحد أن يأتي
بمثله، و أنّ هذا فيه إشارة إلى عجز العرب أهل الفصاحة و البلاغة لأنّه
مؤلف من الحروف التى يؤلف العرب منها كلامهم و مع ذلك فهم لا يستطيعون أن
يؤلفوا كلاما مثله، و على هذا الأمر يعني القاعدة عند السلف كما جاء عن
الإمام مالك :"الإستواء معلوم و الكيف مجهول و الإيمان به واجب و السؤال
عنه بدعة" يعني عن الكيف و أمّا المعنى فإنه معروف و معلوم ، لأنّ "استوى "
بمعنى ارتفع و علا و ليس معناها "استولى" ، هذا هو منهج السلف و هذه طريقة
السلف، و معلوم أنّ أصحاب رسول الله عليه الصلاة و السلام لمّا خوطبوا
بالآيات و الأحاديث ما سألوا عن هذه المعاني و لا سألوا عن الكيفيات، ما
سألوا عن المعاني لأنهم يعرفونها، و ما سألوا عن الكيفيات لأنّ علم ذلك عند
الله عزوجل، و لم يدخلوا في هذا المجال و لم يسألوا مثل هذه الأسئلة أو
مثل هذا السؤال الذي أنكره مالك و غضب على من سأل حيث قال له كيف استوى أي
سأل عن الكيفية، و على هذا فأهل السنة و الجماعة يثبتون ما أثبته الله
لنفسه و ما أثبته له رسوله عليه الصلاة و السلام من الأسماء و الصفات على
وجه الذي يليق بجلاله و كماله دون تشبيه و تمثيل و دون تعطيل أو تحريف أو
تأويل بل على حد قول الله عزوجل (ليس كمثله شيء و هو السميع البصير) أمّا
غيرهم من أهل البدع فإنهم إن تمكنوا من رد النص ردوه و إن لم يتمكنوا من
رده تأولوه كما يقول صاحب الجوهرة "و كل لفظ أوهم التشبيه أوله أو فوّض و
رم تنزيها"




و عندهم أنّ طريقة السلف هي
التفويض و طريق الخلف هي التأويل، و من المعلوم أنّ الصحابة رضي الله عنهم و
أرضاهم الذين هم سلف هذه الأمة لا يفوّضون في المعاني و إنّما يفوضون في
الكيفيات فقط، أمّا المعاني فأنهم يفهمونها، و لهذا فإنّ المفوّضة الذين هم
سلف الخلف يجعلون (الرحمن على العرش استوى) مثل (ألمر) و (ألمص) كل ذلك
يقول الله أعلم بمراده بها، و قد قال بعض أهل العلم أنّ طريقة الصحابة و
طريقة السلف هي التفويض يشتمل على ثلاثة محاذير، يعني من قال ذلك ارتكب
ثلاثة محاذير:


أنّه جهل مذهب السلف *


و جهّل السلف *


و كذب على السلف *


فهو جاهل بمذهب السلف لأنّه لا يعرفه، و مجهّل للسلف، نسبهم إلى الجهل و
أنّهم خُطبوا بكلام لا يفهمون معناه، و كذبٌ على السلف لأنه زعم و ادعى أنّ
مذهبهم هو هذا و ليس هذا مذهبهم، و إنما مذهبهم هو أنهم يفهمون المعاني،
الله عزّ وجل عندما يقول (و هو السميع البصير)، الناس ما يعرفون ما هو
(السميع البصير)، السمع يتعلق بالمسموعات، و البصر يتعلق بالمرئيات، و الله
تعالى لا يحجب عن بصره شيء و سمعه محيط بكل شيء و إن دقّ من أصوات و من
الحركات، فكل شيء لا يخرج عن سمع الله و كل شيء لا يخرج عن بصر الله سبحانه
و تعالى، فهم يفرّقون بين "السميع البصير" و لا يقولون الله أعلم بمراده
"بالسميع" و الله أعلم بمراده "بالبصير" ، الله أعلم بمراده بالسمع و الله
أعلم بمراده بالبصر، و إنّما يقولون بإثبات المعنى على الوجه اللائق بكمال
الله و جلاله و ينفون عنه المشابهة في خلقه، ثمّ إنّ من العلماء من ذكر هذا
المنهج و هذه الطريقة عن السلف، و هي أن الصحابة رضي الله عنهم و أرضاهم
خُطبوا بالكتاب و السنة و ما سألوا عن شيء من معاني أسماء الله و صفاته و
لا سألوا عن الكيفيات، و ممن تكلم في ذلك بكلام جميل المقريزي صاحب "الخطط و
الآثار في تاريخ مصر" فإنّه عقد فصلاً قال فيه: "عقائد أهل الإسلام منذ
نزول الوحي إلى أن انتشر مذهب ... (كلمة غير واضحة)" إلى أن ذكر الذي كان
عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم أنهم يسلّمون النصوص و أنهم
يفهمون معانيها و أنهم يعني لا يؤوّلون و أنهم ما اشتغلوا بالطرق الكلامية و
لا المناهج الفلسفية و لا يعرفون شيئاً من ذلك و إنما يعرفون الوحي، و من
المعلوم أنه لا يمكن كما أسلفت بحال من الأحوال أن يقال أنّ العقيدة
السليمة لا يمكن أن تحجب عن الصحابة و تدّخر إلى أناس بعدهم و إلى أنس
يأتون بعدهم، فلو كانت العقيدة التي عليها الأشاعرة أو غيرهم من أهل البدع
حقا لكان الحق لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم و لكنه كانت باطلا حفظ
عنه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم و ابتلي به من جاء بعد الصحابة رضي
الله عنهم و أرضاهم، و قد نقلت يعني كلام المقريزي هذا و أر يد أن يُقرأ
حتى يعرف يعني وضوحه يعني قوة بيانه في هذا الأمر :




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
شرح مقدمة ابن ابي زيد القيرواني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قطف الجنى الداني شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني للعلامة عبد المحسن بن حمد العباد -
» مقدمة مقدمة في علوم القران
» مقدمة الطبعة الأولى
» علم القراءات مقدمة
»  مقدمة في علم الحيوان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اهل الحق :: منتديات إسلامية :: منتدى العقيدة والتوحيد-
انتقل الى: