[b] [size=21]الاختلاط بين الجنسين:
الأصل هو عدم اختلاط الرجال بالنساء على
وجه الديمومة أو بطريقة مستمرة كما في التعليم والعمل ونحو ذلك، وإنما
السائغ منه ما كان عارضاً غير متكرر للحاجة كما في الأسواق والطواف.
ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قالَ: "خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها, وشرها أولها". (مسلم 440)
وإذا كان ذلك القرب شراً حتى في الصلاة التي هي عمود الدين وأهم شعائره فغيرها من باب أولى.
قال ابن بطال في تعليقه على انصراف النساء من صلاة الصبح قبل الرجال:
"فهذا يدل أنهن لا يَقُمن في المسجد بعد تمام الصلاة،
وهذا كله من باب قطع
الذرائع، والتحظير على حدود الله، والمباعدة بين الرجال والنساء خوف
الفتنة ودخول الحرج، ومواقعة الإثم في الاختلاط بهن".
(2/473 شرح البخاري لابن بطال)
وقال الشوكاني تعليقاً على حديث جابر في مضي النبي صلى الله عليه وسلم نحو النساء في خطبة العيد لوعظهن وتذكيرهن:
"وفيه أيضا تمييز مجلس النساء إذا حضرن مجامع الرجال لأن الاختلاط ربما كان سبباً للفتنة الناشئة عن النظر أو غيره".
(نيل الأوطار 3 /375)
قال الخطيب الشربيني في حديثه عن حضور المناسبات:
"والأولى عدم حضورها
خصوصاً في هذا الزمان الذي كثر فيه اختلاط الأجانب من الرجال والنساء في
مثل ذلك من غير مبالاة بكشف ما هو عورة كما هو معلوم مشاهد
ولابن الحاج المالكي اعتناء زائد بالكلام على مثل هذا وأشباهه باعتبار زمانه فكيف له بزمان خرق فيه السياج وزاد بحر فساده وهاج".
(الإقناع 2/428)
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:"اتَّقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء".
(رواه مسلم 2742) ,
ويقول :"ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء".
(رواه البخاري 4808 ومسلم 270)
الجلوس بجوار المرأة:
هذا الأصل المقرر في عدم مخالطة النساء يُخَالَفُ في كثير من البلاد
وهنا يحتار المبتعث في عدد من المواقف في الجلوس بجوار المرأة في فصول الدراسة والمواصلات وقاعات الانتظار، أو تحتار المسلمة في مثل ذلك فما الحكم في ذلك ؟
ما الذي علي فعله؟
1. على المرء اختيار مقعد ليس بجواره أحد من النساء، وكذلك المرأة تختار مقعدًا ليس بجوارها رجل.
2. يتأكد الأمر في الابتعاد أكثر إذا كانت المقاعد متقاربة جداً فإن مظنة الفتنة أكبر.
3. إذا حصل وأن جلست بجواره امرأة أو جلس بجوار المرأة رجل وكان المقعد قريباً جداً يقترب من الملامسة
فعليهم تبديل المقعد إن استطاعوا أو حتى الوقوف إن كان في وسيلة مواصلات يمكن فيها الوقوف ولا مفسدة أخرى في ذلك
وهي وقفة لله لن تضيع هدراً {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا • وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}.
4. إذا اضطر الرجل للجلوس بجوار المرأة أو المرأة بجوار الرجل ولم يستطع تغيير المكان
فلا حرج عليه حينئذ من الجلوس بجوار المرأة على أن يبتعد عنها بقدر المستطاع بقدر الضرورة وبقدر الحاجة إذا أُمنت المفسدة {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}.
ملاحظة:
1. ينبغي على المسلم الابتعاد عن مواطن الفتن والشبهات قدر المستطاع.
2. ينبغي للرجل اختيار المقعد البعيد عن النساء.
3. إذا حصل وجلست بالقرب منه امرأة فعليه تغيير المقعد إن استطاع.
4. إذا
اضطر للجلوس بجوار المرأة ولم يستطع تغيير المكان فليبتعد عنها بقدر
المستطاع ويتعامل مع الموقف بقدر الضرورة وبقدر الحاجة إذا أُمنت
المفسدة.
5. ينبغي للرجل الابتعاد عن مواطن الزحام مع النساء والتي يحصل فيها مس المرأة والاقتراب منها بلا قصد.
6. على المرأة مراعاة جميع ما سبق فيما يتعلق بالجلوس بجوار الرجال.
[/size][/b]