يتحدث فضيلة الشيخ الدكتور اسماعيل عبد الرحمن عن دعاء الاستفتاح في الصلاة فيقول :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ....,
نوضح في هذا المقال سنة من سنن الصلاة ينبغي على المسلم مراعاتها ومعرفتها
اقتداء برسولنا صلى الله عليه وسلم ونتحدث عنها في النقاط الآتية :
أوّلاً – المراد بدعاء الاستفتاح ومحلّه :
المراد بدعاء الاستفتاح : ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم مِن أذكار
ودعوات مبتدئاً بها صَلاَتَه بعد تكبيرة الإحرام قبل قراءة الفاتحة .
ثانياً – الروايات الواردة في دعاء الاستفتاح :
لقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم روايات عديدة بأذكار مختلفة ، وقد حصرتُ ما وقفتُ عليه منها فيما يلي :
الرواية الأولى : عن عليّ وابن عمر رضي الله عنهم: وَجَّهْتُ وَجْهِي
لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا أَنَا
مِنَ الْمُشْرِكِينَ .. إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي
لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ ،
وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ .. اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لاَ إِلَهَ
إِلاَّ أَنْتَ .. أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ ، ظَلَمْتُ نَفْسِي
وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعَهَا ؛ إِنَّهُ
لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، وَاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأَخْلاَقِ
لاَ يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إِلاَّ أَنْتَ ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَ
الأَخْلاَقِ لاَ يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلاَّ أَنْتَ .. لَبَّيْكَ
وَسَعْدَيْكَ ، وَالْخَيْرُ كُلُّهُ بِيَدَيْكَ ، وَالشَّرُّ لَيْسَ
إِلَيْكَ ، أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ ،
أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْك .
الرواية الثانية : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم َسْكُتُ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ ، فَقُلْتُ
:" بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي إِسْكَاتِكَ بَيْنَ
التَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ مَا تَقُولُ ؟ " قَال {أَقُولُ : اللَّهُمَّ
بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ
وَالْمَغْرِبِ .. اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى
الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ .. اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ
بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَد} .
الرواية الثالثة : عن السيدة عائشة - رضي الله عنها - قالت : كَانَ رَسُولُ
اللَّه ِصلى الله عليه وسلم إِذَا اسْتَفْتَحَ الصَّلاَةَ قَال
{سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ ، وَتَعَالَى
جَدُّكَ ، وَلاَ إِلَهَ غَيْرُك} .
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يجهر بها .
الرواية الرابعة : عن جُبَيْر بن مُطْعِم رضي الله عنه قال : رَأَيْتُ
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ دَخَلَ فِي الصَّلاَةِ قَال
{اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرا [ ثَلاَثَ مَرَّات ] ، الْحَمْدُ لِلَّهِ
كَثِيرا [ ثَلاَثَ مَرَّات ] ، سُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلا [
ثَلاَثَ مَرَّات ] .. اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ
الرَّجِيمِ : مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِه} ..
الرواية الخامسة : عن السيدة عائشة - رضي الله عنها – أنّ رسول الله صلى
الله عليه وسلم كان إذَا قام مِنَ الليل افتتح صَلاتَه فقال {اللَّهُمَّ
رَبَّ جِبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضِ ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ
عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ
فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ ؛ إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى
صِرَاطٍ مُسْتَقِيم}.
الرواية السادسة : عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنّ رسول الله صلى الله
عليه وسلم كان يَقُول إذَا قام إلى الصلاة في جوف الليل : {اللَّهُمَّ لَكَ
الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ، وَلَكَ الْحَمْدُ
أَنْتَ قَيَّامُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ ، وَلَكَ
الْحَمْدُ أَنْتَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ ..
أَنْتَ الْحَقُّ ، وَوَعْدُكَ الْحَقُّ ، وَقَوْلُكَ الْحَقُّ ،
وَلِقَاؤُكَ حَقُّ ، وَالْجَنَّةُ حَقُّ ، وَالنَّارُ حَقٌّ ، وَالسَّاعَةُ
حَقٌّ .. اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ ، وَبِكَ آمَنْتُ ، وَعَلَيْكَ
تَوَكَّلْتُ ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ ، وَبِكَ خَاصَمْتُ ، وَإِلَيْكَ
حَاكَمْتُ ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَأَخَّرْتُ وَأَسْرَرْتُ
وَأَعْلَنْتُ ، أَنْتَ إِلَهِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْت}.
الرواية السابعة : عن عاصم بن حُمَيْد - رحمه الله تعالى - أنّه سأل السيدة
عائشة رضي الله عنها :" بأيّ شيء كان يَفتَتِح رسول الله صلى الله عليه
وسلم قيام الليل ؟ " فقالت : كَانَ إِذَا قَامَ كَبَّرَ عَشْراً وَسَبَّحَ
عَشْراً وَهَلَّلَ عَشْراً وَاسْتَغْفَرَ عَشْراً،وَقَال{اللَّهُمَّ
اغْفِرْ لِي وَاهْدِنِي وَارْزُقْنِي وَعَافِنِي}، وَيَتَعَوَّذُ مِنْ
ضِيقِ الْمَقَامِ يَوْمَ الْقِيَامَة .
الرواية الثامنة : عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله
عليه وسلم كان إذَا قام مِن الليلِ كَبَّر ثُمّ يَقُول {سُبْحَانَكَ
اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ وَتَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ ، وَلاَ
إِلَهَ إِلاَّ اللَّه} ثَلاَثاً ، ثُمَّ يَقُول {اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرا [
ثَلاَثا ] ، أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ
الرَّجِيمِ : مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِه} .
الرواية التاسعة : عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : بَيْنَمَا نَحْنُ
نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ قَالَ رَجُلٌ مِنَ
الْقَوْمِ : " اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيراً ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيراً ،
وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً " فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم{مَنِ الْقَائِلُ كَلِمَة كَذَا وَكَذَا} قَالَ رَجُلٌ مِنَ
الْقَوْمِ :" أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ " قَال {عَجِبْتُ لَهَا ! فُتِحَتْ
لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاء} .. قال ابن عمر : فَمَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم يَقُولُ ذَلِك .
الرواية العاشرة : عن جابر رضي الله عنه قال : كَانَ النَّبِيُّ صلى الله
عليه وسلم إِذَا اسْتَفْتَحَ الصَّلاَةَ كَبَّرَ ثُمَّ قَال {إِنَّ
صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ ، وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ..
اللَّهُمَّ اهْدِنِي لأَحْسَنِ الأَعْمَالِ وَأَحْسَنِ الأَخْلاَقِ ؛ لاَ
يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إِلاَّ أَنْتَ ، وَقِنِي سَيِّئَ الأَعْمَالِ
وَسَيِّئَ الأَخْلاَقِ ؛ لاَ يَقِي سَيِّئَهَا إِلاَّ أَنْت} .
الرواية الحادية عشرة : عن محمد بن مسلمة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى
الله عليه وسلم كان إذَا قام يصلي تطوعاً قال {اللَّهُ أَكْبَرُ ..
وَجَّهْتُ وَجْهِي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً
مُسْلِماً وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ .. إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي
وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ ،
وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ ، وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ .. اللَّهُمَّ
أَنْتَ الْمَلِكُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ ، سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِك}
ثُمَّ يَقْرَأ .
ثالثاً – حكم دعاء الاستفتاح :
دعاء الاستفتاح سُنَّة في قول أكثر أهل العلم ، وعليه الأئمة أبو حنيفة والشافعي وأحمد رضي الله عنهم .
أمَّا الإمام مالك رضي الله عنه : فيرى القراءة بعد التكبير ؛ محتجّاً بما
رواه أنس رضي الله عنه قال : كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو
بَكْرٍ وَعُمَرُ يَفْتَتِحُونَ الصَّلاَةَ بـ{الحمد لله رب العالمين} .
وحمل الجمهور حديث أنس رضي الله عنه على القراءة ، وعليه فلا تَعَارُض بين
رواية أنس رضي الله عنه وروايات الاستفتاح ؛ لأنّه لا مانع أنْ يبدأ
القراءة بالحمد ( الفاتحة ) بعد دعاء الاستفتاح .
ودعاء الاستفتاح سُنَّة في جميع الصلوات - فرضاً كان أم نفلاً - إلا صلاة
الجنازة والمسبوق إذَا أدرك الإمامَ في غير القيام ، أمَّا إنْ أدركه في
القيام أتى به إلا أن يخاف فوات قراءة الفاتحة ؛ لأنّها - أي الفاتحة -
واجبة والاستفتاح سُنَّة .
قال الإمام الشافعي رضي الله عنه : وسواء في ذلك الإمام والمأموم إذَا لم
يفت المأموم مِن الركعة ما لا يقدر عليه ، فإنْ فاته منها ما يقدر على بعض
هذا القول ولا يقدر على بعضه أحببتُ أنْ يقوله ، وإنْ لم يَقُلْه لم
يَقْضِه في ركعة غيرها .. ا.هـ .
ولو ترك دعاءَ الاستفتاح عامداً بعض مرة - وليس دائماً ؛ لأنّ في تركه
حينئذ رغبة عن سُنَّتِه صلى الله عليه وسلم- أو ناسياً حتى شرع في القراءة
فلا يَعُود إليه ؛ لأنّه سُنَّة فات محلّها ، ولا تبطل صَلاته ، وكره البعض
إتيانه بعد الشروع في القراءة .
والسُّنَّة عدم الجهر بدعاء الاستفتاح إلا لِلتعليم .. قال الإمام أحمد رضي
الله عنه : ولا يجهر الإمام بالافتتاح ، وعليه عامة أهل العلم ؛ لأن النبي
صلى الله عليه وسلم لم يجهر به ، وإنما جهر به عمر رضي الله عنه
لِيُعَلِّم الناس .
وقد صح أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يجهر بالرواية الثالثة
{سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى
جَدُّكَ ، وَلاَ إِلَهَ غَيْرُك} .. واختار هذه الرواية الإمامان أبو حنيفة
وأحمد رضي الله عنهما .
كما ثبت أن ابن عمر - رضي الله عنهما - التزم الرواية التاسعة وداوم عليها : اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيراً ،
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيراً ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلا .
واختار الإمام الشافعي رضي الله عنه الرواية الأولى {وَجَّهْتُ وَجْهِي
لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنَ
الْمُشْرِكِين ...} الحديث .
وقال أبو يوسف رحمه الله تعالى : يجمع بين قول {سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ
وَبِحَمْدِك ...} الحديث وبين قول {وَجَّهْتُ وَجْهِي لِلَّذِي فَطَرَ
السَّمَاوَات ...} الحديث ..
وهو قول أبي إسحاق المروزي وأبي حامد مِن الشافعية .
واختار النووي - رحمه الله - استحباب الجمع بينها كلها لِمَن صلى منفرداً ،
ولِلإمام إذَا أَذِن له المأمومون ، فأمَّا إذَا لم يأذنوا له فلا يطوِّل
عليهم ، بل يقتصر على بعض ذلك .
والأَوْلَى عندي - لِمَن قدر على حفظها أو حفظ بعضها - أن يُنَوِّع منها
ويبدِّل بينها ؛ لِمَا أورده ابن القيم - رحمه الله تعالى - أنّ النبي صلى
الله عليه وسلم كان يَستفتح تارةً بـ{اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ
خَطَايَاي ...} الحديث ، وتارةً يقول {وَجَّهْتُ وَجْهِي لِلَّذِي فَطَرَ
السَّمَاوَات ...} الحديث ، وتارةً يقول {اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرِيلَ
وَمِيكَائِيل ...} الحديث ، وتارةً يقول {اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ
نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْض ...} الحديث ، وتارةً يقول {اللَّهُ
أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَر ...} الحديث ، وتارةً يقول
{اللَّهُ أَكْبَر} عشر مرات ثُمّ يُسَبِّح عشر مرات ... الحديث .. ثُمّ
عَقَّب بقوله : فَكُلّ هذه الأنواع صَحَّتْ عنه صلى الله عليه وسلم . وإذَا
كان كذلك فعلينا أن نتخيَّر منها كما فعل بعض الصحابة رضي الله عنهمأو
ننوِّع بينها .
وقال ابن الأثير - رحمه الله تعالى - في " شرح المسند " : الذي ذهب إليه
الشافعي في " الأُمّ " أنّه يأتي بهذه الأذكار جميعاً مِن أولها إلى آخِرها
في الفريضة والنافلة .. ا.هـ .
وكأني بالإمام الشافعي رضي الله عنه يرمي إلى التنويع بينها ، وليس جمعها
كما اختار النووي الذي أتفق معه في جمعها لِلمنفرِد دون الإمام . كما أنّ
جمعها كلها في استفتاح واحد في النفس منه شيء ؛ لأنّه لم يثبت عن النبي صلى
الله عليه وسلم بهذه الكيفية .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
المصدر موقع فضيلة الشيخ الدكتور اسماعيل عبد الرحمن