حديث "البر حسن الخلق"
البر حسن الخلق ،
والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس
حديث قرأته
أعجبني جدا
شاركوني في قراءته
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( البر حسن الخلق ، والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس )) .رواه مسلم
.وعن وا بصة بن معبد رضى الله عنه ، قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال :
(( جئت تسأل عن البر و الإثم ؟ ))
قلت : نعم ؛
قال : (( استفت قلبك ؛ البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن اليه القلب ،
والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر ، وإن أفتاك الناس وأفتوك )) حديث حسن ،
رويناه في مسندي الإمام أحمد بن حنبل ، و الدارمي بإسناد حسن .
المفردات :
* قوله ( البر) أي الذي ذكره الله تعالى في القرآن فقال ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى )(المائدة: الآية2)
والبر كلمة تدل على كثرة الخير .
* ( حسن الخلق ) أي حسن الخلق مع الله ،
وحسن الخلق مع عباد الله ، فأما حسن الخلق مع الله فان تتلقي أحكامه الشرعية بالرضا والتسليم ،
وأن لا يكون في نفسك حرج منها ولا تضيق بها ذرعا .
وأيضا حسن الخلق مع الله في أحكامه ،
فالإنسان ليس دائما مسرورا حيث يأتيه ما يحزنه في ماله أو في أهله أو في
نفسه أو في مجتمعه والذي قدر ذلك هو الله عز وجل فتكون حسن الخلق مع الله ،
وتقوم بما أمرت به وتنزجر عما نهيت عنه .
أما حسن الخلق مع الناس فقد سبق أنه : بذل المعروف وكف الأذى والصبر على الأذى ، والصبر على ما حرم الله.
وهذا هو البر والمراد به البر المطلق ، وهناك بر خاص كبر الوالدين مثلا وهو الإحسان إليهما بالمال والبدن والجاه وسائر الإحسان .
* (والإثم ) هو ضد
البر لأن الله تعالى قال : (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى
وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ )(المائدة: الآية2) فما
هو الإثم ؟
ج : ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس .
* ( ما حاك في نفسك ) أي تردد وصرت منه في قلق
* (وكرهت أن يطلع عليه الناس) لأنه محل ذم وعيب ،
فتجدك مترددا فيه وتكره أن يطلع الناس عليك وهذه الجملة إنما هي لمن كان قلبه صافيا سليما ،
فهذا هو الذي يحاك في نفسه ما كان إثما ويكره أن يطلع عليه الناس .
أما المتمردون الخارجون عن طاعة الله الذين قست قلوبهم فهؤلاء لا يبالون ، بل ربما يتباهون بفعل المنكر والإثم
،من فوائد الحديث :
1. أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطي جوامع الكلم ،
يتكلم بالكلام اليسير وهو يحمل معاني كثيرة لقوله (البر حسن الخلق ) كلمة جامعة مانعة .
2. الحث على حسن الخلق وأنك متى أحسنت خلقك فإنك في بر .
ولهذا كان النبي صلي الله عليه وسلم لا ينتقم لنفسه ؛ لكن إذا انتهكت محارم الله عز وجل كان أشد الناس فيها .
ومع اطيب المنى