منتديات اهل الحق
مرحبا بكم في منتدياتنا منتديات اهل الحق و أرجو من زائرنا العزيز أن يجد كل ما يبحث عنه من مواضيع و برامج ......وشكراا...
منتديات اهل الحق
مرحبا بكم في منتدياتنا منتديات اهل الحق و أرجو من زائرنا العزيز أن يجد كل ما يبحث عنه من مواضيع و برامج ......وشكراا...
منتديات اهل الحق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  دخولدخول  التسجيلالتسجيل  
آيـــــات الشفاء في القرآن الكريم إن هذه الآيات تجتمع في كل آية فيها كلمة شفاء و تقرأ بترتيب المصحف فقد قال العلماء أن في هذا استعانة بكلام الله على الشفاء و خصوصا بالنسبة للأمراض التي لا تقدر عليها أسباب البشر...وهـــم:- الآية 14 من سورة التوبة: قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ... صدق الله العظيم الآية 57 في سورة يونس : يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ... صدق الله العظيم الآية 69 من سورة النحل : وَاللّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ... صدق الله العظيم الآية 82 من سورة الإسراء : وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا... صدق الله العظيم الآية 80 من سورة الشعراء : وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ... صدق الله العظيم الآية 44 من سورة فصلت : وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ...||

 

  الصبر والشكر - من كتاب البحر الرائق في الزهد والرقائق

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





التقييم : 3
نقاط : 360522
تاريخ التسجيل : 01/01/1970

 الصبر والشكر - من كتاب البحر الرائق في الزهد والرقائق Empty
مُساهمةموضوع: الصبر والشكر - من كتاب البحر الرائق في الزهد والرقائق    الصبر والشكر - من كتاب البحر الرائق في الزهد والرقائق I_icon_minitimeالجمعة مايو 03, 2013 1:41 pm


اخواني الكرام احبكم جميعا في الله جعلنا الله من المتحابين فيه والذين يظلهم بظله يوم القيامة






[center]الصبر والشكر.
الحمد
لله رب العالمين، له الحمد الحسن والثناء الجميل، وأشهد أن لا إله إلا
الله وحده لا شريك له واشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صلي على محمد وعلى
آل محمد وسلم تسليما.

أما بعد..
نواصل درس البحر الرائق ومع موضوع الصبر والشكر.
يقول الشيخ حفظه الله تعالى: (الحمد لله أهل الحمد والثناء، المتفرد برداء الكبرياء، المتوحد بصفات المجد والعلاء) ثم قال: (فلما
كان الإيمان نصفين فنصف صبر ونصف شكر كان حقيقا على من نصح نفسه وأحب
نجاتها وآثر سعادتها أن لا يهمل هذين الأصلين العظيمين، وأن يجعل سيره إلى
الله
U في هذين الطريقين القاصدين ليجعله الله يوم القيامة مع خير الفريقين).
ونبدأ بالحديث عن الصبر، وقبل الحديث عن الصبر نقدم مقدمة.
الصبر أعم من أن يكون معناه محصورا في
نوع الصبر عند المصيبة ، وكل معانيه تحمل معنى الثبات مع داعي الله مقابل
داعي النفس، مثلا القصد صبر مع داعي السنة مقابل دواعي الإفراط والتفريط،
الزهد ثبات مع داعي الآخرة مقابل داعي الدنيا وهكذا، وسوف يتضح ذلك، فالصبر
هو الثبات مع داعي الله مقابل داعي النفس والهوى والشيطان وغير هذه
الدواعي.

والصبر الإيمان نصفان نصف صبر ونصف شكر
هذا ليس معناه الافتراق وهذا نصف يفترق إنما مثله مثل الماء يتركب من
الأكسجين والهيدروجين وكذلك الإيمان يتركب من الصبر والشكر ممزوجان لا
ينفصلان فلا ينفصل الصبر عن الشكر ولا الشرك عن الصبر، فالصبر يحتاج إلى
شكر، والشكر يحتاج إلى صبر، يجتمعان ولا يفترقان في الشيء الواحد كل منهما
لا يستغني عن الآخر مثل الخوف والرجاء لابد من اجتماعهما وإلا لا يصح أحد
منهما، فالخوف إن لم يكن فيه رجاء يكون يأس والرجاء إن لم يكن فيه خوف يكون
تمني، والصبر في قول الله تعالى: ﴿وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ﴾ [النحل: 127]، فالإقرار بأن صبرك بالله لا بنفسك هذا فيه معنى الشكر.

الصبر:
(إن الله سبحانه
جعل الصبر جوادًا لا يكبو وصارمًا لا ينبو وجندا غالبًا لا يهزم وحصنا
حصينا لا يهدم فهو والنصر أخوان شقيقان وقد مدح الله
U في كتابه الصابرين وأخبر أنه يوفيهم أجرهم بغير حساب فقال تعالى: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [الزمر: 10] وأخبر أنه معهم بهدايته ونصره العزيز وفتحه المبين فقال تعالى: ﴿وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ
[الأنفال: 46] فظفر الصابرون بهذه المعية بخير الدنيا والآخرة وفازوا بها
بنعمه الباطنة والظاهرة، وجعل سبحانه الإمامة في الدين منوطة بالصبر
واليقين، فقال تعالى وبقوله اهتدى المهتدون: ﴿
وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ﴾ [السجدة: 24].
وأخبر تعالى أن الصبر خير لأهله فقال:: ﴿وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لّلصَّابِرِينَ﴾ [النحل: 126] وأخبر أنه مع الصبر والتقوى لا يضر كيد العدو قال تعالى:﴿وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾)
يعني لا يحملكم كيد الأعداء على العجلة فتتركوا الصبر، ولا يحملكم على ترك
التقوى بأن تستخدموا وسائل هذه الوسائل لا تجوز شرعا أو تظلموا، فلابد من
الصبر والتقوى.

وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران: 200]، فهذا معناه أن الفلاح منوط بالصبر والتقوى، وأخبر أنه يحب أهله ﴿وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ﴾ [آل عمران: 146].
وبشر الله الصابرين بثلاث كل منهما خير من الدنيا وما فيها، قال تعالى: ﴿وَبَشِّرِ
الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا
لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ
مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ
﴾ [البقرة: 155- 157]،وبشر الصابرين ثم وصفهم ﴿ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾ ثم ذكر البشرى ﴿ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ﴾ فالصلوات من الله تبارك وتعالى تشمل التقريب ورفعة الدرجات والثناء الحسن في الملأ الأعلى، ورحمة من الله تبارك وتعالى ﴿ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ أي الذين اهتدوا عند المصيبة إلى هذا الطريق وهو طريق الصبر وقالوا إنا لله وإنا إليه راجعون.

(وجعل الفوز بالجنة والنجاة من النار لا يحظى به إلا الصابرون، فقال U: ﴿إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُو_ أي أهل الجنة_ أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾ [المؤمنون: 111]، وخص في الانتفاع بآياته أهل الصبر وأهل الشكر، قال تعالى: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ﴾.
(الصبر آخية المؤمن التي يجول ثم يرجع إليها)
الفرس يكون له حبل ، له مسافة معينة يتحرك فيها، يعني هذا الصبر هو
الدائرة التي يدور فيها المؤمن لا يتجاوزها إلى ضدها أو إلى غيرها، (وساق الإيمان
_مثل الساق للشجرة_
التي لا اعتماد له إلا عليها، فلا إيمان لمن لا صبر له، وإن كان فإيمان
قليل في غاية الضعف وصاحبه ممن يعبد الله على حرف، فإن أصابه خير اطمأن به
وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ولم يحفظ منهما إلا
بالصفقة الخاسرة، فخير عيش أدركه السعداء بصبرهم، وترقوا إلى أعلى المنازل
بشكرهم، فساروا بين جناحي الصبر والشكر إلى جنات النعيم، وذلك فضل الله
يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم).

الصبر ثبات على ما يحبه الله من العبد
في جميع الأحوال،والصبر والشكر يمتزجان فيكونان الإيمان، والصبر على
الإخلاص يسمى صدق واستقامة، والصبر ألا تشتكي الله ولا تنقلب ولا تعترض،
والصبر أن تحقق العبودية وتجمع بين التسليم وسؤال العافية، يعني المقصود من
هذا الكلام أن تفهم معنى الصبر وأهمية الصبر وأن تحذف من ذهنك تعلق الصبر
بنوع واحد حتى تعلم أنك وإن كنت منعما مترفا في عافية أنك تحتاج إلى الصبر،
فالصبر في القتال اسمه شجاعة، والشجاعة هي الصبر في القتال، والصبر عن
المحرمات اسمه عفة وطهارة، والعفة هي الصبر عن المحرمات، والصبر عن السؤال
اسمه عفاف، والعفاف والتعفف هو الصبر عن السؤال، والكسل عدم الصبر على
العمل واليأس عدم الصبر على الرجاء، وقول النبي
r: «فليقل خير أو ليصمت»
هذا الصمت وهو من حسن الإسلام صبر عن اللغو وعن الكلام السيئ، وعكس الصبر
الجزع يعني اليأس عند المصيبة والهلع يعني الفزع والجبن والبخل والشح، لأن
الكرم صبر على الإنفاق، والبخل والشح حرص، والصبر أن تصبر على الإنفاق،
والفسق والفجور هو عدم الصبر على العفة، والرياء هو عدم الصبر على الإخلاص،
الإخلاص يحتاج إلى صبر، ودناءة الهمة هو عدم الصبر على العزيمة وقوة
الإرادة، فالصبر هو الخير وعكسه هو الشر.

معنى الصبر وحقيقته:
الصبر لغة: هو المنع والحبس وشرعًا: هو حبس النفس عن الجزع وحبس اللسان عن التشكي، وحبس الجوارح عن المعاصي مثل لطم الخدود وشق الجيوب.
وقيل: هو خلق فاضل من أخلاق النفس يمتنع به من فعل ما لا يحسن ولا يجمل، وهو قوة من قوى النفس التي بها صلاح شأنها وقوام أمرها.
قال بعضهم: هو التباعد عن المخالفات، والسكون عند تجرع غصص البلية، وإظهار الغنى مع حلول الفقر بساحات المعيشة.
وقال آخر: هو الوقوف مع البلاء بحسن الأدب.
وقال آخر: هو الغنى في البلوى بلا ظهر شكوى.
وقال آخر: تجرع المرارة من غير تعبس.
والشكوى إلى الخلق
تنافي الصبر وتضاده، وقد سمع أحد الصالحين رجلا يشتكي إلى أخيه فقال له: يا
هذا والله ما زدت على أن شكوت من يرحمك إلى من لا يرحمك.

أما الشكوى إلى الله U فلا تنافي الصبر لقول يعقوب u: ﴿إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ﴾ [يوسف: 83]]
الصبر يجمع بين التسليم وسؤال العافية، فالتسليم ينفي الاعتراض، وسؤال
العافية هذا أحب إلى الله تبارك وتعالى وينفي التقوي والتجلد على الله
تبارك وتعالى، وإنما يظهر يعني استضعاف العبد واستكانته ورجائه رحمة الله،
ولذلك الشكوى إلى الله تبارك وتعالى ليس معناها عدم الصبر، ومعناها يعني
كشف الضر وسؤال الله ما يحبه.

فقال يعني أيوب u ﴿أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ [الأنبياء: 83] وأثنى عليه ربه ﴿إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ﴾ [ص: 44] فهذا لم ينافي الصبر، وعلو الهمة معناه قوة الصبر.
(وساحة العافية أوسع للعبد من ساحة الصبر) يعني لا يمتحن العبد نفسه ولا يسأل الله أن يمتحنه، لأن الصبر امتحان، والعافية بحبوحة، ولا ينافي هذا قول النبي r: «وما أعطي أحد عطاء أوسع من الصبر»
فالصبر هو أوسع العطاء لأن معناه النجاح في أي شيء، ما الذي يمنع الناس عن
الصيام؟ قلة الصبر عن الجوع، ما الذي يمنع الناس من القيام؟ قلة الصبر عن
الصلاة، ما الذي يمنع الناس من التفوق في الدراسة؟ قلة الصبر على المذاكرة،
ما الذي يمنع الناس من العفاف؟ قلة الصبر عن غض البصر أو عن شهوات النفس،
ما الذي يمنع الناس عن الإنفاق في سبيل الله؟ قلة الصبر عن فقد المال،
وهكذا.

فما أعطى أحد عطاء أوسع من الصبر، فإن الصبر على العمل يبلغ الأمل ولا يصل إلى القمة إلا من صبر على مشقة التسلق وإن تكرر السقوط «وما أعطي أحد عطاء أوسع من الصبر».
(والنفس مطية العبد
التي يسير عليها إلى الجنة أو النار والصبر لها بمنزلة الخطام والزمام،
فإن لم يكن للمطية خطام ولا زمام شردت، قال بعضهم: «اقدعوا هذه النفوس
فإنها طلعة إلى كل سوء فرحم الله امرئ جعل لنفسه خطاما وزماما، فقادها
بخطامها إلى طاعة الله، وصرفها بزمامها عن معاصي الله، فإن الصبر عن محارم
الله أيسر من الصبر على عذابه
»).

والصبر على الصح أسهل من الصبر على
الخطأ، يعني أيهما أسهل؟ واحد مريض سكر يصبر ولا يأكل الذي هو ممنوع منه
ولا يأكل ويصبر على المرض، وأيهما أسهل؟ الذي يجد أمامه طعام فيأكل كثير
ولا يصبر يعني الالتزام بالقصد ولا يأكل كثير ويصبر على التخمة، فالصبر على
الصح أهون من الصبر على الخطأ، والصح مثلا أنك تذاكر، لو لم يصبر على
المذاكرة سيفشل و يكون مستواه قليل ويؤثر على مستقبله كله ويصبر غصب عنه،
لأنه سيصبر على النتائج لا إرادي، يعني واحد أكل أكلة فسيخ وكان مريض ونقل
إلى العناية المركزة وقعد 48 ساعة يعالج لأنه لم يصبر على أكلة مثلا ممكن
يحل محلها أكل بسيط، فالصبر على الصح أيسر من الصبر على الخطأ، لأن الخطأ
مدته طويلة وعاقبته وخيمة فيتجاوز، حتى تمر المرحلة ﴿فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ﴾ [البلد: 11].

وقيل: الصبر شجاعة النفس ومن هنا أخذ القائل قوله: الشجاعة صبر ساعة، والصبر والجزع ضدان قال تعالى عن أهل النار: ﴿سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ﴾ [إبراهيم: 21].
الأخبار في فضيلة الصبر كثيرة منها:
عن أبي سعيد الخدري t قال، قال رسول الله r: «من يتصبر يصبره الله»
يعني المدرسة التمرين يتصبر يتمرن، يعني يتصبر وهو الله أعلم بحاله يتمرن
على الصبر، يصبره الله يعينه على الصبر ويجعله سهل عليه، يعني كم مرة يتعود
أن يستيقظ مبكرا،كم مرة يتعود أن ينام مبكرا، كم مرة يتعود أن يجلس يذاكر،
كم مرة يتعود أن يصبر على قراءة الورد حتى ينتهي منه، يعود نفسه فيتصبر،
يتصبر يتعود يسهل عليه، وهذا شأن الدنيا كلها ما من إنسان يتمرن على أمر
ويصبر عليه إلا ويسهل عليه جدا، في الأول صعب يسهل يسهل حتى يصير سهلا.

«وما أعطي أحد عطاء خيرًا وأوسع من الصبر».
(وعن أبي هريرة t أن رسول الله r قال: «من يريد الله به خيرًا يصب منه» أي يصيبه ببلاء) فلابد من الصبر فإن يعقبه الخير في الدنيا والآخرة.
(وعن عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عباس: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ فقلت: بلى. قال: هذه المرأة السوداء أتت النبي r فقالت: «إني
أصرع وإني أتكشف فادع الله لي قال: «إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت
الله أن يعافيك. فقالت: أصبر. فقالت: إني أتكشف فأدع الله لي أن لا أتكشف
فدعا لها
») فيعني
هذا الباب ابتلاها الله به لتصبر عليه فيكون هو باب دخول الجنة، إن شئت
صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك ولكن تجتهد في أمور أخرى يعني
لا أضمن لك، فقالت: أصبر، ولكنها تتكشف فهي لا تصبر على التكشف، لأن
التكشف وإن كان في حقها ليس معصية، لأنها تكون في حالة مرفوع عنها القلم
إلا أنها تكره هذه المعصية لأنها تنافي الحياء، وهي تحب أن تكون مستورة حتى
في حال صرعها فلم يقول لها النبي
r اصبري على ذلك وإنما دعا لها بدون تخيير، لأن هذا أمر محمود.
وعن أبي موسى t قال: قال رسول الله r: «إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا»
هذا من الأجر فإن العبد إذا مرض فإنه قد يترك ما يعمل فيصبر على مرضه
فالله تبارك وتعالى يعطيه على مرضه وعلى ما كان يعمل وهو صحيح، وإذا سافر
فإن السفر فيه مشقة وقد يترك بعض الأعمال فإنه يؤجر على ما ترك من العلم
بهذا السفر.

(وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله r يقول: ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله: ﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ
[البقرة: 155]. اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها إلا أخلف الله
له خيرا منها فلما مات أبو سلمة قلت: أي المسلمين خير من أبي سلمة أول بيت
هاجر إلى رسول الله
rهاجر يعني إلى الحبشة وإلى المدينة، ثم إني قلتها فأخلف الله لي رسول الله r).
هذا الخلف نوع من الخلف لأن فيه نوع من
الخلف لا يشترط الزواج يعني مثل امرأة زوجها مات قالت فربنا سبحانه وتعالى
جعلها من أمهات المؤمنين، إنما قد يكون أمر مثلا امرأة مات لها ولد وهي لا
تنجب فتقول أيضا اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خير منها فيخلف لها من
هذه المصيبة خيرا منها يعني كان ابنها هذا ينفعها في الدنيا فالله تبارك
وتعالى يخلف لها سببا ينفعها خيرا ويخلف لها خيرا فكان في ابنها مثلا وفي
وفاته يعقب ذلك خيرا لها بعد وفاة ابنها لا ينقطع الخير لها في الدنيا ولا
في الآخرة، فأبواب الخير عظيمة وكثيرة وليس الشرط أن تكون مثل ما فقد،
لأنها ممكن تكون نوع آخر وأكبر وأعظم.

(وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله r: «ما من مصيبة تصيب المؤمن إلا كفر الله بها عنه حتى الشوكة يشاكها»
يعني فيه واحد يعمل مشروع يفشل فيقول اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا
منها،فيأتي له مشروع ثاني مثلا تجاري يكون أحسن ويكسب ممكن ربنا سبحانه
وتعالى يحوله من هذا الطريق كله إلى طريق آخر فيكون خيرا له من هذا الطريق
الذي فشل فيه وهكذا، فالخلف لا يشترط نوع معين إنما هذا باب واسع مفتوح.

ومن الآثار في فضل الصبر:
(قال سفيان بن عيينة في قوله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ﴾ [السجدة: 24] لما أخذوا برأس الأمر جعلناهم رؤوسا) جعلنهم أئمة لما صبروا فرأس الأمر الصبر واليقين.
(وقال عمر بن عبد العزيز:ما أنعم الله على عبد نعمة فانتزعها منه فعاضه مكانها الصبر إلا كان ما عوضه) واخلف لي خيرا منها فخيرا هذا نوع من الخيرية في الخلف الصبر (فكان ما عوضه خيرا مما انتزعه)
يعني واحد عنده نعمة النعمة هذه ولد مال أي نعمة من نعم الدنيا فقده
انتزعت منه النعمة، فالنعمة زائلة زائلة يعني سواء فقدها أو مات وتركها فهي
مصيرها إلى الزوال يعني ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ﴾ [الرحمن: 26]. والدنيا فانية فالنعمة زائلة زائلة لا تبقى أما أجر الصبر فهو باق باق لا يزول ﴿وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا﴾ [الكهف: 46]، فإذا عوض الله عبده صبرا فقد عوضه خيرا مما انتزع منه.

وعن سعيد بن جبير قال: (الصبر اعتراف العبد لله بما أصابه منه، واحتسابه عند الله ورجاء ثوابه، وقد يجزع الرجل وهو يتجلد لا يرى منه إلا الصبر وليس صابرا)،
يعني إنسان كافر لا يحتسب أجر عند الآخرة وجيه مثلا عمدة أو مثل المشركين
مثلا كانوا ينفروا من الجزع على أن فيه عكس الرجولة أتجزع من الموت يبقى هو
يموت ويتجلد، التجلد هذا ليس معناه الصبر الشرعي، الصبر الشرعي أنك تصبر
وتحتسب يعني تصبر لله تبارك وتعالى، فالصبر لله وبالله.

فاعتراف العبد لله بما أصابه أي ﴿إِنَّا لِلَّهِ﴾ يعني يعترف أنه عبد ملك لله تبارك وتعالى لا يعترض، وقد يحمل معنى الشكوى إلى الله يعني يقول: ﴿مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ واحتسابه عند الله يعني رجاء الثواب ﴿ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴾ أي نجد عند الله أجر هذه المصيبة.
(ولما أرادوا قطع رجل عروة بن الزبير قالوا له: لو سقيناك شيئا كيلا تشعر بالوجع. فقال: إنما ابتلاني ليرى صبري أفأ عارض أمره).
يعني الإنسان لا يفعل معصية عندما
يبتلى بشيء، لأن هذا البلاء عبوديته الصبر فكيف يعارض أمر الله تبارك
وتعالى بإعلان العصيان هذا قيبح من العبد، لأن معناه الاعتراض والجزع.

(وكان عمر t يقول: نعم العدلان ونعمت العلاوة للصابرين)
الجمل لما يحملوه الحمل لازم يكون الحمل في اليمين واليسار متساويان حتى
لا يميل أحدهما ويكون على الحملين شيئا ثالث في الوسط مثل في القرى حين
مثلا يحمل أعزك الله يحمل الحمار شيئا إلى الحقل فلابد أن يكون هذا مثل
الهرم بين الحملين هذا الذي يمثل شكل الهرم بين الحملين هذه تسمى علاوة
فهذا يعني الحمل الكامل الوافر، وهذا يعني الأجر العظيم لما يكون يحمل
الجمل وهذا تراه مثلا إذا كان يعني تتذكر هذا المنظر الجمل يحمل حملا من
القش تجده عن يمينه وعن شماله وفي الوسط مثل القوص فعدلان يعني يمينه
وشماله ووسط يعني علاوة، فيعني الصابر له نعمة العدلان ونعمة العلاوة له
أجر وافر عظيم من الله تبارك وتعالى.

﴿وَبَشِّرِ
الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا
لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ
مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ
﴾عدلان﴿ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ علاوة.

أقسام الصبر:
ينقسم الصبر
باعتبار متعلقه إلى ثلاثة أقسام: صبر على الأوامر والطاعات حتى تؤديها،
وصبر عن المناعي والمخالفات حتى لا تقع فيها، وصبر على الأقدار والأقضية
التي تخالف الهوى وتخالف النفس حتى ترتضيها ولا تتسخطها، وهذه الأنواع
الثلاثة هي التي قيل فيها: «لابد للعبد من أمر يفعله، ونهى يجتنبه، وقدر
يصبر عليه
» فهذه عبودية واجبة على العبد في هذه الأبواب الثلاثة.
وينقسم باعتبار الأحكام الخمسة
:يعني إلى صبر واجب ومندوب يعني مستحب ومحظور ومكروه ومباح، يعني حرام
ومكروه ومباح، فمثلا الصبر الحرام كالصبر عن الله، يعني فيه ناس تصبر على
الله لا تصلي ولا له في الذكر وصابر عن الله يعني عايش لا يذكر الله قد نسي
الله
U ﴿نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ﴾ [الحشر: 19]. هذا صبر حرام.
والصبر الواجب: (هو الصبر على المحرمات_ يعني عنها لا تقع فيها_ والصبر على أداء الواجبات، والصبر على المصائب_ يعني لا تتسخطها ولا تجزع).
والصبر المندوب: (الصبر عن المكروهات والصبر على المستحبات، والصبر على مقابلة الجاني بمثل فعله،) يعني
ومن عفى وأصلح هذا صبر اسمه حلم وعفو، هذا صبر مستحب، وإذا كان مثلا أمر
خلاف الأولى أو مكروه يعني درجة الكراهة يعني لا وزر فيه لو وقع فيه العبد
وإنما مثلا يكره له الأذان بدون وضوء مثلا فيستحب له أن يتوضأ ولا يحرم
عليه أن يؤذن وهو غير متوضأ، فالصبر عن المكروه صبر عنه يعني لا تفعله،
والصبر عن المحرم يعني لا تفعله، والصبر على الواجب يعني تفعله، والصبر على
المستحب يعني تفعله، فالصبر المستحب هو يعني في الأمور المستحبات أو
الأمور التي ليس في تركها حرام وإنما يكره ترك الوضوء مثلا للمؤذن فهو لو
صبر وتوضأ ،حتى لو تأخر الأذان يعني تأخر الأذان فترة الوضوء هذا ليس
تأخير.

والصبر الحرام:
هو من ضرب له مثل مثلا بالإضراب عن الطعام حتى يموت أو واحد مضطر لأكل
الميتة فلا يأكل حتى يموت فهذا يهلك نفسه، فالذي يهلك نفسه ويصبر حتى يهلك
نفسه هذا يحرم عليه، لأن الله تبارك وتعالى قال ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ﴾ [النساء: 29]. ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ [البقرة: 195].

وكذلك الصبر على شرب المخدرات والصبر
حتى يتعلم السجائر والصبر حتى يتعلم أي شيء من الأمور التي هي حرام ويصبر
حتى يتعلمها ففيه ناس تصبر حتى تتعلم الأمور الحرام فهذا صبر حرام.

الصبر على المكروه :يعني يظل على مكروه يصبر عليه فيفعله، .
الصبر علي المباح: هو الصبر عن كل مستوى الطرفين يعني تركه أو فعله يعني ليس هناك حرج في الترك أو الفعل.
وبيان أن الإنسان لا يستغني عن الصبر في حال من الأحوال:
(العبد بين أمر يجب
عليه امتثاله، ونهي يجب عليه اجتنابه، وقدر يجري عليه اتفاقا، والصبر لازم
إلى الممات، وكل ما يلقي العبد في هذه الدار لا يخلو من نوعين: إما أمر
يوافق هواه ومراده، أو أمر يخالف هواه ومراده، وهو يحتاج إلى الصبر في
الأمرين.

فأما ما يوافق هواه ومراده فأنه مثل الصحة والسلامة والجاه والمال وكذا يحتاج فيه إلى الصبر من وجوه:
أحدها:أن يؤدي حق الله فيه، وأن لا يسرف فيه، لأن الإسراف ترك الصبر على الاعتدال ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا﴾ [الأعراف: 31].
الثاني:ولا
ينهمك في هذه المباحات ويبالغ في استقصائها أي لا يسرف فيها فإنها تنقلب
إلى أضدادها ومن يؤدي حق الله فيها، لأن هذا يحتاج إلى صبر.

الثالث:وأن
يصبر عن صرفها في الحرام، يبقى عنده مال ويستطيع أن يفعل ويشتري ويقوم
بكذا وكذا يقدر عليه من أمور الحرام وهو لا يفعل كأن يشتري شيئا حرام أو
يستعين بالمال على شيء حرام يحتاج الصبر عن ترك الحرام مع القدرة، يحتاج
الأمر إلى صبر.

الرابع: أن لا يركن إليها ولا يغتر بها، ولا تحمله علي البطر والأشر والفرح المذموم الذي لا يحب الله أهله.
قال بعض السلف:
البلاء يصبر عليه المؤمن والكافر بمعنى أن الكافر يتجلد، ولا يصبر على
العافية إلا الصديقون أي لا يؤدون حق الله في العافية إلا الصديقون، لأن
العافية تدعوا إلى الطغيان، يعني مثلا :إنسان كان فقير وقليل العلم فكان
متواضع وأخلاقه طيبة، يسهل عليه التواضع لأنه لا يرى في نفسه شيء عنده
يتكبر به، ثم تعلم وزاد ماله وتزوج من نسب شريف فصار له جاه بالمال والعلم
والنسب فلم يصبر على النعمة فتكبر وطغى وساء خلقه، يبقى هذا لم يصبر على
النعمة، لأنه يعني كفرها، فهي تحتاج إلى صبر، ولذلك القوي لما تعتدي عليه
وصاحب السلطان لم تعتدي عليه يحتاج صبر أكثر.

لأن عنده قدرة أكثر في أخذ حقه فيحتاج
إلى صبر، هذا الصبر شكر هذه النعمة فيبقى شكر النعمة واسمه صبر فهو قوي،
واحد اعتدى عليه يعني فيه واحد قوي جدا إنسان ربنا أعطاه صحة وأعطاه حلم
أخوه جاء له مضروب والدم نازل من رأسه فذهب ليرى من الذي ضربه ويكلمه
برفق،فشتمه وهو إنسان على خلق، فلما شتمه وهو مازال يكلمه فجاء اعتدى عليه
أيضًا، وتهجم عليه فضربه برجله ضربة تلو الضربة، وهذا المعتدي عليه ما زال
صامتًا وصابرًا، فا القوي هذا لما يصبر هذا شكر نعمة القوة، ولما يصبر يبقى
صبره أقوى.

فمعنى الكلام أن الصبر على العافية
أقوى، لأن القوي يعني هذا لو لم يصبر على نعمة القوة، سيضرب الجميع ويؤذي
الجميع ،لأنه يستطيع، وكذلك صاحب السلطان واحد ضابط ولا كذا وثم ظلمه احد
الناس، مظلمة فاستخدم سلطانه، فهذا لو صبر على نعمة الجاه لا يفعل ذلك، و
لكي يصبر يحتاج إلى قوة، لأن مستطيع أنه ينفذ غضبه، فإذا صبر على عدم إنفاذ
غضبه فهذا صبر اسمه حلم، ولأنه قوي فهذا الصبر أقوى فالصبر على العافية لا
يصبر عليه إلا الصديقون، لأن عندهم قوة في تنفيذ هوى النفس.

وكذلك الصبر على الطعام يعني واحد مثلا ميسور الحال ومعه المال ويقتصد في الطعام على حسب يعني ﴿وَلَا تُسْرِفُوا
فيه واحد ثاني كل حاجة يشتهيها يشتريها لا صبر عنده، لأنه يقولك هو حرام
الفلوس حلال وأنا بأشتري بفلوسي وبوسع على عيالي لكن بإسراف، هذا الإسراف
قلة صبر، فالصبر على العافية يحتاج إلى قوة.

قال بعض السلف: (
البلاء يصبر عليه المؤمن والكافر ولا يصبر على العافية إلا الصديقون.
ولذلك حذر الله تعالى عباده من فتنة المال والأزواج والأولاد قال تعالى
: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ
[التغابن: 14]. فقد يكون مثلا الولد اشتغل وتنفق عليه والزوجة تشتغل وتنفق
عليها لحبك للولد والمال وهذا العمل وهذا الإنفاق يكون مقابله التقصير في
أمر الآخرة مقابله، والذي يدفعك عليه هو محبتهم ففيه ناس كذلك يعني كانوا
يهاجروا من مكة كما قال ابن عباس فتعلق بهم يعني أولادهم ونسائهم تذهبوا
إلى المدينة وتتركونا فرقوا لهم وتركوهم، فلما هاجروا بعد ذلك وجدوا أنهم
تأخروا عن السابقين ، فيعلقوا اللوم على الأزواج والأولاد وربما يعاقبوهم
فانزل الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ
وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ
رَّحِيمٌ
﴾.

(وما أكثر ما فات العبد من الكمال والفلاح بسبب زوجته وولده.
وأما النوع الثاني:
المخالف للهوى فلا يخلو إما أن يرتبط باختيار العبد كالطاعات والمعاصي أو
لا يرتبط باختياره كالمصائب أو يرتبط أوله باختياره ولكن لا اختيار له في
إزالته بعد الدخول فيه فهناك ثلاثة أقسام
)
نقول: بيان أن الإنسان لا يستغني عن
الصبر في حال، لأن الصبر نوع موافق للغرض كالصحة ونوع يخالف الغرض، المخالف
للغرض هذا يعني فيه صبر يوافق الغرض كصحتك وسلامتك ومالك ، العافية يعني،
ونوع يخالف الغرض كالمرض أو يخالف الهوى كالأوامر ويخالف الهوى كالمعاصي
توافق الهوى وتخالف من ناحية أنها محظورة، أو أن هناك أمر كالمصائب يعني
ليس بإرادة العبد يعني نوع باختياره ونوع ليس باختياره، يعني مقسم ثلاثة
أقسام، إن الإنسان لا يستغنى عن الصبر، لأنه يحتاج أنه يصبر في العافية وفي
البلاء، محتاج الصبر في كل أحواله.

العافية خلاص نأتي في البلاء هو محتاج
الصبر في كل أحواله، لأنه على الطاعة مبتلى بسماع الكلام وعلى المعصية
مبتلى باجتناب المعصية، وعلى القدر مبتلى بالصبر على أقدار الله تبارك
وتعالى، وهناك أمور قد يدخل فيها باختياره ثم بعد ذلك لا يستطيع الخروج
منها.

يقول: يكون أوله باختياره ولكن لا اختيار له في إزالته بعد الدخول فيه، فهذه ثلاثة أقسام.
القسم الأول:
(ما يرتبط باختيار العبد وهو جميع أفعاله التي توصف بكونها طاعة أو معصية،) ما يؤمر به شرعا فمن شاء فليفعل ومن شاء فليترك وهو محاسب، (فأما الطاعة فالعبد يحتاج إلى صبر عليها لأن النفس تنفر بطبعها عن كثير من العبودية)
أما في الصلاة فلما
في طبعها من الكسل وإيثار الراحة لاسيما إذا اتفق مع ذلك قسوة القلب.وفي
الزكاة النفس في طبعها الشح وهكذا يعني، الصيام في طبعها الشهوة وتريد
الأكل.

ويحتاج العبد هنا إلى الصبر في ثلاثة أحوال:
أحدها:قبل الشروع في العمل بتصحيح النية والإخلاص وتجنب الرياء ودواعي الرياء،
الثانية: والصبر
في حال العمل بأن يلزم العبد الصبر عن دواعي التقصير ويظل في ذكر الله
تبارك وتعالى يلازم ذكر الله في العمل لا يغفل عن ذكر الله ولا ينساه حتى
يستمر عمله صحيحا.

الحالة الثالثة: الصبر بعد الفراغ من العمل،
هذا صبر مهم جدا يعني هو مستمر يحفظ في القرآن يحفظ في القرآن قبل ما يحفظ
القرآن لابد وأن يكون عنده نية، ولما يحفظ يلزمه صبر بعد ما حفظ على أنه
يحافظ على أنه لا يحبط الأجر، لأنه ممكن يرائي بعد ما يحفظ ممكن يتكبر بعد
ما يحفظ، ممكن يغتر بعد ما يحفظ، الصدقة لابد من صبر كي يتصدق: لأن الشح
يمنعه فيلزمه نية ورغبة ونية خالصة لله، نوى وأخلص ويريد إعانة أعين تصدق
يبقى نية وخالصة وأعين ممكن يمن على المتصدق عليه ويؤذي، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَى
[البقرة: 264] فالعمل قد يتم ثم يفسد، وهذا شأن كثير من الناس مثل الغضب
يعني أنت تحسن للمرأة وتحسن للولد وتريده لا يعند وبعدين تحصل حاجة موقف
الموقف هذا يثير الغضب، لما يثير الغضب أنت لا تصبر، الصبر عند الغضب حلم
وعفو لا تصبر، فكان عملك في هذه الحالة، تجاوز حد الشرع، لما تتجاوز حد
الشرع تفسد كل الإحسان الذي أحسنته للمرأة أو للولد تبطله تماما بحيث أنه
لا يبقى له آثر.

ويبقى آثر الغضب الذي أغضبته، لأن
الإنسان ظلوم جهول يعني ينسى الحسنة بسرعة، لأنها تنتهي ويذكر السيئة كثير
ويضخمها، المهم يعني أن يكون فيه ظلم واقع وتنسى الإحسان، فالإنسان العاقل
يحرص على عدم إفساد العمل، وعدم إحباط العمل، كالمتوضأ للصلاة في نهار يوم
صائم فيه، يكون حريصًا علي عدم وصول الماء لفمه كي لا يفسد صيامه وذلك لأنه
تعب فيه،فكذلك العمل، العمل غالي الذي يحس بغلاوة وقبوله وكانت نيته
القبول يخاف على العمل وخاصة الصدقة، وخاصة معاملة المؤمنين فلابد من الصبر
على العمل بعد تمامه من أن يحبط.

القسم الثاني: ما
لا يدخل تحت الاختيار وليس للعبد حيلة في دفعه كالمصائب التي لا صنع للعبد
فيها كالموت موت من يعز عليه أو سرقة المال أو المرض أو كذا، فما لا صنع
للعبد الآدمي فيه، والثاني ما أصابه من جهة آدمي يعني ما لا يدخل تحت
)

الاختيار ينقسم قسمين:
أحدها: مالا صنع للعبد فيه كالمرض أو أحد له يموت وممكن الثاني: تكون بسبب الناس واحد يعتدي عليه يسبه أو يشتمه.
فالنوع الأول الذي هو ما لا صنع للعبد الآدمي فيه له أربع مقامات:
أحدها:مقام العجز: وهو مقام الجزع والشكوى والسخط وهذا ما يفعله إلا أقل الناس عقلا ودينا.
المقام الثاني: الصبر يعني لا يجزع ولا يشتكي ولا يتجاوز حد الله.
المقام الثالث: الرضا: وهو أعلى من مقام الصبر في وجوبه نزاع، والصبر متفق على وجوبه.
والمقام الرابع:
الشكر يعني لما تصيبه مصيبة لا صنع للعبد فيها أي مصيبة قدرية فيشكر الله،
لأنه يشهد النعمة في الأجر، يشهد البلية نعمة فيشكر المبتلى عليها.

النوع الثانيSadأما ما أصابه من جهة آدمي يعني من قبل الناس فله فيه هذه المقامات ويضاف إليها أربعة أخر: .
الأول: مقام العفو والصفح والإحسان، ممكن يعفو ويصفح وممكن يحسن.
الثاني:
مقام سلامة القلب أن الإنسان يغل على من أساء إليه يغل عليه قلبه يغل حتى
لو كان أخ متدين أساء إليك احتقرك ظلمك تجد في قلبك غل، فهذا مقام سلامة
القلب من إرادة التشفي والانتقام، لأن هذا يحمل على الغيبة والنميمة ويحمل
على أشياء كثيرة جدا من السيئات فيبقى مقام العفو والصفح والإحسان وسلامة
القلب من إرادة التشفي والانتقام.

الثالث:
مقام شهود القدر وانه كان ظالما، بإيصال هذا الأذى إليك فالذي قدره عليك
وأجراه علي يد هذا الظالم ليس بظالم ،فأنت تشهد أن هذا قدر الله فتعتبر،
يعني تشاهد العبر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الصبر والشكر - من كتاب البحر الرائق في الزهد والرقائق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من أروع الكتب [ كتاب البحر الرائق في الزهد والرقائق] الطبعة الأصلية
» الزهد عند السلف
» أنواع حالات الرياح فوق سطح البحر
» لفرق بين الحمد والشكر
» مقتطفات من الزهد في الدنيا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اهل الحق :: منتديات إسلامية :: الموسوعة الإسلامية-
انتقل الى: