منتديات اهل الحق
مرحبا بكم في منتدياتنا منتديات اهل الحق و أرجو من زائرنا العزيز أن يجد كل ما يبحث عنه من مواضيع و برامج ......وشكراا...
منتديات اهل الحق
مرحبا بكم في منتدياتنا منتديات اهل الحق و أرجو من زائرنا العزيز أن يجد كل ما يبحث عنه من مواضيع و برامج ......وشكراا...
منتديات اهل الحق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  دخولدخول  التسجيلالتسجيل  
آيـــــات الشفاء في القرآن الكريم إن هذه الآيات تجتمع في كل آية فيها كلمة شفاء و تقرأ بترتيب المصحف فقد قال العلماء أن في هذا استعانة بكلام الله على الشفاء و خصوصا بالنسبة للأمراض التي لا تقدر عليها أسباب البشر...وهـــم:- الآية 14 من سورة التوبة: قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ... صدق الله العظيم الآية 57 في سورة يونس : يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ... صدق الله العظيم الآية 69 من سورة النحل : وَاللّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ... صدق الله العظيم الآية 82 من سورة الإسراء : وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا... صدق الله العظيم الآية 80 من سورة الشعراء : وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ... صدق الله العظيم الآية 44 من سورة فصلت : وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ...||

 

 معالم في أوقات الفتن، ملخص الكتاب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





التقييم : 3
نقاط : 360576
تاريخ التسجيل : 01/01/1970

معالم في أوقات الفتن، ملخص الكتاب Empty
مُساهمةموضوع: معالم في أوقات الفتن، ملخص الكتاب   معالم في أوقات الفتن، ملخص الكتاب I_icon_minitimeالإثنين مايو 06, 2013 11:43 am

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد
فهذا ملخص لكتاب معالم في أوقات الفتن والنوازل لفضيلة الشيخ عبد العزيز السدحان، أسأل الله تعالى أن ينفع به وأن يجد قلوبا واعية وآذانا صاغية، وفيه نصائح ومعالم مهمة لشباب المسلمين في أوقات الفتن.

إن زمن الفتن والنوازل العظيمة من أشد الأمور وقعا على الناس، حتى يحتار الحليم في أمره ويلتبس على العاقل شأنه، وذلك في أول الأمر لعظم شأن المصاب، حتى قيل: عند النوازل والمصائب تذهل النفوس عن النصوص؛ وإذا جاءت النازلة ودهمت البصيرة نظر الناس إلى الشباب وأصغوا إليهم بعد العلماء، لذلك كان لزاما عليكم أيها الشباب أن تكونوا على بصيرة من الأمر، فأنتم قدوة وإياكم والعجلة؛ كونوا على بصيرة، والبصيرة هي العمل بعلم والقول بعلم وبخاصة في مواطن الفتن والنوازل، فسلوا الله التوفيق واحرصوا على التثبت من الأمر واحرصوا على المنهج العلمي الموافق لفهم سلف الأمة، ولا تجعلوا من تصرفاتكم موضع شماتة الأعداء فإنها توهن النفوس وتضعف العزائم.

معاشر الشباب، عليكم أن تلتفوا حول علماء الأمة الراسخين تزودا واستشارة ومجلسا، فإليهم تردون وعنهم تصدرون، وكيف لا يكون ذلك وقد تعبدنا الله تعالى بسؤالهم عما أشكل علينا: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} فالقرب من العلماء غنيمة والبعد عنهم مصيبة، القرب من العلماء وسؤالهم يجنب ويقلص الأخطاء.

معاشر الشباب، احذروا اليأس والقنوط، واحذروا العواطف المهيجة بغير علم، فالعواطف بلا علم تنقلب إلى عواصف.

شباب الإسلام، في زمن الفتن وعظيم النوازل تستيقظ نفوس، وتهلك أخرى، نعم، تستيقظ نفوس قوم نشدوا الحق وبحثوا عنه وسألوا أهل الشأن عنه، ونفوس هلكت بنظرها بعين بصرها لا بصيرتها، فلم تلتفت إلى غير قناعتها ولم تنظر إلا بعين رأيها، زكت نفسها واتهمت غيرها وزعمت أنها صاحبة الغيرة والحمية وأن غيرها أعطى الدنية.
فكونوا من الطائفة الأولى التي هرعت إلى الحق ناشدة إياه بسؤال أهل العلم، فإليكم معاشر شباب المسلمين معالم تضيء طريقكم في أوقات الفتن علها أن تكون دلائل خير في غياهب الفتن:

شباب الإسلام، عليكم في أوقات الفتن أولا بلزوم الدعاء وسؤال الله عز وجل الهداية إلى الحق وإلى الصراط المستقيم، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم على عظيم مكانته إذا قام يصلي من الليل يقول: اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم. كما ورد في صحيح البخاري من حديث أمنا عائشة رضي الله عنها.

المعلم الثاني: اعلموا علم اليقين أن هذا الأمر والنازلة قدر من الله تعالى لا مفر ولا مناص منه، قال تعالى: (إنا كل شيء خلقناه بقدر) فإذا استحضرنا هذا ازداد تعلقنا بالله جل وعلا وافتقارنا إليه، وتضرعنا بين يديه
وكان إبراهيم التيمي يدعو: اللهم اعصمني بدينك وسنة نبيك من الاختلاف في الحق ومن اتباع الهوى ومن سبل الضلالة ومن شبهات الأمور ومن الزيغ والخصومات

والمعلم الثالث والرابع: أن نعلم أن مقادير الله عز وجل لا تكون إلا لحكمة بالغة، وتقدير الله عز وجل فيه خير ولو كان مكروها في نظر الكثير
قال تعالى: (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون)

خامسا، في وقت الفتن أيها المسلم، احذر من تزكية نفسك وأن تعتقد أنك أنت على الصواب والبصيرة وأنت أنت الغيور وغيرك أعطى الدنية في دينه، فالعواطف إن لم تزم بزمام العلم الشرعي انقلبت عواصف على صاحبها بل وتعدى ضررها إلى الآخرين، فاحذر من هذا رعاك الله

سادسا، كن متأنيا ولا تستعجل في إطلاق الأحكام
فقد قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب الرفق في الأمر كله) فعليك بالنظر والإمعان، فالرفق يلج بصاحبه إلى باب الخير وهو محمود العواقب.

سابعا: إياك والظنون السيئة بالآخرين ورمي المخالفين بالتهم والهمز واللمز، فهذا حرام وإن كان قولك موافقا للحق فكيف وإن كان مخالفا؟ وتذكر قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم) وقوله تعالى: (ويل لكل همزة لمزة)

ثامنا: أمسك لسانك وقلمك ولا تخض فيما ليس لك به علم
وتذكر قوله تعالى: (ولا تقف ما ليس لك به علم)
فاحذر أشد الحذر من أن تتكلم على الله بغير علم فهذا من أعظم الذنوب، قال تعالى: (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) قال ابن القيم رحمه الله: فرتب المحرمات على أربع مراتب وبدأ بأسهلها وهو الفواحش،... إلى أن قال ثم ربع بما هو أشد تحريما من ذلك كله وهو القول عليه بلا علم، وهذا يعم القول عليه سبحانه بلا علم في أسمائه وصفاته وأفعاله وفي دينه وفي شرعه (إعلام الموقعين)

المعلم التاسع: ينبغي الرجوع إلى أهل العلم والتعويل عليهم فقد تعبدنا الله عزوجل بسؤالهم: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) لا أن نطعن فيهم ونتهمهم ولا نعتبر رأيهم.
اسمعوا يا أيها المسلمون قوله تعالى: (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) قال الشيخ السعدي رحمه الله: (وفي هذا دليل لقاعدة أدبية وهو أنه إذا حصل بحث في أمر من الامور ينبغي أن يولى من هو أهل لذلك ويجعل إلى أهله ولا يتقدم بين أيديهم فإنه أقرب للصواب وأحرى للسلامة من الخطأ).

المعلم العاشر: ينبغي أن تقبل الحق من أي أحد وإن كان بغيضا بعيدا وأن ترد الباطل على كل أحد وإن كان حبيبا قريبا
فإن من مداخل الشيطان على الإنسان أن تجده يرد الحق إن تكلم به من يبغضه، ويقبل كلام من يوافق منهجه دون تحر فيه، فهذا من اتباع الهوى، وهذا من صفات اليهود، حيث أنهم كانوا يعرفون الحق قبل ظهور النبي الناطق به، فلما بعث ولم يكن منهم لم يقبلوا ما جاءهم به.

المعلم الحادي عشر: عليكم يا معشر الشباب في أوقات الفتن أن تحذروا من أن تكونوا مفاتيح للشر فتزيدوا الفتنة ضررا والنار استعارا، فتجد الواحد يحكم عاطفته بدون بصيرة ولا سؤال لأهل العلم ، واجعلوا نصب أعينكم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر، وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه).
ومن التصرفات المشينة في وقت الفتنة ما يفعله البعض من إذكاء النار بين أمراء المسلمين وعامتهم وبين عامة الناس والعلماء وتهميش دور العلماء ورميهم في نياتهم ومقاصدهم وإدخال اليأس والقنوط والتشاؤم على الناس.
فتأملوا هذا الموقف العاقل الذي يظهر أن الصحابة كانوا أحذر الناس عند مواقع الفتن، وهم أقرب الناس لواقع التنزيل وأدرى الناس بفهم النصوص، فتأملوا هذا الموقف: لما خرج أهل الفتنة على عثمان رضي الله عنه، جاء رجل إلى أسامة بن زيد ، قال ألا تكلمه؟ يعني عثمان، فقال: قد كلمته ما دون أن أفتح بابا أكون أول من يفتحه...
يقصد أنه كلمه سرا، دون أن يفتح باب الإنكار على الأئمة علانية خشية أن تفترق الكلمة.
ثم عرفهم أنه لا يداهن أحدا ولو كان أميرا.

المعلم الثاني عشر: شباب الإسلام لا ينبغي التثريب على العلماء ولومهم إن لم يكن لهم قول في بعض الفتن، خاصة منها الكبيرة، ذلك أن الأمر لم يتضح بعد أو لم تترجح مصلحته من مفسدته، فمثل هذا يجب عليه التوقف حتى يتبين له الأمر.
أيضا ينبغي للناس أن يأتوا للعلماء لاستفتائهم لا لإفتائهم، وقد تجد البعض أخذ بفتوى أحد العلماء فيطير بها ويتحمس لها ويتهم من خالفها من أهل العلم، وهذا لا شك أنه جاهل أو صاحب هوى أو يسعى للوقيعة بين المسلمين وعلمائهم فقد أغلق باب خير وفتح باب شر.

الأمر الثالث عشر، معاشر الشباب ينبغي الحذر من لوم العلماء وعتابهم، في الوقت الذي نلتمس فيه الأعذار لمن دونهم منزلة وديانة فيما يظهر، كذللك لا ينبغي تحميل العلماء لكل خطأ يقع، فالأخطاء التي تقع لا يلزم منها تقصير العلماء، فبراءة الذمة تكون بالبلاغ مع التغيير حسب القدرة، وإلا لكان لزاما علينا أن نتهم الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام لعدم استجابة قومهم، وكان علينا أن نتهم مجتمع الصحابة لما ظهر فيهم الخوارج، فلنتق الله فيما نقول ونكتب.
واعلموا يا عباد الله ان الطعن في العلماء لا يخدم إلا أعداء الدين في الداخل والخارج، فقد جاء في مخططات بنود اليهود ما نصه: "وقد عنينا عناية عظيمة بالحط من كرامة رجال الدين في أعين الناس، وبذلك نجحنا في الإضرار برسالتهم التي كان يمكن أن تكون عقبة كؤودا في طريقنا وإن نفوذ رجال الدين على الناس ليتضاءل يوما فيوم". فالحذر الحذر من الطعن في العلماء فذلك مما يرجوه أعداء الإسلام، وأيضا من فعل ذلك فإنه يبوء بإثم من تأثر بكلامه ، وأيضا هو آثم لعدم سلوكه المسلك الشرعي من المناصحة لو افترضنا أن هذا العالم أخطأ.

المعلم السادس عشر، ينبغي عليكم معاشر المسلمين الحذر من اتباع الهوى وعدم العدل في القول ومن ذلك أن ترى أحدهم إذا أعجبته فتوى عالم طار بها ونشرها فإذا أفتى العالم في نازلة أخرى بفتوى لم توافق هواه لم ينشرها، فهذا يحجب الكثير من أبواب الخير والفضل وهو سبب في محق بركة العلم والحفظ والفهم وقد ينفر عنه الناس إلى غير ذلك.

المعلم السابع عشر: ينبغي الحذر من أخذ الفتيا ممن ليس أهلا لها، وينبغي التفريق بين الخطيب والواعظ والعلماء الراسخين في العلم الذين ينبغي الرجوع إليهم في النوازل والفتن والأمور الكبيرة.
واعلموا أن من أسباب زيادة الفتن تصدر من ليس لديه علم فحسن الكلام لا يشفع لأحد فيجعله مؤهلا لإصدار الفتاوى المجردة عن الدليل الشرعي، وينبغي ممن هذا شأنه وسئل ألا يستنكف من قول لا أدري لئلا يورد نفسه وغيره موارد الزلل.
واعلموا أيضا أن حشد الأدلة لا يلزم منه صحة قول فقد يكون لدى المخالف أدلة أخرى، فالحذر الحذر من العجلة وتبني الأقوال والانتصار لها دون ردها إلى أهل العلم.

المعلم التالي: ينبغي الحذر من الجدال العقيم مع المخالف وعلى طلبة العلم أن يتأدبوا مع أهل العلم فيحذروا من الجدال وإساءة الأدب معهم.

المعلم الحادي والعشرون: إن من الواجب الشرعي دائما وفي النوازل والفتن خصوصا لزوم النص الشرعي وعدم مجاوزته، لأنه كما قيلSadعند النوازل تذهل النفوس عن النصوص) فقد تغلب المرء عاطفته أو قناعاته أو محاكاته لآخرين فيكون منقادا لذلك ومستحسنا لما يزيد عاطفته، وحسن القصد لا يشفع لحسن العمل وصلاحه، فليتق الله تعالى كل منا في نفسه وليحذر من مجاراة عاطفته وقناعته دون بصيرة بالعلم وسؤال أهله.

المعلم الثاني والعشرون والثالث والعشرون: ومما ينبغي التحذير منه الإيغال في شأن الرؤى المنامية فتبنى عليها آمال ويقطع بها على حدوث آلم، ويسارع البعض في نشرها والجزم بوقوعها...
أيضا ينبغي الحذر من رواية أحاديث مكذوبة وتداولها والاستشهاد بها، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (إن كذبا علي ليس ككذب على أحد، فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) أخرجه مسلم ثم ساق رحمه الله ما أوصى به إياس بن معاوية سفيان، عندما قال له إياس: (احفظ علي ما أقول لك: إياك والشناعة في الحديث فإنه قلما حملها أحد إلا ذل في نفسه وكذب في حديثه)

المعلم الرابع والعشرون:
عليكم معاشر الشباب الحذر من العجب في أوقات الفتن والنوازل، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (الكبر بطر الحق وغمط الناس) فمن صور العجب الاعتداد بالرأي واتهام المخالف، وعدم سماع النصح من المخالف له والجدال معه، وعدم التراجع عن الخطأ عند بيان أخطائه وفساد تصوراته وتوقعاته، وأيضا الفرح بمن يؤيد قوله وموالاته والكدر بمن يعارض قوله ومعاداته.

المعلم الخامس والعشرون: ينبغي على المسلم أن يحذر من الغفلة عن الأعمال الصالحة في أوقات الفتن، فتجد من يهمل الأعمال الصالحة على حساب كثرة الكلام والجدال وفضوله، ومتبعة الأخبار والقنوات والجرائد، فتجده يغفل عن الطاعات المستحبة بل والواجبة ويخل بوظيفته وحقوق أسرته، فإن كان لا بد من ذلك فلا بد أن يكون بقدر وحذر مع مراعاة المصالح الشرعية.
أيضا ينبغي الحذر من الإيغال في التفاؤل والجزم بالوعود والنتائج وتأكيد ذلك للناس تأكيدا قطعيا لا شك فيه لأن في ذلك رجما بالغيب ونوع من التألي على الله، وإدخال اليأس فيما بعد إن لم يتحقق هذا الأمر، بل الواجب تذكير الناس بالتوكل على الله تعالى والثقة به وملازمة الدعاء والضراعة وتذكيرهم بترك المعاصي وفعل الأسباب التي تنهض بهم وبأمتهم في مواجهة عدوهم والحذر من استعجال النتائج فذلك ليس لأحد من الناس.

من أهم المعالم أيضا مراعاة حال المسلمين أثناء الضعف والقوة، وهذا من القواعد المقررة شرعا فالأحكام التكليفية قد تتغير بحسب الزمان والمكان والحال بحسب تحقق المصالح ودرء المفاسد، فأخذ النصوص على ظاهرها دون النظر في مناط الأحكام وتحقيقها ودون النظر في مقاصد الشريعة وأهدافها فهو ممن يسوي بين المختلفات ويفرق بين المتماثلات وهذا من أجهل الجهل الذي يجر الفساد والإفساد على المسلمين أفرادا وجماعات.
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتاب إعلام الموقعين 3/78:
(ومن أفتى الناس بمجرد المنقول في الكتب على اختلاف عرفهم وعوائدهم وأزمنتهم وأحوالهم وقرائن أحوالهم فقد ضل وأضل، وكانت جنايته على الدين أعظم من جناية من طبب الناس كلهم على اختلاف بلادهم وعوائدهم وأزمنتهم وطبائعهم بما في كتاب من كتب الطب على أبدانهم، بل هذا الطبيب الجاهل وهذا المفتي الجاهل أضر ما على أديان الناس وأبدانهم والله المستعان)

المعلم الثامن والعشرون، علينا أن نعلم أنه ليس كل من تحمس لقول أو انتصر له فهو على حق وإنما الوصول إلى الحق يكون بعد توفيق الله تعالى بالصدق والإخلاص في طلب الحق والرجوع إلى الراسخين في العلم مع البحث عنه من خلال الأدلة وكلام أهل العلم.
المعلم التاسع والعشرون اعلموا معاشر الشباب أن مجرد حفظ النصوص وسردها دون الفقه في مدلولاتها وأحوالها من الفساد والجناية على الشريعة بمكان فرب حامل فقه ليس بفقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، وهل أضل الخوارج وغيرهم إلا التمسك بظواهر النصوص والتحمس لها دون فهم وبصيرة؟

المعلم الثلاثون،ينبغي الحذر من تنزيل النصوص الشرعية المتعلقة بالفتن والملاحم على ما يقع من النوازل والجزم بذلك بدون تردد أو شك فذلك من الرجم بالغيب ولازمه القول على الله بلا علم

المعلم الحادي والثلاثون، ينبغي أيضا معاشر المسلمين الحذر من الانشغال بالنازلة الآنية وإهمال قضايا كثيرة أخرى، فإن ذلك يهيئ لأهل الشر في الداخل والخارج أن يستغلوا ذلك لمضاعفة بث شبهاتهم وشهواتهم في نفوس الشباب الذين انشغلتم عن نصحهم وتوجيههم.

المعلم الثاني والثلاثون: وإن من الأمور المهمة في أوقات الفتن والنوازل الحرص على العبادة حيث يغفل الكثير من الناس، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (العبادة في الهرج كهجرة إلي)، ومن أعظم العبادات في أوقات الفتن بث الخير بين الناس والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتبصير الناس بما يحتاجون إليه وعدم إهماله بدعوى الانشغال بالنازلة.

المعلم الثالث والثلاثون، من المهم أيضا الحذر من الكتبة المغرضين الذين يروجون شبههم وقد يوردون أدلة شرعية ويقومون بلي أعناق النصوص لكي توافق مرادهم، فلا يستفزونكم ولا تدخلوا معهم في مهاترات كتابية، وإن دعت المصلحة الشرعية الرد عليهم فردوا بعلم وبصيرة، وإياكم والردود الطائشة الخالية من النظر الشرعي، فإما رد بعلم أو صمت بحلم لا مجرد تنفيس غيظ بلا بصيرة.

المعلم الرابع والثلاثون ينبغي الحذر من الإرجاف بين الناس وإلقاء الرعب وإدخال اليأس والقنوط عليهم وقد قال صلى الله عليه وسلم: (من قال هلك الناس فهو أهلكُهم) وفي لفظ (فهو أهلكَهم)

المعلم الخامس والثلاثون: شباب الإسلام، إن أوقات النوازل من أنسب الأوقات لتذكير الناس فقلوبهم وجله وظنونهم قلقة، فاحرصوا على تذكيرهم بالله وحثهم على التوبة وعظوهم ببصيرة وحثوهم على الخير وخوفوهم من التمادي في المعاصي، بحب ولطف ورفق وكونوا عونا لهم على الشيطان وأنفسهم.

المعلم السادس والثلاثون: الحرص على دعوة غير المسلمين إلى الإسلام وإن لم يستجيبوا فعلى الأقل نزيل ما علق بأذهانهم من شبهات حول الإسلام مما يروج له، ولنستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم)

المعلم السابع والثلاثون ينبغي على المسلمين في أوقات الفتن وغيرها أن يحذروا من تصديق الإشاعات ونشرها، وقد قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) وقد قال صلى الله عليه وسلم: (كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع) و (بئس مطية الرجل زعموا). بل ينبغي التأكد ورد تلك الأخبار لأهل العلم والدراية
يقول تعالى: (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم).

المعلم الثامن والثلاثون: شباب الإسلام، دعوا عنكم المرجفين والمتهورين الذين يتسرعون في إصدار الأحكام والآراء، ويتهمون مخالفهم ويطعنون في دينه وقصده، فإذا بانت عوراتهم أخذتهم العزة بالإثم، فاحذروا من تلك التصرفات المشينة.

المعلم التاسع والثلاثون: ينبغي أن تعلموا معاشر المسلمين أنه ليس كون الإنسان يحسن تحليل الأخبار واستقارائها يخول له أن يصدر أحكاما شرعية، فينبغي الحذر من ذلك وعلى الكتاب الذين يقومون بنقل الأخبار واستقرائها أن يعرضوا مقالاتهم على أهل العلم لتلقي فتاويهم وتوجيهاتهم، فإن ذلك من أسباب تقليل الخلاف والشقاق، كما قيل: من سكت من لا يعرف قل الاختلاف

أما المعلم الأربعون فهو من أهم المعالم والدعاء فهو من أنفع الأسباب لكشف البلاء، فلا ينبغي أن ينشغل المسلمون بتعاطفهم مع إخوتهم وتتبعهم لأخبارهم عن الدعاء، لا بد من مضاعفة دعاء المسألة ودعاء العبادة، ولا بد من استشعار عظمة الدعاء بالقلب وعدم اليأس.
فالدعاء من أهم الأسلحة، يقول تعالى: (ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون)
قيل للإمام أحمد رحمه الله تعالى: يا إمام كم بيننا وبين عرش الرحمن؟ فقال: دعوة صادقة من قلب صادق.

المعلم الواحد والأربعون: ينبغي أيها المسلمون في أوقات الفتن والنوازل أن ننظر يعين العظة والبصيرة إلى أقوال وأحكام في نوازل سابقة مجردة من العلم الشرعي وصدرت بعجلة وتسرع، ثم تبين أنها كالسراب، وبقيت الأقوال الموثقة بالأدلة الشرعية.
المعلم الثاني والأربعون:وعموما ينبغي النظر في النوازل السابقة والاعتبار منها والنظر إليها نظرة ترو وإمعان حسب العلم الشرعي وأهله، فإن ذلك يفيد في معرفة مكامن النقص والتقصير، لاجتنابها ومعرفة مواقع الصواب للزومها، وعموما هذا الأمر منظار لما يحدث من لواحق النوازل والحوادث، وقد حثنا الله تعالى في كتابه الكريم على النظر في الحوادث السالفة والاعتبار بما فيها: (قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين)

المعلم الثاني والأربعون: ينبغي خلال الفتن والنوازل أن يراجع كل منا نفسه ولكي يعرف أسباب الخلل والضعف بتجرد وروية، وعلى من يتولى تربية الناشئة أن يراقب الله تعالى في ذلك وأن يراجع أهل العلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
معالم في أوقات الفتن، ملخص الكتاب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أوقات يستحب فيها التسوك
»  ملخص صفة الحج
» ملخص صفة الحج
» ملخص باب الإدغام الكبير
»  وللمزاح أوقات

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اهل الحق :: منتديات إسلامية :: الموسوعة الإسلامية-
انتقل الى: