سئل شيخ الإسلام ابن تيمية _ مجموع الفتاوى 24 /220 :
عن صفة التكبير فى العيدين ومتى وقته؟
فأجاب: الحمد لله
أصح
الأقوال فى التكبير الذى عليه جمهور السلف والفقهاء من الصحابة والأئمة أن
يكبر من فجر يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق عقب كل صلاة ويشرع لكل أحد أن
يجهر بالتكبير عند الخروج إلى العيد وهذا بإتفاق الأئمة الأربعة ، وصفة
التكبير المنقول عند أكثر الصحابة قد روى مرفوعا إلى النبى صلى الله عليه
وسلم الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد
وان قال الله أكبر ثلاثا جاز ومن الفقهاء من يكبر ثلاثا فقط ومنهم من يكبر
ثلاثا ويقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على
كل شىء قدير.
وقال في مجموع الفتاوى 24 /222 :
ولهذا كان
الصحيح من أقوال العلماء أن أهل الأمصار يكبرون من فجر يوم عرفة إلى آخر
أيام التشريق لهذا الحديث ولحديث آخر رواه الدارقطنى عن جابر عن النبى صلى
الله عليه وسلم ولأنه إجماع من أكابر الصحابة والله أعلم .
وقال ابن كثير في تفسيره 1/246 :
وقد تقدم
ان الراجح في ذلك مذهب الشافعي رحمه الله وهو أن وقت الأضحية من يوم النحر
إلى آخر يوم التشريق ويتعلق به أيضا الذكر المؤقت خلف الصلوات والمطلق في
سائر الأحوال وفي وقته أقوال للعلماء أشهرها الذي عليه العمل أنه من صلاة
الصبح يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق.ا.هـ.
قال ابن رجب رحمه الله في فتح الباري(9/21) (وذكر الله في هذه الأيام نوعان:
احدهما : مقيد عقيب الصلوات
والثاني : مطلق في سائر الأوقات
فأما النوع الأول:
فاتفق العلماء على أنه يشرع
التكبير عقيب الصلوات في هذه الأيام في الجملة، وليس فيه حديث مرفوع صحيح،
بل إنما فيه آثار عن الصحابة،ومن بعدهم، وعمل المسلمين عليه.
وهذا يدل على أن بعض ما أجمعت عليه الأمة لم ينقل إلينا فيه نص صريح عن النبي صلى الله عليه وسلم بل يكتفى بالعمل به وقد قال مالك في هذا التكبير إنه واجب قال ابن عبدالبر يعني وجوب سنة وهو كما قال ) ا.هـ.
ذكر الشيخ مصطفى بن اسماعيل في كتابه الماتع تنوير العينين باحكام الاضاحي والعيدين الاثار في ذلك واذكر اصح ماذكره
(...وقد رواه ابن ابي شيبة برقم
5633 ثنا ابن مهدي عن سفيان عن غيلان بن جابر عن عمرو بن مرة عن ابي وائل
عن عبد الله "انه كان يكبر من صلاة الفجر يوم عرفة الى صلاة العصر من يوم
النحر " ولعله النفر ، والذي يظهر انه غيلان بن جامع فانه من مشايخ سفيان
الثوري وهو ثقة فالسند صحيح الى ابن مسعود بذكر بداية ونهاية وقت التكبير
دون الهيئة وماجاء في الروايات "النحر "في النفس منه شيءولعله تصحيف وصوابه "النفر "وسواء كان النفر الاول ام الاخير فذلك في ايام التشريق وهو المناسب لبقية الروايات عن ابن مسعود وغيره والله اعلم .
واخرجه الطبراني في الكبير
9/356/9537 ثنا علي بن عبد العزيز ثنا حجاج بن المنهال ثنا شعبة انا الحكم
وحماد عن ابراهيم قال كان عبدالله يقول "التكبير ايام التشريق بعد صلاة الصبح من يوم عرفة الى بعد العصر من
يوم النحر ولعله النفر لما سبق .ورواية ابراهيم عن عبد الله مقبولة عند
جماعة من العلماء وان لم يسمع منه لتصريحه بسماعه من جماعة عنه .
-اثر ابن عباس :اخرجه ابن ابي
شيبة ومن طريقه ابن المنذر في الاوسط وانظر الكبرى للبيهقي وفضائل الا وقات
،والامالي للشجري ثنا يحيى بن سعيد القطان عن ابي البكار وهو الحكم بن
فروخ عن عكرمة عن ابن عباس انه كان يكبر من صلاة الفجر الى اخر ايام
التشريق لايكبر في المغرب :الله اكبر كبيرا الله اكبر كبيرا الله اكبر واجل
الله اكبر ولله الحمد ".وهذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات ولعله اصح ما ورد
عن صحابي في هيئة التكبير .وهذا اخرجه الحاكم وسقط عنده عكرمة وهو ثابت كما
في ابن ابي شيبة وتلخيص الذهبي .
تنبيه :لفظ ابن المنذر في
الاوسط في الموضع الثاني "الله اكبر الله اكبر كبيرا الله اكبر كبيرا الله
اكبر واجل الله اكبر ولله الحمد ".
-اثر سلمان اخرجه البيهقي في
الكبرى وفي فضائل الاوقات من طريق عبد الرزاق اخبرنا معمر عن عاصم بن
سليمان عن ابي عثمان النهدي قال :كان سلمان يعلمنا التكبير يقول :كبروا
:الله اكبر الله اكبر الله اكبر كبيرا -او قال تكبيرا -اللهم انت اعلى واجل
من ان تكون لك صاحبة او يكون لك ولد او يكون لك شريك في الملك او يكون لك
ولي من الذل وكبره تكبيرا اللهم اغفر لنا اللهم ارحمنا ثم قال والله لتكتبن
هذه ، لاتترك هاتان ،ولتكونن شفعا لهاتين اهـ .
وهذا سند صحيح ،وقال الحافظ في الفتح 2/462 واما صيغة التكبير ، فاصح ما ورد فيه ما اخرجه عبد الرزاق بسند صحيح عن سلمان قال كبروا الله :"الله اكبر الله اكبر الله اكبر كبيرا "اهـ.
ولم اقف على الاثر في مصنف عبد الرزاق فالله اعلم .
-اثر ابراهيم اخرجه ابن ابي شيبة ثنا جرير عن منصور عن ابراهيم قال "كانوا
يكبرون يوم عرفة واحدهم مستقبل القبلة في دبر الصلاة:الله اكبر الله اكبر
لااله الا الله والله اكبر الله اكبر ولله الحمد " وهذا سند صحيح ولو اعتبرنا ذلك من فعل الصحابة فيضاف الى ماسبق من اثر ابن عباس والا فهو فعل التابعين والله اعلم) تنوير العينين ص80-85 .
رأي الشيخ الألباني رحمه الله:
سئل رحمه الله السؤال التالي:
ما حكم التكبير المقيد بعد الصلوات في أيام التشريق ؟ وهل يقدمه على الأذكار المشروعة دبر الصوات ؟
فأجاب رحمه الله:
(ليس فيما
نعلم للتكبير المعتاد دبر الصوات أيام العيد ليس له وقت محدود في السنة,
وإنما التكبير هو من شعار هذه الأيام , بل أعتقد أن تقييدها بدبر الصوات
أمر حادث لم يكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم , فلذلك يكون الجواب
البدهي أن تقديم الأذكار المعروفة دبر الصلوات هو السنة , أما التكبير
فيجوز له في كل وقت) ا.هـ.
منقول بتصرف يسير