التقييم : 3 نقاط : 360558 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: النفس والقلب فى القرآن السبت ديسمبر 15, 2012 4:28 pm | |
| <blockquote class="postcontent restore"> الحمد لله مقلب القلوب والأبصار، أحمده سبحانه، واسأله الإستقامة والإدكار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله القائل فى حديثه الشريف :(ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهو القلب)صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه تسليماً كثيراً. اتحدث اليوم عن النفس والقلب فى القران *لقد وردت صراحة ثلاث آيات تبين مستويات وأنواع النفس من حيث الإيمان ، فهناك النفس المطمئنة و النفس الأمارة بالسوء والنفس اللوامة
1-النفس المطمئنة
فى سورة الفجر{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30)} النفس المطمئنة هي أرقى درجات الرفعة التي يمكن أن تصل إليها النفس البشرية ، ولعل الوصول إلى هذه الدرجة يحتاج منا الكثير من العمل لكي نصل لهذه المكانة المرموقة ، ولكي ترتقي إلى هذه الدرجة عليك أن تكون أولا صادقا مع نفسك وواضحا أمام ذاتك وليس أن تخدعها أو تتهرب منها ، ومن ثم عليك أن تكون صادقا مع الله مخلصا له عملك ولا يجب أن تدع بينك وبين الله حواجز من المعاصي والآثام لكي يرضى الله عنك ويرزقك حلاوة الإيمان وطمأنينة القلب ، وأيضا أن تكون صادقا مع الآخرين من حولك فأنت لست وحدك ومحبة الناس لك دليل على محبة الله وتوفيقه . الله سبحانه وتعالى وصف هذه النفس بالمطمئنة لأن كل الناس حيارى في هذه الدنيا إلا هذه النفس ، فمن عرف الله لا يحتار أبدا ولا يكون للريبة مكان في قلبه
وأسأل الله أن يكون قارئ هذه الكلمات من أصحاب النفس المطمئنة والتي بشرها الله بالجنة
النفس الأمارة بالسوء
فى سورة يوسف{وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ }
من خلال هذه الآية نرى للنفس هنا مكانا للشر و الفتنة وتقترن بالهوى والشيطان وبفعل السوء ، والنفس الأمارة بالسوء تأمر صاحبها بفعل الخطايا و الآثام وارتكاب الرذائل وهى التى توسوس لصاحبها بشتى الو سائل مستعملة معه التحسين و التيسير وكل المغريات التى توقعه بلا شك فى الإثم و الخطأ ولا تتركه الا وهو مغموس في الوحل من رأسه حتي مخمص قدميه وبالتالى تقوده إلى الجحيم وبئس المصير
وأسأل الله أن نكون بعيدين كل البعد عن هذه النفس وأن يجنبنا الخطايا ما ظهر منها وما بطن
النفس اللوامة
فى سورة القيامة { وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ }
تعتبر النفس اللوامة درجة وسطى بين النفس المطمئنة و النفس الأمارة بالسوء ، والرقى من النفس الأمارة بالسوء إلى النفس اللوامة يحتاج إلى الاعتراف بالذنب و غسل الذنب بالدموع والعودة إلى الله والتوبة النصوحة فى جادة الصواب وهي تعمل كرقيب على الإنسان حتى لا يقع فى المعاصي وتلوم صاحبها وتشعره بالذنب عندما يخرج عن دائرة الصواب إلى دائرة الانحراف ، أي هي بمثابة الناهي عن الخطأ و المرشد إلى الصواب ، قال الحسن البصري: هي نفس المؤمن، إن المؤمن ما تراه إلا يلوم نفسه: ماذا أردتُ بكلامي؟ وماذا أردتُ بعملي؟ وإن الكافر يمضي ولا يحاسب نفسه ولا يعاتبها
نسأل الله أن يرزقنا نفسا ترشدنا إلى الصواب وتعاتبنا إن أخطأنا .
*وقد ذكر الله سبحانه و تعالى في القرآن الكريم أنواعاً كثيرة من القلوب منها :
القلب السليم : وهو مخلص لله وخالى من من الكفر والنفاق والرذيلة . { إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } آل عمران
القلب المنيب : وهو دائم الرجوع والتوبة إلى الله مقبل على طاعته .{ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ } ق
القلب المخبت : الخاضع المطمئن الساكن .َ{ فتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ } الحج
القلب الوجل : وهو الذي يخاف الله عز وجل ألا يقبل منه العمل ، وألا ينجى من عذاب ربه { وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ } المؤمنون
القلب التقي : وهو الذي يعظّم شعائر الله { ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ } الحج
القلب المهدي : الراضي بقضاء الله والتسليم بأمره { وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ } التغابن
القلب المطمئن : يسكن بتوحيد الله وذكره { الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } الرعد
القلب الحي : قلب يعقل ما قد سمع من الأحاديث التى ضرب الله بِها من عصاه من الأمم { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ } ق
القلب المريض : وهو الذي أصابه مرض مثل الشك أو النفاق وفيه فجور ومرض في الشهوة الحرام { فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ } الاحزاب
القلب الأعمى : وهو الذي لا يبصر ولايدرك الحق والإعتبار { وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ } الحج
القلب اللاهي :غافل عن القرآن الكريم, مشغول بأباطيل الدنيا وشهواتها, لا يعقل ما فيه { لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ } الأنبياء
القلب الآثم : وهو الذي يكتم شهادة الحق { وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ } البقرة
القلب المتكبر : مستكبر عن توحيد الله وطاعته, جبار بكثرة ظلمه وعدوانه َ { كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ } غافر
القلب الغليظ : وهو الذي نُزعت منه الرأفة والرحمة { وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ } آل عمران
القلب المختوم : فلم يسمع الهدى ولم يعقله { وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ } الجاثية
القلب القاسي : لا يلين للإيمان ولا يؤثِّرُ فيه زجر وأعرض عن ذكر الله { وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً } المائدة
القلب الغافل : غافلا عن ذكرنا، وآثَرَ هواه على طاعة مولاه { وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا } الكهف
الَقلب الأغلف : قلب مغطى, لا يَنْفُذ إليها قول الرسول صلى الله عليه وسلم { وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ } البقرة
القلب الزائغ : مائل عن الحق َ{ فأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ } ال عمران
القلب المريب: شاكٍ متحير {إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ } التوبة
اللهم ثبت قلوبنا على دينك يارب العالمين اللهم اجعل قلوبنا من القلوب السليمة المنيبة يا ارحم الراحمين
</blockquote> | |
|