التقييم : 3 نقاط : 360522 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: •||•♥•||•استر علي::: الله يستر عليكــ•||•♥•||• السبت يناير 05, 2013 5:07 pm | |
| يروى أن أحد شيوخ القبائل المعروفة في إحدى البوادي ... هذا الشيخ لم يبقى عنده إلا بنت واحدة لم تتزوج ..
وفي يوم من الأيام خرجت الفتاة لتقضي بعض حوائجها وهي في الطريق كان يتعرض لها من قبل ذئب من الذئاب البشرية وهي تتصدى عنه ..
أغواها في نظراته وتصرفاته .. وأصبح يهمس ويلحن لها أعذب الكلام .. ويبين لها أنه متعلق بها منذ فترة .. ويواعدها بالزواج .. حتى أصبحت غارقة في بحر الفتن ... وكلما تخرج يتعرض ويعيد نفس
الكرة .. حتى أن حقق الشيطان أمنيته ووقع بينهما ما وقع ... هنا بدأت كارثة الفتاة ..
حيث بعدما أبصرت واقع الحال وأحست بفقدان أعز ما تملك في تلك الوقعة السوداء ... طلبت منه أن يفي بوعده ..
لكن ببساطه رد عليها وقال : ليس بيني وبينك شئ ومن الآن فصاعدا كل واحد في طريق ..
طلبت منه الستر و الرحمة بكل ذلة وانكسار .. لكن دون جدوى .. لم يقدم لها إلا القباحة والغدر .. :
وقال لها آخر شيء : أنا لست مجنونا أو سفيها لكي أتزوج فتاة مثلك فرطت بشرفها بهذه البساطة .
والمصيبة الأعظم أنها حملت منه .. فاشتد عليها المصاب .. فأصبحت تفكر بأبيها الشيخ المعروف وإخوانها الذين تهابهم القبائل والناس . وكيف أنها لوثت شرفهم ..
حاولت أن تنتحر::: أن تهرب ..
لكن ليس هذا هو الحل .. فما هو الحل .. ؟ !
اللجوء إلى الله والهرب إليه والخوف منه والتوبة له ... هذا ما عزمت عليه تلك الفتاة المسكينة .. طلبت من الله أن يكسيها بواسع رحمته .. وسعت رحمته كل شيء ..
كان عندهم في نفس البادية رجل شهم.. وكبير لقومه.. و من قبيلة أخرى ومعروف بالشجاعة والفروسية والكرم والنخوة .. ولا نزكي على الله أحد ..
سمعت الفتاه بهذا الرجل الغيور... و اسمه الشيخ سلمان .. وكان الشيخ سلمان يقصده كثير من الناس .. يطلبون منه العون والمساعدة في كثير من الأمور لحل مشاكلهم وأزماتهم ... ويتبنى أمورهم لحلها . ذهبت إليه ولما قابلته قالت له : أنا داخله على الله ثم عليك ..
قال : أبشري بالخير إن كنت قادر .. فشرحت له مصيبتها بالكامل ..
وقالت بألم وحسرة : " استرني::: الله يستر عليكــ " .. ما أتاني إلى هنا إلا غيرتك وشهامتك.. احتار الشيخ سلمان .. وفكر وتعجب ..
ثم قال : اذهبي إلى أهلك .. إن شاء الله يحلها حلّال .. وأبشري بالخير .
وبعد عدة أيام جاء طالبا يد الفتاة من أبيها الشيخ.. وبعدها تم الزواج وقال لها : "هذا مكانك وهذه غرفتك وكل ما يخصك بمفردك .. حتى تضعين مولودك وبعدها الله كريم" ..
طبعا شكرت الله وحمدته على هذا الفضل العظيم وأن الله ستر عليها بسبب هذا الرجل الطيب .. مرت شهور حتى وضعت هذه المسكينة ولا يعرف حقيقة هذا المولود إلا الله والشيخ سلمان .. و أسموه " مرشد " .. وصار الولد مرشد ابن الشيخ سلمان .
وبعد ما وضعت الطفل بعد فترة من الزمن ... قال لها الشيخ سلمان: الآن انتهى دوري وجاء دورك ..
قالت : كيف .. قال: سوف نذهب ونزور أهلك ونسلم عليهم .. وعندما ننتهي من الزيارة أنا سوف أناديكي و أقول: يلا يا أم مرشد مشينا ، حينها أريد منكِ أن ترفضي الذهاب معي بشدة:: وتقولين: لا أريدك .. وأنا مالي إلا بيت أهلي ، حتى لو أصر أهلكِ على الذهاب معي لا توافقين .. وبعدها نفترق وعسى الله يستر عليك دنيا وآخرة .
قالت : "السمع والطاعة .. أنا مستحيل أنسى معروفك علي وفضلك بعد فضل الله والحمد لله أن الله ستر علي بسببك .. حتى ابني سترت عليه وتسمى باسمك .. والله ما أستطيع أن أجازيك إلا بالدعاء .. وعسى الله أن يقدرني على رد هذا الجميل" .
وبعد ما ذهبوا .. وعندما قرر الرحيل حصل كل ما اتفقواعليه .. وتفاجأ الشيخ والد أم مرشد .. و أصر على أن تذهب مع زوجها .. حتى إنه ضربها .. فقام الشيخ سلمان وقال له : "لا يا عم... خليها على راحتها .. أنا اللي ما يبيني ما أبيه والبنت طالق والولد حلال عليها"..
عندهــا انتهت مهـمة الشيخ سلمــان وستر على البـنت وولدها بفضل الله
مضت سنين وسنين .. وفي سنة من السنوات أرادت إحدى القبائل رأس الشيخ سلمان بسبب دم هدر بينهم وبين أبناء عمه فأرادوا قتله .. فهرب إلى منطقة بعيدة ..
وبعد تلك الأحداث .. سمعت أم مرشد بهذه المصيبة التي حلت على الشيخ سلمان .. وقالت: " لا بد أن أرد له المعروف" .. فكرت كثيرا بالأمر .. بعدما كبر ولدها وأصبح شابا قالت لولدها : "اذهب واسقي الإبل في مكان ورد الإبل " وهذا المكان يتجمعون فيه كثير من الناس ومنهم أهل الدم
وأوصت ولدها وقالت له : اذهب هناك وقول بصوت عالي ..( أنا مرشد ابن الشيخ سلمان وأناأول من يورد إبلي ما يوردها أحد قبلي) .
وعندما وصل قال بصوت عالي ( أنا مرشد ابن الشيخ سلمان.........) . سمع أهل الدم اسم الشيخ سلمان ..
وقالوا : هذا ولد سلمان .. وسلمان صار له مدة غايب .. وما لنا إلا دم ولده .. قام أحدهم ووجه البندقية عليه وصوب الولد فقتله .
وقالو : الآن أخذنا بثأرنا .. و ما نبي من سلمان شيء :: ما دام قتلنا ولده .
بعد فترة وبعد ما هدأت الأوضاع .. بعثت أم مرشد رسالة إلى الشيخ سلمان وقالت له : "ارجع إلى ديرتك ..
وإن شاء الله آمن وما عليك شيء .. والجمــاعة أخذوا ثـأرهم مـنك بولدي مرشـــد ,, وتراه فداك هو وأمه" ..
بعدها رجع الشيخ سلمان وما عليه شيء .. واستطاعت أم مرشد أن ترد له الجميل بولدها .. "فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان | |
|