أنواع القراءات من حيث القبول والردتنقسم
القراءات من حيث القبول والرد إلى قسمين اثنين :
1.
القراءة المقبولة :ذهب كثير من أهل الاختصاص ، وعلماء
القراءات إلى أن للقراءة المقبولة شروطا ثلاثة :
1- صحة السند .
2-
موافقة الرسم العثماني ، ولو احتمالاً .
3- موافقة اللغة العربية ولو
بوجه من الأوجه .
قال العلامة ابن الجزري:
فكل ما وافق وجه نحـو *** وكان للرسم احتمالا يحوي
وصح
إسنادا هو القـران *** فـهذه الثلاثة الأركـــان
وحيثما يختل ركـن اثبت
*** شــذوذه لو انه في السبعة
الكلام
على صحة السند :المراد بصحة السند سلامتة من الانقطاع أو
الضعف في رواته .
هل يكفي صحة السند لقبول
القراءة أم لا بد من التواتر ؟ذهب
بعض العلماء وعلى
رأسهم ابن الجزري إلى عدم اشتراط التواتر في القراءة
وزعم أن اشتراط
التواتر في كل حرف من حروف الخلاف فين به كثير من أحرف
الخلاف الثابت
عن السبعة وغيرهم.
قلت : والذي أراه أن التواتر لا بد
من
اشتراطه في القراءة القرآنية المقبولة فان العلماء مطبقون في تعريفهم
للقرآن
بأنه المنقول الينا بالتواتر .
وأما ما لم ينقل بالتواتر فهو
وان كان صحيح السند ، فسيبقى خارج نطاق القرآن في تعريفه الاصطلاحي المطبق
عليه وبهذا يزول اللبس الحاصل حول انفراد بعض السبعة أو غيرهم بأحرف لم
يقرأ
بها سواهم ، والله اعلم .
ومن أنواع القراءات المقبولة :
القراءة
الصحيحة الإسناد التي لم تبلغ حدّ التواتر كالمشهورة والآحاد فهذه قراءات
مقبولة
لصحة أسانيدها ويستفاد منها في ترجيح رأي فقهي أو منحى نحوي وما سوى
ذلك لا يبنغي أن يصار إليه كدعوى أن القراءة المشهورة أو الآحاد بلغت مبلغ
القرآن الذي لا يُمارى فيه ويتعبد بتلاوته .
2.أما
القراءات المردودة :فهي
كل قراءة جاءت بسند غير صحيح
أو خالفت الرسم العثماني أو اللغة العربية مع
ضرورة الإشارة بأن القرآن
حاكم على اللغة وليست اللغة بحاكمه على القرآن.
كلمة موجزة في القراءات الشاذة :كثيرا
ما
يمر بنا بعض القراءات فلا نجد لها أصلا في كتب القراءات المعتمدة
للسبعة
أو العشرة فإذا أمعنّا النظر وجدناها في المحتسب لابن جني ،أو
المختصر
لابن خالويه وهما كتابان جمع فيها المؤلفان كثيراً من شواذ
القراءات !
.
فما حقيقة القراءة الشاذة :القراءة
الشاذة هي – في نظرنا – ما لم تصح سنداً أو خالفت الرسم العثماني الذي هو
محل إجماع الصحابة .
وأما
مخالفة القراءة لقواعد العربية مع صحة
السند وموافقة الرسم فإنّ النفس لا
تطمئن إلى القول بشذوذ القراءة
بمجرد المخالفة المذكورة ، وذلك لما قررناه
بأن القرآن حاكم على قواعد
اللغة ، ولا عكس والله أعلم