منتديات اهل الحق
مرحبا بكم في منتدياتنا منتديات اهل الحق و أرجو من زائرنا العزيز أن يجد كل ما يبحث عنه من مواضيع و برامج ......وشكراا...
منتديات اهل الحق
مرحبا بكم في منتدياتنا منتديات اهل الحق و أرجو من زائرنا العزيز أن يجد كل ما يبحث عنه من مواضيع و برامج ......وشكراا...
منتديات اهل الحق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  دخولدخول  التسجيلالتسجيل  
آيـــــات الشفاء في القرآن الكريم إن هذه الآيات تجتمع في كل آية فيها كلمة شفاء و تقرأ بترتيب المصحف فقد قال العلماء أن في هذا استعانة بكلام الله على الشفاء و خصوصا بالنسبة للأمراض التي لا تقدر عليها أسباب البشر...وهـــم:- الآية 14 من سورة التوبة: قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ... صدق الله العظيم الآية 57 في سورة يونس : يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ... صدق الله العظيم الآية 69 من سورة النحل : وَاللّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ... صدق الله العظيم الآية 82 من سورة الإسراء : وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا... صدق الله العظيم الآية 80 من سورة الشعراء : وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ... صدق الله العظيم الآية 44 من سورة فصلت : وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ...||

 

 الفرزدق -شاعر السيف والقلم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





التقييم : 3
نقاط : 360558
تاريخ التسجيل : 01/01/1970

الفرزدق -شاعر السيف والقلم Empty
مُساهمةموضوع: الفرزدق -شاعر السيف والقلم   الفرزدق -شاعر السيف والقلم I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 12, 2013 5:31 pm

الفرزدق





حياته: هو همام بن غالب، كنيته أبو فراس
ولقبه الفرزدق، ولقب به، لغلظة في وجهه. ولد الشاعر الفرزدق في بيت يكتنفه
الشرف والسيادة من كل جانب، فأبوه غالب أحد أجواد العرب.. ولد بالبصرة،
ونشا في باديتها.. كان الفرزدق متقلبا في مزاجه وعلاقاته الاجتماعية، فقد
يمدح الرجل اليوم ليهجوه في يوم آخر.

قيل إنه نظم الشعر صغيرًا..
دارت بين الفرزدق وجرير الشاعر الأموي أيضًا، حرب هجائية دامت نحو خمسين
سنة، وكان لتلك الحرب الشعرية صدى واسع في البلاد، وضج بها"المربد" سوق
البصرة، وانقسم الناس قسمين، كل قسم يؤيد هذا الشاعر أو ذاك.

توفي الفرزدق بالبصرة سنة 114ه وقد شارف على التسعين.

كان التكسب مرماه في أكثر الأحوال، فمدح ورثى وهجا، فها نحن نتوقف قليلا عند مديحه.







شعره في المديح






مدح
الفرزدق خلفاء بني أمية على أنهم أولى الناس بتراث الخلافة، وأحق الناس
بالملك، وهم كالقمر يهتدي به، وسيوفهم هي سيوف الله التي يضرب بها الأعداء،
وإذا النصر حليفهم، لأن الله معهم، وإذا الهدى مشرق من وجوههم، منهم
الهادون والمهديون.. وتذكر الكتب والمراجع، أن الخليفة "هشام بن عبد الملك"
حج على عهد أبيه وطاف بالبيت، وحاول أن يصل إلى الحجر الأسود فلم يستطع
لشدة الزحام، فنصب له كرسي وجلس عليه ينظر إلى الناس، وحوله جماعة من أهل
الشام. وفيما هو كذلك أقبل"زين العابدين" فطاف بالبيت، ولما انتهى إلى
الحجر انشقت له الصفوف ومكنته من استلامه، فقال رجل من الشام لهشام:

من هذا الذي هابه الناس هذه الهيبة؟

فقال هشام"

لا أعرفه، وخاف أن يذكر اسمه فيرغبهم فيه.

وكان الفرزدق حاضرًا فقال: أنا أعرفه.

فقال الشامي: ومن هو يا أبا فراس؟، فقال قصيدته الشهيرة في مدح زين العابدين، فغضب هشام وحبسه، فهجاه الفرزدق.

أنشد الشاعر الفرزدق قصيدة يمدح فيها"زين العابدين":



هذا الذي تعرف البطحاء وطأته **** والبيت يعرفه والحل والحرم

هذا ابن خير عباد الله كلهم **** هذا التقي النقي الطاهر العلم

هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله **** بجده أنبياء الله قد ختموا

ما قال لا قط إلا في تشهده **** لولا التشهد كانت لاءه نعم

إذا رأته قريش قال قائلها **** إلى مكارم هذا ينتهي الكرم








فخر الفرزدق






الشاعر
يمزج بين الفخر والهجاء، فالهجاء عنده موضوع في جو فسيح من الفخر
والتبجح... أما موضوع فخره فهو في قومه ونفسه، وفخره بقومه اشد منه بنفسه،
إنه أعز الناس بيتًا وأرفعهم شرفًا وأوسعهم خيرًا وكرمًا، وهم ذوو العقول
التي توازي الجبال، والثبات الذي لا يزعزع..

ولقد برع الفرزدق براعة
فائقة في الفخر، ذلك لأن شرف آبائه وأجداده قد مهد له سبيل القول بالفخر،
وتطاول على جرير وتحداه أن يأتيه بمثل آبائه وقومه:



أولئك آبائي فجئني بمثلهم **** إذا جمعتنا ياجرير المجامع

فيا عجبًا حتى كليب تسبني**** كأن أباها نهشل أو مجاشع



كانت غاية الفرزدق في هجره الاستعلاء على جرير، فكان فخره في الغالب ممتزجًا بهجاء جرير ورهطه..

وفي
فخره بقومه يصفهم بالمكارم التي كان العرب يفاخرون بها، ككثرة العدد
وحماية الجار والبأس في القتال، وشرف المنزلة، وقري الضيف، ونباهة الذكر،
ورجاحة العقل. ثم يعدد آباءه ويذكر مآثر كل منهم.. حتى أن الفرزدق يستغل
بعض الحوادث التي هجاه بها خصمه جرير، فيجيد الاعتذار لها ويحولها على فخر،
فهو حين عجز عن قتل الأسير الرومي الذي دفع إليه قال:



ولا نقتل الأسرى ولكن نفكهم **** إذا أثقل الأعناق حمل المغارم



وهذه أبيات يفخر الفرزدق فيها بنفسه وبقومه، فيقول:

إن الذي سمك السماء بنى لنا **** بيتًا دعائمه أعز وأطول

أحلامنا تزن الجبال رزانة **** وتخالنا جنًا إذا ما نجهل

وهب القصائد لي النوابغ إذ مضوا**** وأبو يزيد، وذو القروح، وجرول



فالفرزدق يقول:

إن
الله أعطى قومه عزًا وشرفًا، أكثر من جرير وقومه.. فعقولنا تساوي بوزنها
وتفكيرها وزن الجبال، كما أنها توازنها ثباتًا ورسوخًا، على أننا في الحروب
والدفاع عن كياننا نصبح محاربين أشداء قساة فيما إذا ما حملنا أحد على
الغضب.







فكرة عن النقائض الشعرية






ذكرنا
أن المعركة الشعرية نشبت بين الفرزدق وجرير ودامت أكثر من خمسين عامًا،
فالنقائض قصائد امتزج فيها الهجاء والفخر، وكثرت فيها الإشارة إلى ماضي
القبائل في الجاهلية وحاضرها في عهد بني أمية، يقول الشاعر قصيدته، فيرد
عليه خصمه بقصيدة من وزنها وقافيتها ويتعقب أفكاره ومعانيه، فيردها عليه..

على
أن فن النقائض نشأ أول ما نشأ في العصر الجاهلي وامتد حتى ازدهر في العصر
الأموي الذي استيقظت فيه العصبية بعد أن أضعفها الإسلام، وانضمت إلى
العوامل القبلية عوامل أخرى سياسية واجتماعية واقتصادية وشخصية.. فكانت
نقائض هذا العصر تختلف عن نقائض العصر الجاهلي بطولها وإفحاشها واتساع
الخيال فيها..

هذا ومن المعروف أن النقائض تقوم على الهجاء، وفن
الهجاء بدوره قائم على أمور ثلاثة: الأول أن يذكر الشاعر معايب خصمه ومثالب
قبيلته بنفسه وبقبيلته.. والثاني تناول الأغراض وقذف المحصنات والشتائم..
والثالث تصوير الخصم بصورة ساخرة تحمل القارىء أو السامع على الضحك..








الفرزدق شاعر الوصف






كان
الفرزدق واسع الخيال، دقيق الملاحظة، جيد القصص، مما ساعده على أن يكون من
ابرع الوصافين في العهد الأموي، أما موصوفاته فكثيرة، منها ما هو منتزع من
البادية كالذئب، ومنها ما هو من حياة الحضر كالسفينة والجيش.. ويصطبغ وصف
الفرزدق أحيانًا بصبغة القصص الذي يحسن الشاعر سرده، كما يمتاز بالتقرب من
الحيوان المفترس والعطف عليه، ففي وصفه للذئب يظهر استعدادًا لأن يلبس ذلك
الوحش من ثيابه وأن يقاسمه زاده.




فلما دنا قلت ادن دونك إنني **** وإياك في زادي لمشتر كان

فبت أسوي الزاد بيني وبينه **** على ضوء نار مرة ودخان




فهذان
البيتان من قصيدة يصف فيها ذئبًا أتاه ليلا وهو يشتوي شاة، فدعاه أن
يشاركه الطعام المشوي اللذيذ، فهو وحيد وقد عانى من عقوق الأصدقاء وبعد
الأحباب، فكأن الشاعر استأنس بمجيء الضيف الذئب، او أرجح أن الفرزدق قد
تخيل هذا الضيف. وهو في قلب الصحراء يشعل ناره للطعام ففضل في قصيدته هذه
القصصية أن يكون ضيفه حيوانًا، عسى أن يكون وفيًا أنيسًا مخلصًا أكثر من
الإنسان الغادر.. فوصف الشاعر يتناول المحسوسات أكثر من المعنويات، كما
يمتاز بالدقة وحسن التصوير، فضلا عن طابع شخصي مبتكر أو جده من خلال قصصه.









الهجاء في شعر الفرزدق






إن
ميزة الهجاء عند الفرزدق هي الفخر أولا، فالشاعر في الهجاء يعتمد على
الفخر والاستناد عليه، فبالهجاء ينقض الشاعر على خصمه فيوسعه شتمًا وذلا
فيصوره حقيرًا، كما يصور قومه وأهله بأنهم يتصفون بأرذل الصفات وأقبح
الطباع، فهم مثلا ضعفاء متخاذلون، بخلاء لا أصل لهم ولا فرع..

وبالمقابل فالشاعر هذا يفخر بقومه وبنفسه، كما رأينا في هجاء جرير، والذي هو فخر للفرزدق بآن واحد.

وقال الفرزدق في الضيافة:




ومستنبح والليل بيني وبينه **** يراعي بعينيه النجوم التواليا

سرى إذ تفشى الليل تحمل صوته**** إلي الصبا قد ظل بالأمس طاويا

حلفت لهم إن لم تجبه كلابنا **** لأستوقدن نارًا تجيب المناديا


وقال يهجو" إبليس" وقد تاب في أواخر حياته:



أطعتك يا إبليس سبعين حجة **** فلما انتهى شيي وتم تمامي

فررت إلى ربي وأيقنت أنني **** ملاق لأيام المنون حمامي



لاشك
في أننا نلمس من هذه الأبيات للفرزدق، توبته عن ماضيه البعيد وعن مساوئه
وطيشه، فهنا هو قد بلغ السبعين من عمره، حيث النهاية في الدنيا أصبحت
قريبة، ولا بد من لقاء الموت الذي هو غاية كل إنسان... فهذه الأبيات تدلنا
على أن الشاعر قد صقلته الأيام وهذبته الحياة، فبدا شعره صادقًا عن نفسه
الزاهدة، وتقواه العميقة..

وهكذا رأينا الفرزدق في شعره يلتزم
بالديباجة المعروفة لديه، فشعره الغزلي أحيانا يخلو من هذه الديباجة،
فيتجاوز قوانين النحو والبيان في كثير من الأحيان...

ولكن شعر
الفرزدق فضلا عن قيمته الأدبية، ذو قيمة تاريخية كبرى، لأنه يطلعنا على
نواح كثيرة من حياته وحياة خصومه، وعلى أخبار العرب وأيامهم وعاداتهم،
وأوضاع الدولة الأموية وتصرف عمالها وولاتها، وعلى الفتوحات والجيوش
وغيرها.
الفرزدق





حياته: هو همام بن غالب، كنيته أبو فراس
ولقبه الفرزدق، ولقب به، لغلظة في وجهه. ولد الشاعر الفرزدق في بيت يكتنفه
الشرف والسيادة من كل جانب، فأبوه غالب أحد أجواد العرب.. ولد بالبصرة،
ونشا في باديتها.. كان الفرزدق متقلبا في مزاجه وعلاقاته الاجتماعية، فقد
يمدح الرجل اليوم ليهجوه في يوم آخر.

قيل إنه نظم الشعر صغيرًا..
دارت بين الفرزدق وجرير الشاعر الأموي أيضًا، حرب هجائية دامت نحو خمسين
سنة، وكان لتلك الحرب الشعرية صدى واسع في البلاد، وضج بها"المربد" سوق
البصرة، وانقسم الناس قسمين، كل قسم يؤيد هذا الشاعر أو ذاك.

توفي الفرزدق بالبصرة سنة 114ه وقد شارف على التسعين.

كان التكسب مرماه في أكثر الأحوال، فمدح ورثى وهجا، فها نحن نتوقف قليلا عند مديحه.







شعره في المديح






مدح
الفرزدق خلفاء بني أمية على أنهم أولى الناس بتراث الخلافة، وأحق الناس
بالملك، وهم كالقمر يهتدي به، وسيوفهم هي سيوف الله التي يضرب بها الأعداء،
وإذا النصر حليفهم، لأن الله معهم، وإذا الهدى مشرق من وجوههم، منهم
الهادون والمهديون.. وتذكر الكتب والمراجع، أن الخليفة "هشام بن عبد الملك"
حج على عهد أبيه وطاف بالبيت، وحاول أن يصل إلى الحجر الأسود فلم يستطع
لشدة الزحام، فنصب له كرسي وجلس عليه ينظر إلى الناس، وحوله جماعة من أهل
الشام. وفيما هو كذلك أقبل"زين العابدين" فطاف بالبيت، ولما انتهى إلى
الحجر انشقت له الصفوف ومكنته من استلامه، فقال رجل من الشام لهشام:

من هذا الذي هابه الناس هذه الهيبة؟

فقال هشام"

لا أعرفه، وخاف أن يذكر اسمه فيرغبهم فيه.

وكان الفرزدق حاضرًا فقال: أنا أعرفه.

فقال الشامي: ومن هو يا أبا فراس؟، فقال قصيدته الشهيرة في مدح زين العابدين، فغضب هشام وحبسه، فهجاه الفرزدق.

أنشد الشاعر الفرزدق قصيدة يمدح فيها"زين العابدين":



هذا الذي تعرف البطحاء وطأته **** والبيت يعرفه والحل والحرم

هذا ابن خير عباد الله كلهم **** هذا التقي النقي الطاهر العلم

هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله **** بجده أنبياء الله قد ختموا

ما قال لا قط إلا في تشهده **** لولا التشهد كانت لاءه نعم

إذا رأته قريش قال قائلها **** إلى مكارم هذا ينتهي الكرم








فخر الفرزدق






الشاعر
يمزج بين الفخر والهجاء، فالهجاء عنده موضوع في جو فسيح من الفخر
والتبجح... أما موضوع فخره فهو في قومه ونفسه، وفخره بقومه اشد منه بنفسه،
إنه أعز الناس بيتًا وأرفعهم شرفًا وأوسعهم خيرًا وكرمًا، وهم ذوو العقول
التي توازي الجبال، والثبات الذي لا يزعزع..

ولقد برع الفرزدق براعة
فائقة في الفخر، ذلك لأن شرف آبائه وأجداده قد مهد له سبيل القول بالفخر،
وتطاول على جرير وتحداه أن يأتيه بمثل آبائه وقومه:



أولئك آبائي فجئني بمثلهم **** إذا جمعتنا ياجرير المجامع

فيا عجبًا حتى كليب تسبني**** كأن أباها نهشل أو مجاشع



كانت غاية الفرزدق في هجره الاستعلاء على جرير، فكان فخره في الغالب ممتزجًا بهجاء جرير ورهطه..

وفي
فخره بقومه يصفهم بالمكارم التي كان العرب يفاخرون بها، ككثرة العدد
وحماية الجار والبأس في القتال، وشرف المنزلة، وقري الضيف، ونباهة الذكر،
ورجاحة العقل. ثم يعدد آباءه ويذكر مآثر كل منهم.. حتى أن الفرزدق يستغل
بعض الحوادث التي هجاه بها خصمه جرير، فيجيد الاعتذار لها ويحولها على فخر،
فهو حين عجز عن قتل الأسير الرومي الذي دفع إليه قال:



ولا نقتل الأسرى ولكن نفكهم **** إذا أثقل الأعناق حمل المغارم



وهذه أبيات يفخر الفرزدق فيها بنفسه وبقومه، فيقول:

إن الذي سمك السماء بنى لنا **** بيتًا دعائمه أعز وأطول

أحلامنا تزن الجبال رزانة **** وتخالنا جنًا إذا ما نجهل

وهب القصائد لي النوابغ إذ مضوا**** وأبو يزيد، وذو القروح، وجرول



فالفرزدق يقول:

إن
الله أعطى قومه عزًا وشرفًا، أكثر من جرير وقومه.. فعقولنا تساوي بوزنها
وتفكيرها وزن الجبال، كما أنها توازنها ثباتًا ورسوخًا، على أننا في الحروب
والدفاع عن كياننا نصبح محاربين أشداء قساة فيما إذا ما حملنا أحد على
الغضب.







فكرة عن النقائض الشعرية






ذكرنا
أن المعركة الشعرية نشبت بين الفرزدق وجرير ودامت أكثر من خمسين عامًا،
فالنقائض قصائد امتزج فيها الهجاء والفخر، وكثرت فيها الإشارة إلى ماضي
القبائل في الجاهلية وحاضرها في عهد بني أمية، يقول الشاعر قصيدته، فيرد
عليه خصمه بقصيدة من وزنها وقافيتها ويتعقب أفكاره ومعانيه، فيردها عليه..

على
أن فن النقائض نشأ أول ما نشأ في العصر الجاهلي وامتد حتى ازدهر في العصر
الأموي الذي استيقظت فيه العصبية بعد أن أضعفها الإسلام، وانضمت إلى
العوامل القبلية عوامل أخرى سياسية واجتماعية واقتصادية وشخصية.. فكانت
نقائض هذا العصر تختلف عن نقائض العصر الجاهلي بطولها وإفحاشها واتساع
الخيال فيها..

هذا ومن المعروف أن النقائض تقوم على الهجاء، وفن
الهجاء بدوره قائم على أمور ثلاثة: الأول أن يذكر الشاعر معايب خصمه ومثالب
قبيلته بنفسه وبقبيلته.. والثاني تناول الأغراض وقذف المحصنات والشتائم..
والثالث تصوير الخصم بصورة ساخرة تحمل القارىء أو السامع على الضحك..








الفرزدق شاعر الوصف






كان
الفرزدق واسع الخيال، دقيق الملاحظة، جيد القصص، مما ساعده على أن يكون من
ابرع الوصافين في العهد الأموي، أما موصوفاته فكثيرة، منها ما هو منتزع من
البادية كالذئب، ومنها ما هو من حياة الحضر كالسفينة والجيش.. ويصطبغ وصف
الفرزدق أحيانًا بصبغة القصص الذي يحسن الشاعر سرده، كما يمتاز بالتقرب من
الحيوان المفترس والعطف عليه، ففي وصفه للذئب يظهر استعدادًا لأن يلبس ذلك
الوحش من ثيابه وأن يقاسمه زاده.




فلما دنا قلت ادن دونك إنني **** وإياك في زادي لمشتر كان

فبت أسوي الزاد بيني وبينه **** على ضوء نار مرة ودخان




فهذان
البيتان من قصيدة يصف فيها ذئبًا أتاه ليلا وهو يشتوي شاة، فدعاه أن
يشاركه الطعام المشوي اللذيذ، فهو وحيد وقد عانى من عقوق الأصدقاء وبعد
الأحباب، فكأن الشاعر استأنس بمجيء الضيف الذئب، او أرجح أن الفرزدق قد
تخيل هذا الضيف. وهو في قلب الصحراء يشعل ناره للطعام ففضل في قصيدته هذه
القصصية أن يكون ضيفه حيوانًا، عسى أن يكون وفيًا أنيسًا مخلصًا أكثر من
الإنسان الغادر.. فوصف الشاعر يتناول المحسوسات أكثر من المعنويات، كما
يمتاز بالدقة وحسن التصوير، فضلا عن طابع شخصي مبتكر أو جده من خلال قصصه.









الهجاء في شعر الفرزدق






إن
ميزة الهجاء عند الفرزدق هي الفخر أولا، فالشاعر في الهجاء يعتمد على
الفخر والاستناد عليه، فبالهجاء ينقض الشاعر على خصمه فيوسعه شتمًا وذلا
فيصوره حقيرًا، كما يصور قومه وأهله بأنهم يتصفون بأرذل الصفات وأقبح
الطباع، فهم مثلا ضعفاء متخاذلون، بخلاء لا أصل لهم ولا فرع..

وبالمقابل فالشاعر هذا يفخر بقومه وبنفسه، كما رأينا في هجاء جرير، والذي هو فخر للفرزدق بآن واحد.

وقال الفرزدق في الضيافة:




ومستنبح والليل بيني وبينه **** يراعي بعينيه النجوم التواليا

سرى إذ تفشى الليل تحمل صوته**** إلي الصبا قد ظل بالأمس طاويا

حلفت لهم إن لم تجبه كلابنا **** لأستوقدن نارًا تجيب المناديا


وقال يهجو" إبليس" وقد تاب في أواخر حياته:



أطعتك يا إبليس سبعين حجة **** فلما انتهى شيي وتم تمامي

فررت إلى ربي وأيقنت أنني **** ملاق لأيام المنون حمامي



لاشك
في أننا نلمس من هذه الأبيات للفرزدق، توبته عن ماضيه البعيد وعن مساوئه
وطيشه، فهنا هو قد بلغ السبعين من عمره، حيث النهاية في الدنيا أصبحت
قريبة، ولا بد من لقاء الموت الذي هو غاية كل إنسان... فهذه الأبيات تدلنا
على أن الشاعر قد صقلته الأيام وهذبته الحياة، فبدا شعره صادقًا عن نفسه
الزاهدة، وتقواه العميقة..

وهكذا رأينا الفرزدق في شعره يلتزم
بالديباجة المعروفة لديه، فشعره الغزلي أحيانا يخلو من هذه الديباجة،
فيتجاوز قوانين النحو والبيان في كثير من الأحيان...

ولكن شعر
الفرزدق فضلا عن قيمته الأدبية، ذو قيمة تاريخية كبرى، لأنه يطلعنا على
نواح كثيرة من حياته وحياة خصومه، وعلى أخبار العرب وأيامهم وعاداتهم،
وأوضاع الدولة الأموية وتصرف عمالها وولاتها، وعلى الفتوحات والجيوش
وغيرها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الفرزدق -شاعر السيف والقلم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  انا والقلم و ورقة
» شاعر الرسول ..حسان بن ثابت
» محاولة انتحار شاعر عظيم
» تحديث الصفحة ذكاء شاعر و فطنة ملك

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اهل الحق :: منتديات الجامعة و البحث العلمي :: قسم الادب العربي-
انتقل الى: