نساء عظيمات فى تاريخ الاسلام
خوله بنت ثعلبة
* من ربات الفصاحة والبلاغة .
* هى التى خاطبت عمر بن الخطاب ( رضى الله عنه ) عند خروجه من المسجد فقالت
له : " هيه يا عمر ، عهدتك وأنت تسمى عميرًا فى سوق عكاظ ترعى الضأن ، فلم
تذهب الأيام حتى سميع عمر ، ثم لم تذهب الأيام حتى سميت أمير المؤمنين ،
فاتق الله فى الرعية ، واعلم أنه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد ، ومن خاف
الموت خشى الفوت ، فقال لها الجرود العبدى : قد أكثرت على أمير المؤمنين ،
فقال عمر : " دعها أما تعرفها ، هذه التى سمع الله قولها من فوق سبع سموات ،
أحق والله وأن يسمع لها “ .
* هى التى ظاهر منها زوجها فقال لها : أنت علىَّ كظهر أمى ، فذهبت إلى رسول
الله ( صلى الله عليه وسلم ) وقصت أمرها فبعث لزوجها أوس بن الصامت وسأله
عن قوله فقال له الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) : " لا تدن منها ولا تدخل
عليها حتى آذن لك “ فنزل القرآن ويتعبد به ليحل هذه المشكلة : { قد سمع
الله قول التى تجادلك فى زوجها وتشتكى إلى الله والله يسمع تحاوركما إن
الله سميع بصير ، الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هن أمهاتهم إن أمهاتهم
إلا اللائى ولدنهم وإنهم ليقولون منكرًا من القول وزورًا وإن الله لعفو
غفور } ، ثم قال لها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أن تأمر زوجها أن
يعتق رقبة ، فقالت وأى رقبة ، والله ما يجد رقبة ، فقالت : والله يا رسول
الله ما يقدر على ذلك ، قال : “ مريه فليأت أم المنذر بن قيس فليأخذ منها
شطر وسق من تمر ، فيتصدق به على ستين مسكينًا " ففعل .
فاطمة الزهراء
* سيدة نساء العالمين فى زمانها .
* من خير نساء الجنة ، وزوجها أحد الخلفاء الأربعة .
* ولدت قبل بعثة النبى ( صلى الله عليه وسلم ) وأم الحسن والحسين ومحسن وأم كلثوم وزينب .
* كان النبى ( صلى الله عليه وسلم ) يكرمها ويسر إليها .
* لما توفى النبى ( صلى الله عليه وسلم ) حزنت عليه وبكت وقالت : " يا
أبتاه ، إلى جبريل ننعاه ، يا أبتاه ، أجاب ربًا دعاه ، يا أبتاه ، جنة
الفردوس مأواه ، وبعد دفن الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) قالت لأنس ( رضى
الله عنه ) يا أنس ، كيف طابت نفوسكم أن تحثوا التراب على رسول الله ( صلى
الله عليه وسلم ) .
* قال لها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فى مرضه : " إنى مقبوض فى مرضى
هذا " فبكت ، وأخبرها أنها أول أهله لحوقًا به ، وأنها سيدة نساء
هذه الأمة ، فضحكت وكتمت ذلك ، فلما توفى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
سألتها عائشة عن بكائها ثم ضحكها ، فحدثتها بما أسر إليها .
* توفيت بعد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بخمسة أشهر عن عمر 25 سنة .
* انقطع نسب الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) إلا من قبلها .
خديجة
* كانت تدعى فى الجاهلية بالطاهرة لشدة عفافها وصيانتها ، وكانوا يصفونها بسيدة نساء قريش .
* كانت ذا شرف ومال توظفه فى التجارة .
* رفضت عظماء قريش ، وخطبت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لما علمت من عظيم أخلاقه .
* أعانت الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) على حياته الطاهرة النقية البعيدة
عن الأوثان والخمر والميسر واللغو والشهوات ، وذلك فى الجاهلية قبل الرسالة
.
* كانت ظهيرًا للرسول ( صلى الله عليه وسلم ) فى حياة التجرد والتأمل - فكانت تعد له الزاد ليقضى شهر رمضان فى غار حراء - .
* لما نزل الوحى على النبى ( صلى الله عليه وسلم ) جاءها فزعا فقالت له فى
ثقة ويقين : “ كلا والله لا يخزيك الله أبدًا ، إنك لتصل الرحم ، وتحمل
الكل ـ وتكسب المعدوم ، وتصدق الحديث ، وتقرى الضيف ، وتعين على نوائب
الدهر “ .
* كانت أول من آمن بالله ورسوله ( صلى الله عليه وسلم ) وصدقت برسالته .
* شاطرت الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) متاعب الدعوة ، وآلام الرسالة ، راضية مغتبطة .
* دخل الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) الشعب ، فدخلت معه ، وذاقت مرارة
الحرمان ، وعضة الجوع ، وهى ذات المال الوفير ، وربيبة الرفاهية والنعيم .
* حمل لها أمين الوحى جبريل عليه السلام ، سلام الله إليها من فوق سبع سموات .
* لما توفيت ( رضى الله عنها ) حزن عليها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) حزنًا شديدًا ، وسمى العام الذى توفيت فيه بعام الحزن .
* ظل الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) مخلصًا لذكراها ، حتى بعد زواجه بعدها .
* رزق منها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بعبدالله وقاسم ، وزينب ، وفاطمة ، ورقية ، وأم كلثوم .
أسماء بنت أبى بكر
* أسلمت مع السابقين الأولين - كان ترتيبها فى الإسلام الثانية عشر - .
* هى أخت إحدى أمهات المؤمنين رضوان الله عليهن .
* هى زوجة أحد العشرة المبشرين بالجنة .
* هى بنت خليفة للمسلمين .
* ظلت بمكة تشارك المسلمين مرارة الأذى فى سبيل الله ، حتى كانت الهجرة إلى المدينة فكان لها مواقف سجلها لها التاريخ .
* صنعت سفرة للنبى ( صلى الله عليه وسلم ) حين أراد أن يهاجر ، فلم تجد
لسفرته ولا لسقائه ما تربطهما به فشقت نطاقها شقين واشتهرت بعد هذه الفعلة
بذات النطاقين .
* لم حضر أبو جهل يسأل عن أبيها قالت له : “ لا أدرى ، فلطمها على وجهها فطرح منها قرطها “ .
* سألها جدها الضرير عن مال أبيها بعدما خرج للهجرة ، وأخذ ماله كله معه ـ
فعمدت إلى كيس ملأته بالحجارة ووضعت يد جدها عليه حتى ظن أن أباها قد ترك
لها نقودًا .
* هى أم أول مولود ذكر فى المدينة .
* هى التى قالت لولدها بشجاعة وعزيمة ورباطة جأش حينما قال لها إنى أخاف أن
يمثل بى أهل الشام ، قالت : " وماذا يضير الشاة سلخها بعد ذبحها ؟ " .
* لما أراد الحجاج بن يوسف الثقفى الذى قتل ولدها أن يتشفى فيها وقال لها :
كيف رأيتنى صنعت بعدو الله ؟ قالت له وهو صاحب البطش : " أراك أفسدت على
ابنى دنياه ، وأفسد عليك آخرتك " قال لها : إن ابنك ألحد فى هذا البيت ،
قالت له : “ كذبت “ .
* كانت شاعرة ذات منطق وبيان .
* توفيت بمكة بعد قتل ابنها بليال ، وكان لها مائة سنة ولم يسقط لها سن ، ولم ينكر لها عقل ، وماتت ضريرة .
أم سليم
* أنصارية خزرجية بخارية ، عرفت بكنية ، ولها صلة قرابة بالنبى ( صلى الله عليه وسلم ) من بنى النجار أخوال أبيه .
* أخوها أحد القراء الذين غدر بهم المشركون فى بئر معونة ، حيث طعن من
الخلف طعنة غادرة ، فقال قولته المشهورة : " فزت ورب الكعبة " .
* وأختها أم حرام زوجة عبادة بن الصامت التى أخبرها النبى ( صلى الله عليه
وسلم ) وبشرها بالاستشهاد فى غزوة بحرية ، وفعلاً فى خلافة عثمان ، وصلت
إلى جزيرة قبرص مع زوجها تحت إمارة معاوية وقربت إليها دابة فصرعتها .
* هى أم أنس بن مالك بن النضر الذى روى عنها .
* لما أسلمت عرضت الإسلام على زوجها فأبى وغضب وتركها إلى الشام ، ومات هناك - فقالت : “ لا أتزوج حتى يبلغ أنس “ .
* لما عرض عليها أبو طلحة الزواج قالت له : " أما إنى فيك لراغبة ولكنك رجل
كافر ، وأنا مسلمة " ثم قالت له : " إن أسلمت فذاك مهرى ، لا أريد من
الصداق غيره " ، فأسلم وتزوجها ، وكان مهرها الإسلام ، فهى بذلك وضعت
تقليدًا جديدًا .
* رزقت من أبى طلحة بولد ، ابتلاهما الله تعالى فيه ، إذ مرض واشتد به
المرض فمات فى غياب أبى طلحة ، فغسلته وكفنته ، وعندما عاد أبوه وسألها عنه
قالت : " قد هدأت نفسه " ، وأرجو أم يكون قد استراح ، وقدمت له الطعام ،
وأقبل الليل فتهيأت له ، فلما أصبح اغتسل وأراد الخروج أخبرته بوفاة ابنه
قائلة : " يا أبا طلحة ، أرأيت إن قومًا أعاروا عاريتهم أهل بيت فطلبوا
عاريتهم ، ألهم أن يمنعوهم ؟ “ قال : “ لا “ ، فقالت : “ فاحتسب ابنك “
فغضب وذهب إلى النبى ( صلى الله عليه وسلم ) يحكى له ما كان منها ، فقال
النبى ( صلى الله عليه وسلم ) : " بارك الله فى ليلتكما " ، فولد لهما
ببركة هذا الدعاء تسعة أولاد كلهم حمل عن النبى ( صلى الله عليه وسلم )
وختم القرآن .
* أخذت ولدها أنس بن مالك ، وانطلقت به إلى النبى ( صلى الله عليه وسلم )
وقالت : " يا رسول الله ! إنه لم يبق رجل ولا امرأة من الأنصار إلا قد
أتحفك بتحفة ، وإنى لا أقدر على ذلك ، إلا لبنى هذا فخذه فليخدمك ما بدا لك
" ، وظل أنس فى خدمة النبى ( صلى الله عليه وسلم ) عشر سنين .
* كانت شديدة الحب لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وكان الرسول ( صلى
الله عليه وسلم ) يزورها ويكرمها ويقيل عندها ، وذات مرة نام عندها
القيلولة فعرق ، فجاءت بقارورة نسلت فيها العرق ، فاستيقظ النبى ( صلى الله
عليه وسلم ) فقال لها : " ماذا تصنعين ؟ " قالت : " هذا عرقك نجعله فى
طيبنا ، وهو من أطيب الريح " .
* كانت تقوم فى خدمة الجيش مع النبى ( صلى الله عليه وسلم ) تسقى وتسعف الجرحى .
* فى غزوة حنين اتخذت خنجرًا ، فسألها أبو طلحة زوجها عن ذلك فقالت : " اتخذته إن دنا منى أحد المشركين بقرت بطنه " .
نسيبة
* هى أنصارية خزرجية بخارية ، وكان لها كنية تعرف بها .
* أسلمت مع السابقين من الأنصار - وكانت إحدى امرأتين حضرتا بيعة العقبة الأولى - .
* كانت طموحة تريد أن تثبت أن للمرأة المسلمة مكانها بجوار الرجل المسلم إذ
أتت إلى الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) وقالت : " ما أرى كل شئ إلا للرجال
، وما أرى النساء يذكرن فى شئ ، فاستجاب الله ونزل الوحى بقرآن يتلى يسجل
فيه موقف المرأة صراحة لا ضمنًا ، وقصدًا لا تبعا حيث قال تعالى : { إن
المسلمين والمسلمات ... } [ الأحزاب : 35 ] .
* حضرت معظم الغزوات مع النبى ( صلى الله عليه وسلم ) ، تخدم المجاهدين ،
وتحرض المقاتلين ، وتثبت المترددين ، فإذا جد الجد شهرت يلاحها وقاتلت قتال
الأبطال .
* شهدت أحد هى وزوجها وابناها ، فلما انقلب النصر فى الجولة لأولى ، ثم
دارت المعركة لصالح المشركين ، لم ينخلع قلبها من هول الصدمة ، بل قاتلت
وأبلت بلاءً حسنًا ، وهى حاجزة ثوبها على وسطها ، واقفة بين يدى رسول الله (
صلى الله عليه وسلم ) تتلقى دونه الضربات والرميات حتى جرحت اثنى عئر
جرحًا .
* لما أقبل بن قمئة يريد قتل النبى ( صلى الله عليه وسلم ) كانت فيمن اعترض
له ، فضربها على عاتقها ضربة صار لها فيما بعد غورًا أجوفًا ، وضربته
ضربات .
* ذكرها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وقال : “ لمقامها اليوم خير من
مقام فلان وفلان ، ما التفتُّ يمينًا وشمالاً إلا وأراها تقاتل دونى " وقال
لابنها عبد الله : " بارك الله عليكم من أهل بيت ، مقام أمك خير من مقام
فلان وفلان ، ومقام زوجها خير من فلان وفلان ، ومقامك خير من مقام فلان
وفلان ، رحمكم الله أهل بيت " فقالت : " ادع الله أن نرافقك فى الجنة "
فقال ( صلى الله عليه وسلم ) : " اللهم اجعلهم رفقائى فى الجنة " قالت : "
ما أبالى بعد ذلك ما أصابنى من الدنيا " .
* يوم الحديبية ، حين بلغ المسلمين أن عثمان قد قتلته قريش ، طلب النبى
(صلى الله عليه وسلم ) البيعة ، قامت إلى عامود فأخذته وجعلته ****ًا ،
وشدت سكينًا على وسطها .
* يوم حنين ، صاحت فى الأنصار للثبات ، وشدت على رجل من هوازن فقتلته وأخذت سيفه وظلت تجاهد به .
* جاهدت فى سبيل الله مع زوجها وابنيها حتى لحق النبى ( صلى الله عليه وسلم
) بالرفيق الأعلى ، وظلت على ذلك ، فشاركت فى قتال المرتدين فى عهد الصديق
، وشهدت معركة اليمامة مع خالد بن الوليد ضد مسيلمة الكذاب ، فقد عاهدت
الله أن تموت دون مسيلمة أو يقتل فإن لها عنده ثأر - فهو الذى قتل ابنها
حبيب - وشاء الله أن يلتقى سيف ولدها عبدالله وحربة وحشى على مسيلمة ، أما
هى فقد قطعت يدها ، وجرحت بضعة عشر جرحًا إلى جانب جراحها القديمة .
والله تعاللى اعلم