قصات شعر إسلامية
المصدر:
الأهرام اليومى
بقلم:
مكرم محمد أحمد
عندما
ظهرت صورة الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رافسنجاني لأول مرة قبل عدة
سنوات، وقد أزاح عمامته السوداء إلي الخلف بعض مسافة قصيرة تتيح إظهار خصلة
من شعره، اعتبرت نساء طهران ما حدث اشارة انفراج تعطيهن الحق في أن يظهرن
خصلة من شعورهن تتدلي علي الجبهة من تحت منديل الرأس، خاصة وأن ابنته فائزة
كانت أكثر انفتاحا من بقية نساء الحوزة الحاكمة، تمارس الرياضة وتكشف
وجهها وتدعو النساء إلي الاهتمام بمظهرهن دون إفراط.
لكن يبدو أن
المحافظين رأوا في إظهار خصلة من شعر المرأة تحت منديل الرأس علامة تحلل،
خاصة أن الرجال بدأوا في التشمير عن سواعدهم أو ارتداء القمصان القصيرة
الأكمام صيفا، الأمر الذي تحرمه الضوابط التي تفرضها الثورة علي سلوك
الأفراد، ويقوم علي تنفيذها رجال الباسيج "شرطة مسلحة ترتدي اللباس المدني"
الذين من حقهم ضبط المخالفين من الرجال والنساء إذا أسرفن في إظهار
زينتهن، باعتبار أن هذه المظاهر تدخل في نطاق محاكاة الغرب وإهدار الزي
الإسلامي الذي يعتبر من المكروه ارتداء الرجال ربطة العنق!
وقبل يومين
أصدرت وزارة الثقافة الإيرانية أول كتالوج للحلاقة الإسلامية للرجال!، يحوي
أنماط قصات الشعر الإسلامية التي يري القائمون علي أمر الثورة الإسلامية
أنها تحافظ علي روح الإسلام ولاتقلد الغرب! ولاتشكل خطرا علي الأخلاق،
وظهرت مسئولة التقاليد في وزارة الثقافة الإيرانية، في مؤتمر صحفي كبير يضم
المئات من حلاقي إيران ومصففي الشعر وهي تروج لأنماط الحلاقة الإسلامية
الجديدة التي تحافظ علي هوية الشباب الإيراني وتحفظ ثقافة الإسلام! ولعل
المفاجأة المهمة ظهور صورة لأحد الشباب المانيكان وهو يرتدي ربطة العنق بما
يعني إسقاط القيود علي استخدام الكرافت، وثمة من يرون أن الرئيس أحمدي
نجاد يهدف من ذلك إلي إظهار بعض التسامح سعيا إلي كسب الشباب الإيراني الذي
يخاصم أغلبه حكومته وينضم للمعارضة، وإظهار عدم حماسه لتصرفات رجال
الباسيج الذين يتعقبون الشباب والشابات في شوارع إيران.