هل هذا الكلام صواب أم خطأ في مسألة التكفير

التقييم : 3 نقاط : 360576 تاريخ التسجيل : 01/01/1970

كتبتُ في منتديات الموصل موضوع أسميته تكفير الجيش والشرطة

وأنقله لكم هنا كما هو وأرجو منكم إخواني الكرام أن تنبهوني عن أي خطأ فيه

إليكم الموضوع كما هو

هذا الموضوع كنت قد كتبته في 15/6/2008

في هذا المنتدى بالقسم الاسلامي والموضوع أُغلق

ولا أدري ما السبب فرأيت أن انزله هنا للرد على بيانات

العضو أحمد من الموصل

كثر الكلام بمسائل التكفير وخصوصاً تكفير المعين وخاض في هذا الحكم من خاض!!

وأكثر من خاضوا في هذا الأمر ناس ليس لهم باع في العلم

وأقل مايقال عنهم أنهم متحمسون وثوريون !!

وقد كثُر القدح والردح على الشرطة والجيش بأنهم كُفار وخارجين عن الملة !!

ولستُ هنا بصدد الدفاع عن الشرطة والجيش

ولكن لتبيان الحق الذي لابد منه مع أن هناك من الجيش والشرطة مسيئين بحق الناس

ومفرطين بحقوقهم وفي بعضهم من الشر مايفوق شر المحتل الكافر

والكلام على هؤلاء المسيئين والمجرمين منهم هل هم كفار خارجين عن الملة

أم هم فُساق

وأما الغير مسييئين منهم فهم كُثُر والحمد لله وقد حكم بعض الجهال والمُكَفِرة

عليهم بالردة والخروج من الملة بمجرد إلتحاقه بالجيش والشرطة !!

فأقول لهؤلاء المكفرة فروخ الخوارج

أن التكفير حكمٌ شرعي من أحكام الدين له أسبابه وضوابطه وشروطه وموانعه وآثاره ،

شأنه في ذلك شأن سائر الأحكام الشرعية .

والتكفير حق لله فلا يكفر إلا من كفره الله ورسوله وأيضاً

فإن تكفير الشخص المعين وجواز قتله موقوف على أن تبلغه الحجة النبوية

التي يكفر من خالفها وإلا فليس كلُّ من جهل شيئا من الدين يكفر

ولا يحكم في التكفير إلا العالم بالأدلة الشرعية

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

في "مجموع الفتاوى" (12/180) :

وأما التكفير فالصواب أن من اجتهد من أمة محمد صلى الله عليه وسلم

وقصد الحق فأخطأ لم يكفر ، بل يغفر له خطؤه ، ومن تبين له ما جاء به الرسول ،

فشاق الرسول من بعد ما تبين له الهدى واتبع غير سبيل المؤمنين فهو كافر ،

ومن اتبع هواه وقصر في طلب الحق وتكلم بلا علم فهو عاص مذنب ،

ثم قد يكون فاسقاً . وقد يكون له حسنات ترجح على سيئاته "

انتهى .

وقال رحمه الله (3/229) :

" هذا مع أني دائماً ومن جالسني يعلم ذلك مني ، أني من أعظم الناس نهياً

عن أن ينسب معين إلى تكفير وتفسيق ومعصية ،

إلا إذا علم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافراً تارة ،

وفاسقاً أخرى ، وعاصياً أخرى ، وإني أقرر أن الله قد غفر لهذه الأمة خطأها ،

وذلك يعم الخطأ في المسائل الخبرية القولية والمسائل العملية .

وما زال السلف يتنازعون في كثير من هذه المسائل ،

ولم يشهد أحد منهم على أحد لا بكفر ولا بفسق ولا بمعصية ... "

وذكر أمثلة ثم قال :

" وكنت أبين أن ما نقل عن السلف والأئمة من إطلاق القول بتكفير من يقول كذا وكذا ،

فهو أيضاً حق ، لكن يجب التفريق بين الإطلاق والتعيين .. "

إلى أن قال :

" والتكفير هو من الوعيد ؛ فإنه وإن كان القول تكذيباً لما قاله الرسول

صلى الله عليه وسلم ، لكن قد يكون الرجل حديث عهد بإسلام ، أو نشأ ببادية بعيدة ،

ومثل هذا لا يكفر بجحد ما يجحده حتى تقوم عليه الحجة ،

وقد يكون الرجل لم يسمع تلك النصوص ، أو سمعها ولم تثبت عنده ،

أو عارضها عنده معارض آخر أوجب تأويلها وإن كان مخطئاً .

وكنت دائماً أذكر الحديث الذي في الصحيحين في الرجل الذي قال :

" إذا أنا مت فأحرقوني ، ثم اسحقوني ، ثم ذروني في اليم ،

فوالله لئن قدر الله عليَّ ليعذبني عذاباً ما عذبه أحداً من العالمين .

ففعلوا به ذلك ،

فقال الله :

ما حملك على ما فعلت ؟

قال : خشيتك . فغفر له"

فهذا رجل شك في قدرة الله وفي إعادته إذا ذري ، بل اعتقد أنه لا يعاد

وهذا كفر باتفاق المسلمين ، لكن كان جاهلاً لا يعلم ذلك ،

وكان مؤمناً يخاف الله أن يعاقبه ، فغفر له بذلك .

والمتأول من أهل الاجتهاد الحريص على متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم

أولى بالمغفرة من مثل هذا "

انتهى .

وقبل الرد من قبل من يرى كفر الجيش والشرطة

مراجعة هذا الرابط لاصول وضوابط التكفير

http://saaid.net/Doat/asmari/m/7.htm

وختاماً

على أفراد الجيش والشرطة

تقوى الله تعالى ومخافته والرأفة بالناس والخوف عليهم ومراعاتهم

ومحاسبة المسيء بحق الناس وإمتهانهم من أفراد الجيش والشرطة

وليس كل من حمل السلاح هو مجرم وإرهابي كما يطلق عليه الأمريكان المحتلين

فهناك مجاهدون بحق لايستهدفون إلا المحتلين وبعيداً عن الأماكن العامة والأسواق

فهؤلاء لايجب معاملتهم كما تتعاملون مع المجرمين والسفاحين بإسم الجهاد !!

وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم

أن يردنا إلى الصواب والحق إنه ولي ذلك والقادرُ عليه

وهذا رابط الموضوع الاصلي

http://www.almawsil.com/vb/showthread.php?t=35679

» مسألة تخصيص وقت للدعاء
» اقتل الكلام بالعمل!
» أسمع ربك أحب الكلام إليه
» الشائعات .. وكثرة الكلام
» الكلام على لا إله إلا الله وتحقيق معنى التوحيد